بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يتم اطلاق اسم الجلالة ( الله ) في الفلسفة فان المراد منه هو الموجود الواجب بالذات ولا نجد في اي نص من نصوص الوحي اية اشارة الى وصف الله عز وجل بصفة ( الواجب بالذات) او الاوصاف الفلسفية المعادلة لها بل عبر في النصوص الاسلامية اي في القران الكريم والروايات المعتبرة باسم الجلالة (الله ) والذي هو اسم خاص ولكن على الرغم من ذلك يمكننا ان نثبت من وجهة نظر دينية ان الوصف الفلسفي اي ( الواجب بالذات ) يحكي عن نفس الموجود الذي يدل عليه اسم الجلالة ( الله ) اي ان الله في الفلسفة هو نفس الله في الدين من هذه الجهة لابد لنا من اثبات امرين :
- اثبات ان الموجود الواجب بالذات موصوف بصفة – كحد اقل – من الصفات التي تنحصر بالله عز وجل في الرؤية القرانية .
- اثبات ان الصفات التي تطلق في الفلسفة على الواجب بالذات لا تتنافى اطلاقا مع الصفات الاخرى التي وصف القران بها الله عزوجل .
ان اثبات الامر الاول سهل فملاك الوجوب الذاتي مثلا هو الاستغناء عن العلة ولذا فان الواجب بالذات مستغن عن العلة اي هو غير معلول وبلغة دينية هو غير مخلوق وهذا الوصف اي وصف ( غير مخلوق ) هو من الصفات التي يختص بها الله اذاً للواجب بالذات صفة منحصرة بالله عز وجل من وجهة النظر الدينية وكذلك االحال في سائر الاوصاف .
واما فيما يرجع الى الامر الثاني فلا شك في اننا نجد - في الجملة - في القران وفي الروايات صفات لله عز جل تتناافى بحسب ظاهرها مع الصفات والخصوصيات التي يثبتها الفلاسفة للواجب بالذات . فالفلاسفة مثلا يقررون ان الله عز وجل غير زماني وانه ثابت ومطلق لا يطرأ عليه تغيير فيتغير في حال الى حال فعندما نصف الله عز جل بانه يغضب فانه ليس بمعنى عروض تلك الحال التي تعرض لنا عند الغضب ، مع ان الظاهر من بعض الايات والروايات ولو ظهورا بدويا ان الله عز وجل مثل هه الحالات : { فلما اسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين } الزخرف 55 .
تعليق