سبب صبر أميرالمؤمنين على من تقدمه
سبب صبر أميرالمؤمنين ص على من تقدمه وسكوته على ظلمه وظلم أهل بيته والسيدة الزهراء هو أمر النبي ص وأمر الله تعالى له بالصبر
.......فقال الأشعث بن قيس
فما يمنعك يا ابن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة و أخو بني عدي بن كعب و أخو بني أمية بعدهما أن تقاتل و تضرب بسيفك و أنت لم تخطبنا خطبة منذ كنت قدمت العراق إلا و قد قلت فيها قبل أن تنزل عن منبرك و الله إني لأولى الناس بالناس و ما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا ص فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك
فقال له علي ع يا ابن قيس قلت فاسمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن و لا كراهية للقاء ربي و أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا و البقاء فيها و لكن منعني من ذلك أمر رسول الله ص و عهده إلي أخبرني رسول الله ص بما الأمة صانعة بي بعده فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني و لا أشد يقينا مني به قبل ذلك بل أنا بقول رسول الله ص أشد يقينا مني بما عاينت و شهدت فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك قال إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم و إن لم تجد أعوانا فاكفف يدك و احقن دمك حتى تجد على إقامة الدين و كتاب الله و سنتي أعوانا و أخبرني ص أن الأمة ستخذلني و تبايع غيري و تتبع غيري و أخبرني ص أني منه بمنزلة هارون من موسى و أن الأمة سيصيرون من بعده بمنزلة هارون و من تبعه و العجل و من تبعه إذ قال له موسى يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي و قال ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي و إنما يعني أن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم و إن لم يجد أعوانا أن يكف يده و يحقن دمه و لا يفرق بينهم و إني خشيت أن يقول لي ذلك أخي رسول الله ص لم فرقت بين الأمة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا أن تكف يدك و تحقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك فلما قبض رسول الله ص مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول برسول الله ص بغسله و دفنه ثم شغلت بالقرآن فآليت على نفسي أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب ففعلت ثم حملت فاطمة و أخذت بيد ابني الحسن و الحسين فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السابقة من المهاجرين و الأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي و دعوتهم إلى نصرتي فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط سلمان و أبو ذر و المقداد و الزبير و لم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به و لا أقوى به أما حمزة فقتل يوم أحد و أما جعفر فقتل يوم موتة و بقيت بين ..ذليلين حقيرين عاجزين العباس و عقيل و كانا قريبي العهد بكفر فأكرهوني و قهروني فقلت كما قال هارون لأخيه ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي فلي بهارون أسوة حسنة و لي بعهد رسول الله ص
حجة قويةكتاب سليم بن قيس الهلالي العامري ص : 663
وبمضمونه أحاديث كثيرة في نفس الكتاب وكتاب الاحتجاج وعلل الشرائع وغيرهما
تعليق