بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
قال تعالى :{ وَإنَّهُ لَكتابٌ عزيزٌ * لا يأتيهِ الباطلُ من بينِ يديهِ ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ } (سورة فصلت: 41. 42 )
القرآن كتاب الله وقد تعهد وتكفل الخالق العظيم بحفظه وصونه من كل تحريف او تزيف ، حيث قال جل وعلا :{ إنَّا نحنُ نَزلنا الذكرَ وإنا لهُ لحافظون } ( سورة الحجر :9,)
فهذا العهد الإلهي للقرآن بالحفظ والصون، يجعلنا نقطع بعدم وصول يد التحريف إليه، او أن تطوله براثن الباطل بأي شكل من الاشكال، وهذا أمر طبيعي؛ لأنه كلام الله (عز وجل )
والمقصود من التحريف هو التحريف اللغوي والذي يتعلق بنقصان او زيادة في آياته وكلماته، وهذا غير حاصل على مرّ التاريخ، فالقرآن الذي نتداوله هو القرآن الذي أُنزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد اتفق المسلمون على صيانته من التحريف اللغوي او اللفظي، أما المعنوي فهو وإن كان يحصل أحياناً إلاّ أنه لا وزن له بعد الرجوع إلى الروايات الشريفة الصادرة عن أهل البيت (عليهم السلام )، لترشدنا إلى معرفة أصوب المعاني وأقربها إلى روح القرآن. وبما أن القرآن محفوظ ومصون من التحريف؛ فهو باق على ثوابته، ومنها الهداية للتي هي اقوم.
فهو كتاب هداية كما قال تعالى :{ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } ( سورة الاسراء: 9 ) وأيضاً قال سبحانه وتعالى :{ ذلك الكتابُ لا ريبَ فيه هُدىً للمتقينَ } ( سورة البقرة :2 )، وحيث أنه كتاب لا شك فيه ، ولا خطأ، ولا باطل ، فهو هدىً للمتقين .
فهلى من اراد الهداية والكمال الى المطلوب ـ وهو الحق جل وعلا ـ ، فعليه أن يتمسك بآيات الله وبأحكامه، التي يعتبر القرآن الكريم مصدرها التشريعي الأول .
وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ عند وصفه لكتاب الله العزيز ـ
قائلاً

فقد اشار الإمام علي (عليه السلام ) إلى دور القرآن في علاج الأمراض الفكرية والنفسية والأخلاقية، ودوره في إصلاح النفس والمجتمع ، وتحركه نحو الاستقامة والتكامل واسمو، وهذا الدور يستشعره القارئ المتفاعل مع آيات القرآن الباهرة حين تمتزج بلسانه وعقله وقلبه وضميره فيتوجه نحو الآفاق الأرحب والاهتمامات العليا
تعليق