بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى عن العياشي في حديث طويل قال سُأل أبو عبد الله (عليه السلام) أبا حنيفة عن هذه الآية { قوله لتسئلن يومئذ عن النعيم }، فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام، و الماء البارد فقال: لئن أوقفك يوم القيامة بين يديه حتى سألك عن كل أكلة أكلتها، و شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن – أهل البيت - النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، و بنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين، و بنا ألف الله بين قلوبهم و جعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء، وبنا هداهم الله للإسلام، وهو النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم الله عليهم، و هو النبي و عترته (صلى الله عليه واله) اجمعين, ثبتنا الله واياكم مشاهدينا الكرام على دينه وموالاة اهل بيته الاطهار .
اذن النعم في كل شيء وهنا نقول لو فقدت احد هذه النعم لا يعني الفقر والفاقة منها لان الله سبحانه اودع لنا كنوز من النعم لا تحصى ولا تعد , وانما نحتاج الى التفكر بها لنخرج من هذه الكنوز ما يعوض عما فقدناه بغيره من النعم , اذن لابد لنا ان نتفكر بهذه النعم دوماً ولا نندم على ما فقدنا منها , وان عدم التفكر بالنعم الالهية اي عدم الايمان والتسليم المطلق لله فهذا هو البعد عن الله سبحانه وتعالى وان عدم التفكر بالنعم الالهية سببه الفراغ الفكري من المعرفة الحقيقية بنعم الله سبحانه وتعالى . الحمد لله والشكر لله على نعم الله وادام الله علينا نعمه امين يا الله .
المصدر : مجمع البيان : الشيخ الطبرسي , ج1ص433 .
تعليق