بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن الأدلة على ولاية أهل البيت عليهم السلام وامامتهم ثابتةٌ في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة والنص عليهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وإن دعوى عدم وجود آيات محكمات في بيان أصل الولاية لآل محمد (صلوات الله عليهم) هي دعوى ساقطة عند أهل العلم والإنصاف والقلب السليم، ولعل هذه الدعوى ناشئة من الجهل بمعنى المحكم والمتشابه، إذ قد يظن بعضٌ أن المحكم هو ما لا يحتمل معنىً آخر مطلقاً، وأن المتشابه هو ما يحتمل معاني عدّة. وهذا في الحقيقة وهم فاسد لو أُخِذ به لما أمكن إثبات شيء من الأحكام، فحتى قوله تعالى: ”وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ“ يمكن لمن أراد التعسّف في المعاني والتأويلات أن يجعله من المتشابه بدعوى أن له معنىً آخر غير المتبادر، فالصلاة لغةً هي الدعاء، فيكون الأمر أمراً بالدعاء وحده لا أداء الصلاة بالهيئة والكيفية المخصوصة المشتملة على ركوع وسجود.
إذن فليس الفارق بين المحكم والمتشابه هو احتمال المعاني الأُخَر وعدمه، إنما الفارق هو في الوضوح وعدمه، فالمحكم هو ما فيه وضوح في الدلالة والمعنى المتبادر، والمتشابه هو ما لا وضوح فيه فيُرَدّ إلى المحكم.
إذا أدركتَ هذه الضابطة فسيتجلّى لك أن جميع ما يُستدلّ به لإثبات أصل إمامة وولاية آل محمد (عليهم السلام) من القرآن الحكيم هو من المحكم لا المتشابه، ومن ذلك قوله عزّ من قائل: ”إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ“، وهو واضح الدلالة متبادر المعنى في أن مَن له الولاية هو الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) والذي حمل صفة إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حال ركوعه، والولاية ههنا بمعنى الأولى بالتصرّف الذي تجب طاعته.
فإن قلتَ: ليست الآية من المحكم لأن للولي معاني منها الناصر والمحب وغيرهما.
قلنا: هذا من التعسّف في التأويل وهو لا يجعل الآية من المتشابه كما سبق وأشرنا، لأن كل من تذوّق العربية يفهم أن المراد من لفظ (الولي) إذا كان مقروناً بالله ورسوله هو الولاية والهيمنة والأولوية بالتصرف، وهذا هو المعنى المتبادر الذي لا محيص عنه إلا بقرينة، وهي مفقودة.
على أنّا لو سلّمنا جدلاً بأن الآية من المتشابه؛ لوجب ردّها إلى المحكم، وإذ ذاك يثبت هذا المعنى نفسه، حيث يقول الله تعالى في آية محكمة: ”النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ“ ويقول في آية محكمة أخرى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ“، فثبت من الأولى أولوية التصرف، ومن الثانية وجوب الطاعة لكون الولاية لله ولرسوله ولأولي الأمر واحدة لا تفكيك فيها، ولا تكون إلا هذه هي الدلالة التي يحملها قوله تعالى: ”إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ.. الآية“ لذكر الرسول (صلى الله عليه وآله) فيها وهو الأولى بالتصرّف فيكون تاليه أولى بالتصرّف أيضاً لاتحاد الولاية، أي يكون إماماً وقائداً تجب طاعته كطاعة الله ورسوله وأولي الأمر كما نصّت عليه آية الطاعة، ولا سبيل إلا القول بأن معنى ”أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ“ الذين تجب طاعتهم هو المراد ممن تأخر في الولاية عن الله ورسوله في قوله تعالى: ”وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ“، إذن هم الأولياء المأمور بطاعتهم شرعاً، أي الأئمة، لا المحبّون أو المناصرون أو غير ذلك من معاني الولاية البعيدة التي يطرحها المتعسّفون المبطلون. ولو كان الأمر على ما يقولون لوقع التهافت في القرآن الحكيم! ذلك لأن الله تعالى يقول في آية أخرى: ”وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ“ وفيها تعميم الولاية على المؤمنين والمؤمنات فكلٌّ منهم ولي الآخر، بينما قد حصر سبحانه الولاية في قوله: ”إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا..“ ولم يعمّمها لمكان (إنما) التي تفيد الحصر، فلا محالة يكون معنى الولاية في هذه الآية مغايراً لمعناها في تلك، والأمر بيّن، فإن الولاية التي لجميع المؤمنين والمؤمنات هي بمعنى أنهم يناصرون بعضهم بعضاً كما الحال عند الكفار، فقد قال سبحانه: ”إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ“. أما الولاية التي هي حصراً لله ولرسوله وللذين آمنوا الذين أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة حال ركوعهم؛ فهي بمعنى الهيمنة والأولوية بالتصرف وحق الطاعة.
أولاً: معنى (الوليّ) :
الولي: لفظ مشترك، جاء في اللغة على عدّة معانٍ، منها: الولي بمعنى المتصرف بالأمور. و الولي بمعنى الناصر. و الولي بمعنى الأولى. وبمعنى المعتق و الوارث و ابن العم و الحليف و غيرها من المعاني.
و من تمعّن و تحقق في هذه المعاني كلها، وجد أن الحقيقة من معنى الولي و المولى هو الأولى بالشئ، و تختلف الأولوية بحسب الإستعمال.
و قد ألف الشيخ أبو عبد الله المفيد رسالة في معنى (المولى) و أن المعنى الرئيسي لهذه المفردة هو الأولى، و كذلك العلامة الأكبر الشيخ الأميني في الغدير، و ننقل قوله للإفادة.
قال الشيخ الأميني:
- فالرب سبحانه هو أولى بخلقه من أي قاهر عليهم، خلق العالمين كما شاءت حكمته، و يتصرف بمشيئته.
- و العم أولى الناس بكلاءة ابن اخيه و الحنان عليه، و هو القائم مقام والده الذي كان أولى به.
- و ابن العم أولى بالاتحاد و المعاضدة مع ابن عمه لأنهما غصنا شجرة واحدة.
- و الابن أولى الناس بالطاعة لأبيه و الخضوع له.
- و ابن الأخت أيضا أولى الناس بالخضوع لخاله الذي هو شقيق أمه.
- و المعتق بالكسر أولى بالتفضل على من أعتقه من غيره.
- و المعتق بالفتح أولى بان يعرف جميل من أعتقه عليه، و يشكره بالخضوع بالطاعة.
- و العبد أيضا أولى بالانقياد لمولاه من غيره، و هو واجبه الذي نيطت سعادته به.
- و المالك أولى بكلاءة مماليكه و أمرهم و التصرف فيهم بما دون حد الظلم.
- و التابع أولى بمناصرة متبوعه ممن لا يتبعه.
- و المنعم عليه أولى بشكر منعمه من غيره.
- و الشريك أولى برعاية حقوق الشركة و حفظ صاحبه عن الاضرار.
- و الأمر في الحليف واضح، فهو أولى بالنهوض بحفظ من حالفه و دفع عادية الجور عنه.
- و كذلك الصاحب أولى بأن يؤدي حقوق الصحبة من غيره.
- كما أن الجار أولى بالقيام بحفظ حقوق الجوار كلها من البعداء.
- و مثلها النـزيل، فهو أولى بتقدير من آوى إليهم و لجأ إلى ساحتهم و أمن في جوارهم.
- و الصهر أولى بأن يرعى حقوق من صاهره، فشد بهم أزره، وقوى أمره، و في الحديث: ( الآباء ثلاثة: أب ولدك،و أب زوجك، و أب علمك ).
- و اعطف عليها القريب الذي هو أولى بأمر القريبين منه و الدفاع عنهم و السعي وراء صالحهم.
- و المنعم أولى بالفضل على من أنعم عليه، و أن يتبع الحسنة بالحسنة.
- و العقيد كالحليف في أولوية المناصرة له مع عاقده، و مثلهما.
- المحب و الناصر، فإن كلا منهما أولى بالدفاع عمن أحبه، أو التزم بنصرته.
و هكذا يكون قد ثبت مبدئياً أن معنى الولاية الأساسي هو الأولوية بالشئ، و لو كان المراد في الآية أياً من تلك المعاني فإنه يرجع إلى المعنى الرئيسي و هو الأولوية.
و مع ذلك سنثبت في النقطة الثانية أنها أولوية عامة و ولاية مطلقة - بغض النظر عما قلناه آنفاً - قد أثبتها الله لمن خصه في هذه الآية، كما أثبتها لنفسه و لرسوله.
ثانياً: الولاية ولاية عامة:
قلنا أن ( الولي ) مشترك لفظي، و المشترك اللفظي يحتاج إلى قرينة لإيضاح معناه، و لإثبات أن المراد من الولاية المذكورة في الآية هي الولاية المطلقة نستدل بعدة قرائن:
الأولى: قرينة الحكمة، و هي أن المتكلم الحكيم في مقام بيان مراده، مع علمه بتعدد المعاني في مراده، إذا لم يقم قرينة على إرادة معنى مخصوص منها، كان الحكم بالإطلاق، فتكون الولاية المقصودة في هذه الآية هي الولاية العامة، و هي الأولوية.
الثانية: أن لفظ ( وليكم ) لفظ مفرد، و هذا يدل على أن الولاية لله بالأصالة، و للرسول و للمؤمنين بالتبعية، و ولاية الله ولاية عامة، فكذلك هي ولاية الرسول و الإمام.
الثالثة: لفظة ( إنما ) دالة على الحصر، و هو حصر الولاية بالله و الرسول و الذين آمنوا بالأوصاف المذكورة، و لا يتفق أي معنىً من المعاني المذكورة مع الحصر، عدا المعنى الأول. و لو كان المراد من الولي هو الناصر، فيكون المعنى أن نصرة علي بن أبي طالب للمؤمنين كنصرة الله و رسوله لهم، و ليست كنصرة غيره، و قطعاً فإن نصرة الله و رسوله أفضل و أعظم من نصرة جميع الخلق، و بالتالي يثبت أن الله عز و جل قد ميّز علياً و اختاره من بينهم، فتثبت أفضليته عليهم جميعاً.
الرابعة: أن الولاية بمعنى المحبة و النصرة ثابتة لجميع المؤمنين (( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض )) فما الداعي لحصر الولاية المذكورة بالآية، إن كانت هذه الولاية عامة؟
قد يجاب أن الحصر هو لإخراج غير المؤمنين من هذه الولاية المذكورة، فنقول أن الآية نفسها قد حدّدت فئة معينة و وصفتهم بأوصاف تخرج غيرهم منها، هذا بالأضافة إلى روايات أسباب النزول و أقوال العلماء، فإن الآية تكون خاصة بأمير المؤمنين كما تقدم.
الخامسة: لو كان المراد بهذه الولاية هي النصرة أو المحبة أو غيرهما من المعاني، فإن الله قد أثبت هذه الولاية لنفسه و لرسوله و لعلي بن أبي طالب فقط، و أن هذه الولاية من سنخ واحد لهم، فيثبت امتياز علي بن أبي طالب على سائر الناس قاطبة، و الأفضل أحق بالإمامة.
فالآن بعدما اتضح للمسلم بجلاء أن الآية تفيد هذا المعنى وهو بيان من له الولاية والقيادة الشرعية؛ فإنه يجب عليه أن يفحص عمّن عُنِيَ بها، وهذا ما يتكفّل به النقل المتواتر مثلاً الذي يفيد القطع واليقين، تماما كحال المسلم حين يقرأ قوله تعالى: ”وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ“، فإنه إذ يفهم منها معنى الوجوب؛ يفحص تالياً عن المراد بالصلاة وعمّا عُنِيَ بها، أي كيفيتها المخصوصة، فذلك لم يرد في القرآن الحكيم، أي لم يرد فيه بيان كيفية أداء الفرائض وكم ركعة في كلٍّ منها، فينتقل حينذاك إلى النقل المتواتر، فيعلم أن صلاة الفجر ركعتان، والظهر أربع، والعصر كذلك، والمغرب ثلاث، والعشاء أربع، وهكذا يجمع بين الآية والنقل المتواتر فيستخلص وجوب إقامة الصلاة خمس مرات في اليوم على الكيفيات المخصوصة المذكورة.
وإذا ما انتقل المسلم بعد فراغه من قراءة قوله تعالى: ”إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ“ إلى الفحص عن المعني بهذه الآية؛ لوجد أن النقل المتواتر الذي يفيد القطع واليقين يقول بأن المعني هو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام، وذلك باتفاق المفسرين وإجماعهم كما أقر به أكابر علماء المخالفين، ومنهم التفتازاني في شرح المقاصد إذ قال: ”نزلت باتفاق المفسرين في علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع في صلاته“ (شرح المقاصد للتفتازاني ج5 ص170) والجرجاني في شرح المواقف إذ قال: ”قد أجمع أئمة التفسير على أن المراد بـ (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ) إلى قوله تعالى: (وَهُمْ رَاكِعُونَ) علي، فإنه كان في الصلاة راكعاً فسأله سائل فأعطاه خاتمه فنزلت الآية“ (شرح المواقف للجرجاني ج8 ص360) والقوشجي في شرح التجريد إذ قال: ”إنها نزلت باتفاق المفسرين في حق علي بن أبي طالب حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع في صلاته“. (شرح التجريد للقوشجي ص368) وغيرهم ممن صرّح بالحقيقة في وجه المنكرين المتأخرين من أهل الخلاف الذين لا يخافون الله تعالى في إنكارهم نزولها في حق مولى الموحدين أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كيف وقد بلغ خبر نزولها فيه (عليه السلام) أعلى درجات التواتر، فقد روى المخالفون ذلك عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتابعيهم حتى بلغوا نحو أثنان عشرون نفساً نفساً هم:
1- أمير المؤمنين عليه السلام.
2- المقداد بن الأسود الكندي.
3- عمار بن ياسر.
4- عبد الله بن العباس.
5- أبو ذر الغفاري.
6- جابر بن عبد الله الأنصاري.
7- أبو رافع.
8- أنس بن مالك.
9- عبد الله بن سلام.
10- حسان بن ثابت.
11- محمد بن الحنفية.
12- عبد الملك ابن جريج المكي.
13- سعيد بن جبير.
14- عطاء بن السائب.
15- مجاهد.
16- أسماعيل السدي.
17- مقاتل بن سايمان.
18- الضحاك.
19- سلمة بن كهيل.
20- الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر.
21- عتبة بن أبي حكيم
22- عباية بن ربعي.
وأخرجه من أئمتهم الحفاظ ومحدّثيهم الأثبات وأعلامهم المشاهير أكثر من ستين رجلاً منهم:
1- سليمان بن مهران الأعمش.
2- معمر بن راشد الأزدي.
3- سفيان بن سعيد الثوري.
4- محمد بن عمر الواقدي.
5- أبو بكر الصنعاني.
6- أبو نعيم الفضل بن دكين.
7- عبد بن حميد.
8- أحمد بن يحيى البلاذري.
9- محمد بن عبد الله الحضرمي.
10- أبو عبد الرحمن النسائي.
11- محمد بن جرير الطبري.
12- ابن أبي حاتم الرازي.
13- أبو القاسم الطبراني.
14- أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني.
15- أبو بكر الجصاص الرازي.
16- عمر بن أحمد بن شاهين البغدادي الواعظ.
17- أبو عبد الله الحاكم النيسابوري.
18- أبو بكر ابن مردويه.
19- أبو إسحاق الثعلبي.
20- أبو نعيم الأصفهاني.
21- أبو ا لحسن الماوردي الشافعي.
22- أبو بكر الخطيب البغدادي.
23- أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي.
24- ابن المغازلي الفقيه الشافعي.
25- أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني.
26- أبو القاسم الحاكم الحسكاني.
27- أبو الحسن علي بن محمد الكيا الطبري.
28- أبو محمد الفراء البغوي.
29- أبو الحسن رزين العبدري الأندلسي.
30- أبو القاسم جار الله الزمخشري.
31- الموفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي.
32- أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي.
33- أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي.
34- أبو عبد الله الفخر الرازي.
35- أبو السعادات ابن الأثير.
36- محمد بن محمود ابن النجار.
37- أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي.
38- أبو عبد الله الكنجي الشافعي.
39- عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي.
40- أبو سالم محمد بن طلحة الشافعي.
41- ناصر الدين البيضاوي الشافعي.
42- أبو العباس محب الدين الطبري الشافعي.
43- حافظ الدين النسفي.
44- شيخ الإسلام الحموئي الجويني.
45- علاء الدين الخازن البغدادي.
46- شمس الدين الأصبهاني.
47- جمالد الدين الزرندي.
48- أبو حيان الأندلسي.
49- عضد الدين الإيجي.
50- محمد بن أحمد بن جزي الكلبي.
51- نظام الدين القمي النيسابوري.
52- سعد الدين التفتازاني.
53- الشريف الجرجاني.
54- شهاب الدين ابن حجر العسقلاني.
55- نور الدين ابن الصباغ المالكي.
56- علاء الدين القوشجي السمرقندي.
57- جلال الدين السيوطي.
58- أبو السعود محمد بن محمد العمادي.
59- شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المكي.
60- قاضي القضاة الشوكاني.
61- شهاب الدين الآلوسي.
62- سليمان القندوزي الحنفي.
63- محمد مؤمن الشبلنجي.
وأليكم نموذج من روايات هؤلاء
حديث أمير المؤمنين عليه السلام:
ابن عساكر الدمشقي: في ترجمة عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام:
روى عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من صنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته يوم القيامة". وعنه، قال: نزلت هذه الآية على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بيته" إنّما وليكم الله ورسوله" فخرج فدخل المسجد والنّاس يصلّون بين راكع وقائم، إذا سائل؛ فقال:" يا سائل أعطاك أحد شيئاً?"قال: لا، إلاّ الرّاكع لعليّ عليه السّلام أعطاني خاتمه.
الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، صاحب المستدرك في معرفة علوم الحديث:
حدثنا أبو عبد الله الصفار، قال: ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بإصبهان، قال: ثنا يحيى بن الضريس، قال: ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بي علي بن أبي طالب، قال: ثنا أبي عن أبيه عن جده، عن علي، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )) فخرج رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم و دخل المسجد و الناس بين راكع و قائم فصلّى؛ فإذا سائل، قال: يا سائل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتمه.
الحافظ ابن كثير الدمشقي، في البداية و النهاية:
قال الطبراني: ثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازي، ثنا محمد بن يحيى، عن ضريس العبدي، ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: ثنا أبي عن أبيه عن جده، عن علي، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )) فخرج رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم و دخل المسجد و الناس بين راكع و قائم فصلّى؛ فإذا سائل، قال: يا سائل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتمه.
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو بكر القيسي بقراءتي عليه من أصله، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد، أخبرنا سعيد بن سلمة الثوري، عن محمد بن يحيى الفيدي، عن عيسى بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده، عن علي، قال:
نزلت هذه الآية على رسول الله في بيته: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )) فخرج رسول الله و دخل المسجد و جاء الناس يصلون بين راكع و ساجد و قائم، فإذا سائل، فقال: يا سائل، هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا إلا ذاك الراكع – لعلي- أعطاني خاتمه.
ملاحظة: هناك اشتباه في اسم عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي، و الصحيح هو عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
فإن والد عبد الله هو محمد بن عمر، و ليس عبيد الله بن عمر.
العلامة الحمويني في فرائد السمطين:
أخبرنا جعفر بن محمد العلوي، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البيع، أخبرني محمد بن علي دحيم السناني، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي، عن سفيان بن إبراهيم الحريري، عن أبيه، عن أبي صادق قال:
قال علي عليه السلام: أصول الاسلام ثلاثة، لا ينفع واحدة منهن دون صاحبه: الصلاة و الزكاة و المولاة.
قال الواحدي: و هذا منتزع من قوله تعالى: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )). و ذلك أن الله تعالى أثبت الموالاة بين المؤمنين ثم لم يصفهم إلا بإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة، فقال: الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة. فمن والى علياً فقد والى الله و رسوله.
الأمالي الشجرية لابن الشجري:
"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورذاني المقرئ بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن شهدل المديني، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن الحسن بن زيد ابن الحسن عن أبيه عن آبائه، عن علي عليهم السلام: أنه تصدق بخاتمه وهو راكع، فنزلت فيه هذه الآية: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا".
و روى بنفس الإسناد:
"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق عن عمرو بن خالد عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي، عن آبائه عن علي عليهم السلام مثل ذلك.
حديث المقداد بن الأسود الكندي:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد الحبري، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد المديني، عن الحسن بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري، قال: حدثني أبي، عن علي بن صدقة، عن هلال، عن المقداد بن الأسود الكندي، قال:
كنا جلوساً بين يدي رسول الله، إذ جاء أعرابي بدوي متنكب على قوسه.
و ساق الحديث بطوله حتى قال: و علي بن أبي طالب قائم يصلي في وسط المسجد ركعات بين الظهر و العصر، فناوله خاتمه، فقال النبي: بخٍ بخٍ بخٍ، وجبت الغرفات. فأنشأ الأعرابي يقول:
يا ولي المؤمنين كلهم و سيد الأوصياء من آدم
قد فزت بالنـفل يا أبا حسن إذ جادت الكف منك بالخاتم
فالجود فرع و أنت مغرسه و أنتم سادة لذا العالم
فعندها هبط جبريل بالآية: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )).
حديث عمار بن ياسر:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو الشيخ، أخبرنا الوليد بن أبان، عن سلمة بن محمد، عن خالد بن يزيد، عن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن، عن جده، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول:
وقف لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه سائل وهو راكع في صلاة التطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
من كنت مولاه فإن علياً مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
الهيثمي في مجمع الزوائد، الجزء السابع، باب في سورة المائدة:
عن عمار بن ياسر قال: وقف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:
"من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".
حديث عبد الله بن العباس:
الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في علي:
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بابن حبان، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن محمد بن أبي هريرة، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن الأسود، قال: حدثنا محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام و معه نفر من قومه ممن آمنوا بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم حين نزلت: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا ... )) الآية.
ثم إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم خرج إلى المسجد و الناس بين قائم و راكع فبصر بسائل فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: نعم خاتم. فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: من اعطاكه؟ قال: ذلك القائم – و أومى إلى علي عليه السلام – فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطاني و هو راكع. فكبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثم قرأ: (( و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا ... )) الآية.
فاستأذن حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يقول شيئا في ذلك فأذن له:
أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي *** و كل بطئ في الهوا و مسارع
أيذهب مدحي و المحبر ضايع *** و مالمدح في جنب اإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا *** فدتك نفوس القوم يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية *** وبينها في محكمات الشرائع
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة،....
و روى الحديث بعينه الذي رواه الحافظ أبو نعيم سنداً و متناً.
و روى الحاكم أيضاً:
أخبرنا أبو بكر الحارثي، قال: أخبرنا أبو الشيخ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، و عبد الرحمن بن أحمد الزهري، قالا: حدثنا أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله تعالى (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )) قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.
و روى أيضاً:
أخبرنا السيد عقيل بن الحسين العلوي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن الفضل الطبري من لفظه بسجستان، أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله المزني، أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن عبد الله، أخبرنا الفهم بن سعيد بن الفهم بن سعيد بن سليك بن عبد الله الغطفاني صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن أبي (ابن) طاووس عن أبيه، قال:
كنت جالساً مع ابن عباس إذ دخل عليه رجل فقال: أخبرني عن هذه الآية: (( إنما وليكم الله و رسوله ... )) فقال ابن عباس: أنزلت في علي بن أبي طالب.
ابن كثير في تفسيره:
ورواه ابن مردويه عن طريق سفيان الثّوري عن أبي سنان عن الضحاك عن ابن عباس قال كان علي بن أَبي طالب قائمًا يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتَمه فنزلت " إنما وليكم اللَّه ورسوله " الآية .
قال ابن كثير: الضحاك لم يلق ابن عباس.
الأمالي الشجرية لابن الشجري:
"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" نزلت في علي بن أبي طالب عليهم السلام.
( بإسناده ) هو إسناد الرواية التي ذكرناها عن أمير المؤمنين من نفس الكتاب.
حديث جابر بن عبد الله الأنصاري:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ غير مرة، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يزيد الآدمي الغارمي ببغداد، أخبرنا أحمد بن موسى بن يزيد الشطوي هو أبو اسحاق الكوفي، عن إبراهيم بن الحسن التغلبي، عن يحيى بن يعلى، عن عبد الله بن موسى، عن أبي الزبير: عن جابر قال:
جاء عبد الله بن سلام و أناس معه يشكون إلى رسول الله مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا، فقال النبي: ابتغوا إليّ سائلاً. فدخلنا المسجد فوجدنا فيه مسكيناً فأتينا به النبي صلى الله عليه و آله و سلم، فسأله هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم، مررت برجل يصلي فأعطاني خاتمه، قال اذهب فأرهم إياه.
قال جابر: فانطلقنا و علي قائم يصلي، قال: هذا هو فرجعنا و قد نزلت هذه الآية: (( إنما وليكم الله و رسوله ... )).
الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي:
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا ابراهيم بن عيسى البتنوخي، قال: حدثنا يحيى بن يعلى، عن عبيد الله بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
جاء عبد الله بن سلام و أناس معه فشكوا مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا، فقال النبي: ابغوني سائلاً. فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه، فقال له النبي: هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم، مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه، قال فاذهب معي فأره هو لي.
فذهبنا و إذا علي قائم يصلي، فقال السائل: هذا القائم أعطاني خاتمه و هو راكع، فنزلت: (( إنما وليكم الله و رسوله ... )).
حديث أبي ذر الغفاري:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه الصيدلاني، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين القاشاني، قال: حدثني المظفر بن الحسين الأنصاري، قال: حدثنا السندي بن علي الوراق، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، قال:
بينما عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله، إلا قال الرجل قال رسول الله.
فقال ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه و قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري، أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بهاتين و إلا صمتا، و رأيته بهاتين و إلا فعميتا و هو يقول: علي قائد البررة، و قاتل الكفرة، منصور من نصره، و مخذول من خذله.
أما إني صليت مع رسول الله يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعط أحد شيئاً، فرفع السائل يديه إلى السماء، قال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد نبيك، فلم يعطني أحد شيئاً، و كان علي راكعاً، فأومى إليه خنصره اليمنى، و كان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، و ذلك بعين النبي صلى الله عليه و آله و هو يصلي، فلما فرغ النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء، و قال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري، و يسر لي أمري، و احلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، و اجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري و أشركه في أمري، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما.
اللهم فأنا محمد نبيك و صفيك، اللهم فاشرح لي صدري و يسر لي أمري، و اجعل لي وزيراً من أهلي عليأ أخي، اشدد به أزري.
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله دعاءه إلا و نزل عليه جبريل من عند الله، فقال: يا محمد اقرأ، قال: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )).
حديث أبي رافع مولى رسول الله:
الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل:
حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات، حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال: حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه عن جده أبي رافع، قال:
دخلت على رسول الله صلى اله عليه و آله و سلم و هو نائم – أو يوحى إليه – و إذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه و بين الحية و قلت: إن كان منها شئ يكون بي لا برسول الله، فاستيقظ رسول الله و هو يتلو هذه الآية: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )) الآية.
ثم قال: الحمد لله. قال: فرآني إلى جانبه فقال: ما أضطجعك ها هنا؟ قلت: لمكان هذه الحية. قال: قم إليها فاقتلها. فقتلتها، فحمد الله ثم أخذ بيدي و قال: يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً حق على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شئ.
قال أبو نعيم: و رواه مخوّل عن عبد الرحمن بن الأسود، عن محمد بن عبيد الله و قال: الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه و هنيئاً لعلي بتفضيل الله إياه.
كنز العمال للمتقي الهندي:
وعن أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )) الآية. قال: "الحمد لله". فرآني إلى جانبه قال: "ما أضجعك ههنا؟". قلت: لمكان هذه الحية، قال: "قم إليها فاقتلها". فقتلتها، فحمد الله ثم أخذ بيدي فقال: "يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً، حق على الله تعالى جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء".
الأمالي الشجرية لابن الشجري:
"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز، قال حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو نائم -أو يوحى إليه- وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" الآية، قال الحمد الله، فرآني إلى جانبه، فقال ما أضجعك هاهنا? فقلت لمكان هذه الحية، قال ثم إليها فاقتلها، فقتلتها، فأخذ بيدي فقال يا أبا رافع: سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً، حق على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء".
حديث أنس بن مالك:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا عبد الله بن يوسف إملاءً و قراءةً في الفوائد، أخبرنا علي بن محمد بن عقبة، عن الخضر بن أبان، عن إبراهيم بن هدبة، عن أنس أن سائلاً أتى المسجد و هو يقول: من يقرض الوفيّ المليّ؟ و علي عليه السلام راكع يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي.
فقال رسول الله: يا عمر وجبت. قال: بأبي و أمي يا رسول الله، ما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة، و الله ما خلعه من يده حتى خلعه من كل ذنب و من كل خطيئة. قال: هذا لهذا؟ قال: هذا لمن فعل هذا من أمتي.
و رواه الحاكم أيضاً بسنده:
أخبرني الحاكم الوالد و محمد بن القاسم، ان عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ أخبرهم: أن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقري حدثهم عن أحمد بن إسحاق – و كان ثقة – قال: أخبرنا أبو أحمد زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، عن حميد الطويل عن أنس قال: خرج النبي إلى صلاة الظهر فإذا هو بعلي يركع و يسجد، و إذا بسائل يسأل فأوجع قلب علي كلام السائل فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره فدنا السائل منه فسلّ خاتمه عن إصبعه فأنزل الله فيه آية من القرآن و انصرف علي إلى المنزل فبعث النبي إليه فأحضره فقال: أي شئ عملت يومك هذا بينك و بين الله تعالى؟ فأخبره، فقال له: هنيئاً لك يا أبا الحسن قد أنزل الله فيك آية من القرآن: (( إنما وليكم الله و رسوله )) الآية. و الحديث اختصرته.
حديث عبد الله بن سلام:
محب الدين الطبري في الرياض النظرة :
روي عن عبد الله بن سلام قال: أذّن بلال بصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع و ساجد و سائل يسأل فأعطاه علي خاتمه و هو راكع فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقرأ علينا رسول الله: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا ... ))
أخرجه الواحدي و أبو الفرج و الفضائلي.
كما تقدم أيضاً في حديث جابر.
شعر حسان بن ثابت في الحادثة:
الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في علي:
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بابن حبان، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن محمد بن أبي هريرة، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن الأسود، قال: حدثنا محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام و معه نفر من قومه ممن آمنوا بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم حين نزلت: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا ... )) الآية.
ثم إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم خرج إلى المسجد و الناس بين قائم و راكع فبصر بسائل فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: نعم خاتم. فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: من اعطاكه؟ قال: ذلك القائم – و أومى إلى علي عليه السلام – فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطاني و هو راكع. فكبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثم قرأ: (( و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا ... )) الآية.
فاستأذن حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يقول شيئا في ذلك فأذن له:
أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي *** و كل بطئ في الهوا و مسارع
أيذهب مدحي و المحبر ضايع *** و مالمدح في جنب الإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا *** فدتك نفوس القوم يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية *** و بينها في محكمات الشرائع
قول سلمة بن كهيل:
ابن أبي حاتم في تفسيره:
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول، ثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، قال: تصدق علي بخاتمه و هو راكع فنزلت: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )).
الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل:
نفس الرواية السابقة بالإسناد التالي: حدثنا أبو محمد بن حيان، قال: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل...
الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق:
نفس الرواية بالإسناد التالي: أنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد الشاهد، ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الرملي، ثنا القاضي جملة بن محمد، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو نعيم الأحول، ثنا موسى بن قيس عن سلمة...
قول محمد بن الحنفية:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو عبد الله النيسابوري السفياني قراءة، أخبرنا ظفوان بن الحسين، أخبرنا أبو الحسن علي بن عثمان، عن تارخ المعمري، عن يحيى بن عبدك القزويني، عن حسان بن حسان، عن موسى بن فطر الكوفي، عن الحكم بن عيينه، عن المنهال بن عمرو، عن محمد بن الحنفية أن سائلاً سأل في مسجد رسول الله فلم يعطه غير علي أحد شيئاً. فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله و قال: هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا إلا رجل مررت به و هو راكع فناولني خاتمه. فقال النبي: و تعرفه؟ قال: لا. فنزلت هذه الآية: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )) فكان علي بن أبي طالب.
و روى أيضاً:
و أخبرنا أيضاً قراءة قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق المسوجي، عن ابن أحمد، عن علي بن أبي بكر، عن موسى مولى آل طلحة، عن الحكم، عن المنهال عن محمد بن الحنفية قال: جاء سائل فلم يعطه أحد، فمر بعلي و هو راكع في الصلاة فناوله خاتمه فأنزل الله: (( إنما وليكم الله و رسوله ... )) الآية.
قول الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو نصر محمد بن عبد الواحد ابن حمويه، اخبرنا أبو سعيد محمد بن الفضل المذكر إملاءً، أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن علي بن حجر، عن عيسى بن يونس، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سألت أبا جعفر عن قوله: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )). قال: أصحاب النبي صلى الله عليه و آله. قلت: تقولون علي. قال: علي منهم.
و روى أيضاً:
و أخبرناه أبو عبد الله بن فتحويه، عن أحمد بن محمد بن إسحاق السني، عن حامد بن شعيب، عن شريح بن يونس، عن هشيم، عن عبد الملك، قال: سألت أبا جعفر عن قوله: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )). قال: هم المؤمنون. قلت: فإن ناساً يقولون هو علي بن أبي طالب. قال: فعلي من الذين آمنوا.
ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثنا هناد بن السري، قال: ثنا عبدة، عن عبد الملك، عن أبي جعفر، قال: سألته عن هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسولا والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) قلنا: من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا ! قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب، قال: علي من الذين آمنوا.
وروى أيضاً:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا المحاربي، عن عبد الملك، قال: سألت أبا جعفر، عن قول الله: (( إنما وليكم الله ورسوله ))، وذكر نحو حديث هناد عن عبدة.
الأمالي الشجري لابن الشجري:
"وبإسناده" عن حصين بن مخارق، عن أبي الجارود، عن محمد وزيد ابني علي عن آبائهما أنها نزلت في علي عليه السلام.
( و بإسناده ) هو إسناد الرواية التي ذكرناها عن أمير المؤمنين من نفس الكتاب.
قول عتبة بن أبي حكيم:
ابن كثير في تفسيره:
و قال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا أيوب بن سويد، عن عتبة بن أبي حكيم في قوله: ((إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )). قال: هم المؤمنون و علي بن أبي طالب.
ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي، قال: ثنا أيوب بن سويد، قال: ثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )). قال: علي بن أبي طالب.
الخامس: قول عباية بن ربعي:
الثعلبي في تفسيره:
روى حديثاً عن عباية بن ربعي، و فيه:
سأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً و كان علي راكعاً فأومى إليه بخنصره اليمنى و كان يتختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم.
قول عبد الملك بن جريج:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين الجبلي، عن علي بن محمد بن لؤلؤ، عن الهيثم بن خلف الدوري، عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن حجاج، عن ابن جريج قال: لما نزلت: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )) الآية. خرج النبي صلى الله عليه و آله و إذا سائل قد خرج من المسجد، فقال له: هل أعطاك أحد شيئاً و هو راكع؟ قال: نعم، رجل لا أدري من هو. قال: ماذا أعطاك؟ قال: هذا الخاتم. فإذا الرجل علي بن أبي طالب، و الخاتم خاتمه عرفه النبي.
قول مجاهد:
ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز قال: ثنا غالب بن عبيد الله، قال: سمعت مجاهدا يقول في قوله: (( إنما وليكم الله ورسوله )) الآية، قال: نزلت في علي بن أبي طالب، تصدق وهو راكع.
الثامن: قول عطاء بن السائب:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
حدثني الحاكم أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن خفيف بشيراز، قال: حدثنا أبو الطيب النعمان بن أحمد بن يعمر الواسطي، قال: حدثنا عبد الله بن عمر القرشي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حميد الصفار، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن عطاء بن السائب في قوله تعالى: (( إنما وليكم الله و رسوله )) الآية، قال: نزلت في علي، مرّ به سائل و هو راكع فناوله خاتمه.
قول إسماعيل السدي:
ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: ثم أخبرهم بمن يتولاهم، فقال: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) هؤلاء جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد، فأعطاه خاتمه.
قول مقاتل بن سليمان:
تفسير مقاتل بن سليمان:
وقوله سبحانه: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [آية: 55]، وذلك أن عبدالله بن سلام وأصحابه قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم عند صلاة الأولى: إن اليهود أظهروا لنا العداوة من أجل الإسلام، ولا يكلموننا، ولا يخالطوننا فى شئ، ومنازلنا فيهم، ولا نجد متحدثاً دون هذا المسجد، فنزلت هذه الآية، فقرأها النبى صلى الله عليه وسلم، فقالوا: قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين أولياء، وجعل الناس يصلون تطوعاً بعد المكتوبة، وذلك فى صلاة الأولى.
وخرج النبى صلى الله عليه وسلم إلى باب المسجد، فإذا هو بمسكين قد خرج من المسجد، وهو يحمد الله عز وجل، فدعاه النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: " هل أعطاك أحد شيئاً؟ " ، قال: نعم يا نبى الله، قال: " من أعطاك؟ " ، قال: الرجل القائم أعطانى خاتمه، يعنى على بن أبى طالب، رضوان الله عليه، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " على أى حال أعطاكه؟ " ، قال: أعطانى وهو راكع، فكبر النبى صلى الله عليه وسلم، وقال: " الحمد لله الذى خص عليّاً بهذه الكرامة ، فأنزل الله عز وجل: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } { وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى على بن أبى طالب، رضى الله عنه، { فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [آية: 56]، يعنى شيعة الله ورسوله والذين آمنوا هم الغالبون، فبدأ بعلى بن أبى طالب، رضى الله عنه، قبل المسلمين، ثم جعل المسلمين وأهل الكتاب المؤمنين، فيهم عبدالله بن سلام وغيره هم الغالبون لليهود، حين قتلوهم وأجلوهم من المدينة إلى الشام وأذرعات وأريحا.
زاد المسير في علم التفسير:
نقل قوله ابن الجوزي في كتاب زاد المسير عند تفسيره لهذه الآية.
شواهد التنزيل:
نقل الحاكم الحسكاني حديثاً له في سبب النزول.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن الأدلة على ولاية أهل البيت عليهم السلام وامامتهم ثابتةٌ في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة والنص عليهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وإن دعوى عدم وجود آيات محكمات في بيان أصل الولاية لآل محمد (صلوات الله عليهم) هي دعوى ساقطة عند أهل العلم والإنصاف والقلب السليم، ولعل هذه الدعوى ناشئة من الجهل بمعنى المحكم والمتشابه، إذ قد يظن بعضٌ أن المحكم هو ما لا يحتمل معنىً آخر مطلقاً، وأن المتشابه هو ما يحتمل معاني عدّة. وهذا في الحقيقة وهم فاسد لو أُخِذ به لما أمكن إثبات شيء من الأحكام، فحتى قوله تعالى: ”وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ“ يمكن لمن أراد التعسّف في المعاني والتأويلات أن يجعله من المتشابه بدعوى أن له معنىً آخر غير المتبادر، فالصلاة لغةً هي الدعاء، فيكون الأمر أمراً بالدعاء وحده لا أداء الصلاة بالهيئة والكيفية المخصوصة المشتملة على ركوع وسجود.
إذن فليس الفارق بين المحكم والمتشابه هو احتمال المعاني الأُخَر وعدمه، إنما الفارق هو في الوضوح وعدمه، فالمحكم هو ما فيه وضوح في الدلالة والمعنى المتبادر، والمتشابه هو ما لا وضوح فيه فيُرَدّ إلى المحكم.
إذا أدركتَ هذه الضابطة فسيتجلّى لك أن جميع ما يُستدلّ به لإثبات أصل إمامة وولاية آل محمد (عليهم السلام) من القرآن الحكيم هو من المحكم لا المتشابه، ومن ذلك قوله عزّ من قائل: ”إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ“، وهو واضح الدلالة متبادر المعنى في أن مَن له الولاية هو الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) والذي حمل صفة إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حال ركوعه، والولاية ههنا بمعنى الأولى بالتصرّف الذي تجب طاعته.
فإن قلتَ: ليست الآية من المحكم لأن للولي معاني منها الناصر والمحب وغيرهما.
قلنا: هذا من التعسّف في التأويل وهو لا يجعل الآية من المتشابه كما سبق وأشرنا، لأن كل من تذوّق العربية يفهم أن المراد من لفظ (الولي) إذا كان مقروناً بالله ورسوله هو الولاية والهيمنة والأولوية بالتصرف، وهذا هو المعنى المتبادر الذي لا محيص عنه إلا بقرينة، وهي مفقودة.
على أنّا لو سلّمنا جدلاً بأن الآية من المتشابه؛ لوجب ردّها إلى المحكم، وإذ ذاك يثبت هذا المعنى نفسه، حيث يقول الله تعالى في آية محكمة: ”النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ“ ويقول في آية محكمة أخرى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ“، فثبت من الأولى أولوية التصرف، ومن الثانية وجوب الطاعة لكون الولاية لله ولرسوله ولأولي الأمر واحدة لا تفكيك فيها، ولا تكون إلا هذه هي الدلالة التي يحملها قوله تعالى: ”إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ.. الآية“ لذكر الرسول (صلى الله عليه وآله) فيها وهو الأولى بالتصرّف فيكون تاليه أولى بالتصرّف أيضاً لاتحاد الولاية، أي يكون إماماً وقائداً تجب طاعته كطاعة الله ورسوله وأولي الأمر كما نصّت عليه آية الطاعة، ولا سبيل إلا القول بأن معنى ”أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ“ الذين تجب طاعتهم هو المراد ممن تأخر في الولاية عن الله ورسوله في قوله تعالى: ”وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ“، إذن هم الأولياء المأمور بطاعتهم شرعاً، أي الأئمة، لا المحبّون أو المناصرون أو غير ذلك من معاني الولاية البعيدة التي يطرحها المتعسّفون المبطلون. ولو كان الأمر على ما يقولون لوقع التهافت في القرآن الحكيم! ذلك لأن الله تعالى يقول في آية أخرى: ”وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ“ وفيها تعميم الولاية على المؤمنين والمؤمنات فكلٌّ منهم ولي الآخر، بينما قد حصر سبحانه الولاية في قوله: ”إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا..“ ولم يعمّمها لمكان (إنما) التي تفيد الحصر، فلا محالة يكون معنى الولاية في هذه الآية مغايراً لمعناها في تلك، والأمر بيّن، فإن الولاية التي لجميع المؤمنين والمؤمنات هي بمعنى أنهم يناصرون بعضهم بعضاً كما الحال عند الكفار، فقد قال سبحانه: ”إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ“. أما الولاية التي هي حصراً لله ولرسوله وللذين آمنوا الذين أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة حال ركوعهم؛ فهي بمعنى الهيمنة والأولوية بالتصرف وحق الطاعة.
أولاً: معنى (الوليّ) :
الولي: لفظ مشترك، جاء في اللغة على عدّة معانٍ، منها: الولي بمعنى المتصرف بالأمور. و الولي بمعنى الناصر. و الولي بمعنى الأولى. وبمعنى المعتق و الوارث و ابن العم و الحليف و غيرها من المعاني.
و من تمعّن و تحقق في هذه المعاني كلها، وجد أن الحقيقة من معنى الولي و المولى هو الأولى بالشئ، و تختلف الأولوية بحسب الإستعمال.
و قد ألف الشيخ أبو عبد الله المفيد رسالة في معنى (المولى) و أن المعنى الرئيسي لهذه المفردة هو الأولى، و كذلك العلامة الأكبر الشيخ الأميني في الغدير، و ننقل قوله للإفادة.
قال الشيخ الأميني:
- فالرب سبحانه هو أولى بخلقه من أي قاهر عليهم، خلق العالمين كما شاءت حكمته، و يتصرف بمشيئته.
- و العم أولى الناس بكلاءة ابن اخيه و الحنان عليه، و هو القائم مقام والده الذي كان أولى به.
- و ابن العم أولى بالاتحاد و المعاضدة مع ابن عمه لأنهما غصنا شجرة واحدة.
- و الابن أولى الناس بالطاعة لأبيه و الخضوع له.
- و ابن الأخت أيضا أولى الناس بالخضوع لخاله الذي هو شقيق أمه.
- و المعتق بالكسر أولى بالتفضل على من أعتقه من غيره.
- و المعتق بالفتح أولى بان يعرف جميل من أعتقه عليه، و يشكره بالخضوع بالطاعة.
- و العبد أيضا أولى بالانقياد لمولاه من غيره، و هو واجبه الذي نيطت سعادته به.
- و المالك أولى بكلاءة مماليكه و أمرهم و التصرف فيهم بما دون حد الظلم.
- و التابع أولى بمناصرة متبوعه ممن لا يتبعه.
- و المنعم عليه أولى بشكر منعمه من غيره.
- و الشريك أولى برعاية حقوق الشركة و حفظ صاحبه عن الاضرار.
- و الأمر في الحليف واضح، فهو أولى بالنهوض بحفظ من حالفه و دفع عادية الجور عنه.
- و كذلك الصاحب أولى بأن يؤدي حقوق الصحبة من غيره.
- كما أن الجار أولى بالقيام بحفظ حقوق الجوار كلها من البعداء.
- و مثلها النـزيل، فهو أولى بتقدير من آوى إليهم و لجأ إلى ساحتهم و أمن في جوارهم.
- و الصهر أولى بأن يرعى حقوق من صاهره، فشد بهم أزره، وقوى أمره، و في الحديث: ( الآباء ثلاثة: أب ولدك،و أب زوجك، و أب علمك ).
- و اعطف عليها القريب الذي هو أولى بأمر القريبين منه و الدفاع عنهم و السعي وراء صالحهم.
- و المنعم أولى بالفضل على من أنعم عليه، و أن يتبع الحسنة بالحسنة.
- و العقيد كالحليف في أولوية المناصرة له مع عاقده، و مثلهما.
- المحب و الناصر، فإن كلا منهما أولى بالدفاع عمن أحبه، أو التزم بنصرته.
و هكذا يكون قد ثبت مبدئياً أن معنى الولاية الأساسي هو الأولوية بالشئ، و لو كان المراد في الآية أياً من تلك المعاني فإنه يرجع إلى المعنى الرئيسي و هو الأولوية.
و مع ذلك سنثبت في النقطة الثانية أنها أولوية عامة و ولاية مطلقة - بغض النظر عما قلناه آنفاً - قد أثبتها الله لمن خصه في هذه الآية، كما أثبتها لنفسه و لرسوله.
ثانياً: الولاية ولاية عامة:
قلنا أن ( الولي ) مشترك لفظي، و المشترك اللفظي يحتاج إلى قرينة لإيضاح معناه، و لإثبات أن المراد من الولاية المذكورة في الآية هي الولاية المطلقة نستدل بعدة قرائن:
الأولى: قرينة الحكمة، و هي أن المتكلم الحكيم في مقام بيان مراده، مع علمه بتعدد المعاني في مراده، إذا لم يقم قرينة على إرادة معنى مخصوص منها، كان الحكم بالإطلاق، فتكون الولاية المقصودة في هذه الآية هي الولاية العامة، و هي الأولوية.
الثانية: أن لفظ ( وليكم ) لفظ مفرد، و هذا يدل على أن الولاية لله بالأصالة، و للرسول و للمؤمنين بالتبعية، و ولاية الله ولاية عامة، فكذلك هي ولاية الرسول و الإمام.
الثالثة: لفظة ( إنما ) دالة على الحصر، و هو حصر الولاية بالله و الرسول و الذين آمنوا بالأوصاف المذكورة، و لا يتفق أي معنىً من المعاني المذكورة مع الحصر، عدا المعنى الأول. و لو كان المراد من الولي هو الناصر، فيكون المعنى أن نصرة علي بن أبي طالب للمؤمنين كنصرة الله و رسوله لهم، و ليست كنصرة غيره، و قطعاً فإن نصرة الله و رسوله أفضل و أعظم من نصرة جميع الخلق، و بالتالي يثبت أن الله عز و جل قد ميّز علياً و اختاره من بينهم، فتثبت أفضليته عليهم جميعاً.
الرابعة: أن الولاية بمعنى المحبة و النصرة ثابتة لجميع المؤمنين (( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض )) فما الداعي لحصر الولاية المذكورة بالآية، إن كانت هذه الولاية عامة؟
قد يجاب أن الحصر هو لإخراج غير المؤمنين من هذه الولاية المذكورة، فنقول أن الآية نفسها قد حدّدت فئة معينة و وصفتهم بأوصاف تخرج غيرهم منها، هذا بالأضافة إلى روايات أسباب النزول و أقوال العلماء، فإن الآية تكون خاصة بأمير المؤمنين كما تقدم.
الخامسة: لو كان المراد بهذه الولاية هي النصرة أو المحبة أو غيرهما من المعاني، فإن الله قد أثبت هذه الولاية لنفسه و لرسوله و لعلي بن أبي طالب فقط، و أن هذه الولاية من سنخ واحد لهم، فيثبت امتياز علي بن أبي طالب على سائر الناس قاطبة، و الأفضل أحق بالإمامة.
فالآن بعدما اتضح للمسلم بجلاء أن الآية تفيد هذا المعنى وهو بيان من له الولاية والقيادة الشرعية؛ فإنه يجب عليه أن يفحص عمّن عُنِيَ بها، وهذا ما يتكفّل به النقل المتواتر مثلاً الذي يفيد القطع واليقين، تماما كحال المسلم حين يقرأ قوله تعالى: ”وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ“، فإنه إذ يفهم منها معنى الوجوب؛ يفحص تالياً عن المراد بالصلاة وعمّا عُنِيَ بها، أي كيفيتها المخصوصة، فذلك لم يرد في القرآن الحكيم، أي لم يرد فيه بيان كيفية أداء الفرائض وكم ركعة في كلٍّ منها، فينتقل حينذاك إلى النقل المتواتر، فيعلم أن صلاة الفجر ركعتان، والظهر أربع، والعصر كذلك، والمغرب ثلاث، والعشاء أربع، وهكذا يجمع بين الآية والنقل المتواتر فيستخلص وجوب إقامة الصلاة خمس مرات في اليوم على الكيفيات المخصوصة المذكورة.
وإذا ما انتقل المسلم بعد فراغه من قراءة قوله تعالى: ”إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ“ إلى الفحص عن المعني بهذه الآية؛ لوجد أن النقل المتواتر الذي يفيد القطع واليقين يقول بأن المعني هو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام، وذلك باتفاق المفسرين وإجماعهم كما أقر به أكابر علماء المخالفين، ومنهم التفتازاني في شرح المقاصد إذ قال: ”نزلت باتفاق المفسرين في علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع في صلاته“ (شرح المقاصد للتفتازاني ج5 ص170) والجرجاني في شرح المواقف إذ قال: ”قد أجمع أئمة التفسير على أن المراد بـ (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ) إلى قوله تعالى: (وَهُمْ رَاكِعُونَ) علي، فإنه كان في الصلاة راكعاً فسأله سائل فأعطاه خاتمه فنزلت الآية“ (شرح المواقف للجرجاني ج8 ص360) والقوشجي في شرح التجريد إذ قال: ”إنها نزلت باتفاق المفسرين في حق علي بن أبي طالب حين أعطى السائل خاتمه وهو راكع في صلاته“. (شرح التجريد للقوشجي ص368) وغيرهم ممن صرّح بالحقيقة في وجه المنكرين المتأخرين من أهل الخلاف الذين لا يخافون الله تعالى في إنكارهم نزولها في حق مولى الموحدين أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كيف وقد بلغ خبر نزولها فيه (عليه السلام) أعلى درجات التواتر، فقد روى المخالفون ذلك عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتابعيهم حتى بلغوا نحو أثنان عشرون نفساً نفساً هم:
1- أمير المؤمنين عليه السلام.
2- المقداد بن الأسود الكندي.
3- عمار بن ياسر.
4- عبد الله بن العباس.
5- أبو ذر الغفاري.
6- جابر بن عبد الله الأنصاري.
7- أبو رافع.
8- أنس بن مالك.
9- عبد الله بن سلام.
10- حسان بن ثابت.
11- محمد بن الحنفية.
12- عبد الملك ابن جريج المكي.
13- سعيد بن جبير.
14- عطاء بن السائب.
15- مجاهد.
16- أسماعيل السدي.
17- مقاتل بن سايمان.
18- الضحاك.
19- سلمة بن كهيل.
20- الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر.
21- عتبة بن أبي حكيم
22- عباية بن ربعي.
وأخرجه من أئمتهم الحفاظ ومحدّثيهم الأثبات وأعلامهم المشاهير أكثر من ستين رجلاً منهم:
1- سليمان بن مهران الأعمش.
2- معمر بن راشد الأزدي.
3- سفيان بن سعيد الثوري.
4- محمد بن عمر الواقدي.
5- أبو بكر الصنعاني.
6- أبو نعيم الفضل بن دكين.
7- عبد بن حميد.
8- أحمد بن يحيى البلاذري.
9- محمد بن عبد الله الحضرمي.
10- أبو عبد الرحمن النسائي.
11- محمد بن جرير الطبري.
12- ابن أبي حاتم الرازي.
13- أبو القاسم الطبراني.
14- أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني.
15- أبو بكر الجصاص الرازي.
16- عمر بن أحمد بن شاهين البغدادي الواعظ.
17- أبو عبد الله الحاكم النيسابوري.
18- أبو بكر ابن مردويه.
19- أبو إسحاق الثعلبي.
20- أبو نعيم الأصفهاني.
21- أبو ا لحسن الماوردي الشافعي.
22- أبو بكر الخطيب البغدادي.
23- أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي.
24- ابن المغازلي الفقيه الشافعي.
25- أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني.
26- أبو القاسم الحاكم الحسكاني.
27- أبو الحسن علي بن محمد الكيا الطبري.
28- أبو محمد الفراء البغوي.
29- أبو الحسن رزين العبدري الأندلسي.
30- أبو القاسم جار الله الزمخشري.
31- الموفق بن أحمد الخطيب الخوارزمي.
32- أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي.
33- أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي.
34- أبو عبد الله الفخر الرازي.
35- أبو السعادات ابن الأثير.
36- محمد بن محمود ابن النجار.
37- أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي.
38- أبو عبد الله الكنجي الشافعي.
39- عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي.
40- أبو سالم محمد بن طلحة الشافعي.
41- ناصر الدين البيضاوي الشافعي.
42- أبو العباس محب الدين الطبري الشافعي.
43- حافظ الدين النسفي.
44- شيخ الإسلام الحموئي الجويني.
45- علاء الدين الخازن البغدادي.
46- شمس الدين الأصبهاني.
47- جمالد الدين الزرندي.
48- أبو حيان الأندلسي.
49- عضد الدين الإيجي.
50- محمد بن أحمد بن جزي الكلبي.
51- نظام الدين القمي النيسابوري.
52- سعد الدين التفتازاني.
53- الشريف الجرجاني.
54- شهاب الدين ابن حجر العسقلاني.
55- نور الدين ابن الصباغ المالكي.
56- علاء الدين القوشجي السمرقندي.
57- جلال الدين السيوطي.
58- أبو السعود محمد بن محمد العمادي.
59- شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المكي.
60- قاضي القضاة الشوكاني.
61- شهاب الدين الآلوسي.
62- سليمان القندوزي الحنفي.
63- محمد مؤمن الشبلنجي.
وأليكم نموذج من روايات هؤلاء
حديث أمير المؤمنين عليه السلام:
ابن عساكر الدمشقي: في ترجمة عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام:
روى عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من صنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته يوم القيامة". وعنه، قال: نزلت هذه الآية على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بيته" إنّما وليكم الله ورسوله" فخرج فدخل المسجد والنّاس يصلّون بين راكع وقائم، إذا سائل؛ فقال:" يا سائل أعطاك أحد شيئاً?"قال: لا، إلاّ الرّاكع لعليّ عليه السّلام أعطاني خاتمه.
الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، صاحب المستدرك في معرفة علوم الحديث:
حدثنا أبو عبد الله الصفار، قال: ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بإصبهان، قال: ثنا يحيى بن الضريس، قال: ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بي علي بن أبي طالب، قال: ثنا أبي عن أبيه عن جده، عن علي، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )) فخرج رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم و دخل المسجد و الناس بين راكع و قائم فصلّى؛ فإذا سائل، قال: يا سائل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتمه.
الحافظ ابن كثير الدمشقي، في البداية و النهاية:
قال الطبراني: ثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازي، ثنا محمد بن يحيى، عن ضريس العبدي، ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: ثنا أبي عن أبيه عن جده، عن علي، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )) فخرج رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم و دخل المسجد و الناس بين راكع و قائم فصلّى؛ فإذا سائل، قال: يا سائل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتمه.
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو بكر القيسي بقراءتي عليه من أصله، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد، أخبرنا سعيد بن سلمة الثوري، عن محمد بن يحيى الفيدي، عن عيسى بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده، عن علي، قال:
نزلت هذه الآية على رسول الله في بيته: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )) فخرج رسول الله و دخل المسجد و جاء الناس يصلون بين راكع و ساجد و قائم، فإذا سائل، فقال: يا سائل، هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا إلا ذاك الراكع – لعلي- أعطاني خاتمه.
ملاحظة: هناك اشتباه في اسم عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي، و الصحيح هو عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
فإن والد عبد الله هو محمد بن عمر، و ليس عبيد الله بن عمر.
العلامة الحمويني في فرائد السمطين:
أخبرنا جعفر بن محمد العلوي، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البيع، أخبرني محمد بن علي دحيم السناني، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي، عن سفيان بن إبراهيم الحريري، عن أبيه، عن أبي صادق قال:
قال علي عليه السلام: أصول الاسلام ثلاثة، لا ينفع واحدة منهن دون صاحبه: الصلاة و الزكاة و المولاة.
قال الواحدي: و هذا منتزع من قوله تعالى: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )). و ذلك أن الله تعالى أثبت الموالاة بين المؤمنين ثم لم يصفهم إلا بإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة، فقال: الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة. فمن والى علياً فقد والى الله و رسوله.
الأمالي الشجرية لابن الشجري:
"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورذاني المقرئ بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن شهدل المديني، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن الحسن بن زيد ابن الحسن عن أبيه عن آبائه، عن علي عليهم السلام: أنه تصدق بخاتمه وهو راكع، فنزلت فيه هذه الآية: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا".
و روى بنفس الإسناد:
"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق عن عمرو بن خالد عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي، عن آبائه عن علي عليهم السلام مثل ذلك.
حديث المقداد بن الأسود الكندي:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد الحبري، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد المديني، عن الحسن بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري، قال: حدثني أبي، عن علي بن صدقة، عن هلال، عن المقداد بن الأسود الكندي، قال:
كنا جلوساً بين يدي رسول الله، إذ جاء أعرابي بدوي متنكب على قوسه.
و ساق الحديث بطوله حتى قال: و علي بن أبي طالب قائم يصلي في وسط المسجد ركعات بين الظهر و العصر، فناوله خاتمه، فقال النبي: بخٍ بخٍ بخٍ، وجبت الغرفات. فأنشأ الأعرابي يقول:
يا ولي المؤمنين كلهم و سيد الأوصياء من آدم
قد فزت بالنـفل يا أبا حسن إذ جادت الكف منك بالخاتم
فالجود فرع و أنت مغرسه و أنتم سادة لذا العالم
فعندها هبط جبريل بالآية: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )).
حديث عمار بن ياسر:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو الشيخ، أخبرنا الوليد بن أبان، عن سلمة بن محمد، عن خالد بن يزيد، عن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن، عن جده، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول:
وقف لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه سائل وهو راكع في صلاة التطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
من كنت مولاه فإن علياً مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
الهيثمي في مجمع الزوائد، الجزء السابع، باب في سورة المائدة:
عن عمار بن ياسر قال: وقف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:
"من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".
حديث عبد الله بن العباس:
الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في علي:
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بابن حبان، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن محمد بن أبي هريرة، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن الأسود، قال: حدثنا محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام و معه نفر من قومه ممن آمنوا بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم حين نزلت: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا ... )) الآية.
ثم إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم خرج إلى المسجد و الناس بين قائم و راكع فبصر بسائل فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: نعم خاتم. فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: من اعطاكه؟ قال: ذلك القائم – و أومى إلى علي عليه السلام – فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطاني و هو راكع. فكبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثم قرأ: (( و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا ... )) الآية.
فاستأذن حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يقول شيئا في ذلك فأذن له:
أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي *** و كل بطئ في الهوا و مسارع
أيذهب مدحي و المحبر ضايع *** و مالمدح في جنب اإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا *** فدتك نفوس القوم يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية *** وبينها في محكمات الشرائع
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة،....
و روى الحديث بعينه الذي رواه الحافظ أبو نعيم سنداً و متناً.
و روى الحاكم أيضاً:
أخبرنا أبو بكر الحارثي، قال: أخبرنا أبو الشيخ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، و عبد الرحمن بن أحمد الزهري، قالا: حدثنا أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله تعالى (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )) قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.
و روى أيضاً:
أخبرنا السيد عقيل بن الحسين العلوي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن الفضل الطبري من لفظه بسجستان، أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله المزني، أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن عبد الله، أخبرنا الفهم بن سعيد بن الفهم بن سعيد بن سليك بن عبد الله الغطفاني صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن أبي (ابن) طاووس عن أبيه، قال:
كنت جالساً مع ابن عباس إذ دخل عليه رجل فقال: أخبرني عن هذه الآية: (( إنما وليكم الله و رسوله ... )) فقال ابن عباس: أنزلت في علي بن أبي طالب.
ابن كثير في تفسيره:
ورواه ابن مردويه عن طريق سفيان الثّوري عن أبي سنان عن الضحاك عن ابن عباس قال كان علي بن أَبي طالب قائمًا يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتَمه فنزلت " إنما وليكم اللَّه ورسوله " الآية .
قال ابن كثير: الضحاك لم يلق ابن عباس.
الأمالي الشجرية لابن الشجري:
"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" نزلت في علي بن أبي طالب عليهم السلام.
( بإسناده ) هو إسناد الرواية التي ذكرناها عن أمير المؤمنين من نفس الكتاب.
حديث جابر بن عبد الله الأنصاري:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ غير مرة، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يزيد الآدمي الغارمي ببغداد، أخبرنا أحمد بن موسى بن يزيد الشطوي هو أبو اسحاق الكوفي، عن إبراهيم بن الحسن التغلبي، عن يحيى بن يعلى، عن عبد الله بن موسى، عن أبي الزبير: عن جابر قال:
جاء عبد الله بن سلام و أناس معه يشكون إلى رسول الله مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا، فقال النبي: ابتغوا إليّ سائلاً. فدخلنا المسجد فوجدنا فيه مسكيناً فأتينا به النبي صلى الله عليه و آله و سلم، فسأله هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم، مررت برجل يصلي فأعطاني خاتمه، قال اذهب فأرهم إياه.
قال جابر: فانطلقنا و علي قائم يصلي، قال: هذا هو فرجعنا و قد نزلت هذه الآية: (( إنما وليكم الله و رسوله ... )).
الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي:
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا ابراهيم بن عيسى البتنوخي، قال: حدثنا يحيى بن يعلى، عن عبيد الله بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
جاء عبد الله بن سلام و أناس معه فشكوا مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا، فقال النبي: ابغوني سائلاً. فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه، فقال له النبي: هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم، مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه، قال فاذهب معي فأره هو لي.
فذهبنا و إذا علي قائم يصلي، فقال السائل: هذا القائم أعطاني خاتمه و هو راكع، فنزلت: (( إنما وليكم الله و رسوله ... )).
حديث أبي ذر الغفاري:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه الصيدلاني، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين القاشاني، قال: حدثني المظفر بن الحسين الأنصاري، قال: حدثنا السندي بن علي الوراق، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، قال:
بينما عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله، إلا قال الرجل قال رسول الله.
فقال ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه و قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري، أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بهاتين و إلا صمتا، و رأيته بهاتين و إلا فعميتا و هو يقول: علي قائد البررة، و قاتل الكفرة، منصور من نصره، و مخذول من خذله.
أما إني صليت مع رسول الله يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعط أحد شيئاً، فرفع السائل يديه إلى السماء، قال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد نبيك، فلم يعطني أحد شيئاً، و كان علي راكعاً، فأومى إليه خنصره اليمنى، و كان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، و ذلك بعين النبي صلى الله عليه و آله و هو يصلي، فلما فرغ النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء، و قال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري، و يسر لي أمري، و احلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، و اجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري و أشركه في أمري، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما.
اللهم فأنا محمد نبيك و صفيك، اللهم فاشرح لي صدري و يسر لي أمري، و اجعل لي وزيراً من أهلي عليأ أخي، اشدد به أزري.
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله دعاءه إلا و نزل عليه جبريل من عند الله، فقال: يا محمد اقرأ، قال: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )).
حديث أبي رافع مولى رسول الله:
الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل:
حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات، حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال: حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه عن جده أبي رافع، قال:
دخلت على رسول الله صلى اله عليه و آله و سلم و هو نائم – أو يوحى إليه – و إذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه و بين الحية و قلت: إن كان منها شئ يكون بي لا برسول الله، فاستيقظ رسول الله و هو يتلو هذه الآية: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )) الآية.
ثم قال: الحمد لله. قال: فرآني إلى جانبه فقال: ما أضطجعك ها هنا؟ قلت: لمكان هذه الحية. قال: قم إليها فاقتلها. فقتلتها، فحمد الله ثم أخذ بيدي و قال: يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً حق على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شئ.
قال أبو نعيم: و رواه مخوّل عن عبد الرحمن بن الأسود، عن محمد بن عبيد الله و قال: الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه و هنيئاً لعلي بتفضيل الله إياه.
كنز العمال للمتقي الهندي:
وعن أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )) الآية. قال: "الحمد لله". فرآني إلى جانبه قال: "ما أضجعك ههنا؟". قلت: لمكان هذه الحية، قال: "قم إليها فاقتلها". فقتلتها، فحمد الله ثم أخذ بيدي فقال: "يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً، حق على الله تعالى جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء".
الأمالي الشجرية لابن الشجري:
"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز، قال حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو نائم -أو يوحى إليه- وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" الآية، قال الحمد الله، فرآني إلى جانبه، فقال ما أضجعك هاهنا? فقلت لمكان هذه الحية، قال ثم إليها فاقتلها، فقتلتها، فأخذ بيدي فقال يا أبا رافع: سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً، حق على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء".
حديث أنس بن مالك:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا عبد الله بن يوسف إملاءً و قراءةً في الفوائد، أخبرنا علي بن محمد بن عقبة، عن الخضر بن أبان، عن إبراهيم بن هدبة، عن أنس أن سائلاً أتى المسجد و هو يقول: من يقرض الوفيّ المليّ؟ و علي عليه السلام راكع يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي.
فقال رسول الله: يا عمر وجبت. قال: بأبي و أمي يا رسول الله، ما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة، و الله ما خلعه من يده حتى خلعه من كل ذنب و من كل خطيئة. قال: هذا لهذا؟ قال: هذا لمن فعل هذا من أمتي.
و رواه الحاكم أيضاً بسنده:
أخبرني الحاكم الوالد و محمد بن القاسم، ان عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ أخبرهم: أن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقري حدثهم عن أحمد بن إسحاق – و كان ثقة – قال: أخبرنا أبو أحمد زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، عن حميد الطويل عن أنس قال: خرج النبي إلى صلاة الظهر فإذا هو بعلي يركع و يسجد، و إذا بسائل يسأل فأوجع قلب علي كلام السائل فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره فدنا السائل منه فسلّ خاتمه عن إصبعه فأنزل الله فيه آية من القرآن و انصرف علي إلى المنزل فبعث النبي إليه فأحضره فقال: أي شئ عملت يومك هذا بينك و بين الله تعالى؟ فأخبره، فقال له: هنيئاً لك يا أبا الحسن قد أنزل الله فيك آية من القرآن: (( إنما وليكم الله و رسوله )) الآية. و الحديث اختصرته.
حديث عبد الله بن سلام:
محب الدين الطبري في الرياض النظرة :
روي عن عبد الله بن سلام قال: أذّن بلال بصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع و ساجد و سائل يسأل فأعطاه علي خاتمه و هو راكع فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقرأ علينا رسول الله: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا ... ))
أخرجه الواحدي و أبو الفرج و الفضائلي.
كما تقدم أيضاً في حديث جابر.
شعر حسان بن ثابت في الحادثة:
الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في علي:
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بابن حبان، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن محمد بن أبي هريرة، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن الأسود، قال: حدثنا محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام و معه نفر من قومه ممن آمنوا بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم حين نزلت: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا ... )) الآية.
ثم إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم خرج إلى المسجد و الناس بين قائم و راكع فبصر بسائل فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: نعم خاتم. فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: من اعطاكه؟ قال: ذلك القائم – و أومى إلى علي عليه السلام – فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطاني و هو راكع. فكبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثم قرأ: (( و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا ... )) الآية.
فاستأذن حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن يقول شيئا في ذلك فأذن له:
أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي *** و كل بطئ في الهوا و مسارع
أيذهب مدحي و المحبر ضايع *** و مالمدح في جنب الإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا *** فدتك نفوس القوم يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية *** و بينها في محكمات الشرائع
قول سلمة بن كهيل:
ابن أبي حاتم في تفسيره:
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول، ثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، قال: تصدق علي بخاتمه و هو راكع فنزلت: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )).
الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل:
نفس الرواية السابقة بالإسناد التالي: حدثنا أبو محمد بن حيان، قال: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل...
الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق:
نفس الرواية بالإسناد التالي: أنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد الشاهد، ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الرملي، ثنا القاضي جملة بن محمد، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو نعيم الأحول، ثنا موسى بن قيس عن سلمة...
قول محمد بن الحنفية:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو عبد الله النيسابوري السفياني قراءة، أخبرنا ظفوان بن الحسين، أخبرنا أبو الحسن علي بن عثمان، عن تارخ المعمري، عن يحيى بن عبدك القزويني، عن حسان بن حسان، عن موسى بن فطر الكوفي، عن الحكم بن عيينه، عن المنهال بن عمرو، عن محمد بن الحنفية أن سائلاً سأل في مسجد رسول الله فلم يعطه غير علي أحد شيئاً. فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله و قال: هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا إلا رجل مررت به و هو راكع فناولني خاتمه. فقال النبي: و تعرفه؟ قال: لا. فنزلت هذه الآية: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون )) فكان علي بن أبي طالب.
و روى أيضاً:
و أخبرنا أيضاً قراءة قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق المسوجي، عن ابن أحمد، عن علي بن أبي بكر، عن موسى مولى آل طلحة، عن الحكم، عن المنهال عن محمد بن الحنفية قال: جاء سائل فلم يعطه أحد، فمر بعلي و هو راكع في الصلاة فناوله خاتمه فأنزل الله: (( إنما وليكم الله و رسوله ... )) الآية.
قول الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا أبو نصر محمد بن عبد الواحد ابن حمويه، اخبرنا أبو سعيد محمد بن الفضل المذكر إملاءً، أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن علي بن حجر، عن عيسى بن يونس، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سألت أبا جعفر عن قوله: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )). قال: أصحاب النبي صلى الله عليه و آله. قلت: تقولون علي. قال: علي منهم.
و روى أيضاً:
و أخبرناه أبو عبد الله بن فتحويه، عن أحمد بن محمد بن إسحاق السني، عن حامد بن شعيب، عن شريح بن يونس، عن هشيم، عن عبد الملك، قال: سألت أبا جعفر عن قوله: (( إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )). قال: هم المؤمنون. قلت: فإن ناساً يقولون هو علي بن أبي طالب. قال: فعلي من الذين آمنوا.
ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثنا هناد بن السري، قال: ثنا عبدة، عن عبد الملك، عن أبي جعفر، قال: سألته عن هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسولا والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) قلنا: من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا ! قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب، قال: علي من الذين آمنوا.
وروى أيضاً:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا المحاربي، عن عبد الملك، قال: سألت أبا جعفر، عن قول الله: (( إنما وليكم الله ورسوله ))، وذكر نحو حديث هناد عن عبدة.
الأمالي الشجري لابن الشجري:
"وبإسناده" عن حصين بن مخارق، عن أبي الجارود، عن محمد وزيد ابني علي عن آبائهما أنها نزلت في علي عليه السلام.
( و بإسناده ) هو إسناد الرواية التي ذكرناها عن أمير المؤمنين من نفس الكتاب.
قول عتبة بن أبي حكيم:
ابن كثير في تفسيره:
و قال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا أيوب بن سويد، عن عتبة بن أبي حكيم في قوله: ((إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا )). قال: هم المؤمنون و علي بن أبي طالب.
ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي، قال: ثنا أيوب بن سويد، قال: ثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )). قال: علي بن أبي طالب.
الخامس: قول عباية بن ربعي:
الثعلبي في تفسيره:
روى حديثاً عن عباية بن ربعي، و فيه:
سأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً و كان علي راكعاً فأومى إليه بخنصره اليمنى و كان يتختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم.
قول عبد الملك بن جريج:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين الجبلي، عن علي بن محمد بن لؤلؤ، عن الهيثم بن خلف الدوري، عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن حجاج، عن ابن جريج قال: لما نزلت: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )) الآية. خرج النبي صلى الله عليه و آله و إذا سائل قد خرج من المسجد، فقال له: هل أعطاك أحد شيئاً و هو راكع؟ قال: نعم، رجل لا أدري من هو. قال: ماذا أعطاك؟ قال: هذا الخاتم. فإذا الرجل علي بن أبي طالب، و الخاتم خاتمه عرفه النبي.
قول مجاهد:
ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز قال: ثنا غالب بن عبيد الله، قال: سمعت مجاهدا يقول في قوله: (( إنما وليكم الله ورسوله )) الآية، قال: نزلت في علي بن أبي طالب، تصدق وهو راكع.
الثامن: قول عطاء بن السائب:
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:
حدثني الحاكم أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن خفيف بشيراز، قال: حدثنا أبو الطيب النعمان بن أحمد بن يعمر الواسطي، قال: حدثنا عبد الله بن عمر القرشي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حميد الصفار، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن عطاء بن السائب في قوله تعالى: (( إنما وليكم الله و رسوله )) الآية، قال: نزلت في علي، مرّ به سائل و هو راكع فناوله خاتمه.
قول إسماعيل السدي:
ابن جرير الطبري في تفسيره:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: ثم أخبرهم بمن يتولاهم، فقال: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) هؤلاء جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد، فأعطاه خاتمه.
قول مقاتل بن سليمان:
تفسير مقاتل بن سليمان:
وقوله سبحانه: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [آية: 55]، وذلك أن عبدالله بن سلام وأصحابه قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم عند صلاة الأولى: إن اليهود أظهروا لنا العداوة من أجل الإسلام، ولا يكلموننا، ولا يخالطوننا فى شئ، ومنازلنا فيهم، ولا نجد متحدثاً دون هذا المسجد، فنزلت هذه الآية، فقرأها النبى صلى الله عليه وسلم، فقالوا: قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين أولياء، وجعل الناس يصلون تطوعاً بعد المكتوبة، وذلك فى صلاة الأولى.
وخرج النبى صلى الله عليه وسلم إلى باب المسجد، فإذا هو بمسكين قد خرج من المسجد، وهو يحمد الله عز وجل، فدعاه النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: " هل أعطاك أحد شيئاً؟ " ، قال: نعم يا نبى الله، قال: " من أعطاك؟ " ، قال: الرجل القائم أعطانى خاتمه، يعنى على بن أبى طالب، رضوان الله عليه، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " على أى حال أعطاكه؟ " ، قال: أعطانى وهو راكع، فكبر النبى صلى الله عليه وسلم، وقال: " الحمد لله الذى خص عليّاً بهذه الكرامة ، فأنزل الله عز وجل: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } { وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى على بن أبى طالب، رضى الله عنه، { فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [آية: 56]، يعنى شيعة الله ورسوله والذين آمنوا هم الغالبون، فبدأ بعلى بن أبى طالب، رضى الله عنه، قبل المسلمين، ثم جعل المسلمين وأهل الكتاب المؤمنين، فيهم عبدالله بن سلام وغيره هم الغالبون لليهود، حين قتلوهم وأجلوهم من المدينة إلى الشام وأذرعات وأريحا.
زاد المسير في علم التفسير:
نقل قوله ابن الجوزي في كتاب زاد المسير عند تفسيره لهذه الآية.
شواهد التنزيل:
نقل الحاكم الحسكاني حديثاً له في سبب النزول.
تعليق