بسم الله الرحمن الرحيم
ما يظهر من تاريخ الفلسفة هو ان الفلاسفة كانوا في حالة تردد دائم بين القول بوجود الثبات والقول بوجود التغير فبعضهم انكر الثبات مطلقا وبعضهم انكر التغير كذلك وانكر الحركة في الجملة ومنهم من قال بكلا الامرين .
كان ((بارميندس)) من الفلاسفة الذين انكروا اي نوع من التغير والتبدل والتزم بان كافة الاشياء تتصف بالثبات . لكن وجهة نظره هذه ليست صحيحة بدليل وجود تغييرات بديهية لا يمكن انكارها في داخل كل شئ وفي خارجه .
اما ((هاراكليتوس)) فهو من الفلاسفة الذين انكروا الثبات في كل شئ والتزموا بان كل شئ عرضة للتغير والتبديل وانه لا وجود لامر ثابت في الكون .
والنظرية هذه كذلك غير مقبولة لان ما يحصل دلئما في التغيرات التي تقع في الطبيعة ان الشئ مثل (a) يتبدل في ان او في مدة من الزمان الى شئ اخر مثل (b) وهذا يستلزم ان يكون بين (a) و (b) امر مشترك والا فان كان التغيير بمعنى ان (a) ينعدم كليا ويوجد (b) محلها دوناي سابقة فان هذا لاينسجم مع التبديل والتغير . ومن الواضح ان الامر المذكور انما يكون ممكنا متى كان يين (a) السابقة و (b) الحالية امر مشترك ثابت في وقوع ظاهرة التبادل والتبديل .
فاذن لا يمكن توجيه الكثير من نفي الثبات على الاطلاق كما لا يمكن تجاهل التغيير على الاطلاق ولا بد لاجل توجيه ما يقع من تغييرات في الطبيعة من الالتزم كل من التغيير والثبات .
اما ارسطو فهو من الفلاسفة الذين يلتزمون بالثبات والتغيير . وذلك لانه يرى انه في اية عملية تبديل مثل تبديل (a) ال(b) فان شيئا مثل (c) يبقى امرا ثابتا فهو كان في (a) وهو موجود الان في (b) وباعتبار ذلك نقول : ان (b) الحالية هي (a) السابقة وكذلك ثمة شئ مثل (d) كان في (a) ثم صار معدوما وثمة شئ اخر مثل (e) هو الان موجود في (b) وهو بديل لما كان سابقا وباعتبار هذا الانر النتغير نقول : (b) غير (a) وبناء عليه وبناء عليه يكون كل من (a) و(b) بالضرورة مؤلفا من امرين :
- الامر المشترك بين (a) و (b) وهو عبارة عن (c) .
- الامر المختص بكل من (a) و (b) وهو عبارة عن (d) و (e) .
اذن وفي كل عملية تبديل لابد ان يتألف كل واحد من الامرين يتبدل احدهما الى الاخر من عنصرين الامر المشترك الثابت والامر المختص المتغير .