تويت
4- الجانب المادي :
القران اراد ان ينفي مدخليه هذا الشرط في مسألة الرابطة الزوجية اي جانب المال والغنى
والملفت للنظر ان القران تعرض له بالنفي وهذه درجة عالية من الاستنكار للقران لهذا الجانب .
((وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌعَلِيمٌ))[النور:32]؟
وتبين هذه الآية الكريمة بأن الله يضمن الغنى لعباده ونلاحظ كم هذا الضمان عظيم ولكن في الواقع الاجتماعي
كم منا معتمد على هذا الضمان الالهي في الاغناء ؟؟
ونلاحظ حتى العوائل المتدينة تتلكأ في هذا الضمان ، فهذه المشكلة تكون فارق بين التدين الواقعي والتدين الاعلامي
فالتدين الواقعي يعني ان نلتزم بالضمان .
فآية (( اياك نعبد واياك نستعين )) هذه الآية تُعبر بشكل صريح على تفويض امورنا الى الله عز وجل ، فكلمة اياك
تكررت ففي اللغة تقديم ما حقه التأخير يفيد الاختصاص اي الهي انا اعبدك وحدك واستعين بك وحدك ونحن نقولها
يوميا في صلواتنا الخمسة ولكن على المستوى الخارجي نواجه مشكلة وهو ان لو شخصا تقدم الى احد فتياتنا
يُسأل هل لديه بيت وسيارة ومال ؟؟ وهذا ما يستهجنه القران وبينه الرسول (صلوات الله عليه) في هذا الحديث
((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ))
الفتنة والفساد هنا ليس ان ينزل الله بلاء منه بل الفتنة والفساد هو ان الشاب يقع في محذورين
الفساد الجنسي او الاعمال التخريبية للحصول على المال كالرشوة او السرقة .
ولكن يجب الالتفات الى شيء وهو ان الشاب الذي يتقدم للزواج في سن مبكرة في الثمانية عشرة
او في بداية العشرينات من عمره ف 90 % منهم الحالة المادية متوسطة ودون المتوسطة واما النسبة الباقية
اي الغني فالله العالم اما ان تكون امواله غير مشروعة او حصلوا عليها من اباءهم وقد يبقون اخرعمرهم يمدون
ايديهم الى اباءهم .
ولا يفكر احد بهذا التفكير فالكل يريد ان يزوج بنته من رجل ذا مستوى مادي عالي
هذا بالنسبة للرجل اما المرأة فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
(( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ، لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ))
الظفر هنا الفوز والكرامة وترِبت يداك معناه سلمت يداك وهو دعاء من النبي الاكرم ولا يقول الرسول حرام
او لا يجوز لك ان تنتخب ذات المال والجمال ولكن الظفر لذات الدين .
وهناك شُبه تُطرح في كثير من محافل العوائل المتدينة وهي ان تكون صفة المرأة تصلي وتصوم وتلبس الحجاب
فقط ولاعبرة ببقية الصفات وهذه تعرية للحقائق وليس الامر كذلك وليس الاسلام هكذا فالله جميل ويحب الجمال
ولكن يجب ان نعرف ان للدين ثلاث قوائم :
1- الاخلاق .
2- الفكر والعقيدة .
3- الالتزام .
البعض يعتبر الحجاب هو الدين وهذا إشتباه فالحجاب ليس كل شيء في الدين في المقابل يعتبر البعض
ان الاصل هو الخلق والادب والاتزان وهو افضل من الحجاب وهذا إشتباه ايضا وهو ايضا ليس الدين كله
وهذه الدعوة لا يدعيها الاسلام ولا يعتبرها صحيحة اذ ان ليس الغير محجبة تكون غير متدينة وان لا تعتقد بالله ورسوله ، وانما يؤكد اذا كانت البنت متدينة والجانب المادي بسيط فلا يكون السبب في ردها وعدم القبول بها فهذا تفويت لفرصة كبيرة وتوفيق كبير ، واما اذا اجتمعت معا فلا يقول القران والعقلاء اتركها ، والقران يؤكد على القوائم الثلاثة
لان الجمال والمال غير مضمونات في الحياة فالشيء الذي يبقى العقيدة الصحيحة والاخلاق الطيبة وهذا
هو الرصيد الذي لا يفنى .
وهذا الوضع للاسف موجود في حياتنا الواقعية ونهتم به اكثر وهذا معناه في اساس شروع الحياة الزوجية نحن نواجه معضل وهو انه كيف نربي انفسنا إيمانيا ؟؟
والحل هو ان نتجاوز الوضع المادي ونساعدهم ونبني ثقافة مساعدة الزوجين في تنشئة حياتهم المادية وهذا مابينه
رسول الله (صلى الله عليه وآله) (( الآباء ثلاث ابو ولدك وابو علمك وابو زوجك ))
ابو زوجك الذي يدعمك وبدون عقبات فالجانب المادي هو بعض السعادة والراحة وليس كل السعادة
فبعض الاحيان يكون مصدر تعاسة وكم من الزيجات فشلت ازاء الاعتماد على هذا الجانب .
تعليق