إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غريبه هي الدنيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غريبه هي الدنيا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    غريبة هي الدنيا ...
    سميت دنيا لتدني منزلتها عند الله وحقارتها ... أوضاعها غريبة ...
    ليل يتبعه نهار ... حياة وموت ... لقاء وفراق ... ضيق وفرح ...
    آمال و آلام ... بزوغ وأفول ...
    ومعادلة بسيطة ومتساوية الأطراف :
    ( طفل الأمس هو شاب اليوم - هو شيخ الغد )


    قال الله تعالى :
    " و اضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء
    فاختلط به نبات الأرض
    فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا "



    نعم هذا مثل هذه الحياة الدنيا في سرعة ذهابها واضمحلالها وقرب فنائها وزوالها ...
    هذه الحياة الدنيا لا راحة فيها ولا اطمئنان ...
    ولا ثبات فيها ولا استقرار حوادثها كثيرة وعبرها غفيرة ...
    دول تبنى و أخرى تزول ... مدن تعمر وأخرى تدمر ...
    وممالك تشاد و أخرى تباد ...



    فرح يقتله ترح ... وضحكة تخرسها دمعة ...
    صحيح يسقم ومريض يعافى ...



    وهكذا تسير عجلتها لا تقف لميلاد ولا لغياب ولا لفرح ولا لحزن ...
    تسير حتى يأذن الله لها بالفناء ...



    ولا يملك الناس من هذه الدنيا شيئا إلا بمقدار ...
    نزول المطر ونبات الزرع وصورته هشيما ...
    بذلك ينتهي شريط الحياة ...
    ما بين ولادة وطفولة وشباب وشيخوخة ثم موت وقبر ...


    يطوى سجل الإنسان بعجالة وكأنها غمضة عين أو لمحة بصر
    أو ومضة برق ...
    " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم
    وتكاثر في الأموال والأولاد "




    سراب خادع ... وبريق لامع ... ولكنها سيف قاطع ...
    وصارم ساطع ...
    كم أذاقته أسى ... وكم جرعت غصصا ... و أذاقت مرضا ...
    كم أحزنت من فرح ... وأبكت من مرح ...
    وكبرت من صبو ... وشابت من صغير ؟!
    سرورها مشوب بالحزن ... وصفوها مشوب بالكدر ...
    خداعة مكارة ... ساحرة غرارة ...



    كم هم فيها من صغير ... وذل فيها من عزيز ...
    وترف فيها من وثير ... وفقير فيها من غني ؟!
    أحوالها متبدلة وشمولها متغيرة ...



    يقول عليه الصلاة والسلام
    " مالي وللدنيا , ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة
    ثم راح وتركها "



    ومن وصايا عيسى على نبينا وعليه السلام لأصحابه قال :
    ( الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها )



    وقوله أيضا :
    " من ذا الذي يبني فوق موج البحر دارا ؟!
    تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا "



    وقيل لنوح عليه السلام:
    ( يا أطول الأنبياء عمرا كيف رأيت الدنيا ؟ قال :
    " كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر "



    إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يوم مضى يدني من الأجل !!
    فإن الموت الذي تخطانا الى غيرنا ... سيتخطى غيرنا إلينا
    فلنأخذ حذرنا ...
    هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ... متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب !!



    دعونا نحاسب أنفسنا ونستلهم الدروس والعبر مما فات ...
    دعونا نتساءل عن يومنا كيف أمضيناه ؟!
    وعن وقتنا كيف قضيناه ؟!
    فإن كان مافية خيرا حمدناه وشكرنا ...
    وإن كان ما فيه شرا تبنا إليه واستغفرناه ...
    ليسأل كل واحد منا نفسه ...



    كم صلاة فجر ضيعتها أو أخرتها ولم أصليها إلا عند الذهاب
    إلى المدرسة أو العمل ؟



    كم حفظت من كتاب الله وعملت به ؟
    كم يوم صمته في سبيل الله ؟
    كم صلة رحم قمت بزيارتها ؟
    كم من غيبة كتبت علي ؟
    وكم نظرة حرام سجلت علي ؟
    وكم فرصة سنحت لي لأتوب ولكني لم أتب حتى هذه اللحظة ؟
    كم مرة عققت والدي ونهرتهما ؟
    وكم ... وكم ...
    فهلا حاسبنا أنفسنا الآن مادامت الفرصة سانحة ...
    والسوق مفتوحة والبضاعة قائمة ؟!!



    وقفة مع حياة الإنسان
    لو ألقينا نظرة خاطفة على حياة الإنسان في الدنيا لرأينا العجب العجاب ...
    والله إني لأعجب كثيرا ممن وهب نفسه للدنيا ونسي الآخرة
    وكأنه لا يؤمن بها ...
    مع علمه بأن المرء ليس له إلا عمر واحد ... و أجل محدود ...




    ولن يعطى فوق أجله دقيقة واحدة ليعيشها ...
    ومع هذا يكابر ويتكبر ويسوف التوبة و يلهو بالمعصية
    ويعيش حياة من لا يموت أبدا !!



    أخوانى وأخواتى في الله
    ألست توقن بالموت ؟!
    ألست تقرأ ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ؟!
    أما تساءلت أين سيد الخلق الذي لو ترك الموت أحدا لتركه ؟!



    ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )
    أين آباءك و أجدادك !! أين الملوك والأبطال ؟
    أو ليس غيبهم الثرى وتساوى الملوك والصعاليك في أطباق التراب ؟!
    أما لك فيهم عبرة ؟! أما لك فيهم موعظة ؟! وكفى بالموت واعظا ...
    ألم تشاهد منظرا للواعظ الصامت ( القبر ) ؟!
    ألم تشاهد منظرا للموطن الساكن ( القبر ) ؟




    الإنسان مثله كمثل الشجرة تحمل عددا من الأوراق التي هي عمره
    فكلما سقطت ورقة من هذه الشجرة انقضت سنة من حياة ذلك الإنسان



    وفي الختــــام ...
    لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يحب الفأل ...
    فاقتداء به لنختم يومنا هذا بالتفاؤل ...




    وأن المستقبل لصالح المسلمين ونصرهم على عدوهم وتمكينهم في الأرض ...
    و أن النصر سيكون للإسلام وأهله مهما طال الزمان أو قصر ...



    فينبغي ألا يزيدنا مرور الأيام إلا صلاحا و إقبالا ...
    وتمسكا بعقيدتنا الصحيحة وثوابتنا ومبادئنا السليمة ...


    فهل نعتبر ونجعل أيامنا القادمة صحائف خير ...
    جدير بنا أن نملأها بالحسنات تلو الحسنات ؟؟!!



    ولو قدر الله أن تقترف أيدينا وجوارحنا السيئات
    فعلينا أن نتذكر قوله تعالى :
    " إن الحسنات يذهبن السيئات "



    وقوله عليه السلام لمعاذ :
    " يا معاذ : اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها
    وخالق الناس بخلق حسن "



    أقبل على صلواتك الخمس ... كم مصبح وعساه لا يمسي ..
    واستقبل يومك الجديد بتوبة ... تمحو ذنوب صحيفة الأمس ..
    اتعبتني ياقلبُ في دُنيــا هواكَ ..تيهـاً ولا أدري متى ألقى مُـناكَ
    مالي أذا حاولتُ أن أدنو لربي..أبعدتني عنهُ كأني مِـن عِــــداكَ

    تشتاقُ روحي للسمـا شوقَ المساكينِ ..
    أحتاجُ أن اسمو كما احتاجُ للعيـــــــن ِ ..
    لكن قلبي كلمّـــــا اهفو يمنينــي ..

    يامَـن دنــى مني الى حــدِ الشرايينِ
    بل كان في الطافهِ ادنــــــى ليُـدنيني
    ربـــاه في دُنيــــا الهوى لا لا تخليني

  • #2
    والدنيا : سجن المؤمن ..
    فإذا نسي سجنه , جاءه الفرج ..
    وهي : سوق تجارية .. يوشك أن تُغلق ..
    وهي خمر الشيطان .. من شرب منها لم يفق
    إلا في عسكر الموتى نادماً مع الخاسرين .

    ::::::::::::::::::::::
    عزيزتي فاطمة الموسوي
    احسنت على هذا الطرح القيم
    وبارك الله بك
    نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا
    حيدرية حشمتنا فاطمية آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية .أدعيتنا سجادية علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية .كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية.حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم...

      هذه الدنيا لم توصف إلا بأدنى الأوصاف، وصفت: باللعنة، والغرور، والمتاع وغير ذلك. قال تعالى:
      - { وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع }.
      - { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.
      - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها).
      وإذا كانت ملعونة فإن من أحبها أضر بآخرته، كما أن من أحب آخرته أضر بدنياه، والعقل يقضي: أن نؤثر المحمود على الملعون.
      وكيف لا تكون الدنيا ملعونة، وهي التي لا تزن عند الله جناحة بعوضة، ولو زنت ما سقى الكافر منها شربة ماء؟. وكيف لا تكون ملعونة، وهي سجن المؤمن، وجنة الكافر؟.


      كالعادة ابداع رائع
      وطرح يستحق المتابعة
      شكراً لكِ
      اللهم عجل لوليك الفرج
      وعجل فرجنا بفرجه وأكحل ناظرنا بنظرة منا إليه ياالله بحق محمد وآله الأتقياء
      sigpic

      تعليق


      • #4
        شكرا عزيزاتي هذا من ذوقكن الراقي
        اتعبتني ياقلبُ في دُنيــا هواكَ ..تيهـاً ولا أدري متى ألقى مُـناكَ
        مالي أذا حاولتُ أن أدنو لربي..أبعدتني عنهُ كأني مِـن عِــــداكَ

        تشتاقُ روحي للسمـا شوقَ المساكينِ ..
        أحتاجُ أن اسمو كما احتاجُ للعيـــــــن ِ ..
        لكن قلبي كلمّـــــا اهفو يمنينــي ..

        يامَـن دنــى مني الى حــدِ الشرايينِ
        بل كان في الطافهِ ادنــــــى ليُـدنيني
        ربـــاه في دُنيــــا الهوى لا لا تخليني

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم اختي فاطمة الموسوي على هذا المجهود ونتمنى لكم مزيد من التوفيق والتألق
          sigpic

          تعليق


          • #6


            بسم الله الرّحمن الرّحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            هي الدنيا تقول بملء فيها *** حذارِ حذارِ من بطشي وفتكي
            فلا يغرركم حسن ابتسامي *** فقولي مضحك والفعل مبكي


            وفقكِ الله اختي العزيزة
            ( فاطمة الموسوي)
            وأحسنتِ على الموضوع الرائع
            جعله الله في ميزان اعمالكِ


            تعليق

            يعمل...
            X