بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين...ونظر أبو نؤاس إلى الرضا عليه السلام ذات يوم، وقد خرج من عند المأمون على بغلة له، فدنا منه وسلّم عليه وقال: يا ابن رسول الله، قد قلت فيك أبياتاً، وأنا أحبّ أن تسمعها منّي, قال: "هاتِ"، فأنشأ يقول:
مُطهَّرونَ نَقِيَّاتٌ ثِيَابُهمُ تَجْرِي الصَّلاةُ عليهمْ أينَ ما ذُكِرُوا
مَنْ لمْ يكنْ عَلَوِيّاً حينَ تَنْسِبُه فَمَا لهُ في قَديمِ الدَّهرِ مُفْتَخَرُ
فاللهُ لَمَّا بَرَا خَلْقاً فَأَتْقَنَهُ صَفاكُمُ واصْطَفاكُمْ أيُّها البَشَرُ
فأنتمُ المَلأُ الأَعْلَى وعِنْدكُمُ عِلْمُ الكِتَابِ وَمَا جَاءَتْ به السُّوَرُ
فقال الرضا عليه السلام: "قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد، يا غلام هل معك من نفقتنا شيء؟" فقال: ثلاثمائة دينار, فقال: "أعطها إيّاه" ثمّ قال: "لعلّه استقلّها، يا غلام سق إليه البغلة" .
وعن الريّان بن الصلت قال: لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا عليه السلام، فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده لأكفَّن به، ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم، فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسى على فراقه عن مسألته ذلك، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي: "يا ريّان ارجع" فرجعت، فقال لي: "أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفَّن فيه إذا فني أجلك؟ أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟" فقلت: يا سيّدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغمّ بفراقك، فرفع عليه السلام الوسادة وأخرج قميصاً، فدفعه إليَّ ورفع جانب المصلّى، فأخرج دراهم فدفعها إليّ فعددتها فكانت ثلاثين درهماً.المصدر "كتاب غريب خراسان "
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين...ونظر أبو نؤاس إلى الرضا عليه السلام ذات يوم، وقد خرج من عند المأمون على بغلة له، فدنا منه وسلّم عليه وقال: يا ابن رسول الله، قد قلت فيك أبياتاً، وأنا أحبّ أن تسمعها منّي, قال: "هاتِ"، فأنشأ يقول:
مُطهَّرونَ نَقِيَّاتٌ ثِيَابُهمُ تَجْرِي الصَّلاةُ عليهمْ أينَ ما ذُكِرُوا
مَنْ لمْ يكنْ عَلَوِيّاً حينَ تَنْسِبُه فَمَا لهُ في قَديمِ الدَّهرِ مُفْتَخَرُ
فاللهُ لَمَّا بَرَا خَلْقاً فَأَتْقَنَهُ صَفاكُمُ واصْطَفاكُمْ أيُّها البَشَرُ
فأنتمُ المَلأُ الأَعْلَى وعِنْدكُمُ عِلْمُ الكِتَابِ وَمَا جَاءَتْ به السُّوَرُ
فقال الرضا عليه السلام: "قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد، يا غلام هل معك من نفقتنا شيء؟" فقال: ثلاثمائة دينار, فقال: "أعطها إيّاه" ثمّ قال: "لعلّه استقلّها، يا غلام سق إليه البغلة" .
وعن الريّان بن الصلت قال: لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا عليه السلام، فقلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصاً من ثياب جسده لأكفَّن به، ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم، فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسى على فراقه عن مسألته ذلك، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي: "يا ريّان ارجع" فرجعت، فقال لي: "أما تحبّ أن أدفع إليك قميصاً من ثياب جسدي تكفَّن فيه إذا فني أجلك؟ أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟" فقلت: يا سيّدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغمّ بفراقك، فرفع عليه السلام الوسادة وأخرج قميصاً، فدفعه إليَّ ورفع جانب المصلّى، فأخرج دراهم فدفعها إليّ فعددتها فكانت ثلاثين درهماً.المصدر "كتاب غريب خراسان "