بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام محمد واله الطيبين الطاهرين
لا يخفى على من كان له إطلاع لو بسيط في تاريخ المسلمين مدى المظلومية التي لحقت بأمير المؤمنين ؛ فإنه فضلآ عن ابتزاز حقه وغصب أمارته وصل الحد الى أن يسب علنآ وعلى رؤوس ألاشهاد ؛ وأن تكون تلك القضية سنةاتخذها الامويون ونهج على هذا المنوال شيعتهم ؛ والاغرب من ذلك اننا نجد ان من بين هؤلاء من كان بدرجة صحابي وأنت تعلم أن المرئ اذا بلغ هذه الدرجة فانه لا يسال عما يفعل وان كان في ذلك نص واضح وصريح للنبي في النهي عن ذلك ومن جملة هذه الاحاديث
4616 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التيمي ثنا جندل بن والق ثنا بكير بن عثمان البجليقال : سمعت أبا إسحاق التميمي يقول : سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول : حججت و أنا غلام فمررت بالمدينة و إذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فسمعتها تقول : يا شبيب بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف لبيك يا أمتاه قالت يسب رسول الله صلى الله عليه و سلم في ناديكم قال و أنى ذلك ؟ قالت : فعلي بن أبي طالب قال : إنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا قالت : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من سب عليا فقد سبني و من سبني فقد سب الله تعالى
اذا من هؤلاء الصحابة الذين كانوا يسبون عليا ؟
1) معاوية بن ابي سفيان : فان هذا الرجل أول من عمل بهذه السنة وأمضاها وكان يأمر بها حتىالصحابة الذين كان البعض منهم رافضا لهذه الجريمة النكراء ؛ ومن تلك الشواهد
-حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ سَابِطٍ - وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - عَنْ سَعْدِ بْنِأَبِى وَقَّاصٍ قَالَ قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فِى بَعْضِ حَجَّاتِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ فَذَكَرُوا عَلِيًّا فَنَالَ مِنْهُ فَغَضِبَ سَعْدٌ وَقَالَ تَقُولُ هَذَالِرَجُلٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِىٌّ مَوْلاَهُ ». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ « أَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِىَّ بَعْدِى ». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ « لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ».
سنن ابن ماجة 1 / 142
بل ان معاوية جعل من برامج مجلسه فقرة سب علي تسلية له وتطييبا لخواطر ندمائه
ففي سنن الترمذي - كتاب المناقب - باب مناقب علي بن أبي طالب (ر)
إبن أبي عاصم - السنة - باب ما ذكر في فضل علي (ع)
1142 - حدثنا : محمد بن موسى الشامي ، حدثنا : يزيد بن مهران الخباز ،ثنا : أبوبكر بن عياش ، عن الأجلح ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرحمن بن البيلماني، قال : كنا عند معاوية ، فقام رجل فسب علي بن أبي طالب (ع) وسب ، وسب ، فقام سعيدبن زيد بن عمرو بن نفيل ، فقال : يا معاوية ، ألا أرى يسب علي بين يديك ولا تغير ؟فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول : هو مني بمنزلة هارون من موسى.
كتابالسنة لإبن ابي عاصم 3 / 347
2) المغيرة بن شعبة
وهذا الرجل لم يكن ترك السنة التي سنهااميره معاوية بل عمل جاهدا على احيائها ؛ وهذه الشواهد
ما ورد في مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل (ر)
1634 - حدثنا : وكيع ، حدثنا : شعبة ، عن الحر بن الصياح ، عن عبد الرحمن بن الأخنس قال : خطبنا المغيرة بن شعبة فنال من علي (ع) ، فقام سعيد بن زيد فقال : سمعت رسول الله (ص) يقول : النبي في الجنة وأبوبكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة ، ولو شئت أن أسمي العاشر.
وممايؤكد ان هذا الرجل حذا حذو سلفه معاوية حذو النعل بالنعل فان مجالسه كانت تحفل بهذه الفقرات ايضا
واليك الشاهد
1632 - حدثنا : يحيى بن سعيد ، عن صدقة بن المثنى ، حدثني: جدي رياح بن الحارث أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر وعندهأهل الكوفة ، عن يمينه وعن يساره فجاءه رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة فإستقبل المغيرة فسب وسب فقال : من يسب هذا يا مغيرة قال : يسب علي بن أبي طالب، قال : يا مغير بن شعب يا مغير بن شعب ثلاثاًً ألا أسمع أصحاب رسول الله(ص) يسبون عندك لا تنكر ولا تغير
نفس المصدر
3) مروان بن الحكم
فانه كان يصنع ذلك كل صلاة جمعة تقربا بذلك الى الله ؛ وهذا ما أورده ابن حجر في المطالب العالية
بهذا النص
إبن حجر - المطالب العالية - كتاب الفتوح 12 / 456
4581 - وقال إسحاق، أنا : إسماعيل بن إبراهيم ، عن إبن عوان ، عن عمير بن إسحاق قال : كان مروان أميراًعلينا سنين ، فكان يسب علياًً كل جمعة على المنبر، ثم عزل مروان ، واستعمل سعيد بن العاص سنين ، فكان لا يسبه ، ثم عزلسعيد ، وأعيد مروان ، فكان يسبه ،
هذا الكلام الذي درت عليه في غرف الوهابية الصوتية ولم اجد له جوابا بل ان الاخوة السلفيين الموحدين استقبلوني بكلمات تدلعلى مدى وعيهم وحرصهم على وحدة نسيج الصحابة من هذه الكلمات انك لن تلقي عليناالشبهات واتهامي بالجهل ومن ثم طردت من هذه الغرف الموحدة لأني تكلمت كلاما ما كان لي ان انبس فبه ببنت شفة وكما تعودت القول في الختام ( أترك الحكم للقارئ العزيز )