إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اهمية الاخلاق الحسنه:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اهمية الاخلاق الحسنه:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خير الانام محمد وآله الكرام

    إن عصرنا الحالي حافل بالأحداث المتنوعة المُخيفة والغريبة والمُفاجئة، والتي تكدر صفو المزاج، وتُتعب النفس الانسانية وتُصيبها بالضيق والإحباط والخوف من المجهول
    ،غير أن كل ما نواجهه من ضُغوطات مُرهقة وخانقة من جراء تأثير تلك التغيرات الحياتية، يتلاشى أمام نظرة حانية وابتسامة طيبة، وخُلُق جميل وكلمة مُنمقة، ومنطق سليم، وقلب مُحب عطوف ذو نية صافية، وذلك القلب لايمتلكه إلا صاحب الأخلاق الكريمة الحميدة والايمان المُتقد، واللذي يُشعرك ما إن تعاشره أو تتعامل معه بأن الدنيا لاتزال بخير.

    نعم، فالأخلاق الكريمة هي أساس رُقي المجتمعات وتقدُمها ، فهي عنوان الأمم وهوية تلك المجتمعات، فأمة بلا أخلاق هي أمة مُنتهية وخاربة وفاسدة، لا هوية لها ولا مكانة فضلا عن أن سمعتُها ضائعة و في مهب الريح ، لأن الأخلاق ضرورية جدا في كل الأحوال من أجل التقريب في العلاقات بين الأفراد على سبيل المثال،

    ودفعها (أي العلاقات) إلى الأمام، فهي تُحسن من صورة المجتمع وصورة الأمة ووجودها مُلح للغاية، تصوروا معي أمة أو مجتمعا بلا أخلاق كيف سيكون حاله أو مصيره؟؟؟ سيبدو مجتمعا غريبا وشاذا وغير أخلاقي وفوضوي وبغيض بالتأكيد لاوزن له ولا مقدار؟؟؟؟!

    فيجب على أفراد أي مجتمع أن يتصرفوا وفق ضوابط ومعايير معينة في علاقاتهم مع بعضهم البعض، من التزام للأدب في القول والفعل على وجه التحديد، لأن غياب ذلك يخلق نوعا من العدائية تجاه بعضهم مما يتسبب في حدوث الكراهية التي تؤدي إلى توتر العلاقات بين الأفراد، وتُحدث شروخا في المجتمعات، مما سيؤدي إلى الفوضى التي هي أساس الخراب والدمار لأي مجتمع كان.

    الأخلاق الفاضلة الجميلة دليل إيمان قوي بالله وراسخ البنيان ، ودليل بيئة نظيفة وسريرة تخلو من الخبث، يجب أن يعي الجميع بأن الكلمة الطيبة تدل على حسن الخلق أيضا، فلها الأثر الكبير على المُتلقي أو السامع، ولذا من الواجب أن نستخدم الكلمات والجمل المُهذبة التي تترك أثرا حميدا في النفس،

    والتي تنشرالود والمحبة لا تلك التي تؤجج مشاعر البغض والكراهية والتي تنم عن حسد وضغينة لامبرر لهما ولامسوغ حتى!! جميل أن يكون الفرد اجتماعيا يُحب الظهور أمام الناس والاختلاط بهم وتحيتهم والسؤال عنهم ولكن لذلك حدود وقيود؟؟ فأن تكون اجتماعيا فهذا يفرض عليك أن تكون مُحترما ومُهذبا ولبقا في تعاملك مع الآخرين، احترم نفسك حتى يحترمك الاخرون ؟ إني ألاحظ أن بعض الاشخاص يتصرفون على سجيتهم الغير مقبولة أمام الناس !

    فيستخدم كما من الكلمات القاسية الجارحة في تعليقاته، ويتصرف بطريقة همجية وغير انسانية أبعد ماتكون عن الادب والتهذيب! فضلا عن أنه لايُبالي بما تركه ذلك التعليق أوالكلام الجارح في نفس مُتلقيه! (هذا الأسلوب في التعامل منتشر في الأوساط النسائية بالتحديد!! لأن المسألة -على مايبدو- هو أن المرأة في علاقتها مع غيرها من النساء تحكمها الغيرة والحسد، مما يدفعها لأن تتعامل معهن بهذه الطريقة عمدا ؟؟)

    وإن هذا حتما لهو تصرف غير أخلاقي وغير مقبول، فأن يكون الانسان اجتماعيا فهذا معناه أن يكون مُهذبا ومُحترما في طريقة تعاطيه مع افراد المجتمع، فتلك مسؤولية وهو يتحمل مسؤلية خروجه للعلن واختلاطه بالناس دون أن يتجاوز حدوده، فلا الكل يتقبل النقد الجارح أوالكلمة الخبيثة التي تنم عن سريرة خبيثة وما أكثر هؤلاء في مجتمعنا !

    إن هنالك حدودا في التعامل بين الأفراد، وحري بنا جميعا ألا نتعدى تلك الحدود أو نعتدي عليها وأن نقف عندها ونحترم الجميع مثلما نريد منهم أن يحترمونا،ان الاختلافات بين الناس أمر بديهي، ولذا ينبغي أن يتفهم الجميع ويتنبهوا لتلك المسألة، معاشرة الناس والتعامل المباشر معهم عن قرب يفرض ذلك احترامهم ومعاملتهم بلباقة ولياقة وأدب وتهذيب، فالفرد منا مسؤول أمام أو تجاه الكلمة التي تخرج منه والتصرف اللذي يصدر منه ، فمفعول الكلمة عظيم وتأثيرها عميق ولا يُستهان به، أحيانا تنتهي وتتهدم
    علاقات انسانية عميقة مضى عليها زمن طويل والسبب كلمة أوبضع كلمات قيلت دون تفكير وفي لحظة غضب أو بدافع حقد وحسد؟!

    ولهذا فأنت وحدك المسؤول عن كلماتك وألفاظك و لا أحد غيرك، والكلمة الطيبة الجميلة المُنمقة ذات التأثير المحبب المُريح هي التي تصدر من انسان حسن الخُلُق والإيمان، ثم إن عدم اختيار الألفاظ اللائقة والمُهذبة هو نتيجة ضعف في
    الاخلاق ونقص في الإيمان، لأن الكلمة الطيبة من الايمان و حُسن الخلق، فالانسان المؤمن يحسب حساب كل كلمة يقولها.. أيُناسب أن يقولها أم لا؟،

    وبما أن الحياء شعبة من شعب الإيمان، لذا فإنه ليستحي من الكلمات التي تُسبب أذى لمشاعر غيره، فيمتنع عن قولها مراعاة لتلك المشاعر، وأيضا من باب الأدب في الحديث وكيفية التعامل مع الآخرين.

    إن رجلا بلا أخلاق إيمانية هو رجل سئ لاخير فيه ولايمكن الوثوق به أو الاعتماد عليه، وإن امرأة بلا أخلاق هي امرأة سيئة لاخير فيها ولا يمكن الوثوق بما في قلبها كذلك، لقد كان نبي الرحمة نبينا محمد (ص) سيدا في الأخلاق العظيمة الرفيعة والفضيلة ولقد تميز بمكارم الأخلاق... فكان خُلُقُه القرآن ولذلك نال من الله جل وعلا شرف أن يكون خاتم الانبياء والمُرسلين، وكما قال الله تعالى في حقه عليه الصلاة والسلام وإنك لعلى خُلُقُ عظيم) القلم (4)،

    إن أخلاق الانسان تُعد غاية في الأهمية وخاصة حين يكون هذا الشخص مُكلفا ومسؤولا عن العالمين كما هو الحال مع نبينا وسيدنا (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، فلقد أمره الله بألا يكون فظا غليظ القلب فينفض الأخرون من حوله،حين قال تعالى وَلَو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لاَنفَضُّواْ مِن حَولِكَ) (آل عمران 159) ،على الإنسان أن يكون لينا ومرنا في تعامله مع الغير فالدين معاملة، ونبينا الكريم وأهل بيته الكرام الأطهار(ع) قدوتنا،

    فنحن أمة المصطفى محمد (ص) ولذا كان لزاما أن نقتدي به وبأهل بيته في كل شئ ما استطعنا لتُصبح أخلاقنا ومنهجنا هي منهج واخلاق نبينا محمد وأهل بيت النبوة، وهذا بدوره ما سيُحدد هويتنا ويُميزنا عن غيرنا، لا أن ننظر الى الامر لمجرد أننا أمة محمد وأهل بيته دون تطبيق منهجهم على سلوكنا!!!

    ثم إن أخلاق المؤمن تتجسد في معاملته فينبغي أن يُطبق ذلك على الناس وفي حياته، وأن يكون قدوة صالحة حية ليؤثر فيهم و ليكون مؤمنا بحق، وهذا الأمر يؤثر كثيرا -بدوره- على صلاح المجتمع وسلامته.
    إن معنى أن يُكافح ويُجاهد المرء من أجل أن يُهذب من أخلاقه ويقومها هو أنه قد مارس نوعا من جهاد النفس، فهوهنا يُجاهد نفسه بأن يكون صالحا مُستقيما مُهذبا وخلوقا، وهو يفعل ذلك لوجه الله بكل تأكيد ولذا يدخل ما يفعله في خانة جهاد النفس.

    إن أخلاق الانسان وطبعه وتصرفاته تكشف عن مكنونات صدره و معدنه الحقيقي، وأعني بها تلك الأخلاق الحقيقية التي تنبع منه عفويا و من نفس طيبة صافية لا من أجل مصلحة ما، أو لنيل المكانة والرضا عند شخص معين؟ كلا، لأن ذلك نوع من النفاق الاجتماعي الغير مُستحب!.

    وجود الانسان قرب أناس عديموا الأخلاق يجعله يشعر بأن لامعنى للحياة ولاخير فيها! لأن الحياة في الأخلاق الكريمة الفاضلة فعلا والتي هي أساس لبقاء الامم وارتقائها واستمراريتها..يقول أمير الشعراء شوقى "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا". إن العيب في أية أمة لايتمثل في وجود أو تفشي مجموعة صفات قبيحة ومنبوذة وغير مقبولة فحسب، بل العيب أيضا في تصرف أفرادها أنفسهم!،

    في كيفية تعاطيهم مع بعضهم البعض ومعالجتهم للقضايا والأمور؟، وكذلك في كيفية تفاعلهم مع مُجريات الأحداث والمستجدات منها بسوء فهم ولامُبالاة أومعاملة غير أخلاقية لبعضهم، من استهزاء وسخرية وتكبر، وعدم اعطاء كل ذي حق حقه، والميل إلى التمييز القبلي والطائفي، وقذف الأعراض أو الاعتداء عليها والنيل من السمعة والشرف ، بالإضافة إلى أقبح وأسوأ ما يمكن أن تتصف به أمة من الأمم وهو النفاق يتبعه الكذب والغيبة والنميمة...

    الى آخرها من الصفات المُحرمة والمقيتة ، وإني لأرى أن انتهاء أية أمة والسبب لانتهاء أخلاق أفرادها، والامر اللذي يساعد على ذلك ويُسرع أو يُعجل من حدوثه، هو غياب العدل أو العدالة بين الأفراد، التمييز بينهم في الحقوق يخلق العداء والكراهية ويؤجج الحقد في النفوس، إن الآفة الحقيقية التي تقف وراء انحسار
    الاخلاق في أية مجتمع تتمثل في عدم وجود عدالة في ذلك المجتمع، او أن العدل فيها يطال أفرادا دون آخرين في نفس المجتمع، هذا الامر سيُؤدي حتما إلى غياب الأخلاق اللذي سيكون سببه من جراء نشوء الحقد والضغينة والحسد في نفوس بعض أفراد المجتمع ممن لم يطالهم العدل ولم ينعموا بالحصول على حقوقهم المشروعة المُستحقة!!،

    وبالمقابل سيتصرف من حصلوا على حقوقهم بشئ من الغرور والتعالي على أقرانهم مماسيُقلل من شأن أولئك و يولد الحقد في نفوسهم حنقا عليهم... فيؤدي هذا إلى فساد أخلاقي خطير، و لذا فمن العدل والضروري أن يتساوى الجميع في الحقوق حتى تعم المحبة ويسود الود والوئام والسلام كيان المجتمع الاسلامي بأكمله .

    إن الأخلاق الفاضلة تنشر السلام والرحمة والمحبة والخير والصلاح في محيط المجتمع الإنساني،فالأخلاق الإيمانية كالتواضع والصدق وطيبة القلب والعفو عند المقدرة، وحب الخير للناس وعدم ايذاء الآخرين أو مضرتهم بالقول أو الفعل، والتغاضي عن عيوبهم وهفواتهم، وتقديرهم واحترامهم وعدم التعالي أو التكبر عليهم،

    والأمر بالمعروف والنهي عن المنكركلها وأكثر تُشعر الإنسان بأن الدنيا لاتزال بخير، وبأن الطيبون لا يزالون يعيشون بيننا ينشرون الحب والود في غيرهم وفي محيطهم، من خلال سلوكهم العظيم وتصرفهم الطيب لأنهم بحق فخر لمجتمعاتهم وكنز عظيم لا ينضب أبدا.

    هنالك نقطة أود أن أزيد في التركيزعليها وهي أنه كلما ضعُف ايمان مرء ازدادت أخلاقه سوءا ،وهذه حقيقة ومؤشر خطر! ذلك لأن قُبح أخلاق الأفراد أو زوالها في مجتمع أو أمة ما، معناه أن كل ماهو ممنوع وغير مرغوب به هو مسموح وأمر عادي في ذلك المجتمع أوفي تلك الأمة !! لأن الاستهانة أو التهاون في أمر -على ما أظن- يعني الاستهانة ببقية الأمور.. والله تعالى أعلم.

    فلاخير في أمة لاتعرف طريقا للأخلاق الحسنة ! لأنها إن بقيت على هذه الحال تكون بذلك قد كتبت وأسست لنهايتها من دون أن تشعرأو تُدرك!، فلا طائل يُرتجى منها إلى أبد الآبدين، فالأخلاق الحميدة هي منبع السعادة الروحية والصفاء النفسي، فالناس بأخلاقهم وبطريقة تعاملهم مع من حولهم، فهكذا يُقاس الفرد منا بأخلاقه وبإيمانه،

    الفرد بدون أخلاق كالغصن بلا أوراق وكالشجرة بلا جذور أو أساس، فهي التي تُميز فردا عن الاخر فتُعظمه في أعين الناس، وتُسكنه القلوب وتُحببه إلى النفوس، الأخلاق العالية الفاضلة العظيمة هي دليل على الايمان القوي، فالانسان المؤمن بطبعه خلوق وكريم ويُحب الخير للجميع فلا يظلم أويؤذي أحدا،

    لذا كان التقي المؤمن هو من يتحلى بمكارم
    الاخلاق لأنه يخاف الله في جميع أموره في نفسه وفي غيره سرا وعلانية، ثم إن عدم وجود الاخلاق أوغيابها يُحدث في بعض النفوس ضيقا وحنقا على المجتمع، ووجودها يُشعر القلب بالراحة والطمأنينة وكل هذا يؤثر تاثيرا بالغا على وضع المجتمع واستقراره.

    بقي أن أقول للتذكير أن الإيمان بالله سبحانه، والإيمان بكل ما يؤدي الى الإقراربقدرته و بعظمته، له التأثير العميق على شخصية الإنسان في كل نواحي حياته، بما في ذلك تأثيره على ألفاظه وتصرفاته، الانسان المؤمن يُؤمن بأن الدين المعاملة زيادة على أداءه الفرائض والواجبات الدينية،

    فكل ما يقوم به من فروض تجاه ربه وتجاه دينه تُؤثر على سلوكه في المجتمع وطريقة معاملته لأفراد المجتمع، وتصبغه بهالة من الهيبة والسكينة والوقار، فلتكن الأخلاق الحسنة هي ما نسعى لتحقيقه في حياتنا، فلتكن هدفنا وما يُعبر عنا،و طريقُنا ومنهاجنا في حياتنا الدنيا، فلا منفعة في حياة... بلا المكارم من الأخلاق.
    ونسأل من العلي الاعلى ان يوفقنا لان نتحلى بالاخلاق الحميده آمين رب العالمين



  • #2
    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك سيدنا الجليل
    وفقك الله لكل خير

    التعديل الأخير تم بواسطة العلوية ; الساعة 08-06-2013, 11:38 PM. سبب آخر:
    sigpic

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صلى على محمد وال محمد

      شكراً لكم أخي العزيزة
      ((سيد
      العرداوي ))

      على الطرح القيم ، وجعله الله في ميزان حسناتكم .

      موفق يارب
      لكل خير

      الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم عجل لوليك الفرج ...بارك الله بيكم أخي سيد العردواي
        بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين . عميت عين لا تراك عليها رقيبا

        تعليق


        • #5
          منقول من المنتدى العام 422012

          تعليق

          يعمل...
          X