بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
التوبة في القرآن الكريم
قال تعالى
((وهُواَلَذي يَقبَلُ التَوبَة عَن عِبادِهِ وَيعفُوا عَنِ السيئاتِ ويعلمُ ما تفعلُونَ (25) )) الشورى
المراد من التوبة الى الله هو الرجوع والانابة من المعصية الى طاعة الله عزوجل وهذه الآية المباركة وردت في سياق قرآني كبشارة للمؤمنين بعد صدور المعصية منهم وشعورهم بالندم والأذى لما صدرمنهم حيث يذكر في سبب النزول لهذه الآية المباركة أن المسلمين في المدينة جاءوا الى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
وعرضوا له أموالهم وممتلكاتهم مقابل العز والوجاهة
والمتعة التي حصلوا عليها بعد اعتناقهم للاسلام عندها قال لهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم تالياً قوله تعالى
(( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ))
23 الشورى
فسأل بعضهم من القربى يا رسول الله؟ فقال لهم هم علي وفاطمة وابناهما وكرر ذلك ثلاث مرات.
فعند خروجهم منه تحدث بعضهم مشككاً بقول الرسول وانه ذكر القربى تعصباً لأقربائه
فنزل الوحي على الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبيناً ما ذهب إليه المسلمون فأرسل عليهم فجاءوا إليه فأخبرهم بما صدر منهم تالياً قوله تعالى
( أم يقولون افترى على الله كذباً فإن يشاء الله يختم على قلبك ويمح الله البطل ويحقٌ الحقِّ بكلماته إنه عليم بذاتِ الصدُورِ24 الشورى
فعندما علموا أن الله تعالى قد أخبر رسوله بما جرى
من المسلمين وانه غاضب عليهم لتهمتهم لرسوله
بالافتراء بدا عليهم الندم والحزن فذهبوا الى بيوتهم وباتوا تلك الليلة باكين نادمين على ماصدر منهم عندها نزل قوله تعالى :
(وَهُوَ الذِي يَقبَلٌ التَّوبَة عَن عِبَادِهِ)
فأرسل عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
وأخبرهم بقوله تعالى وبشرٍهم بقبول توبتهم والعفو
عنهم ففرحوا فرحا شديداً.
وقد ورد الحث على التوبة والاستعجال بها قبل فوات الأوان بقوله تعالى:
( وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّهَ المؤمنونَ لعلكم تفلحونَ)31 النور
وعن الامام الجواد عليه السلام :
(تأخير التوبة اغرار, وطول التسويف حيرة )
ومكانة التوبة عظيمة من خلال معرفة ما تميز به : -
1-تمحو السيئات :
عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
التوبة تجب ما قبلها.
2- تستنزل الرحمة :
عن الامام علي عليه الاسلام :
(التوبة تستنزل الرحمة )
3- الشفاعة :
عنه عليه السلام : ( لا شفيع أنجح من التوبة ).
4- تطهر القلب :
عنه عليه السلام
(التوبة تطهر القلب وتغسل الذنوب ).
والتائب الى الله يرتقي مقاماً عالياً عن الله تعالى فيحصل على:
1- محبة الله :
عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
( ليس شيء أحب الى الله من مؤمن تائب اومؤمنة تائبة ).
2- خير بني ادم :
عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( كل بني آدم خطاء وخيرالخطائين التوابين ) .
3- يفرح به الله:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( لله أفرح بتوبة عبده من العقيم الولد, ومن الضال
الواجد , ومن الظمان الوارد).
علامات للتائب :
للتائب الى الله تعالى علامة تدل على توبتة فقد جاء عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( أما علامة التائب أربعة : النصيحة لله في عمله , وترك الباطل , ولزوم الحق ,والحرص على الخير).
وقت التوبة :
هذه النعمة العظيمة جعلها الله تعالى في
متناول الانسان الى الوقت المعاينة أي الى اخر حياته من الدنيا عندما يأتي ملك الموت لنزع روحة ويعاينه عند ذلك تنتهي فرصة التوبة فقد جاء عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبتة)
حقيقة التوبة :
لكل حق حقيقة دالة علية وحقيقة التوبة تتلخص بأمور نذكرها:
1- الندم :
لابد ان يندم صاحب المعصية على ما صدر منه فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الندم توبة ).
2- الاستغفار :
عن الامام علي عليه السلام :
(استرجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرالاستغفار )
3- حسن الاعتراف :
عن الامام الباقر عليه السلام :
(والله ما ينجو من الذنب إلامن أمربه ).
4- بيان الاثر :
عن الرسول صلى الله عليه وال وسلم :
(التائب اذا لم يستبن عليه اثر التوبة فليس بتائب , يرضي الخصماء ويعيد الصلوات , ويتواضع بين الخلق , ويتقي نفسه عن الشهوات , ويهزل رقبة بصيام النهار ) .
5- اداء حقوق الناس :
عن الامام الباقرعليه السلام :
(وقد سأله شيخ من نخع , اني لم ازل واليا منذ زمن الحجاج الى يومي هذا ,فهل لي من توبة ؟
فقال : فسكت , ثم أعدت عليه؟
فقال : لا , حتى تؤدي الى كل ذي حق حقه ).
التوبة النصوح: حتىٍ تقبل التوبة من التائب لابد ان تكون توبة نصوحاً فقد قال تعالى :
((يأيها الذين ءَامنوا توبوا إلى اللهِ توبة نصوحاً )) التحريم 9
وجاء عن الامام الكاظم عليه السلام في بيان الآية اعلاه :
( يتوب العبد ثم لا يرجع فيه ).
وعن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
التوبة النصوح الندم على الذنب حين يفرط منك , فتستغفر الله , ثم لاتعود إليه أبداً.
تبديل السيئة بالحسنة : عن الامام الصادق عليه السلام : ((اوحى الله عزوجل الى داوود النبي على نبينا وآله عليه السلام : يا داوود , ان عبدي المؤمن اذا أذنب ذنباً ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحى مني عند ذكره غفرت له , وانسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وانا ارحم الراحمين ).
فلا بد لنا من استثمار هذه الفرصة الإلهية بالرجوع والإنابة من عالم المعصية الى عالم الطاعة لله عزوجل قبل فوات الأوان .
والحمد لله والشكر على نعمته وفضله علينا
اللهم صل على محمد وال محمد
التوبة في القرآن الكريم
قال تعالى
((وهُواَلَذي يَقبَلُ التَوبَة عَن عِبادِهِ وَيعفُوا عَنِ السيئاتِ ويعلمُ ما تفعلُونَ (25) )) الشورى
المراد من التوبة الى الله هو الرجوع والانابة من المعصية الى طاعة الله عزوجل وهذه الآية المباركة وردت في سياق قرآني كبشارة للمؤمنين بعد صدور المعصية منهم وشعورهم بالندم والأذى لما صدرمنهم حيث يذكر في سبب النزول لهذه الآية المباركة أن المسلمين في المدينة جاءوا الى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
وعرضوا له أموالهم وممتلكاتهم مقابل العز والوجاهة
والمتعة التي حصلوا عليها بعد اعتناقهم للاسلام عندها قال لهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم تالياً قوله تعالى
(( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ))
23 الشورى
فسأل بعضهم من القربى يا رسول الله؟ فقال لهم هم علي وفاطمة وابناهما وكرر ذلك ثلاث مرات.
فعند خروجهم منه تحدث بعضهم مشككاً بقول الرسول وانه ذكر القربى تعصباً لأقربائه
فنزل الوحي على الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبيناً ما ذهب إليه المسلمون فأرسل عليهم فجاءوا إليه فأخبرهم بما صدر منهم تالياً قوله تعالى
( أم يقولون افترى على الله كذباً فإن يشاء الله يختم على قلبك ويمح الله البطل ويحقٌ الحقِّ بكلماته إنه عليم بذاتِ الصدُورِ24 الشورى
فعندما علموا أن الله تعالى قد أخبر رسوله بما جرى
من المسلمين وانه غاضب عليهم لتهمتهم لرسوله
بالافتراء بدا عليهم الندم والحزن فذهبوا الى بيوتهم وباتوا تلك الليلة باكين نادمين على ماصدر منهم عندها نزل قوله تعالى :
(وَهُوَ الذِي يَقبَلٌ التَّوبَة عَن عِبَادِهِ)
فأرسل عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
وأخبرهم بقوله تعالى وبشرٍهم بقبول توبتهم والعفو
عنهم ففرحوا فرحا شديداً.
وقد ورد الحث على التوبة والاستعجال بها قبل فوات الأوان بقوله تعالى:
( وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّهَ المؤمنونَ لعلكم تفلحونَ)31 النور
وعن الامام الجواد عليه السلام :
(تأخير التوبة اغرار, وطول التسويف حيرة )
ومكانة التوبة عظيمة من خلال معرفة ما تميز به : -
1-تمحو السيئات :
عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
التوبة تجب ما قبلها.
2- تستنزل الرحمة :
عن الامام علي عليه الاسلام :
(التوبة تستنزل الرحمة )
3- الشفاعة :
عنه عليه السلام : ( لا شفيع أنجح من التوبة ).
4- تطهر القلب :
عنه عليه السلام
(التوبة تطهر القلب وتغسل الذنوب ).
والتائب الى الله يرتقي مقاماً عالياً عن الله تعالى فيحصل على:
1- محبة الله :
عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
( ليس شيء أحب الى الله من مؤمن تائب اومؤمنة تائبة ).
2- خير بني ادم :
عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( كل بني آدم خطاء وخيرالخطائين التوابين ) .
3- يفرح به الله:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( لله أفرح بتوبة عبده من العقيم الولد, ومن الضال
الواجد , ومن الظمان الوارد).
علامات للتائب :
للتائب الى الله تعالى علامة تدل على توبتة فقد جاء عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( أما علامة التائب أربعة : النصيحة لله في عمله , وترك الباطل , ولزوم الحق ,والحرص على الخير).
وقت التوبة :
هذه النعمة العظيمة جعلها الله تعالى في
متناول الانسان الى الوقت المعاينة أي الى اخر حياته من الدنيا عندما يأتي ملك الموت لنزع روحة ويعاينه عند ذلك تنتهي فرصة التوبة فقد جاء عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبتة)
حقيقة التوبة :
لكل حق حقيقة دالة علية وحقيقة التوبة تتلخص بأمور نذكرها:
1- الندم :
لابد ان يندم صاحب المعصية على ما صدر منه فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الندم توبة ).
2- الاستغفار :
عن الامام علي عليه السلام :
(استرجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرالاستغفار )
3- حسن الاعتراف :
عن الامام الباقر عليه السلام :
(والله ما ينجو من الذنب إلامن أمربه ).
4- بيان الاثر :
عن الرسول صلى الله عليه وال وسلم :
(التائب اذا لم يستبن عليه اثر التوبة فليس بتائب , يرضي الخصماء ويعيد الصلوات , ويتواضع بين الخلق , ويتقي نفسه عن الشهوات , ويهزل رقبة بصيام النهار ) .
5- اداء حقوق الناس :
عن الامام الباقرعليه السلام :
(وقد سأله شيخ من نخع , اني لم ازل واليا منذ زمن الحجاج الى يومي هذا ,فهل لي من توبة ؟
فقال : فسكت , ثم أعدت عليه؟
فقال : لا , حتى تؤدي الى كل ذي حق حقه ).
التوبة النصوح: حتىٍ تقبل التوبة من التائب لابد ان تكون توبة نصوحاً فقد قال تعالى :
((يأيها الذين ءَامنوا توبوا إلى اللهِ توبة نصوحاً )) التحريم 9
وجاء عن الامام الكاظم عليه السلام في بيان الآية اعلاه :
( يتوب العبد ثم لا يرجع فيه ).
وعن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
التوبة النصوح الندم على الذنب حين يفرط منك , فتستغفر الله , ثم لاتعود إليه أبداً.
تبديل السيئة بالحسنة : عن الامام الصادق عليه السلام : ((اوحى الله عزوجل الى داوود النبي على نبينا وآله عليه السلام : يا داوود , ان عبدي المؤمن اذا أذنب ذنباً ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحى مني عند ذكره غفرت له , وانسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وانا ارحم الراحمين ).
فلا بد لنا من استثمار هذه الفرصة الإلهية بالرجوع والإنابة من عالم المعصية الى عالم الطاعة لله عزوجل قبل فوات الأوان .
والحمد لله والشكر على نعمته وفضله علينا
تعليق