بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على حبيب آله العالمين ابي القاسم محمد وىله الطيبين الطاهرين .
الدنيا في نظر الإمام أمير الؤمنين علي ابن أبي طالب عليهما السلام:
· منزلة الدنيا عند الإمام علي عليه السلام :
(( والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم ))
بعدما قراءنا هذه الكلمات أرتسمت في أذهاننا صورة الزهد عند أمير المؤمنين عليه السلام من خلال قصة يحكيها أحد رواة واصحاب الإمام وهو " ضرار ابن حمزة الضبابي " عند دخوله على معاوية (لع) ومسألته ِ له عن الإمام علي عليه السلام ، فيصور ابن حمزة أمير المؤمنين بصورة الزاهد (1) العابد الراهب الراغب ، صورة تشد الإنسان ليعيش مع الإمام علي عليه السلام بضع لحظات وهو ينشد " يادنيا يادنيا(2) اليك عني ..."في ساعات الليل وهو يبكي حيث يبين عليه السلام بأن الرغبة فيها مفقودة ، وإنه ينحيها عن ناظريه وينعتها بأبلغ بيان :
فقوله عليه السلام اليك عني :أي ابتعدي عني او من امامي وابحثي عمن يحبك ويرغب فيك ، أنت تتصدين(3) لي وتعترضين سبيلي بما فيك ن وأنت في شوقٍ اليَّ بان ترميني بدواهيكِ (4) ولكن لاكان ذلك ولايكون الوقت الذي أقع فيه فريسة سائغة بين يديك ، ثم يستمر عليه السلام في الكلام إلى أن يقول لها طلقتك ثلاثاً ، أي الطلاق البائن (5) وهو احد انواع الطلاق الذي لايمكن الرجوع فيه هذا من ناحية زهدهِ عليه السلام عن الدنيا ومافيها ، ولكن نظرته اليها تختلف فهو يراها في اشنع (6) صورة :عندما يقول عليه السلام إنها { أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم }
إن منظر الإنسان الذي أصيب بمرض الجذام ، وأعضاؤه تتساقط يكون في صورة قبيحة ، ولانجد قبحاً اشد منه ، فيصور ويصف الإمام علي عليه السلام الدنيا في نظره كصورة المجذوم الذي تتقطع أوصاله شيئاً فشيئاً وهو يحمل في يده عظمة خنزير خالية من اللحم او عليها شيء قليل من اللحم ، فيالها من صورة تتقزز (7) النفس منها وقد لاتتحمل تصورها في ذهنك لشدة قبحها ، فالدنيا في نظر أمير المؤمنين صلوات ربي عليه " أحقر وأخف من عظم خنزير خنزير في يد مجذوم "
· ووصفها أيضاً (( مثل الدنيا كمثل الحية ، ليّنٌ مسها ، والسم الناقع في جوفه يهوي اليها الغرُ الجاهل ، ويحذرها ذو اللب العاقل ))
يتبع توضيحها إن شاء الله تعالى
- - - - - - - - - - -
1- الزهد : هو ترك ما في الدنيا ابتغاء لما عند الله من الثواب
2- إلَيْكَ عَنِّي ": فعل أمر ، أَي اِبْتَعِدْ ، تَنَحَّ ، كُفَّ
3- تتصدين : يقال تصدَّىلفلان تعرَّض له رافعًا رأسَه إليه ، أقبل عليه بوجهه مُصغيًا لكلامه " { أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى . فَأَنْتَ لَهُتَصَدَّى}: أصله تتصدَّى ".
4- بدواهيك :دواهي الدَّهر : ما يصيب الناسَ من نوائبَ ومصائبَ، المحن ، البلايا ، الأمر العظيم ... .
5- الطلاق البائن بينونة كبرى : هو الطلاق المتمم للثلاث ولا يحق له إرجاعها فيه حتى تنكح زوجا غيره ويدخل بها دخولا صحيحا
6- أشنع : قبيح كريه .
7- تقزز: أشمئز منه ، كرهه ، عافه .
*************
الموضوع مؤلف
المصادر :
1. نهج البلاغة : للشريف الرضي (قده)
2. شرح نهج البلاغة وشرح حكم نهج البلاغة للشيخ عباس القمي ( قده )
3. توضيح نهج البلاغة للسيد ىية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي ( قده )
4. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للسيد الخوئي ( قده )
5. معاجم اللغة : الوسيط ، اللغة العربية المعاصر ، المغني ، الزائد .
6. معجم المصطلحات الفقهية .
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على حبيب آله العالمين ابي القاسم محمد وىله الطيبين الطاهرين .
الدنيا في نظر الإمام أمير الؤمنين علي ابن أبي طالب عليهما السلام:
· منزلة الدنيا عند الإمام علي عليه السلام :
(( والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم ))
بعدما قراءنا هذه الكلمات أرتسمت في أذهاننا صورة الزهد عند أمير المؤمنين عليه السلام من خلال قصة يحكيها أحد رواة واصحاب الإمام وهو " ضرار ابن حمزة الضبابي " عند دخوله على معاوية (لع) ومسألته ِ له عن الإمام علي عليه السلام ، فيصور ابن حمزة أمير المؤمنين بصورة الزاهد (1) العابد الراهب الراغب ، صورة تشد الإنسان ليعيش مع الإمام علي عليه السلام بضع لحظات وهو ينشد " يادنيا يادنيا(2) اليك عني ..."في ساعات الليل وهو يبكي حيث يبين عليه السلام بأن الرغبة فيها مفقودة ، وإنه ينحيها عن ناظريه وينعتها بأبلغ بيان :
فقوله عليه السلام اليك عني :أي ابتعدي عني او من امامي وابحثي عمن يحبك ويرغب فيك ، أنت تتصدين(3) لي وتعترضين سبيلي بما فيك ن وأنت في شوقٍ اليَّ بان ترميني بدواهيكِ (4) ولكن لاكان ذلك ولايكون الوقت الذي أقع فيه فريسة سائغة بين يديك ، ثم يستمر عليه السلام في الكلام إلى أن يقول لها طلقتك ثلاثاً ، أي الطلاق البائن (5) وهو احد انواع الطلاق الذي لايمكن الرجوع فيه هذا من ناحية زهدهِ عليه السلام عن الدنيا ومافيها ، ولكن نظرته اليها تختلف فهو يراها في اشنع (6) صورة :عندما يقول عليه السلام إنها { أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم }
الكلمة |
معناها |
اهون |
أحقر ، أخف |
عراق |
يقال بكسر العين وفتح الراء العِرَاق من الحَشَا : ما كان فوقَ السُّرَّةِ معترِضا بالبَطْنِ ، ويقال عُراق بضم العين وفتح الراء مافي بطن الخنزير ( كرشه ) ويقال : وهو العظم الذي عليه شيء من اللحم |
كرشه |
مَعِدَةُ كُلِّ حَيَوَانٍ ذِي ظِلْفٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ مُجْتَرِّ ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمَعِدَةِ لِلإِنْسَانِ ، حيث تتّصل بالمريء وتشغل ثلاثة أرباع الجوف ، بطن ضخم ..المعجم: الغني |
خنزير |
وهو حيوان بري نجس كريه و ثقيل قبيح الشكل يتغذى بالقذر ويربى للحمه |
مجذوم |
بضم الجيم ، داء وبيل ، تتهافت منه الأطراف ، ويتناثر اللحم من شدة التقيح |
إن منظر الإنسان الذي أصيب بمرض الجذام ، وأعضاؤه تتساقط يكون في صورة قبيحة ، ولانجد قبحاً اشد منه ، فيصور ويصف الإمام علي عليه السلام الدنيا في نظره كصورة المجذوم الذي تتقطع أوصاله شيئاً فشيئاً وهو يحمل في يده عظمة خنزير خالية من اللحم او عليها شيء قليل من اللحم ، فيالها من صورة تتقزز (7) النفس منها وقد لاتتحمل تصورها في ذهنك لشدة قبحها ، فالدنيا في نظر أمير المؤمنين صلوات ربي عليه " أحقر وأخف من عظم خنزير خنزير في يد مجذوم "
· ووصفها أيضاً (( مثل الدنيا كمثل الحية ، ليّنٌ مسها ، والسم الناقع في جوفه يهوي اليها الغرُ الجاهل ، ويحذرها ذو اللب العاقل ))
يتبع توضيحها إن شاء الله تعالى
- - - - - - - - - - -
1- الزهد : هو ترك ما في الدنيا ابتغاء لما عند الله من الثواب
2- إلَيْكَ عَنِّي ": فعل أمر ، أَي اِبْتَعِدْ ، تَنَحَّ ، كُفَّ
3- تتصدين : يقال تصدَّىلفلان تعرَّض له رافعًا رأسَه إليه ، أقبل عليه بوجهه مُصغيًا لكلامه " { أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى . فَأَنْتَ لَهُتَصَدَّى}: أصله تتصدَّى ".
4- بدواهيك :دواهي الدَّهر : ما يصيب الناسَ من نوائبَ ومصائبَ، المحن ، البلايا ، الأمر العظيم ... .
5- الطلاق البائن بينونة كبرى : هو الطلاق المتمم للثلاث ولا يحق له إرجاعها فيه حتى تنكح زوجا غيره ويدخل بها دخولا صحيحا
6- أشنع : قبيح كريه .
7- تقزز: أشمئز منه ، كرهه ، عافه .
*************
الموضوع مؤلف
المصادر :
1. نهج البلاغة : للشريف الرضي (قده)
2. شرح نهج البلاغة وشرح حكم نهج البلاغة للشيخ عباس القمي ( قده )
3. توضيح نهج البلاغة للسيد ىية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي ( قده )
4. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للسيد الخوئي ( قده )
5. معاجم اللغة : الوسيط ، اللغة العربية المعاصر ، المغني ، الزائد .
6. معجم المصطلحات الفقهية .
تعليق