إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في الركاز والمعدن الخمس؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في الركاز والمعدن الخمس؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
    الأصل او القاعدة: في ضريبة الخمس هو قوله سبحانه : واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير (1).
    ولا شك أنّ الآية نزلت في مورد خاص، أعني يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان وهو غزوة بدر الكبرى، لكن الكلام في أنّ قوله ما غنمتم هل هو عام لكل ما يفوز به الإنسان في حياته أو خاص بما يظفر به في الحرب من السلب والنهب.
    وعلى فرض كونه عامّاً فهل المورد مخصّص أو لا ؟
    فيقع الكلام في مقامين :
    الأول : الغنيمة مطلق ما يفوز به الإنسان :
    أما الأول فالظاهر من أئمة اللغة أنّه في الأصل أعم مما يظفر به الإنسان في ساحات الحرب، بل هو لغة لكلّ ما يفوز به الإنسان وإليك بعض كلماتهم.
    قال الأزهري : قال الليث : الغنم : الفوز بالشيء والاغتنام انتهاز الغنم .
    قال الراغب : الغنم معروف. .. والغُنْم : إصابته والظفر به، ثم استعمل في كل مظفور به من جهة العدى وغيرهم قال واعلموا أنّما غنمتم من شيء، فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً(2). والمغنم : ما يغنم وجمعه مغانم، قال : فعند الله مغانم كثيرة (3).
    قال ابن فارس : غنم ،أصل صحيح واحد يدل على افادة شيء لم يملك من قبل ثمّ يختص بما أخذ من المشركين .
    قال ابن منظور : الغنم ، الفوز بالشيء من غير مشقة .
    قال ابن الأثير : في الحديث : ( الرهن لمن رهنه، له غنمه وعليه غرمه، غنمه : زيادته ونماؤه وفاضل قيمته ).
    قال الفيروز آبادي : الغنم ، الفوز بالشيء لا بمشقّة، وأغنمه كذا تغنيماً نفله إياه، واغتنمه وتغنّمه، عدّه غنيمة .
    وهذه النصوص القرآنية تعرب عن أنّ المادة لم توضع لما يفوز به الإنسان في الحروبفقط ، بل معناها الاطلاق في كل صور الفوز وإن كان لا يستعمل في العصور المتأخرة عن نزول القرآن إلاّ في ما يظفر به في ساحة الحرب.
    ولأجل ذلك نجد أنّ المادة استعملت في مطلق ما يفوز به الإنسان في الذكر الحكيم والسنة والنبوية.
    لقد استعمل القرآن الكريم لفظة ( المغنم) فيما يفوز به الإنسان وإن لم يكن عن طريق القتال بل كان كان عن طريق العمل المادي الدنيوي أو الأخروي إذ يقول سبحانه : يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة .
    والمراد بالمغانم الكثيرة : هو أجر الآخرة، بدليل مقابلته لعرض الحياة الدنيا فيدل على أن لفظ المغنم لا يختص بالأمور والأشياء التي يحصل عليها الإنسان في هذه الدنيا وفي ساحات الحرب فقط، بل هو عام لكل مكسب وفائدة.
    ثم إنّه قد وردت هذه اللفظة في الأحاديث وأريد منها مطلق الفائدة الحاصلة للانسان.
    روى ابن ماجه في سننه : أنّه جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : (اللهم اجعلها مغنماً ولا تجعلها مغرماً) .
    وفي مسند أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (غنيمة مجالس الذكر الجنّة) (4).
    وفي وصف شهر رمضان عنه صلى الله عليه وآله وسلم : (( غنم للمؤمن ))
    وفي نهاية ابن الأثير : الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، سمّاه غنيمة لما فيه من الأجر والثواب .
    فقد بان ممّا نقلناه من كلمات أئمة اللغة وموارد استعمال تلك المادة في الكتاب والسنة، أنّ العرب تستعملها في كل مورد يفوز به الإنسان، من جهة العدى وغيرهم، وإنّما صار حقيقة متشرعة في الأعصار المتأخرة في خصوص ما يفوز به الإنسان في ساحة الحرب، ونزلت الآية في أوّل حرب خاضها المسلمون تحت لواء رسول الله، ولم يكن الاستعمال إلاّ تطبيقاً للمعنى الكلّي على مورد خاص.
    الثاني : المورد غير مخصّص :
    إذا كان مفهوم اللفظ عامّاً يشمل كافّة ما يفوز به الإنسان، فلا يكون وروده في مورد خاص، مخصّصاً لمفهومه ومضيقاً لعمومه، إذا وقفنا على أنّ التشريع الإسلامي فرض الخمس في الركاز والكنز والسيوب أوّلاً، وأرباح المكاسب ثانياً، فيكون ذلك التشريع مؤكداً لاطلاق الآية، ولا يكون وروده في الغنائم الحربية رافعاً له. وإليك ما ورد في السّنة من الروايات في الموردين :
    الخمس في الركاز والكنز والسيوب : والركاز : ما ركزه الله تعالى في الأرض من المعادن في حالتها الطبيعية.والكنز: المالُ المدفونُ تحت الأرض .والسيوب: المالُ المدفُون في الأرض من زمن الجاهلية .
    تضافرت الروايات عن النبي الأعظم على وجوب الخمس في الركاز والكنز والسيوب وإليك النصوص أوّلاً، ثم تبيين مفادها ثانياً.
    روى عدد من الصحابة: كابن عباس وأبي هريرة وجابر وعبادة بن الصامت وأنس بن مالك، وجوب الخمس في الركاز والكنز والسيوب، وإليك قسماً ممّا روي في ذلك المجال :

    في مسند أحمد وسنن ابن ماجه واللفظ للأوّل : عن ابن عباس قال : قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الركاز الخمس .؟
    وفي صحيحي مسلم والبخاري: واللفظ للأول : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : العجماء جرحها جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس ، وفي بعض الروايات عند أحمد : البهيمة عقلها جبار .
    قال أبو يوسف في كتاب الخراج : كان أهل الجاهلية إذا عطب الرجل في قليب جعلوا القليب عقله، وإذا قتلته دابة جعلوها عقله، وإذا قتله معدن جعلوه عقله. فسأل سائل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عن ذلك فقال : (( العجماء جبار، والمعدن جبار، والبئر جبار، وفي الركاز الخمس )) فقيل له : ما الركاز يا رسول
    الله ؟ فقال : الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت .
    وفي مسند أحمد : عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : (السائمة جبار، والجب جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس) قال الشعبي : الركاز : الكنز العادي .
    وفيه أيضاً : عن عبادة بن الصامت قال : من قضاء رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أنّ المعدن جبار، والبئر جبار، والعجماء جرحها جبار، والعجماء البهيمة من الأنعام وغيرها، والجبار هو الهدر الذي لا يغرم، وقضى في الركاز الخمس .
    وفيه : عن أنس بن مالك قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إلى خيبر فدخل صاحب لنا إلى خربة يقضي حاجته قتناول لبنة ليستطيب بها فانهارت عليه تبراً، فأخذها فأتى بها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فأخبره بذلك، قال : (زنها) فوزنها فإذا مائتا درهم فقال النبي : (هذا ركاز وفيه الخمس) ،
    وفيه : أنّ رجلاً من مزينة سأل رسول الله مسائل جاء فيها : فالكنز نجده في الخرب وفي الآرام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : (فيه وفي الركاز الخمس .
    وفي نهاية اللغة ولسان العرب وتاج العروس :في مادة (سيب) واللفظ للأوّل : وفي كتابه - أي كتاب رسول الله - لوائل بن حجر : (وفي السيوب الخمس ) السيوب : الركاز.
    قالوا :
    السيوب : عروق من الذهب والفضة تسيب في المعدن، أي تتكوّن فيه وتظهر. . والسيوب : جمع سيب، يريد به - أي يريد النبي بالسيب - المال المدفون في الجاهلية، أو المعدن لأنّه من فضل الله تعالى وعطائه لمن أصابه .
    ------------------------------------
    1- سورة- الأنفال -الاية 41 .
    2- سورة الأنفال - آية 69.
    3- سورة النساء - سورة 4 - آية 94
    4- مسند احمد بن حنبل، الجزء12،ص402.


  • #2
    بحث قيم شكرا لكم وفقكم الله

    تعليق


    • #3
      بارك الله بكم حضرة المشرف(مهدي الخزاعي)
      وجزاكم كل خير
      تقبلوا مروري
      تحياتي لكم


      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أحسنتم أخ مهدي الخزاعي
        بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين . عميت عين لا تراك عليها رقيبا

        تعليق

        يعمل...
        X