بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمداً واله الطيبين الطاهرين والعنةُ على اعدائهم الى يوم الدين اللهم اجعلنا من عبيدك المخلصين ومن العلماء العاملين برحمتك ومنك يا رب الخلقاء اجمعين
نورد اليكم سلسلة من محاضرات السيد علي الحسيني
دام فضله مع بعض فقرات الكتاب في الامامة على شرح كتاب نقد كتاب اصول مذهب الشيعة للدكتور السلفي ناصر القفا ري واراد علية أد/السيد محمد الحسيني القزويني
مقدمة في الامامة
مفهوم الامامة(الامام الذي يقتدى به وجمعه ائمة)
لاشك ان الرسلات السماوية السابقة كانت تستند في ديمومتها واستمرارها وبقائها على الحركة المستمرة والمتواصلة للأنبياء فهم الذين يديمون تلك الرسالة بتحميل المسؤولية الإلهية ولكن الرسالة الاسلامية اراد الله تعالى لها الاستقرار والبقاء الى اخر الدنيا :
لكونها اعظم الرسالات وافضله (وختمت الاديان بدين باقي الى اخرى الزمان) لذا ختمت النبوات السابقة بنبوة نبياً الاكرم صلى الله علية والة وسلم ومن المعلوم ان هكذا رسالة تحتاج الى من يحافظ عليه خشية تعرضها إلى التحريف وتغير وضعها خلال هذه المدة الطويلة المقترنة بحياة الانسان على هذه الارض فكان لابد من وضع الضمانات الكافية وبقائها كما وضعت هذه الضمانات لإدامة واستمرار الرسلات المتقدمة بقيام الانبياء السابقين على ادمتها والاشراف على تطبيقها والحفاظ عليها من هنا برزت اهمية الامامة لكي تحقق هذا الغرض فقيض الله تعالى اشخاص يتولون هذه المهمة بالنسبة الى الرسالة وهم الائمة عليهم السلام ونظراً الى معطيات الواقع السياسي لتاريخ المسلمين وابعد الامام عن ممارسة مهام الامامة كاملة طراء على هذا المفهوم تشويش وغموض فاتجهت الذهنية الاسلامية العامة الى تحديده وحصرة في قالب الحكومة والمهام التنفيذية فقط مع ان هذا الفهم يبتعد كثيراً عما حدده القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفي لحقيقة الامامة ،
فالإمامة كما سيتضح ارفع شأناً من مسألة الحكومة الدنيوية نعم الحكومة احد شؤون ذألك الامامة وللأجل تنقية مفهوم الامامة من التشويش الذي طراء عليه والغموض الذي يكتنفه ينبغي لنا تسليط الضوء على حقيقة الامامة بعيداً عن تلك الرواسب التاريخية التي رافقت ذلك المفهوم
الامامة في اللغة
ان كلمة الامام في حد ذاتها وبحسب معانها اللغوي ليست من المعاني المقدسة فالإمامة هو المؤتمن به والمقتدى والمتبع سواءٌ اكان عادل ام غير عادل قال الراغب في( المفردات الامامة هو المؤتمن به انساناً كأنه يقتدى بقولة او فعله او كتاباً او غير ذلك محقاً كان او مبطلاً وجمعهُ ائمة وفي الصحاح الامام الذي يقتدى به وجمعه ائمة)
تعليق