تويت
وداع شهر رجب:
هل نشعر بأنّنا سوف نغادر موسماً شديد الأهمية؟ هل يخفق قلب أحدنا بحب شهر رجب؟ بالحنين إلى شهر رجب؟
أما أهل الله عزّ وجل أهل العبادة فإن لانقضاء الشهر عندهم معنىً خاصاً،وله في نفوسهم الوقع الكبير.
شهر رجب من الأشهر الحرم، وليس الشهر الحرام كغيره من الشهور فإنّ لهذه الحرمة دلالاتها الهامّة.
وفي هدي ماقاله سيد العلماء المراقبين السيد ابن طاوس عليه الرحمة يمكن رسم مايلي:
هناك فرق بين الدخول في حرم الملوك والتصدي للمهام من قبلهم، وبين الخروج من الحمى والحرم، فلو فرضنا أنّ شخصاً لديه "أمر مهمة" من حاكم أو رئيس جمهورية أو ملك، ينص فيه أنه قد عينه ممثلاً له في كل مايرتبط بالشأن الفلاني خلال مدة معينة، فإنه طيلة هذه الفترة يحظى بمكانة خاصة، وأينما ذهب وجاء فله وضع خاص،يفرض على الجميع أن يعاملوه معاملة خاصة.
ويتوقف التعامل معه بعد انتهاء تلك المدة على تصرفه وسلوكه خلالها،فإذا كان قد أدى المهمة كماينبغي، فإنه ولو انقضت مدة أمر مهمته، سوف يبقى له وضع مميز، يؤهله للدخول في الحمى مجدداً، وبمستوى قد يكون أرفع من مستوى مهمته السابقة.
أما إذا أساء التصرف ولم يدقق في سلوكه ، فإنه عندما يخرج من حمى هذا الملك أو الرئيس، فإنه يكون كمن طرد من الحمى، ويفقد "أمر المهمة" أهميته، ويرجع هوإنساناً عادياً كغيره من الناس، وربما أسوأ.
يقول رحمه الله:
"فكن خائفاً أن تخرج منه إخراج من أعرض صاحب الحمى عنه، أوإخراج المنفي المطرود أو المهجور المصدود، واطلب من رحمة مالك الوجود وصاحب الجود، أن يجعل لك من ذخائر مراحمه ومكارمه حمىً وحرماً تسكن بعد شهر رجب في خفارة معالمه ومواسمه ومراسمه، إلى أن تظفر بشهر موصوف بصفات مثله فتأوي إلى حمى ظلّه وفضله، واجمع ما عملت بلسان الحال، واعرضه على يد من تكون ضيفه من أهل الإقبال، وتوجه إليه بالله جلّ جلاله العظيم وبكلّ عزيز عليه أن يتمّ نقصان أعمالك وآمالك، وتعرضها بيد توسله وتوصله إلى دوام إقبالك وإجابة سؤلك".
ويتحدث عن هذه النقطة آية الله التبريزي عليه الرحمة في كتابه "المراقبات" فيقول ما حاصله:
" والمنزل المهم الآخر من هذا الشهر أي شهر رجب بعد ليلة المبعث ويومه، هو اليوم الأخير فليجتهد السالك في عرض الأعمال والقصور والتقصير بصادق اعتراف، وخالص حياء وتوسل إلى الله تعالى بأحبائه وأوليائه، فإنّه سبحانه كريم يحب الكرامة لأوليائه وعباده المتقلبين على أعتابه وهو عزّ وجل كريم العفو،وقد فُسِّركرمُ العفو بأنّه يعفو عن السيئات ويبدلها بأضعافها من الحسنات. فليبذل جهده أن لا يخرج بخروج الشهر عن حمى مولاه، وليتضرع لله جلّ جلاله أن يجعله دائماً في حماه، ولا يكون ذلك في شهر دون شهر وحالٍ دون حال، ومكان دون مكان، وليهتم بذلك ولا يكن من الغافلين".
هل نشعر بأنّنا سوف نغادر موسماً شديد الأهمية؟ هل يخفق قلب أحدنا بحب شهر رجب؟ بالحنين إلى شهر رجب؟
أما أهل الله عزّ وجل أهل العبادة فإن لانقضاء الشهر عندهم معنىً خاصاً،وله في نفوسهم الوقع الكبير.
شهر رجب من الأشهر الحرم، وليس الشهر الحرام كغيره من الشهور فإنّ لهذه الحرمة دلالاتها الهامّة.
وفي هدي ماقاله سيد العلماء المراقبين السيد ابن طاوس عليه الرحمة يمكن رسم مايلي:
هناك فرق بين الدخول في حرم الملوك والتصدي للمهام من قبلهم، وبين الخروج من الحمى والحرم، فلو فرضنا أنّ شخصاً لديه "أمر مهمة" من حاكم أو رئيس جمهورية أو ملك، ينص فيه أنه قد عينه ممثلاً له في كل مايرتبط بالشأن الفلاني خلال مدة معينة، فإنه طيلة هذه الفترة يحظى بمكانة خاصة، وأينما ذهب وجاء فله وضع خاص،يفرض على الجميع أن يعاملوه معاملة خاصة.
ويتوقف التعامل معه بعد انتهاء تلك المدة على تصرفه وسلوكه خلالها،فإذا كان قد أدى المهمة كماينبغي، فإنه ولو انقضت مدة أمر مهمته، سوف يبقى له وضع مميز، يؤهله للدخول في الحمى مجدداً، وبمستوى قد يكون أرفع من مستوى مهمته السابقة.
أما إذا أساء التصرف ولم يدقق في سلوكه ، فإنه عندما يخرج من حمى هذا الملك أو الرئيس، فإنه يكون كمن طرد من الحمى، ويفقد "أمر المهمة" أهميته، ويرجع هوإنساناً عادياً كغيره من الناس، وربما أسوأ.
يقول رحمه الله:
"فكن خائفاً أن تخرج منه إخراج من أعرض صاحب الحمى عنه، أوإخراج المنفي المطرود أو المهجور المصدود، واطلب من رحمة مالك الوجود وصاحب الجود، أن يجعل لك من ذخائر مراحمه ومكارمه حمىً وحرماً تسكن بعد شهر رجب في خفارة معالمه ومواسمه ومراسمه، إلى أن تظفر بشهر موصوف بصفات مثله فتأوي إلى حمى ظلّه وفضله، واجمع ما عملت بلسان الحال، واعرضه على يد من تكون ضيفه من أهل الإقبال، وتوجه إليه بالله جلّ جلاله العظيم وبكلّ عزيز عليه أن يتمّ نقصان أعمالك وآمالك، وتعرضها بيد توسله وتوصله إلى دوام إقبالك وإجابة سؤلك".
ويتحدث عن هذه النقطة آية الله التبريزي عليه الرحمة في كتابه "المراقبات" فيقول ما حاصله:
" والمنزل المهم الآخر من هذا الشهر أي شهر رجب بعد ليلة المبعث ويومه، هو اليوم الأخير فليجتهد السالك في عرض الأعمال والقصور والتقصير بصادق اعتراف، وخالص حياء وتوسل إلى الله تعالى بأحبائه وأوليائه، فإنّه سبحانه كريم يحب الكرامة لأوليائه وعباده المتقلبين على أعتابه وهو عزّ وجل كريم العفو،وقد فُسِّركرمُ العفو بأنّه يعفو عن السيئات ويبدلها بأضعافها من الحسنات. فليبذل جهده أن لا يخرج بخروج الشهر عن حمى مولاه، وليتضرع لله جلّ جلاله أن يجعله دائماً في حماه، ولا يكون ذلك في شهر دون شهر وحالٍ دون حال، ومكان دون مكان، وليهتم بذلك ولا يكن من الغافلين".
تعليق