الاسم الجميل .
من يُحسن الخُلُق يتقرب ، ومن يُسيء الخُلُق يتغرب ، وحُسْنُ الخُلُقِ زينةُ الخَلْقِ ، وهما جميلان من جمالِ الخالقِ ، ( إن الله جميلٌ يُحبُ الجمال ) ، يحب الجمال مطلقا ظاهرا وباطنا ، ( الجمال الظاهر حسن الصورة ، الجمال الباطن حسن السريرة ) ،
وجمال الظاهر والباطن نور على نور ، ومعه طلب منا التّجمّل ، فقال : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } ، فزادنا جمالا له ، ( الله اولى من تجمل له ) ، ولغيره قريب أو غريب ، ( ليتزين احدكم لاخيه المسلم اذا اتاه كما يتزين للغريب الذي يحب ان يراه في أحسن الهيئة )، ( احسنوا لباسكم ، واصلحوا رحالكم ، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس ) ، وكما أقبلنا عليه بالجمال ، أدبروا عنه بالجمال ، { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }،وهو اقبال بالجمال على سوء الاعمال ، اذ لولا الزينة لرأى الاعمال قبيحة ، فلايغرك الجمال حتى تتبين أمر الزينة من سوء العمل ، { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم } ، ولاتلتبس عليك زينة الله من زينة الشيطان ، ( من شهر نفسه بالعبادة فاتهموه على دينه ، فان الله عز وجل يكره شهرة العبادة وشهرة اللباس ...) فحسبوا التحنك ( تيجان الملائكة ) لباس شهرة ، ولبسوا
( الطابقية عمة ابليس ) ، وفي الحديث : ( نهى عن الاقتعاط وأمر بالتلحي ) ،
{ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } ، واقل مايقال : الاقتعاط محتمل النهي ، والتلحي محتمل الامر ، وقطعةُ قماشٍ تحت الحنك لاتضر . { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ، و ( الجمال صواب القول بالحق ، والكمال حسن الفعال بالصدق ) .
وبعد : الجمال حقيقة العاقل وجنته ،( لاجمال احسن من العقل ) ، ( حسن الصورة جمال الظاهر ، وحسن العقل جمال الباطن ) ، ( حسن العقل جمال الظواهر والبواطن )،
( ليدخلن الجنة من امتي سبعون الفا أو سبعمائة الف متماسكون أخذ بعضهم بيد بعض لايدخل أولهم حتى يدخل أخرهم ، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر ) ، أكرمنا الله بالعقل القامع المؤيد لإدارة نفوسنا وقواها .
تعليق