شرح كتاب حاشية ملا عبد الله-الدرس الاول

[مقداد الربيعي]

بسم الله الرحمن الرحيم

قول المصنف : ((القسم الاول في المنطق))
قال الشارح (رحمه الله) : [لما عُلم ظمناً من قوله (في تحرير المنطق والكلام) ، ان كتابه على قسمين لم يحتج الى التصريح بهذا فصح تعريف القسم الاول بلام العهد لكونه معهودا ظمناً وهذا بخلاف المقدمة فانها لم يعُلم وجودها سابقاً فلم تكن معهودة فلهذا نكرها وقال (مقدمة) .]

الشرح :
تعرض الشارح في هذا الكلام للاجابة عن اشكالين قد يتوهم ورودهما على المصنف وهما :-
الاشكال الاول : ان التقسيم لا يصح الا بعد ذكر المقسم فمثلا لابد من ذكر الانسان اولاً ثم نقسمه الى عالم وجاهل وهنا المصنف لم يذكر ان كتابه على قسمين حتى يصح منه تقسيمه بقوله القسم الاول في المنطق ؟
الجواب : ان المصنف وان لم يذكر المقسم صريحاً فلم يقل ان كتابه هذا على قسمين لكنه اشار اليه بقوله : (فهذا غاية تهذيب الكلام في تحرير المنطق والكلام) فان فيه دلالة ظاهرة على ان كتابه على قسمين منطق وكلام فصحت العبارة من المصنف .
يتبع......

[مقداد الربيعي]

الاشكال الثاني : ان التعريف لا يرتكب للكلمة الا لمقتض ومسوغ لانه خلاف الاصل فان الاصل في الاسم التنكير والمصنف عرف (القسم الاول) فيكون تعريف بلا مسوغ ؟

الجواب : ان المسوغ والمقتض موجود فان اللام التي عُرف بها القسم الاول هي لام العهد الذكري التي يؤتى بها اذا كان المعهود مذكور في الكلام السابق وهو هنا مذكور ضمناً في قوله : (هذا غاية تحرير الكلام في المنطق والكلام) ولان هذا المقتض غير موجود في المقدمة لذا نكرها .

وقد اشار الشارح (رحمه الله) الى تفرع جواب الاشكال الثاني من جواب الاشكال الاول بقوله : (فصح تعريف القسم الاول.......الخ) .
لكن يرد على جواب الاشكال الثاني : انه وان لم يصح تعريف (المقدمة) بلام العهد الذكري لعدم ذكرها سابقا لكن هذا لا يمنع من تعريفها بلام العهد الخارجي فقد تعارف ذكر مقدمة في بداية الكتب .
توضيح ذلك : ان لام العهد على ثلاثة اقسام :
أ- لام العهد الذكري : وهو فيما لو كان المعهود مذكوراً في الكلام السابق كقولهم اشتريت الفرس وبعت الفرس .
ب- لام العهد الذهني : وهو فيما لو كان المعهود موجودا في ذهن المتخاطبين كما لو كان الطلبة ينتظرون استاذهم فيقول احدهم : جاء الاستاذ .
ت- لام العهد الخارجي : وهو فيما لو لم يكن المعهود مذكورا في الكلام السابق ولا في ذهن المتخاطبين لكنه كان متعارف خارجا كتعارفهم كتابة مقدمة في اول الكتاب .
والمقدمة وان لم تذكر في الكلام السابق لكن تعارف ذكرها في بداية الكتب ؟
الجواب : ان الشارح اراد ان يجيب عن اشكال تعريف (القسم الاول) وسبب تعريف المصنف له مع ان ذلك حلاف الاصل ، ولم يكن في مقام الاجابة عن اشكال تعريف (القسم الاول) وتنكير (المقدمة) فانهما اشكالان مختلفان وما ذكره الشارح كاف في دفع الاشكال الاول .