بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
سنكمل الأن الوصف الثاني للدنيا في نظر الإمام علي عليه السلام بعدما وصفها بقوله (( والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم ))
حيث قال عليه السلام :(( مثل الدنيا كمثل الحية ، ليّنٌ مسها ، والسم الناقع في جوفه يهوي اليها الغرُ الجاهل ، ويحذرها ذو اللب العاقل ))
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
سنكمل الأن الوصف الثاني للدنيا في نظر الإمام علي عليه السلام بعدما وصفها بقوله (( والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم ))
حيث قال عليه السلام :(( مثل الدنيا كمثل الحية ، ليّنٌ مسها ، والسم الناقع في جوفه يهوي اليها الغرُ الجاهل ، ويحذرها ذو اللب العاقل ))
الكلمة |
معناها |
||
اللين |
اسم علم مؤنث عربي ، وهو : من اللين ضد الخشونة ،الطري | ||
مسها |
أي لمسها ، واللمس هو إحدى الحواسّ الخمس الظاهرة ؛ وهي قوةٌ مُنْبَثَّةٌ في العَصَب تُدْرَك بها الحرارة والبرودة ، والرُّطوبة واليبوسة ، و نحوُ ذلك |
||
السم الناقع |
كل ما يقتل إذا شرب أو أكل ، أي السم القاتل البالغ |
||
الجوف |
البطن - الداخل |
||
يهوي اليها |
يطلبها |
||
الغر |
الغافل أو الشاب الذي لاخير له وفيه |
||
يحذرها ذو اللب |
ذو اللب العاقل الذي يدرك حقائق الأشياء وعواقبها |
||
الشرح :-
قال عليه السلام هذا الكلام في وصفه للدنيا في كتاب له لسلمان المحمدي " رضي الله تعالى عليه " ، حيث المعنى البليغ من كلامه " عليه السلام " في تمثيل الدنيا بأبشع صورة وأضر سيرة ، حيث إنها حية ماأوحشها وأخبثها ولايرغب التقرب اليها ، إلا بمجرد لمس ماوراء جلدها اللين إذا كان اللامس أعمى لايراها بنكرانها ووحشيتها فلا يقربها إلا أعمى العين والقلب بحيث جعل على بصره غشاوة التعامي عن أدراك الحقيقة ، ويحذر منها العاقل اللبيب كل الحذر لأنه يدرك أن التقرب منها أنتحار بالعيان .
وفي شرح هذه الحكمة أيضاً :شبه الإمام عليه السلام الدنيا بالحية بهذا التشبيه والتمثيل ، لأن جمال ظاهرهما وقبح باطنهما يقصد الدنيا والحية ،
· فالحية : لين مسها ، طري جلدها ، يحسبها الأعمى والجاهل أنها حرير ناعم فيندفع نحوها ويتناولها بينما هي تحوي في باطنها السم القاتل وإذا أستحكمت منه لسعته وقضت عليه .
· أما الدنيا : فظاهرها أنيق يتراءى نعيمها للعيون بهجة وسروراً ، ولذتها يحسبها الإنسان أنها تخلد وتدوم ولكن ماإن ينتعم ويتلذذ حتى يأتي الحساب الأليم والعذاب الشديد ، فهي تعزه وتضره حيث تحرمه وتؤدي به الى طريق الضلال والفساد ويرتكب عن طريقها الحرام وعصيان الملك الديان .
· والإمام ( عليه السلام ) يقصد من الدنيا هذه هي الدنيا المنقطعة عن الآخرة التي يريدها الإنسان من الحرام وكيف حصلت ، ويريد أن يستعملها في الحرام والفساد فهو( عليه السلام ) يحذرنا من الأطمئنان اليها والاستسلام لها
.فالنتيجة :-عرفنا من المثل الأول الدنيا كعراق خنزير وكمثل الحية أمير المؤمنين عليه السلام بما انه هو أبو هذه المة بدليل حديث الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " أنا وعلي أبوا هذه الأمة فقد أعده الله تعالى لهذه المهمة ، مهمة تربية المسلمين ليسلكوا مدارج الكمال نحو الله سبحانه ، وهم بدورهم يحببون ألينا مايضرنا ، فالإمام علي " عليه السلام " نراه هنا يربي أصحابه على ترك الدنيا وعدم الأغترار بها ويشبهها بالحية القرطاء اللين مسها ، القاتل سمها ، أي الدنيا بزخارفها وزبارجها جميلة مغرية لكن المغتر بها هالك لامحالة .
****************
الموضوع : مؤلف
المصادر :
1- نهج البلاغة :للشريف الرضي ( قده )
2- شرح الحكم : للشيخ عباس القمي ( قده )
3- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخو ئي ( قده )
4- توضيح نهج البلاغة للشيرازي ( قده )
5- تهذيب النفس : لبيب بيضون
6- المعاجم اللغوية والمصطلحات الفقهية .
قال عليه السلام هذا الكلام في وصفه للدنيا في كتاب له لسلمان المحمدي " رضي الله تعالى عليه " ، حيث المعنى البليغ من كلامه " عليه السلام " في تمثيل الدنيا بأبشع صورة وأضر سيرة ، حيث إنها حية ماأوحشها وأخبثها ولايرغب التقرب اليها ، إلا بمجرد لمس ماوراء جلدها اللين إذا كان اللامس أعمى لايراها بنكرانها ووحشيتها فلا يقربها إلا أعمى العين والقلب بحيث جعل على بصره غشاوة التعامي عن أدراك الحقيقة ، ويحذر منها العاقل اللبيب كل الحذر لأنه يدرك أن التقرب منها أنتحار بالعيان .
وفي شرح هذه الحكمة أيضاً :شبه الإمام عليه السلام الدنيا بالحية بهذا التشبيه والتمثيل ، لأن جمال ظاهرهما وقبح باطنهما يقصد الدنيا والحية ،
· فالحية : لين مسها ، طري جلدها ، يحسبها الأعمى والجاهل أنها حرير ناعم فيندفع نحوها ويتناولها بينما هي تحوي في باطنها السم القاتل وإذا أستحكمت منه لسعته وقضت عليه .
· أما الدنيا : فظاهرها أنيق يتراءى نعيمها للعيون بهجة وسروراً ، ولذتها يحسبها الإنسان أنها تخلد وتدوم ولكن ماإن ينتعم ويتلذذ حتى يأتي الحساب الأليم والعذاب الشديد ، فهي تعزه وتضره حيث تحرمه وتؤدي به الى طريق الضلال والفساد ويرتكب عن طريقها الحرام وعصيان الملك الديان .
· والإمام ( عليه السلام ) يقصد من الدنيا هذه هي الدنيا المنقطعة عن الآخرة التي يريدها الإنسان من الحرام وكيف حصلت ، ويريد أن يستعملها في الحرام والفساد فهو( عليه السلام ) يحذرنا من الأطمئنان اليها والاستسلام لها
.فالنتيجة :-عرفنا من المثل الأول الدنيا كعراق خنزير وكمثل الحية أمير المؤمنين عليه السلام بما انه هو أبو هذه المة بدليل حديث الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " أنا وعلي أبوا هذه الأمة فقد أعده الله تعالى لهذه المهمة ، مهمة تربية المسلمين ليسلكوا مدارج الكمال نحو الله سبحانه ، وهم بدورهم يحببون ألينا مايضرنا ، فالإمام علي " عليه السلام " نراه هنا يربي أصحابه على ترك الدنيا وعدم الأغترار بها ويشبهها بالحية القرطاء اللين مسها ، القاتل سمها ، أي الدنيا بزخارفها وزبارجها جميلة مغرية لكن المغتر بها هالك لامحالة .
****************
الموضوع : مؤلف
المصادر :
1- نهج البلاغة :للشريف الرضي ( قده )
2- شرح الحكم : للشيخ عباس القمي ( قده )
3- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخو ئي ( قده )
4- توضيح نهج البلاغة للشيرازي ( قده )
5- تهذيب النفس : لبيب بيضون
6- المعاجم اللغوية والمصطلحات الفقهية .
تعليق