بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
ان الله تعالى أمر رسوله (صلى الله عليه وآله) أن يعد فاطمة الزهراء
(عليها السلام) إعداداً خاصاً من أجل أن تنهض بدورها الرسالي العظيم، ليبدأ
بها وبعلي خطّ الإمامة المبارك، وبناءً على إعداد رسول الله (صلى الله
عليه وآله) للزهراء (عليها السلام) وإشرافه على توجيهها وفقاً لما تقتضيه
إرادة الله تعالى صارت فاطمة (عليها السلام) في مبادئها وأخلاقها كما لو
كانت رسالة الله تمشي على الأرض، فهي تجسيد حي وعملي لكلّ ما يريده الله
تعالى، ومن أجل ذلك احتلّت أرفع موقع في دنيا النساء من لدن حواء حتى قيام
الساعة فهي سيدة لسناء العالمين على الإطلاق، والله يرضى لرضاها ويسخط
لسخطها، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حرب لمن حاربها وسلم لمن سالمها،
وهي المطهّرة من كلّ رجس، ومن هنا فإن الصديقة (عليها السلام) تطرح نفسها
قدوة للأمة المسلمة بكلّ جيالها وامتدادها كما كان الرسول (صلى الله عليه
وآله) والهداة الميامين من أهل البيت (عليهم السلام)، ولكن الصديقة
المباركة أولى أن تكون القدوة إلى جانب أهل البيت (عليهم السلام) للقطاع
النسائي في الأمة الإسلامية. فكل امرأة تريد أن تسلك درب الهداية
والاستقامة والفضل في الدنيا والسعادة في الآخرة تجد الزهراء (عليها
السلام) أعظم قدوة لأجيال النساء، أمهات وبنات وزوجات. وبمقدور كلّ امرأة
أن تتعلّم من الزهراء (عليها السلام) دروساً في مكارم الأخلاق والفضيلة لا
ينضب لها معين أبداً. ففي علاقتها مع الله تعالى ضربت الزهراء (عليها
السلام) أروع الأمثلة في العبادة والتوجّه والانشداد إليه تعالى: عن الحسن
السبط (عليه السلام) قال: رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم
تزل راكعة وساجدة حتى اتّضح عمود الفجر، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات
وتسمّيمهم بأسمائهم، وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا
أمّاه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني الجار ثمّ
الدار. وعن الحسن البصري قال: ما كانت امرأة في هذه الأمة أعبد من فاطمة
(عليها السلام) كانت تقوم حتى تتورّم قدماها. وحيث تبلغ الصديقة (عليها
السلام) ذلك المستوى الرفيع حتى التعلّق بالله تعالى والانشداد إليه، فما
أحرى بالفتاة المسلمة أن تسلك درب الزهراء (عليها السلام)، وتتعلم منها
درساً بليغاً في العبادة والتقرّب إلى الله، ونبذ كلّ ما يوحيه الهوى
والشيطان. وفي رواية ،حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا الأسود
بن عامر عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن إبن بريدة
عن أبيه قال كان أحب النساء إلى رسول الله (ص) فاطمة
ومن الرجال علي قال إبراهيم بن سعيد يعني من أهل بيته ،
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه(1).
ومن أجل أن تأخذ الفتاة المسلمة من فاطمة الزهراء (عليها السلام) قدوة لها
ومثلاً أعلى في حياتها الزوجية، فإنه ينبغي أن نذكر أمثلة من حياة الزهراء
(عليها السلام) في هذا الميدان بقدر ما تسمح محاولتنا هذه في الحديث عنها
وبشكل موجز: كان المهر الذي دفعه الإمام علي (عليه السلام) للزهراء (عليها
السلام) قليلاً جداً (480 درهم) وهي سيدة نساء العالمين، والمطهرة من
الرجس، وبضعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) مما يعطي الفتاة المسلمة
والآباء في يومنا هذا درساً بليغاً بوجوب الكفّ عن المغالاة بالمهور،
فالمؤمنة لا تقدر بثمن مادي، والمرأة لا تشترى ولا تباع، وإن المغالات في
المهور يحول المرأة إلى سلعة تُباع وتشترى، فالمسألة في نظر الإسلام هي
حصول الزوج الكفء الذي تتوفر فيه شروط الإسلام من إيمان وخلق مستقيم، وقدرة
على الإنفاق على الزوجة، فالعبرة في الزواج هي بناء حياة أسرية مؤطرة
بالحبّ والإيمان والوفاء بعيدة عن المشاكل وسوء التصرف، وغلاء المهور لا
يحقق الشروط التي هي حقيقة السعادة في الدنيا... وحين زُفّت الزهراء (عليها
السلام) إلى بيت علي (عليه السلام) كانت مراسم الزواج عبادة خالصة لله
تعالى فتهليل وتكبير وثناء على الله تعالى ورسوله ودينه الحنيف من خلال
قصائد ورجز قالته أمهات المؤمنين في حفل الزفاف(2).
وهذا المقطع من سيرة الصديقة المباركة يدعونا أن نلغي الأساليب المحرمة
التي ألفها الناس في مناسبات الزواج من غناء ورقص واختلاط الرجال بالنساء،
وصخب غير محتشم، وتجميع لدعاة الفسق في محافل تسخط الله تعالى.
وعلاقة الزهراء (عليها السلام) بزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت
علاقة فريدة رائعة يتبادلان الإجلال والحبّ والوفاء بكلّ ما تحمل هذه
الكلمات من معاني إنسانية نبيلة، ويستطيع القارئ الكريم أن يطلع على صور من
تلك العلاقة الفريدة من خلال قراءته للسيرة المباركة، فمن مصاديق تلك
العلاقة الفريدة المؤطرة بالحبّ والوفاء والرحمة أن أمير المؤمنين (عليه
السلام) والزهراء (عليها السلام) قد قسما العمل بينهما، فعن أبي عبد الله
الصادق (عليه السلام) يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحتطب ويستقي
ويكنس، وكانت فاطمة (عليها السلام) تطحن وتعجن وتخبز.
واقتداءً بالزهراء وعلي (عليهما السلام) ينبغي لشبابنا الفتيان والفتيات أن
يقتدوا بهما في ميدان العلاقة الزوجية، فيعملوا على إقامتها على أساس
الحبّ الصحيح، واحترام الآراء وإشاعة جوٍ من التعاون والتلاحم لتشيع
السعادة في الأسرة المسلمة.رغم وجود هذا الكم الهائل من الروايات حول
السيدة الزهراء عليها افضل التحية والسلام والصلوات نجد ان اخلاقها عليها
السلام ملئت الدنيا بحث لم ترد رواية انها اغضبت الامام على (عليه السلام )
ولم يغضبها قط في حياتها وبعد مماتها. ورد في كتاب عيون أخبار الرضا ( ع )
: بالأسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين ( عليهما
السلام ) أنه قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت :كنت عند فاطمة ( عليها
السلام ) إذ دخل عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفي عنقها قلادة
من ذهب كان اشتراها لها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من فئ ، فقال
لهارسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا فاطمة لا يقول الناس إن فاطمة
بنت محمد تلبس لباس الجبابرة ، (فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها)
، فسر بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله )(3).
------------------------------------------------------------------------
(1)- سنن الترمذي - المناقب - ما جاء في فضل فاطمة ( ع ) - رقم الحديث : ( 3809 ).
(2)- فاطمة الزهراء قدوة، عز الدين سليم.
(3)-. ساحة أهل البيت،منتدى العتبة العباسية.
ان الله تعالى أمر رسوله (صلى الله عليه وآله) أن يعد فاطمة الزهراء
(عليها السلام) إعداداً خاصاً من أجل أن تنهض بدورها الرسالي العظيم، ليبدأ
بها وبعلي خطّ الإمامة المبارك، وبناءً على إعداد رسول الله (صلى الله
عليه وآله) للزهراء (عليها السلام) وإشرافه على توجيهها وفقاً لما تقتضيه
إرادة الله تعالى صارت فاطمة (عليها السلام) في مبادئها وأخلاقها كما لو
كانت رسالة الله تمشي على الأرض، فهي تجسيد حي وعملي لكلّ ما يريده الله
تعالى، ومن أجل ذلك احتلّت أرفع موقع في دنيا النساء من لدن حواء حتى قيام
الساعة فهي سيدة لسناء العالمين على الإطلاق، والله يرضى لرضاها ويسخط
لسخطها، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حرب لمن حاربها وسلم لمن سالمها،
وهي المطهّرة من كلّ رجس، ومن هنا فإن الصديقة (عليها السلام) تطرح نفسها
قدوة للأمة المسلمة بكلّ جيالها وامتدادها كما كان الرسول (صلى الله عليه
وآله) والهداة الميامين من أهل البيت (عليهم السلام)، ولكن الصديقة
المباركة أولى أن تكون القدوة إلى جانب أهل البيت (عليهم السلام) للقطاع
النسائي في الأمة الإسلامية. فكل امرأة تريد أن تسلك درب الهداية
والاستقامة والفضل في الدنيا والسعادة في الآخرة تجد الزهراء (عليها
السلام) أعظم قدوة لأجيال النساء، أمهات وبنات وزوجات. وبمقدور كلّ امرأة
أن تتعلّم من الزهراء (عليها السلام) دروساً في مكارم الأخلاق والفضيلة لا
ينضب لها معين أبداً. ففي علاقتها مع الله تعالى ضربت الزهراء (عليها
السلام) أروع الأمثلة في العبادة والتوجّه والانشداد إليه تعالى: عن الحسن
السبط (عليه السلام) قال: رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم
تزل راكعة وساجدة حتى اتّضح عمود الفجر، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات
وتسمّيمهم بأسمائهم، وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا
أمّاه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني الجار ثمّ
الدار. وعن الحسن البصري قال: ما كانت امرأة في هذه الأمة أعبد من فاطمة
(عليها السلام) كانت تقوم حتى تتورّم قدماها. وحيث تبلغ الصديقة (عليها
السلام) ذلك المستوى الرفيع حتى التعلّق بالله تعالى والانشداد إليه، فما
أحرى بالفتاة المسلمة أن تسلك درب الزهراء (عليها السلام)، وتتعلم منها
درساً بليغاً في العبادة والتقرّب إلى الله، ونبذ كلّ ما يوحيه الهوى
والشيطان. وفي رواية ،حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا الأسود
بن عامر عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن إبن بريدة
عن أبيه قال كان أحب النساء إلى رسول الله (ص) فاطمة
ومن الرجال علي قال إبراهيم بن سعيد يعني من أهل بيته ،
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه(1).
ومن أجل أن تأخذ الفتاة المسلمة من فاطمة الزهراء (عليها السلام) قدوة لها
ومثلاً أعلى في حياتها الزوجية، فإنه ينبغي أن نذكر أمثلة من حياة الزهراء
(عليها السلام) في هذا الميدان بقدر ما تسمح محاولتنا هذه في الحديث عنها
وبشكل موجز: كان المهر الذي دفعه الإمام علي (عليه السلام) للزهراء (عليها
السلام) قليلاً جداً (480 درهم) وهي سيدة نساء العالمين، والمطهرة من
الرجس، وبضعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) مما يعطي الفتاة المسلمة
والآباء في يومنا هذا درساً بليغاً بوجوب الكفّ عن المغالاة بالمهور،
فالمؤمنة لا تقدر بثمن مادي، والمرأة لا تشترى ولا تباع، وإن المغالات في
المهور يحول المرأة إلى سلعة تُباع وتشترى، فالمسألة في نظر الإسلام هي
حصول الزوج الكفء الذي تتوفر فيه شروط الإسلام من إيمان وخلق مستقيم، وقدرة
على الإنفاق على الزوجة، فالعبرة في الزواج هي بناء حياة أسرية مؤطرة
بالحبّ والإيمان والوفاء بعيدة عن المشاكل وسوء التصرف، وغلاء المهور لا
يحقق الشروط التي هي حقيقة السعادة في الدنيا... وحين زُفّت الزهراء (عليها
السلام) إلى بيت علي (عليه السلام) كانت مراسم الزواج عبادة خالصة لله
تعالى فتهليل وتكبير وثناء على الله تعالى ورسوله ودينه الحنيف من خلال
قصائد ورجز قالته أمهات المؤمنين في حفل الزفاف(2).
وهذا المقطع من سيرة الصديقة المباركة يدعونا أن نلغي الأساليب المحرمة
التي ألفها الناس في مناسبات الزواج من غناء ورقص واختلاط الرجال بالنساء،
وصخب غير محتشم، وتجميع لدعاة الفسق في محافل تسخط الله تعالى.
وعلاقة الزهراء (عليها السلام) بزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت
علاقة فريدة رائعة يتبادلان الإجلال والحبّ والوفاء بكلّ ما تحمل هذه
الكلمات من معاني إنسانية نبيلة، ويستطيع القارئ الكريم أن يطلع على صور من
تلك العلاقة الفريدة من خلال قراءته للسيرة المباركة، فمن مصاديق تلك
العلاقة الفريدة المؤطرة بالحبّ والوفاء والرحمة أن أمير المؤمنين (عليه
السلام) والزهراء (عليها السلام) قد قسما العمل بينهما، فعن أبي عبد الله
الصادق (عليه السلام) يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحتطب ويستقي
ويكنس، وكانت فاطمة (عليها السلام) تطحن وتعجن وتخبز.
واقتداءً بالزهراء وعلي (عليهما السلام) ينبغي لشبابنا الفتيان والفتيات أن
يقتدوا بهما في ميدان العلاقة الزوجية، فيعملوا على إقامتها على أساس
الحبّ الصحيح، واحترام الآراء وإشاعة جوٍ من التعاون والتلاحم لتشيع
السعادة في الأسرة المسلمة.رغم وجود هذا الكم الهائل من الروايات حول
السيدة الزهراء عليها افضل التحية والسلام والصلوات نجد ان اخلاقها عليها
السلام ملئت الدنيا بحث لم ترد رواية انها اغضبت الامام على (عليه السلام )
ولم يغضبها قط في حياتها وبعد مماتها. ورد في كتاب عيون أخبار الرضا ( ع )
: بالأسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين ( عليهما
السلام ) أنه قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت :كنت عند فاطمة ( عليها
السلام ) إذ دخل عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفي عنقها قلادة
من ذهب كان اشتراها لها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من فئ ، فقال
لهارسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا فاطمة لا يقول الناس إن فاطمة
بنت محمد تلبس لباس الجبابرة ، (فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها)
، فسر بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله )(3).
------------------------------------------------------------------------
(1)- سنن الترمذي - المناقب - ما جاء في فضل فاطمة ( ع ) - رقم الحديث : ( 3809 ).
(2)- فاطمة الزهراء قدوة، عز الدين سليم.
(3)-. ساحة أهل البيت،منتدى العتبة العباسية.
تعليق