تسمى بطبيبة المعلولين، وما من مريض زار قبرها الشريف، إلا وعاد مسرورا إلى أهله شاكرا الله تعالى على نعمة الشفاء، في يوم الجمعة وهو يوم زيارتها المقدسة يغص المكان بالزائرين، ولا يكاد يسعهم، واغلبهم من مدينة الحلة،
وهم يطلقون عليها اسم ( شريفة ) بكسر الشين أو أم محمد، وهم يعتقدون بإيمان كبير انها لا تخيب رجاء كل من تقرب إليها لوجه الله تعالى لقضاء حاجة من حوائج الدنيا من شفاء من مرض أو رزق أو حتى تعيين، وعلى صاحب الحاجة أن يزور مقامها الشريف في يوم السبت بالتحديد.
ويقال انها سميت بطبيبة المعلولين لأنها كانت في حقيقة الأمر طبيبة تقوم بإجراء العمليات الجراحية، ولهذا يتوجه إليها الزوار للشفاء بمشيئة الله تعالى .
لافتة تعريفية
يقع مرقد العلوية شريفة بنت الحسن في وسط غابة من النخيل في أطراف مدينة الحلة، إلا ان بعد المكان لم يمنع زوارها من المجيء إلى قبرها الشريف الذي يعتقد ان له كرامات لا تعد ولا تحصى، ويسمى المكان بمنطقة أبو غرق الأوسط، وهو يتبع إداريا ناحية أبو غرق، حيث يبعد مزارها الشريف نحو 7 كيلو مترات عن شارع حلة – كربلاء، و 4 كيلو مترات تقريبا عن منطقة الطهمازية، فيما تبعد نحو 9 كيلو مترات عن مركز مدينة الحلة.
قصة تاجر التبغ
ويقال ان بناء قبة المزار لها قصة جميلة ومعروفة، تقول ان تاجرا للتبغ كان يقوم بتهريب التبغ الذي كان ممنوعا في العهد العثماني او وقت الانكليز، وكان المزار آنذاك لا يتعدى ان يكون الغرفة الصغيرة المسقفة بجذوع النخل، وقد مر من أمام المزار، وكادت السلطات ان تلقي عليه القبض كونه مطلوبا للعدالة، لذلك توجه إلى المزار، وانتخى بالعلوية، ودعا الله ان ينقذه من هؤلاء الظلمة، وقد قطع وعدا على نفسه بأن يقوم ببناء قبة المزار ان افلت من قبضة السلطات، وفعلا تمت محاصرته بغية القبض عليه بالجرم المشهود، وعند سؤاله عن ماهية بضاعته كانت أول كلمة خرجت من لسانه هو( السمسم)، وبالطبع لم يصدقوا قوله، وقاموا بفتح الأكياس، وهنا كانت المفاجأة للجميع في ضمنهم الشخص المعني، فقد كانت جميع الأكياس تحتوي على السمسم فعلا، فأطلقوا سراحه، وراودت هذا الشخص الشكوك في ان هناك من قام بغش بضاعته، إلا انه، وعندما ابتعدوا عنه فتح الأكياس من جديد، فوجدها تبغا، فدهش للموقف، وأوفى بنذره بعد هذه الحادثة، وقام ببناء قبة المزار، وهذا ليس بالمستغرب او البعيد عن التصديق، فكرامات العلوية عظيمة والقصص عن مكانتها عند رب العالمين كثيرة، منها شفاؤها للأمراض بإذنه تعالى، وأشهر هذه القصص وحسب ما رأيناه بأعيننا هي المرأة المشلولة التي أحضرت إلى المزار، وهي محمولة ببطانية، إلا انها سرعان ما خرجت من المزار على قدميها، وقد تكررت هذه القصة عدة مرات، لذلك فإن قطع التشكرات التي تعلق خارج المزار كثيرة جدا، وهي بحدود عشر قطع، وربما أكثر أسبوعيا، وجميعها تؤكد ان الشفاء كان من أمراض مستعصية.
منقول من موقع نرجس
تعليق