تويت
زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام )
زيارة الله في عرشه
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) ) .
السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل و النهار ولا جعله الله آخر الهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ما بقي ليل أو نهار .
إن ثواب زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) سواء عن قرب أو بعد تصعب الإحاطة به ، فإن مجرد ذكر هذه الألفاظ : }
السلام عليك يا أبا عبد الله { لها من الثواب والفضل ما يذهل ذوي الألباب .
ومما يثير الذهن اختصاص الإمام أبا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) بمئات الروايات المختلفة في تحديد ثواب زيارته ( عليه السلام ) ، وكذا اختصاصه بزيارات خاصة في أوقات مخصوصة وفي ظروف معينة ، بل واختصاصه بألفاظ لا تنطبق إلا عليه من دون العالمين ، فلماذا الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقط ؟
زيارة الإمام السبط ( عليه السلام ) العامة
يوجد في الروايات حث مؤكد على زيارة الإمام السبط الشهيد ( عليه السلام ) عن قرب أي الإتيان الى قبره الشريف والسلام عليه ، أو عن بعد من أقاصي البلاد ، هناك روايات متنوعة ومختلفة ، فحث الإمام أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال :
( من أتى قبر الحسين عليه السلام تشوقاً إليه كتبه الله من الآمنين يوم القيامة ، و أعطى كتابه بيمينه ، وكان تحت لواء الحسين ابن علي عليه السلام حتى يدخل الجنة فيسكنه في درجته إن الله سميع عليم )
( الوسائل ج14 ص497 ) .
وعن حنان بن سدير عن أبيه في حديث طويل قال :
قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) يا سدير وما عليك أن تزور قبر الحسين ( عليه السلام ) في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة ، قلت :جعلت فداك بيننا وبينه فراسخ كثيرة ،
قال عليه السلام:تصعدون فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء قم تحول نحو قبر الحسين عليه السلام ثم تقول : ( السلام عليك يا ابا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته ) يكتب لك زورة والزورة حجة وعمرة ،قال سدير فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة ( تظلم الزهراء عليه السلام من اهراق دماء آل العبا ص384 )
فهناك أحاديث كثيرة للحث على المداومة على زيارته عليه السلام في كل وقت وكل حين .
زيارات الإمام المظلوم عليه السلام المخصوصة
هناك تركيز على زيارة الإمام السبط الشهيد ( عليه السلام ) في أوقات مخصوصة وشريفة منها زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كل ليلة جمعة وقد وردت أحاديث كثيرة عنها ، ومنها زيارة الإمام ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان فروي
( عن أبي حمزة الثمالي عن علي ابن الحسين ( عليه السلام ) قال :
من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي فليزور الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان ، فإن الملائكة والنبيين يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم ، فطوبى لمن صافحهم وصافحوه )
( وسائل الشيعة ج14 ص470 ) .
كما أن هناك زيارة خاصة في هذه الليلة مذكورة في كتب الأدعية كالمصباح والكامل والمفاتيح والدعاء والزيارة وغيرها الكثير من الكتب التي وردت فيها نصوص زيارة الإمام أبا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) وأيضاً ورد فضل زيارته في ثلاثة أوقات في شهر رمضان ( أول ليلة – وليلة النصف – وآخر ليلة ) فذكر الإمام الصادق ( عليه السلام ) فضل زواره في تلك الليالي وأنه تتساقط ذنوب زائره كما يتساقط الورق بالريح العاصف وغيرها الكثير من الروايات من أحب الاطلاع عليها يراجع ( بحار الانوار ج98 ص99 ) .
وكذا نقل فضل زيارة الإمام ( عليه السلام ) في ليلة القدر وأيضاً روي فضل زيارته ( عليه السلام ) في ليلة العيد ( عيد الفطر ) وأيضاً ليلة ( عيد الأضحى ) ويومها وكذا ليلة عرفة ويومها
فروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ومن أتى قبر الحسين عليه السلام بعرفة أقلبه الله ثلج الفؤاد )
( كامل الزيارات ص170 )
ومثله روي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
وورد عن فضل وثواب زوار الإمام الحسين ( عليه السلام ) ليلة العاشر من المحرم ويومها وكذا ليلة الأربعين وهو ( العشرين من شهر صفر ) ويومه أيضاً ، وقد وردت فيها حديث مشهور عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) عن علامات المؤمن . وهناك أوقات أخرى ورد فيها فضل زيارة الإمام الشهيد ( عليه السلام ) كما في أوقات السحر أو الضحى قبل الزوال وغيرها من الأوقات كما لا يخفى أن زيارته ( عليه السلام ) تستحب على كل حال وفي كل حين ، كما أن لأغلب هذه الأوقات المخصوصة زيارات خاصة بألفاظ معينة وردت عن المعصومين ( عليهم السلام ) .
لماذا الإمام الحسين ( عليه السلام ) فقط ؟
إن سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي ( عليه السلام ) أعلى وأجل أن يتمكن عن الحديث عنه بشكل كامل أو ذكر بعض ما يليق بجلال عظمته ورفيع درجاته وسمو مكانته ، فمكانة وعظمة الإمام لا يمكن لنا استيعابها .
فالحديث عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو امتثال لأوامرهم ( عليهم السلام ) :( رحم الله من أحيا ذكرنا ) أو ( أمرنا )
فإن مجرد ذكرنا للإمام الحسين ( عليه السلام ) فإنه من جميل فيوضاته لأنه خير وذلك من باب( إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ) فهناك بعض الخصوصيات اختصت للإمام الحسين ( عليه السلام ) التي لا يشترك معه أحد فيها :
1- أثر حروف اسم الإمام ( ال ، ح ، س ، ي ، ن ) ( عليه السلام )
ذكرعن الإمام الصادق ( عليه السلام )إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا )
فإنه بمجرد ذكر الإمام ( عليه السلام ) بهذه التركيبة ( الحسين ) توجب الأثر في القلوب كأثر أشعة الشمس على الكائنات ، وما يخص ذلك الرواية ( ... أن زكريا ( عليه السلام ) سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط الله عليه جبرائيل ( عليه السلام ) فعلمه إياها ، فكان زكريا إذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن ( عليهم السلام ) سرى عنه همه وانجلى كربه ، وإذا ذكر اسم الحسين ( عليه السلام ) خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة فقال ( عليه السلام ) إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي وإذا ذكرت الحسين ( عليه السلام ) تدمع عيني وتثور زفرتي ، فأنبأه الله ... ) والمشاهدات في هذا الجانب كثيرة ، فكثير من المؤمنين بمجرد أن يذكر اسم الحسين ( عليه السلام ) تفيض أعينهم بالدموع وتثور منه الزفرات ، والقول بأن الكثيرين يذكر اسم الإمام ( عليه السلام ) عندهم ولا يتأثرون ، فيمكن حمله على أحد الأمرين : إما أن تكون نسبة التأثر متفاوتة أي أن أرقى درجة ( الاختناق بالعبرة وثوران الزفرة ) فتتلوها تنازلياً درجات مختلفة ، أو لاختلاف ترجمة التأثير ، ولكن هل هذا التأثير يشمل جميع الناس أم أنه مختص بالمؤمنين ؟
إن خصوص تأثيره بالمؤمنين فواضح ، أما شموله لجميع الناس فيمكن بالقرائن الخارجية والتي منها بكاء قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) عليه وهم قتلته ، وكذا كبكاء المسيحيين و أصحاب الديانات الأخرى عليه .
الملفات المرفقة
تعليق