الاختيار والاضطرار:
------------------------------
قال تعالى: ((قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى))
فقد جعل الله تعالى الأجر الحقيقي للدين محبة أهل البيت الطاهرين.
أمرنا الله بالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها... وما هذه الأعمال إلا نوايا في العقل مشفوعةً بأفعال في الجوارح. فبإمكان الإنسان أن يؤديها ولو بكلفة أو تكاسل أو تثاقل... ولكن... هل أن قلب الإنسان طائع كعقله حتى يُؤمر بحب فلان وبغض فلان؟؟؟ من البديهي أن الإجابة بالنفي، لذا كيف يأمر الله بشيء لا خيار للإنسان فيه؟؟؟!!!
وجوابه: حسب فهمي... عندما خلق الله سبحانه وتعالى القلوب، جعلها منجذبةً نحو الكمال... متنفرةً عن النقص... فالقلب يحب الصدق والشجاعة والأمانة... ويكره الكذب والجبن والخيانة...
لذا فإن الله لم ولن يأمر على نحو الأطلاق بمحبة أحد يشتمل على ذرة قبح أو نقص مطلقاً. فقبل أن يأمرنا الله تعالى بمحبة أهل البيت (ع) فإنه تعالى قال: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)). والرجس اسم عام يشمل جميع الخبائث النفسية والقاذورات القلبية... وأهل البيت ع براء من ذلك كله. فرسول الله وحبيبه ص إنما بعث ليتم مكارم الأخلاق، وفاطمة الزهراء روحه التي بين جنبيه وسيدة نساء العالمين، وعلي أخوه وهو منه بمنزلة هارون من موسى، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. لذا فإن الله أمر بمحبة أناس هم مرآة الكمال والجمال... وبالتالي يرتفع الإشكال
تعليق