إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قاعدة ان لكل فاعل غاية واشكال الفواعل الطبيعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قاعدة ان لكل فاعل غاية واشكال الفواعل الطبيعية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يقول الفلاسفة ان لكل فاعل غاية فهل هذه الدعوة حق ؟
    اشكل على هذه القاعدة بعدة اشكالات:

    اننا اذا لاحظنا الفاعل الطبيعي نجد انه يفعل الفعل من غير ان يكون له غاية لان الغاية فرع العلم ومن كان ليس لديه علم في فعله كالفواعل الطبيعية فلا يكون له غاية؟



    الجواب :
    ان الاشكالين مبنيان على ان الغاية هي الداعي الذي من اجله يفعل الفاعل الفعل وهذا يستدعي عدة امور نذكرها بالمثال:
    يمارس الانسان افعالا لتحقيق غاية وهدف معين نظير الاكل لكي يشبع او النوم ليستريح او قراءة موضوع معين للاطلاع عليه ولهذه الافعال مجموعة سمات:
    1-الفاعل هو الانسان.
    2-الفاعل واع لفعله ونتيجته؛أي يعلم بهما.
    3-الفاعل له ارادة واختياريدفعانه للفعل.
    4-يلتذ الفاعل للوصول للهدف ويتالم اذا فشل.
    5-يسد الفاعل حاجته بواسطة تحقيق الفعل ويشبع متطلباته.
    تجتمع كل هذه الخصوصيات مع بعضها وتلعب دورها جميعا لكي ينجز الانسان فعلا غائيا؛وهنا ينبغي ان نرى ماهو مناط الغائية أي ما هو الشئ الذي به تكون الغاية غاية ؟وهنا نستعمل برهان السبر والتقسيم أي اسقاط الفروض بعضها بعد بعض.
    نفترض اولا ان الانسان ليس هو الفاعل لكن سائر الخصوصيات الاخرى متوفرة في الفاعل كالشعور والارادة واللذة والتركيز على الهدف ؛كأن يكون هناك موجود مختار مريد يشعر بالذة الى اخره من الخصوصيات المذكورة اعلاه .من الواضح ان هذا الفعل يبقى غائياوهنا نقرر بوضوح ان كون الفاعل انسانا لا علاقة له بغائية الفعل .
    ثم نفترض في المرحلة الثانية ان الفاعل لا يلتذ ولا يتألم ؛لكن سائر الخصوصيات الاخرى محفوظة وهنا ايضا نقرر ان الفعل يبقى غائيا وان وجود الذة والالم لادخل لهما بالغاية.
    وفي المرحلة الثالثة نفترض ان القوة الدافعة للتنفيذ ليست هي الارادة كما لو كان هناك قوة داخلية في الفاعل تدفعه للوصول الى غايته وهذه القوة ليست ارادة فانه من الواضح بقاء الفعل غائيا فنقرر بان الارادة ليس لها دخل في غائية الفعل.
    وفي المرحلة الرابعة لو فرضنا موجودا لا علم له بفعله ولكنه حصل له ما يكمله ويسد احتياجه أي حصلت له غايته من غير ان يعلم فتبقى الغاية كما لو كان هناك شخص من كماله ان يحصل له الشئ الفلاني فتارة يكون عالما بان هذا يكمله ويسد احتياجه واخرى لا يعلم بذلك لكن على كل حال حصل له من غير ان يعلم فنقول انه قد حصلت له الغاية كانسان يحفر حفرة ليجد كنزا وهو عالم بوجوده في هذا المكان فيحفر ويجده فنقول قد حصلت له غايته وشخص اخر حفر لايجاد الماء فوجد الكنز فنقول حصلت له الغاية فالعلم ليس شرطا للغاية.
    فتحصل ان حقيقة الغاية عبارة عن الصورة الاكمل لوجود شئ يسير على طريق التكامل فيستبدل بها الصورة الاضعف لوجوده.
    وبناء عليه يكون معنى الغاية في الفواعل الطبيعية هو الصورة الاكمل التي يستكمل بها ويخرج مما هو بالقوة الى ماهو بالفعل .
    وعليه يمكن الاستدلال على وجود غاية بهذا المعنى-وهو ما تنتهي اليه حركته- لكل فاعل طبيعي باننا بالوجدان نجد ان لكل موجود نسبة ثابتة للكمال الذي يمكن ان يصل اليه فنجد ان بذرة الحنطة تصل الى السنبلة ولا تصل الى التفاح وبذرة التفاح تصل الى ثمرة وشجرة التفاح لا لشئ اخر ومنعها من الوصول الى ذلك قسر مخالف لمقتضى العناية الالهية من ايصال كل موجود للكمال الذي فيه استعداده .
    والنتيجة ان لكل فاعل طبيعي كمال معلوم يصل اليه .
    ملاحظة حاولنا هنا ان نشرح دليل القوم على القاعدة بابسط الالفاظ مع اعترافنا بوجود المسامحة ولم نتعرض لما قد يرد على القول السابق من المناقشات لضيق المقام.
    والحمد لله رب العالمين .

يعمل...
X