لطالما كانت شرائع السماء تأتي بمناهج تربوية لهداية البشر ولبيان أُسس وصحة فضائل الخُلق العظيم في التعامل مع الافراد فيما بينهم , فإنها تضع امام نصب أعينهم قدوة يلتفتون اليها, في كل حين لتصحيح ما يُفسد مبادئهم,من سلوكيات خاطئة وصور ترسبت في أذهانهم لا صحة لها مقابل القيم العالية الحقة .
فكان يُتم النبي (صلى الله عليه واله) وايواء عمه ابو طالب له خير اسوة للمجتمع الاسلامي, للتعامل مع هذه الشريحة المنكوبة في المجتمع , وامتصاص عُقدة الحرمان منهم, التي تترك اثر لديهم تُسبب لهم عقدة الحقارة والحقد على الاخرين ولذلك نلاحظ الشريعة الاسلامية تُركز على هذه الحقوق الاجتماعية لهولاء الضعفاء واحتضانهم وايوائهم, ليكون عيشهم في اجواء ملئها الحنان, للتعويض عن ما فقدوه من عواطف الابوة .
ولذلك خصص الكتاب العزيز العديد من الآيات التي تركز تركيزاً كبيراً على هذه الشريحة المنكوبة وتحذر من تحقير اليتيم واهانته وقهره ففي قوله تعالى : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى} وايضاً{ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} و{وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} و{ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} فجمعت هذه الآيات المباركة اوجه كثيرة من الدروس والعبر يستفاد منها في توجيه السلوك نحو المبادئ التي يجب ان تُتخذ في التعامل مع اليتم . فسلام الله على عم النبي (صلى الله عليه واله) ابي طالب سيد البطحاء الذي كان مصداق عالي في كيفية التعامل مع اليتم .
المصدر: أصول الكافي وص 368 ج1-
, منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة:حبيب الله الهاشمي الخوئي:ج 17 - ص 354 .
تعليق