بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
جاء في ديوان مولوي اللهم صلِّ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ذات يوم تنبّه حكيم لبيب طاعن في السن الى تشوش أعز تلاميذه لديه منذ أيام وإستغراقه في التفكير . بعد تفحص الموضوع فظن ان الفتى قد أغرم بجارية تقصى الحكيم أمرها حتى أهتدى الى محل سكناها قرر الحكيم أن يلقن تلميذه الذي يكن له حبأً شديداً درساً في الحكمة والعرفان من خلال هذه القضية وليتبين مدى تعلقه بالجارية وهل أنه أختار الفتاة لحب شهواني أجج نيرانه مظهرها الفاتن أم أن حب حقيقي إلهي أنبثق من روحه ومعنوياته .
شمر الحكيم عن ساعد الهمة ومهد لنفسه طريق معاشرة أهل الدار فصار يرتادها للقائهم وإرشادهم وهو في كل مرة يدس في طعام الجارية دواء يصيبها بالإسهال الشديد فتستغيث به المسكينة وهي ترى نفسها على تلك الحال فيطمئنها بإنها ستتخلص من هذه الحالة خلال يومين وبالفعل لم يبدأ معالجتها إلا بعد يومين كان الهزال والذبول قد دبا في جسمها ووجهها حتى اذن لها سيدها أن تركن عدة أيام للراحة عندئذِ سارع الحكيم الى طلب تلميذه وزف له البشرى بإنه قد وفر الظروف المناسبة لزواجه مع الجارية بعد أن أشتراها بسعر باهض واطلقها فبإمكانه الآن أن يختارها زوجة له بفراغ بال كاد الفتى يغمى عليه لفرط هياجه كان يتلهف للقياها ولكن ما أن رأى الفتاة على تلك الحال شاحبة ذابلة حتى صعق لرؤيتها وشعر أن كسفاً من السماء قد سقط على رأسه تمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه وبعد دقائق ثاب لرشده وألتفت الى الحكيم وأستمهله عدة أيام ليتدارس الموضوع بدقة عاجله الحكيم بالقول وهو يعلم السر في طلبه هذا ما دهاك يا فتى؟
أليست هي التي تيمت قلبك وملكت عليك جوارحك ؟ فلم خفت حبك لها ورجاؤك فيها ؟
ثم أردف قائلاً: إن هذه الفتاة الفاتنة لم تنتقص خلال هذه الفترة إلا ما طرحته أمعاؤها من فضلات وما سواها قائم على حاله راسخ في وجودها هل يا ترى كان قد أغرم بتلك الفضلات ليتخلى عنها في مثل هذه الظروف ؟ !
ما هو رأيكم بالقصة وما العبرة التي أستقيتموها منها بينوا لنا ذلك كلا حسب منهله
وما هو رايك بمن يتظاهر بالحب والمودة للمال والجمال من غير الحب في الله تعالى ومن اجل الله تعالى
ودمتم سالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق