
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

نفحات عطرة.. من ذكرى مولد الإمام الحسين عليه السّلام
في الثالث من شعبان لسنة اربع من الهجرة غمر بيت الرسالة نور ، سنيٌّ متألقٌ ، كان ذلك الفجر آلف وأبهى فجر حيث استقبل
بأصابع من نور ، وليداً ما أسعده ، وما أعظمه . إذ جاء ذلك الوليد المبارك واصطفاه اللـه ليكون امتداداً للرسالة ،
وقدوة للأمة ، ومنقذاً للإنسان من أغلال الجهل والعبودية .(1)
حين أشرقت الدنيا بولادة الحسين(عليه السلام); أخذ مكانته السامية في قلب النبىّ(صلى الله عليه وآله) وموضعه الرفيع في
حياة الرسالة.
فقد وجد النبىّ(صلى الله عليه وآله) في الوليد الجديد وريثاً للرسالة بعد حين، ثائراً في الاُمّة بعد زيغ وسكون، مصلحاً في
الدين بعد انحراف واندثار، محيياً للسنّة بعد تضييع وإنكار
لقد كان النبي(صلى الله عليه وآله) يتألّم لبكائه ويتفقّده في يقظته ونومه، يوصي
اُمّه الطاهرة فاطمة صلوات الله عليها أن تغمر ولده المبارك بكلّ مشاعر
الحنان والرفق (2)
ولـــم يزل ذلك الوليد المبـارك يترعرع في أحضان الرسالـــــة ، ويعتني به صاحبها محمــــد (صلى الله عليه وآله)
وربيبهـــــاعلي (عليه السلام) حتى بلغ من العمر زهاء سنتين ، ولكن لم يتفتح لسانه عن أداء الكلام أبداً
ذات يوم إذ اصطف المسلمون لإقامة صلاة الجماعة ، يَؤمُّهم الرسول الأعظم ، وإلى جانبه حفيده الحبيب الحسين (عليه السلام)
ولمَّا تهيأ القوم للتحريم ، كان الخشوع مستولياً على القلوب .
والهدوء سائداً على الجو ، والكل ينتظرون أن يُكَبِّر الرسول
فَيُكَبِّروا معه ، فإذا هم بصوته الخاشع الوديع يكسر سلطان السكوت
ويقول : اللـه أكبر ...
وإذا بصوت ناعم خافت يشبه تماماً صوت النبي (صلى الله عليه وآله) بكل نغماته ونبراته وما فيه من خشوع ووداعة
يقول : اللـه أكبر ...
إنه صوت الحسين (عليه السلام ) .
فكرر الرسول : اللـه أكبر....
فأرجع الحسين: اللـه أكبر ....
والمسلمون يستمعون ويكبِّرون ، ويتعجبون !!
فردد الرسول (صلى الله عليه وآله) ذلك سبعاً ، ورجَّعه الحسين (عليه السلام) سبعاً
ثم استمر النبي (صلى الله عليه وآله) في صلاته والحسين (عليه السلام) يسترجع منه .
فقد كانت أول كلمة لفظها فم الحسين (عليه السلام) كلمة التوحيد : اللـه أكبر
وهكذا ترعرع الوليد الحبيب في ظل الرسالة وفي كنف الرسول ، وأخذ منهما حظاً وافراً من المجد والسناء(3)
---------------------------------
1- الحسين أسوة وقدوة
2- اعلام الهداية الإمام الحسين (عليه السلام)
3- الحسين اسوة وقدوة
(بتصرف)
تعليق