الميلاد الميمون
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ولد الإمام الحسن (عليه السلام ) في حياة جده الرّسول الأكرم محمد
(صلى الله عليه وآله)
وبالذات في النصف من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة النبوية على المشهور..
أسماه رسول الله حسناً حيث لم يشأ علي (عليه السلام) أن يسبق النبي في تسميته وكان
أول من سمي بهذا الاسم والحسين اشتق من هذا الاسم أيضا والمروي أن رسول الله
(صلّى الله عليه وآله)
سمى حسناً وحسينا
(عليهما السلام)
واشتق اسم حسين من اسم حسن
وعن جعفر بن محمد (عليه السلام) أن فاطمة (عليها السلام) حلقت حسناً وحسيناً
يوم سابعهما ووزنت شعرها فتصدقت بوزنه فضة
لقد عاش الحسن طفولته في أعظم بيوتات التاريخ في
(بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (النور: 36)
نشأته
نشأ الإمام الحسن عليه السلام في كنف جدّه ورعايته وتربيته سبع سنين
فتزين بأحلى زينة وهي شبهه بجده خَلْقاً وخُلُقاً فتأدّب بأحسن الآداب
وتخلّق بأتمّ مكارم الأخلاق وحصل على أوسمة
من الشرف ظلت وستظل خالدة في جبين الدهر
فقد قال
الرسول (صلى الله عليه وآله ) في حقه
( أمّا الحسن فان له هيبتي وسؤددي )
صفاته
وكان الإمام الحسن (عليه السلام)أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله)
خلقاً وهيبة هديا وسؤدداً
وكان أبيض اللون مشربا بحمرة أدعج العينين سهل الخدين
دقيق المسربة كثّ اللحية ذا وفرة كأن عنقه إبريق فضة ليس بالطويل ولا بالقصير
مليحاً من أحسن الناس وجهاً
وأيُّ هيبة أعظم من هيبة خاتم الأنبياء وأي سؤدد أشرف من سيّد الكون محمّد
(صلى الله عليه وآله)
وقال فيه
وفي أخيه الإمام الحسين عليه السلام
(الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة )
فهما سيّدا شباب مخلوقات الجنّة من الأنس والجن وغيرهما وكل
ما صدق عليه أنّه من أهل الجنّة
وقال (صلى الله عليه وآله )
( ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا )
فأشار بذلك إلى ما يكون من الإمام الحسن عليه السلام من الصلح
وما يكون من الإمام الحسين عليه السلام من القيام
أو أشار إلى
ما يكون من كل منهما من القيام في فترة والقعود عن المجابهة في
فترة اُخرى إلى غير ذلك من كلمات الرسول صلى الله عليه وآله النورانية التي هي عبارة
عن أوسمة شرف وسمو وسيادة قلَّدها ابنه الإمام الحسن عليه السلام
ثم كان مع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام في مظلوميته ومواقفه وفي سكونه وحركته فمشى على
منهاجه وترعرع في ظلاله ومشى خلفه مشية الفصيل خلف اُمّه فكان من أعبد الناس
وأزهدهم وأفضلهم وأكرمهم وأهيبهم
قال الرسول الأعظم
(صلى الله عليه وآله)
(لو كان العقل رجلاً لكان الحسن)
فهذه شخصية من يخلفه نفس الصفات والمؤهلات التي كانت للشخصية النبوية المباركة
أما جود الحسن وعلمه فهما لا ينتهيان إلى حد ولا يحدان برسم ولا حد قد بلغ فيها النهاية وجاوز فيها الغاية
ولقد قاسم ربه ثلاث مرات حتى أنه كان
يعطي من ماله نعلا ويمسك نعلا وما استأثر لنفسه دون الفقراء
سيد ياكريم اهل البيت
انت الجود بنفسه والجود منك يخجل
والحمد لله ربّ العالمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر: الشاملة ومكتبة اهل البيت (عليهم السلام)
تعليق