بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
• س:إذا استغفر الإنسان لذنب فعله، ثم عاد وارتكب الذنب لعدة مرات وعاد واستغفر من جديد، فهل يتقبل الله بعد ذلك توبته واستغفاره؟
• ج: باب التوبة مفتوح إلى ما قبل الموت:
إن الله تعالى يؤكد لنا أن باب التوبة يبقى مفتوحاً دائماً، ولهذا نجد الآية القرآنية تقول "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر:53].
فالله يغفر حتى للذين تجاوزوا الحدود.
كذلك ورد في القرآن الكريم إن الإنسان يمكن أن يحقق التوبة طالما لم يأته الموت:
"إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ.."
كما فعل فرعون عندما أتاه الموت "قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [يونس:90]، وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" [النساء:17و18]. ولهذا ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله):
"من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته"..
الحرص على التوبة النصوح:
نؤكد دائماً على أن التوبة يجب أن تكون توبة نصوحًا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا" [التحريم:8]. والتوبة النصوح يجب أن تتوفر فيها هذه الشروط: أن يندم الإنسان على ما فعل، ويستغفر الله باللسان، ثم يقرر ألا يعود إلى المعصية أبداً، "التوبة على أربع دعائم، ندم في القلب، استغفار باللسان، عمل بالجوارح، وعزم على أن لا يعود"، ثم يتابع حياته على أساس صحيح.
لذلك يجب أن يكون الإنسان حريصاً على أن يتوب، يقول الإمام زين العابدين " واجعل ختام ما تحصي علينا كتبة أعمالنا توبة مقبولة لا توقفنا بعدها على ذنب اجترحناه، ولا معصية اقترفناها ".
بعض الناس يعتقدون أن بامكانهم ارتكاب الذنوب ثم التوبة بعد ذلك، ولكن يجب أن يفكر الإنسان ماذا لو لم يستطع أن يتوب.. ثم عليه أن يفكر بأن الله قد يرى أنه غير جدير أن يقبل توبته، فالأمر عند الله، وهو دائماً يقول "وعسى الله"، كما في الآية " وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [التوبة:102].
إذن يجب أن يكون عند الإنسان حذر من أنه قد يصل إلى مرحلة لا يكون فيها مؤهّلاً ليحصل على توبة الله..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق