بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
جعلت النفس مرقاة لمعرفته الله سبحانه وتعالى
العرفان مأخوذ من المعرفه الحاصله من العلم النفساني الحاصل من النظر في
النفس, وطرق صلاحها, واحوالها, وأطوارها, ودائها ودوائها, وسائر خصوصياتها
,والنظر في الآيات الآفاقيه ,ومعرفة الله سبحانه وتعالى ,مما يوجب هداية
الانسان الى التمسك بالدين الحق والشريعه الالهيه التي تمثل المعرفه
الكامله,وما لها من التعلق بعلم التوحيد والنبوه والمعاد,فأن هذه المعرفه
الحقه والحقيقيه بما لها من المراتب الكثيره ,اذا تحققت في فرد ,وجد نفسه
متعلقا بمعدن العظمه والكبرياء ,متصله في وجودها وحياتها وسائر خصوصياتها
بمن لم يكن متناهيا في الحياة والعلم والقدره ,وغيرها من كل كمال ,وأشرقت
عليها من بهائه وسنائه وجماله وجلاله وكماله,ما لم يقدر أي لسان أن يكشفه ,
ولعل كلمة العرفان مأخوذه من الاحاديث المتواتره والتي أشتملت على قولهم
عليهم السلام (من عرف نفسه فقد عرف ربه),والذي يستفاد منه عدة أمور منها,
أولا/ان السبيل لمعرفة الرب عز وجل انما يكون بمعرفة النفس ,فأنها مظهر عظمته وقدرته,وسائر صفاته.
ثانيا/ان المعرفه بالنفس لها مراتب متفاوته كما ان معرفة الرب عز وجل كذلك.
ثالثا/استحالة المعرفه الكامله بالنفس لأستحالة الاحاطه العلميه الكامله بالله سبحانه.
وردت أحاديث كثيرة حول ضرورة معرفة النفس وقدرها وخطورة الجهل بها
واحتقارها ، ذلك لأن معرفة النفس هي الطريق لتفكيك عقدة الحقارة وتجاوزها .
قال الإمام علي عليه السلام في خطبة له : ( من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة علم )
وعنه أيضا في خطبة أخرى قال : ( هلك أمرؤ لم يعرف قدره )
وعنه أيضا قال : ( نال الفوز الأكبر ، من ظفر بمعرفة النفس )
( من جهل قدره جهل كل قدر )
( من عرف نفسه فقد عرف ربه )
( العالم من عرف قدره ، وكفى المرء جهلاً أن لا يعرف قدره ) وعن اميرالمؤمنين عليه السلام.
« العارفُ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَأعْتَقَها و نَزَّهَها عَنْ كُلٍّ يُبَعِّدُهاو يُوبِقُها »
وعن الإمام الصادق عليه السلام : ( إن الله يفوض للمؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه أن يذل نفسه )
عقدةالحقارة . . مظاهرها ونتائجها(1).
ان في الآيات الفرقانية والكلمات الحكمية والعرفانية في هذا الباب كثيرة جداً.
منها قوله تعالى: (اقْرَأ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ
حَسِيباً)(الاسراء آية 14) وقوله : (وَفِي أنفُسِكُمْ أفَلا تُبْصِرُونَ )
(الذاريات آية21)وقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي
أنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُ الحَقُّ)(فصلت آية53).
قال صدر المتألّهين الشرازي(قدس سره) في النبراس الّذي نظّمه في الفقه:
لا تعد عنك بك للكلّ اتّسا *** آسيك فيك دافع عنك الأسى
كلّ الكمال من وجودك اقتبس *** منك اثنتا عشرة عيناً تنبجس
وكلّ ناد يستضئ من باينه *** والقلب باد يستضئ من باطنه
وهذه الأبيات كانت ترجمة كلام أميرالمؤمنين(عليه السلام):
دواؤك فيك ولا تبصر *** وداؤك منك ولا تشعرُ
وأنت الكتاب المبين الّذي *** بأحرفِه يظهرُ المُضمرُ
أتزعم أ نّك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبرُ
أخبرنا عبدالجبار بن شيرياز عن عثمان بن محمد العثماني قال سمعت سهل بن
عبدالله يقول أصل الدنيا الجهل وفرعها الأكل والشرب واللباس والطيب والنساء
والمال والتفاخر والتكاثر وثمرتها المعاصي وعقوبة المعاصي الاصرار وثمرة
الاصرار الغفلة وثمرة الغفلة الاستجراء على الله وقال أيما عبد لم يتورع
ولم يستعمل الورع في عمله انتشرت جوارحه في المعاصي وصار قلبه بيد الشيطان
وملكه فإذا عمل بالعلم دله على الورع فإذا تورع صار قلبه مع الله وقال
العلم دليل والعقل ناصح والنفس بينهما أسير والدنيا مدبرة والآخرة مقبلة
والعدو في ذلك منهزم فيصير العبد عند الله خالصا وإنما سموا ملوكا لأنهم
ملكوا أنفسهم فقهروها واقتدروا عليها فغلبوها وظفروا بها فأسروها فالعارفون
ملكون لأنفسهم مستظهرون عليها والغفلون قد ملكتهم أنفسهم واستظهرت عليهم
بتلوين أهوائها وبلوغ محابها ومناها في الأقوال والأحوال وسائر الأفعال ولا
يفلت من أسر نفسه وحدعتها وسلطانها وغلبة هواها إلا من عرف نفسه فإذا عرف
نفسه على حقيقة معرفتها عرف باريه جل جلاله فإذا عرف نفسه ألزمته معرفتها
شريطة العبودية بحق الربوبية وإعطاء الوحدانية حقها (2). سمعت محمد بن
الحسين بن موسى يقول سمعت أبا بكر محمد بن عبدالله ابن شاذان يقول سمعت بن
سالم يقول سئل سهل بن عبدالله عن سر النفس فقال للنفس سر ما ظهر ذلك السر
على أحد من خلقه إلا على فرعون فقال أنا ربكم الآعلى ولها سبع حجب سماوية
وسبع حجب أرضية فكلما يدفن العبد نفسه أرضا سما قلبه سماء فإذا دفنت النفس
تحت الثرى وصل القلب إلى العرش قال وسمعت سهلا يقول القلب رقيق يؤثر فيه
الشيء اليسير فاحذروا عليه من الخطرات المذمومة فإن أثر القليل عليه كثير
قال وسمعت سهلا يقول كل شيء دون الله فهو وسوسة قال وسئل سهل عن قوله من
عرف نفسه فقد عرف ربه قال من عرف نفسه لربه عرف ربه لنفسه
سمعت أبي يقول سمعت أبا بكر الجوربي يقول سمعت سهل بن عبدالله يقول
الطهارة على ثلاثة أوجه طهارة العلم من الجهل وطهارة الذكر من النسيان
وطهارة الطاعة من المعصية وقال جناية الخاص أعظم عند الله من جناية العام
وجناية الخاص السكون إلى غير الله تعالى والأنس بسواه وقال تستأنس الجوارح
أولا بالعقل ثم يستأنس العقل بالعلم ثم يستأنس العبد بالله وقال من اهتم
للخير لا يكون للرب عنده قدر وقال كل عقوبة طهارة إلا عقوبة القلب فإنها
قسوة قال وسمعت سهلا يقول يا معشر المسلمين قد أعطيتم الإقرار من اللسان
واليقين من القلب وإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وإن له يوما
يبعثكم فيه ويسألكم عن مثاقيل الذر من أعمالكم من خير يجزيكم به أو شر
يعاقبكم عليه إن شاء أو يعفو عنه قال تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم
القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا
حاسبين (3).
--------------------
(1)- معرفة النفس،ج1،ص110.
(2)- حليه الأولياء ،الباب سهل بن عبد الله،ج10،ص205.
(3)- حليه الأولياء ،الباب سهل بن عبد الله،ج10،ص208
جعلت النفس مرقاة لمعرفته الله سبحانه وتعالى
العرفان مأخوذ من المعرفه الحاصله من العلم النفساني الحاصل من النظر في
النفس, وطرق صلاحها, واحوالها, وأطوارها, ودائها ودوائها, وسائر خصوصياتها
,والنظر في الآيات الآفاقيه ,ومعرفة الله سبحانه وتعالى ,مما يوجب هداية
الانسان الى التمسك بالدين الحق والشريعه الالهيه التي تمثل المعرفه
الكامله,وما لها من التعلق بعلم التوحيد والنبوه والمعاد,فأن هذه المعرفه
الحقه والحقيقيه بما لها من المراتب الكثيره ,اذا تحققت في فرد ,وجد نفسه
متعلقا بمعدن العظمه والكبرياء ,متصله في وجودها وحياتها وسائر خصوصياتها
بمن لم يكن متناهيا في الحياة والعلم والقدره ,وغيرها من كل كمال ,وأشرقت
عليها من بهائه وسنائه وجماله وجلاله وكماله,ما لم يقدر أي لسان أن يكشفه ,
ولعل كلمة العرفان مأخوذه من الاحاديث المتواتره والتي أشتملت على قولهم
عليهم السلام (من عرف نفسه فقد عرف ربه),والذي يستفاد منه عدة أمور منها,
أولا/ان السبيل لمعرفة الرب عز وجل انما يكون بمعرفة النفس ,فأنها مظهر عظمته وقدرته,وسائر صفاته.
ثانيا/ان المعرفه بالنفس لها مراتب متفاوته كما ان معرفة الرب عز وجل كذلك.
ثالثا/استحالة المعرفه الكامله بالنفس لأستحالة الاحاطه العلميه الكامله بالله سبحانه.
وردت أحاديث كثيرة حول ضرورة معرفة النفس وقدرها وخطورة الجهل بها
واحتقارها ، ذلك لأن معرفة النفس هي الطريق لتفكيك عقدة الحقارة وتجاوزها .
قال الإمام علي عليه السلام في خطبة له : ( من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة علم )
وعنه أيضا في خطبة أخرى قال : ( هلك أمرؤ لم يعرف قدره )
وعنه أيضا قال : ( نال الفوز الأكبر ، من ظفر بمعرفة النفس )
( من جهل قدره جهل كل قدر )
( من عرف نفسه فقد عرف ربه )
( العالم من عرف قدره ، وكفى المرء جهلاً أن لا يعرف قدره ) وعن اميرالمؤمنين عليه السلام.
« العارفُ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَأعْتَقَها و نَزَّهَها عَنْ كُلٍّ يُبَعِّدُهاو يُوبِقُها »
وعن الإمام الصادق عليه السلام : ( إن الله يفوض للمؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه أن يذل نفسه )
عقدةالحقارة . . مظاهرها ونتائجها(1).
ان في الآيات الفرقانية والكلمات الحكمية والعرفانية في هذا الباب كثيرة جداً.
منها قوله تعالى: (اقْرَأ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ
حَسِيباً)(الاسراء آية 14) وقوله : (وَفِي أنفُسِكُمْ أفَلا تُبْصِرُونَ )
(الذاريات آية21)وقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي
أنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُ الحَقُّ)(فصلت آية53).
قال صدر المتألّهين الشرازي(قدس سره) في النبراس الّذي نظّمه في الفقه:
لا تعد عنك بك للكلّ اتّسا *** آسيك فيك دافع عنك الأسى
كلّ الكمال من وجودك اقتبس *** منك اثنتا عشرة عيناً تنبجس
وكلّ ناد يستضئ من باينه *** والقلب باد يستضئ من باطنه
وهذه الأبيات كانت ترجمة كلام أميرالمؤمنين(عليه السلام):
دواؤك فيك ولا تبصر *** وداؤك منك ولا تشعرُ
وأنت الكتاب المبين الّذي *** بأحرفِه يظهرُ المُضمرُ
أتزعم أ نّك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبرُ
أخبرنا عبدالجبار بن شيرياز عن عثمان بن محمد العثماني قال سمعت سهل بن
عبدالله يقول أصل الدنيا الجهل وفرعها الأكل والشرب واللباس والطيب والنساء
والمال والتفاخر والتكاثر وثمرتها المعاصي وعقوبة المعاصي الاصرار وثمرة
الاصرار الغفلة وثمرة الغفلة الاستجراء على الله وقال أيما عبد لم يتورع
ولم يستعمل الورع في عمله انتشرت جوارحه في المعاصي وصار قلبه بيد الشيطان
وملكه فإذا عمل بالعلم دله على الورع فإذا تورع صار قلبه مع الله وقال
العلم دليل والعقل ناصح والنفس بينهما أسير والدنيا مدبرة والآخرة مقبلة
والعدو في ذلك منهزم فيصير العبد عند الله خالصا وإنما سموا ملوكا لأنهم
ملكوا أنفسهم فقهروها واقتدروا عليها فغلبوها وظفروا بها فأسروها فالعارفون
ملكون لأنفسهم مستظهرون عليها والغفلون قد ملكتهم أنفسهم واستظهرت عليهم
بتلوين أهوائها وبلوغ محابها ومناها في الأقوال والأحوال وسائر الأفعال ولا
يفلت من أسر نفسه وحدعتها وسلطانها وغلبة هواها إلا من عرف نفسه فإذا عرف
نفسه على حقيقة معرفتها عرف باريه جل جلاله فإذا عرف نفسه ألزمته معرفتها
شريطة العبودية بحق الربوبية وإعطاء الوحدانية حقها (2). سمعت محمد بن
الحسين بن موسى يقول سمعت أبا بكر محمد بن عبدالله ابن شاذان يقول سمعت بن
سالم يقول سئل سهل بن عبدالله عن سر النفس فقال للنفس سر ما ظهر ذلك السر
على أحد من خلقه إلا على فرعون فقال أنا ربكم الآعلى ولها سبع حجب سماوية
وسبع حجب أرضية فكلما يدفن العبد نفسه أرضا سما قلبه سماء فإذا دفنت النفس
تحت الثرى وصل القلب إلى العرش قال وسمعت سهلا يقول القلب رقيق يؤثر فيه
الشيء اليسير فاحذروا عليه من الخطرات المذمومة فإن أثر القليل عليه كثير
قال وسمعت سهلا يقول كل شيء دون الله فهو وسوسة قال وسئل سهل عن قوله من
عرف نفسه فقد عرف ربه قال من عرف نفسه لربه عرف ربه لنفسه
سمعت أبي يقول سمعت أبا بكر الجوربي يقول سمعت سهل بن عبدالله يقول
الطهارة على ثلاثة أوجه طهارة العلم من الجهل وطهارة الذكر من النسيان
وطهارة الطاعة من المعصية وقال جناية الخاص أعظم عند الله من جناية العام
وجناية الخاص السكون إلى غير الله تعالى والأنس بسواه وقال تستأنس الجوارح
أولا بالعقل ثم يستأنس العقل بالعلم ثم يستأنس العبد بالله وقال من اهتم
للخير لا يكون للرب عنده قدر وقال كل عقوبة طهارة إلا عقوبة القلب فإنها
قسوة قال وسمعت سهلا يقول يا معشر المسلمين قد أعطيتم الإقرار من اللسان
واليقين من القلب وإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وإن له يوما
يبعثكم فيه ويسألكم عن مثاقيل الذر من أعمالكم من خير يجزيكم به أو شر
يعاقبكم عليه إن شاء أو يعفو عنه قال تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم
القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا
حاسبين (3).
--------------------
(1)- معرفة النفس،ج1،ص110.
(2)- حليه الأولياء ،الباب سهل بن عبد الله،ج10،ص205.
(3)- حليه الأولياء ،الباب سهل بن عبد الله،ج10،ص208
تعليق