بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ( 12 )الحجرات
تبين الآية الشريفة الظن وأقسامه وإنّ سوء الظن هو أساس التجسس، والتجسس يستوجب إفشاء العيوب والأسرار، والإطلاع عليها يستوجب الغيبة، والإسلام ينهى عن جميعها علةً ومعلولاً!
وبما ان كلا الأمرين يؤديان الى الغيبة ويشابهانها في المعنى تبين الاية الكريمة ما هو نتيجة الأمرين السابقين ومعلولهما فتقول: (ولا يغتب بعضكم بعضاً).
- مامعنى الغيبة؟ أو الأغتياب؟
«الغيبة» أو الإغتياب كما هو ظاهر الاسم ما يقال في غياب الشخص، غاية ما في الأمر أنّه بقوله هذا يكشف عيباً من عيوب الناس. سواءاً كان عيباً جسدياً أو أخلاقيّاً أو في الأعمال أو في المقال بل حتى في الأومور المتعلّقة به كاللباس والبيت والزوج والأبناء وما إلى ذلك!
فبناءً على هذا ما يقال عن الصفات الظاهرة للشخص، الآخر لا يُعدّ اغتياباً، إلاّ أن يراد منه الذم والعيب فهو في هذه الصورة حرام، كما لو قيل في مقام الذم أنّ فلاناً أعمى أو أعور أو قصير القامة أو شديد الأدمة والسمرة أكوس اللحية إلخ...
فيتّضح من هذا أنّ ذكر العيوب الخفية بأي قصد كان يعدّ غيبةً وهو حرام أيضاً، وذكر العيوب الظاهرة إذا كان بقصد الذم فهو حرام، سواءً أدخلناه في مفهوم الغيبة أم لا؟!
كل هذا في ما لو كانت هذه العيوب في الطرف الآخر واقعية، أمّا إذا لم تكن أصلاً فتدخل تحت عنوان «البهتان» وإثمه أشدّ من الإغتياب بمراتب.
حديث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدّة والعجلة فلا، والبهتان أن تقول ما ليس فيه.
ومن هنا يتبيّن أنّ ما يتبجّح به العوام من أعذار في الغيبة غير مقبول كأن يقول المغتاب: ليس هذا اغتياباً بل هو صفته، في حين إذا لم يكن قوله الذي يعيبه فيه صفة له فهو بهتان لا أنّه غيبة.
أو أن يقول: هذا كلام أقوله في حضوره أيضاً، في حين أنّ كلامه أمام الطرف الآخر لا يترتّب عليه إثم الإغتياب فحسب، بل يتحمّل بسبب الإيذاء إثماً أكبر ووزراً أثقل.
· وجاء أيضاً في معنى الغيبة :-
هي ذكر المؤمن المعين بما يكره ، سواءاً أكان في خَلقه، أوخُلقه ، أو مختصاته ، ولم تكن الغيبة محصورة باللسان ، بل تشمل كل مايشعر بأستنقاص الغير ، قولاً أو عملاً ، أو كتابةً ، أو تصريحاً .
· وقد عرفها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً :
هل تدرون مالغيبة ؟
قالوا الله ورسوله اعلم ،
قال " صلى الله عليه وآله وسلم : ذكرك اخاك بم،
قيل أرايت إن كان في اخي ماأقول ؟
قال : إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته "
سبب نزول هذه الآية الشريفة:
إنّ جملة (ولا يغتب بعضكم بعضاً) نزلت في نفرين من الصحابة اغتابا صاحبهما «سلمان» لأنّهما كانا قد بعثاه نحو النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ليأتيهما بطعام منه، فأرسل النّبي سلمان نحو «أسامة بن زيد» الذي كان مسؤول بيت المال فقال أسامة ليس عندي شيء الآن.. فاغتابا أسامة وقالا إنّه بخيل وقالا في شأن سلمان: لو كنّا أرسلناه إلى بئر سميحة لغاض ماؤها «وكانت بئراً غزيرة الماء» ثمّ انطلقا ليأتيا أسامة وليتجسّسا عليه،
فقال لهما النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّي أرى آثار أكل اللحم على أفواهكما: فقالا يا رسول الله لم نأكل اللحم هذا اليوم
فقال رسول الله: أجل تأكلون لحم سلمان وأسامة. فنزلت الآية ونهت المسلمين عن الإغتياب
_ منزلة الذي يغتاب الناس :
بما أنه الغيبة هي أخس السجايا وألأم الصفات وأخطر الجراثيم والأثام وكفاها ذماً أن الله تعالى شبه المغتاب بأكل لحم الميتة ، ولتقبيح هذا العمل يتناول القرآن مثلاً بليغاً يجسّد هذا الأمر فيقول تعالى: (أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)!.
أجل، إنّ كرامة الأخ المسلم وسمعته كلحم جسده، وابتذال ماء وجهه بسبب اغتيابه وإفشاء أسراره الخفية كمثل أكل لحمه.
كلمة «ميتاً» للتعبير عن أنّ الإغتياب إنّما يقع في غياب الأفراد، فمثلهم كمثل الموتى الذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم، وهذا الفعل أقبح ظلم يصدر عن الإنسان في حقِّ أخيه!.
أجل، إنّ هذا التشبيه يبيّن قبح الإغتياب وإثمه العظيم.
وجاء عن الامام الصادق عليه السلام( من روى على مؤمن رواية يري به شينه ، وهدم مروته ،ليسقط من أعين الناس ، أخرجه الله تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان فلايقبله الشيطان)
- وكما يجب التوقي من أستماع الغيبة ، كذلك يجدر حفظ غيبة المؤمن المؤمن ، والذب عن كرامته إذا ماذكر بالمرزيات ، فعن الامام الصادق عليه السلام قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
(( من رد عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة البته ))
وإن أصحاب الحق والإيمان فقط يعتقدون بحرمة الاغتياب والغيبة لاتجب في أهل الحق والايمان ،مثل ذلك الامام الحسن عليه السلام (( عندما جاء شخص نمام الى الامام الحسن عليه السلام وقال : إن فلان يقع فيك
فقطب الامام عليه السلام وجهه المبارك وقال له :
" لقد أتعبتني بكلامك هذا ، فقد أسمعتني غيبة شخص مسلم ، فيجب الاستغفار لنفسي أولاً ، ثم أن قولك إنذلك الشخص قال في كذا ، يلزمني أن أستغفر له أيضاً "
وفي هذه القصة القصيرة عدة نقاط ينبغي الالتفات إليها
· قبح النميمة .
· قبح الغيبة واستماعها .
· أستحباب الاستغفار للمذنبين ، والعفو والتسامح عن الانسان المسئ.
فإذا عمل كل مجتمع بغض النظر عن كونه مجتمعاً إسلامياً أم لا، بهذه الصفات الحميدة والأخلاق الانسانية العالية فلا شك أنه سيخطو خطوات مؤثرة في الرقي والتعالي وتحكيم الأخلاق والفضيلة .
لماذا ينهي الشارع المقدس عن الغيبة ؟
حيث تبين الاية الشريفة التي بدأنا الحديث بها إنّ للإنسان رؤوس أموال أربعة ويجب أن تحفظ جميعاً في حصن هذا القانون وهي: «النفس والمال والناموس وماء الوجه».
والتعابير الواردة في الآيتين محل البحث والروايات الإسلامية تدل على أنّ ماء وجه الأفراد كأنفسهم وأموالهم بل هو أهم من بعض الجهات.
الإسلام يريد أن يحكم المجتمع أمن مطلق، ولا يكتفي بأن يكفّ الناس عن ضرب بعضهم بعضاً فحسب، بل أسمى من ذلك بأن يكونوا آمنين من ألسنتهم، بل وأرقى من ذلك أن يكونوا آمنين من تفكيرهم وظنّهم أيضاً.. وأن يُحسّ كلٌّ منهم أنّ الآخر لا يرشقه بنبال الإتهامات في منطقة أفكاره.
ومن هذا يتبين إنّ رأس مال الإنسان المهم في حياته ماءُ وجهه وحيثيّته، وأي شيء يهدّده فكأنّما يهدّد حياته بالخطر.
إنّ واحدةً من حِكم تحريم الغيبة أن لا يتعرّض هذا الإعتبار العظيم للأشخاص ورأس المال آنف الذكر لـ :-
1- خطر التمزّق والتلوّث وأن لا تهتك حرمة الأشخاص ولا تلوّث حيثيّاتهم، وهذا مطلب مهم تلقّاه الإسلام باهتمام بالغ!
2- والأمر الآخر إنّ الغيبة تولّد النظرة السيئة وتضعف العلائق الإجتماعية وتوهنها وتتلف رأس مال الإعتماد وتزلزل قواعد التعاون «الإجتماعي»!
3- ونعرف أنّ الإسلام أولى أهميةً بالغةً من أجل الوحدة والإنسجام والتضامن بين أفراد المجتمع، فكلّ أمر يقوي هذه الوحدة فهو محل قبول الإسلام وتقديره، وما يؤدّي إلى الإخلال بالأواصر الاجتماعية فهو مرفوض، والاغتياب هو أحد عوامل الوهن والتضعيف...
4- ثمّ بعد هذا كلّه فإنّ الإغتياب ينثر في القلوب بذور الحقد والعداوة وربّما أدّى أحياناً إلى الاقتتال وسفك الدماء في بعض الأحيان.
5- ومن أهم مساؤي الغيبة أنها تبطل الصيام كما حدث بالمرأة التي كانت تتحدث مع صاحبتها وهي تتكلم عن أمرأة أخرى وهي صائمة فدعى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بطعام فقدمه أمامها ، فقالت يارسول الله أنا صائمة ، فقال لها كلي
فبين لها أن الغيبة تبطل الصيام .
6- وان الغيبة أيضاً تذهب بحسنات المغتاب للمستغاب فعن النبي صلى الله عليه وآله " يؤتى بأحدكم يوم القيامة فيوقف بين يدي الله تعالى ، ويدفع اليه كتابه ، فلايرى حسناته ، فيقول : إلهي ليس هذا كتابي فإني لاأرى فيه طاعتي ،
فيقول له إن ربك لايضل ولاينسى ذهب عملك بأغتياب الناس ، ثم يؤتى بآخر ويدفع اليه كتابه ، فيرى فيه طاعات كثيرة ، فيقول : آلهي ماهذا كتابي ، فإني ماعملت هذه الطاعات ، فيقول له: إن فلاناً اغتابك فدُفعت حسناته إليك .
7- شبهت الغيبة كمرض الجرب الذي يصيب جسد الانسان يأكل اللحم بسرعة فإنها تذهب بأيمان الانسان بسرعة
أما بواعث الغيبة ؟والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ( 12 )الحجرات
تبين الآية الشريفة الظن وأقسامه وإنّ سوء الظن هو أساس التجسس، والتجسس يستوجب إفشاء العيوب والأسرار، والإطلاع عليها يستوجب الغيبة، والإسلام ينهى عن جميعها علةً ومعلولاً!
وبما ان كلا الأمرين يؤديان الى الغيبة ويشابهانها في المعنى تبين الاية الكريمة ما هو نتيجة الأمرين السابقين ومعلولهما فتقول: (ولا يغتب بعضكم بعضاً).
- مامعنى الغيبة؟ أو الأغتياب؟
«الغيبة» أو الإغتياب كما هو ظاهر الاسم ما يقال في غياب الشخص، غاية ما في الأمر أنّه بقوله هذا يكشف عيباً من عيوب الناس. سواءاً كان عيباً جسدياً أو أخلاقيّاً أو في الأعمال أو في المقال بل حتى في الأومور المتعلّقة به كاللباس والبيت والزوج والأبناء وما إلى ذلك!
فبناءً على هذا ما يقال عن الصفات الظاهرة للشخص، الآخر لا يُعدّ اغتياباً، إلاّ أن يراد منه الذم والعيب فهو في هذه الصورة حرام، كما لو قيل في مقام الذم أنّ فلاناً أعمى أو أعور أو قصير القامة أو شديد الأدمة والسمرة أكوس اللحية إلخ...
فيتّضح من هذا أنّ ذكر العيوب الخفية بأي قصد كان يعدّ غيبةً وهو حرام أيضاً، وذكر العيوب الظاهرة إذا كان بقصد الذم فهو حرام، سواءً أدخلناه في مفهوم الغيبة أم لا؟!
كل هذا في ما لو كانت هذه العيوب في الطرف الآخر واقعية، أمّا إذا لم تكن أصلاً فتدخل تحت عنوان «البهتان» وإثمه أشدّ من الإغتياب بمراتب.
حديث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدّة والعجلة فلا، والبهتان أن تقول ما ليس فيه.
ومن هنا يتبيّن أنّ ما يتبجّح به العوام من أعذار في الغيبة غير مقبول كأن يقول المغتاب: ليس هذا اغتياباً بل هو صفته، في حين إذا لم يكن قوله الذي يعيبه فيه صفة له فهو بهتان لا أنّه غيبة.
أو أن يقول: هذا كلام أقوله في حضوره أيضاً، في حين أنّ كلامه أمام الطرف الآخر لا يترتّب عليه إثم الإغتياب فحسب، بل يتحمّل بسبب الإيذاء إثماً أكبر ووزراً أثقل.
· وجاء أيضاً في معنى الغيبة :-
هي ذكر المؤمن المعين بما يكره ، سواءاً أكان في خَلقه، أوخُلقه ، أو مختصاته ، ولم تكن الغيبة محصورة باللسان ، بل تشمل كل مايشعر بأستنقاص الغير ، قولاً أو عملاً ، أو كتابةً ، أو تصريحاً .
· وقد عرفها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً :
هل تدرون مالغيبة ؟
قالوا الله ورسوله اعلم ،
قال " صلى الله عليه وآله وسلم : ذكرك اخاك بم،
قيل أرايت إن كان في اخي ماأقول ؟
قال : إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته "
سبب نزول هذه الآية الشريفة:
إنّ جملة (ولا يغتب بعضكم بعضاً) نزلت في نفرين من الصحابة اغتابا صاحبهما «سلمان» لأنّهما كانا قد بعثاه نحو النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ليأتيهما بطعام منه، فأرسل النّبي سلمان نحو «أسامة بن زيد» الذي كان مسؤول بيت المال فقال أسامة ليس عندي شيء الآن.. فاغتابا أسامة وقالا إنّه بخيل وقالا في شأن سلمان: لو كنّا أرسلناه إلى بئر سميحة لغاض ماؤها «وكانت بئراً غزيرة الماء» ثمّ انطلقا ليأتيا أسامة وليتجسّسا عليه،
فقال لهما النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّي أرى آثار أكل اللحم على أفواهكما: فقالا يا رسول الله لم نأكل اللحم هذا اليوم
فقال رسول الله: أجل تأكلون لحم سلمان وأسامة. فنزلت الآية ونهت المسلمين عن الإغتياب
_ منزلة الذي يغتاب الناس :
بما أنه الغيبة هي أخس السجايا وألأم الصفات وأخطر الجراثيم والأثام وكفاها ذماً أن الله تعالى شبه المغتاب بأكل لحم الميتة ، ولتقبيح هذا العمل يتناول القرآن مثلاً بليغاً يجسّد هذا الأمر فيقول تعالى: (أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)!.
أجل، إنّ كرامة الأخ المسلم وسمعته كلحم جسده، وابتذال ماء وجهه بسبب اغتيابه وإفشاء أسراره الخفية كمثل أكل لحمه.
كلمة «ميتاً» للتعبير عن أنّ الإغتياب إنّما يقع في غياب الأفراد، فمثلهم كمثل الموتى الذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم، وهذا الفعل أقبح ظلم يصدر عن الإنسان في حقِّ أخيه!.
أجل، إنّ هذا التشبيه يبيّن قبح الإغتياب وإثمه العظيم.
وجاء عن الامام الصادق عليه السلام( من روى على مؤمن رواية يري به شينه ، وهدم مروته ،ليسقط من أعين الناس ، أخرجه الله تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان فلايقبله الشيطان)
- وكما يجب التوقي من أستماع الغيبة ، كذلك يجدر حفظ غيبة المؤمن المؤمن ، والذب عن كرامته إذا ماذكر بالمرزيات ، فعن الامام الصادق عليه السلام قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
(( من رد عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة البته ))
وإن أصحاب الحق والإيمان فقط يعتقدون بحرمة الاغتياب والغيبة لاتجب في أهل الحق والايمان ،مثل ذلك الامام الحسن عليه السلام (( عندما جاء شخص نمام الى الامام الحسن عليه السلام وقال : إن فلان يقع فيك
فقطب الامام عليه السلام وجهه المبارك وقال له :
" لقد أتعبتني بكلامك هذا ، فقد أسمعتني غيبة شخص مسلم ، فيجب الاستغفار لنفسي أولاً ، ثم أن قولك إنذلك الشخص قال في كذا ، يلزمني أن أستغفر له أيضاً "
وفي هذه القصة القصيرة عدة نقاط ينبغي الالتفات إليها
· قبح النميمة .
· قبح الغيبة واستماعها .
· أستحباب الاستغفار للمذنبين ، والعفو والتسامح عن الانسان المسئ.
فإذا عمل كل مجتمع بغض النظر عن كونه مجتمعاً إسلامياً أم لا، بهذه الصفات الحميدة والأخلاق الانسانية العالية فلا شك أنه سيخطو خطوات مؤثرة في الرقي والتعالي وتحكيم الأخلاق والفضيلة .
لماذا ينهي الشارع المقدس عن الغيبة ؟
حيث تبين الاية الشريفة التي بدأنا الحديث بها إنّ للإنسان رؤوس أموال أربعة ويجب أن تحفظ جميعاً في حصن هذا القانون وهي: «النفس والمال والناموس وماء الوجه».
والتعابير الواردة في الآيتين محل البحث والروايات الإسلامية تدل على أنّ ماء وجه الأفراد كأنفسهم وأموالهم بل هو أهم من بعض الجهات.
الإسلام يريد أن يحكم المجتمع أمن مطلق، ولا يكتفي بأن يكفّ الناس عن ضرب بعضهم بعضاً فحسب، بل أسمى من ذلك بأن يكونوا آمنين من ألسنتهم، بل وأرقى من ذلك أن يكونوا آمنين من تفكيرهم وظنّهم أيضاً.. وأن يُحسّ كلٌّ منهم أنّ الآخر لا يرشقه بنبال الإتهامات في منطقة أفكاره.
ومن هذا يتبين إنّ رأس مال الإنسان المهم في حياته ماءُ وجهه وحيثيّته، وأي شيء يهدّده فكأنّما يهدّد حياته بالخطر.
إنّ واحدةً من حِكم تحريم الغيبة أن لا يتعرّض هذا الإعتبار العظيم للأشخاص ورأس المال آنف الذكر لـ :-
1- خطر التمزّق والتلوّث وأن لا تهتك حرمة الأشخاص ولا تلوّث حيثيّاتهم، وهذا مطلب مهم تلقّاه الإسلام باهتمام بالغ!
2- والأمر الآخر إنّ الغيبة تولّد النظرة السيئة وتضعف العلائق الإجتماعية وتوهنها وتتلف رأس مال الإعتماد وتزلزل قواعد التعاون «الإجتماعي»!
3- ونعرف أنّ الإسلام أولى أهميةً بالغةً من أجل الوحدة والإنسجام والتضامن بين أفراد المجتمع، فكلّ أمر يقوي هذه الوحدة فهو محل قبول الإسلام وتقديره، وما يؤدّي إلى الإخلال بالأواصر الاجتماعية فهو مرفوض، والاغتياب هو أحد عوامل الوهن والتضعيف...
4- ثمّ بعد هذا كلّه فإنّ الإغتياب ينثر في القلوب بذور الحقد والعداوة وربّما أدّى أحياناً إلى الاقتتال وسفك الدماء في بعض الأحيان.
5- ومن أهم مساؤي الغيبة أنها تبطل الصيام كما حدث بالمرأة التي كانت تتحدث مع صاحبتها وهي تتكلم عن أمرأة أخرى وهي صائمة فدعى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بطعام فقدمه أمامها ، فقالت يارسول الله أنا صائمة ، فقال لها كلي
فبين لها أن الغيبة تبطل الصيام .
6- وان الغيبة أيضاً تذهب بحسنات المغتاب للمستغاب فعن النبي صلى الله عليه وآله " يؤتى بأحدكم يوم القيامة فيوقف بين يدي الله تعالى ، ويدفع اليه كتابه ، فلايرى حسناته ، فيقول : إلهي ليس هذا كتابي فإني لاأرى فيه طاعتي ،
فيقول له إن ربك لايضل ولاينسى ذهب عملك بأغتياب الناس ، ثم يؤتى بآخر ويدفع اليه كتابه ، فيرى فيه طاعات كثيرة ، فيقول : آلهي ماهذا كتابي ، فإني ماعملت هذه الطاعات ، فيقول له: إن فلاناً اغتابك فدُفعت حسناته إليك .
7- شبهت الغيبة كمرض الجرب الذي يصيب جسد الانسان يأكل اللحم بسرعة فإنها تذهب بأيمان الانسان بسرعة
أنّ بواعث الغيبة ودوافعها أمور متعدّدة كالحسد والتكبّر والبخل والحقد والأنانية وأمثالها من صفات ذميمة وقبيحة يتّضح السرّ في سبب كون الغيبة وتلويث سمعة المسلمين وهتك حرمتهم لها هذا الأثر المدمّر لإيمان الشخص.
والخلاصة أنّنا حين نقف على أنّ الإغتياب يعدّ واحداً من كبائر الذنوب فإنّما هو لآثاره السيئة فرديةً كانت أم اجتماعية!
والخلاصة أنّنا حين نقف على أنّ الإغتياب يعدّ واحداً من كبائر الذنوب فإنّما هو لآثاره السيئة فرديةً كانت أم اجتماعية!
ثم تقول الآية الكريمة
وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
ـ علاج الغيبة والتوبة منها!
إنّ الغيبة كسائر الصفات الذميمة تتحوّل تدريجاً إلى صورة مرض نفسي بحيث يلتذ المغتاب من فعله ويحس بالإغتباط والرضا عندما يريق ماء وجه فلان، وهذه مرتبة من مراتب المرض القلبي الخطير جداً. والروايات الإسلامية ـ كما ذكرنا اعلاه بينت ـ أهمية قصوى لمسألة الإغتياب، ونادراً ما نجد من الذنوب ما فيه من الإثم إلى هذه الدرجة.
وحيث أنّه من الممكن أن يكون بعض الأفراد ملوّثين بهذه الذنوب الثلاثة ويدفعهم وجدانهم إلى التيقّظ والتنبّه فيلتفتون إلى خطئهم، فإنّ السبيل تفتحه الآية لهم إذ تُختتم بقوله تعالى: (واتّقوا الله إنّ الله توّاب رحيم).
فلابدّ أن تحيا روح التقوى والخوف من الله أوّلاً: وعلى أثر ذلك تكون التوبة والإنابة لتشملهم رحمة الله ولطفه.
ومن هنا فينبغي على المغتاب أن يسعى إلى علاج البواعث الداخلية للإغتياب التي تكمن في أعماق روحه وتحضّه على هذا الذنب، من قبيل البخل والحسد والحقد والعداوة والإستعلاء والأنانية!
وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
ـ علاج الغيبة والتوبة منها!
إنّ الغيبة كسائر الصفات الذميمة تتحوّل تدريجاً إلى صورة مرض نفسي بحيث يلتذ المغتاب من فعله ويحس بالإغتباط والرضا عندما يريق ماء وجه فلان، وهذه مرتبة من مراتب المرض القلبي الخطير جداً. والروايات الإسلامية ـ كما ذكرنا اعلاه بينت ـ أهمية قصوى لمسألة الإغتياب، ونادراً ما نجد من الذنوب ما فيه من الإثم إلى هذه الدرجة.
وحيث أنّه من الممكن أن يكون بعض الأفراد ملوّثين بهذه الذنوب الثلاثة ويدفعهم وجدانهم إلى التيقّظ والتنبّه فيلتفتون إلى خطئهم، فإنّ السبيل تفتحه الآية لهم إذ تُختتم بقوله تعالى: (واتّقوا الله إنّ الله توّاب رحيم).
فلابدّ أن تحيا روح التقوى والخوف من الله أوّلاً: وعلى أثر ذلك تكون التوبة والإنابة لتشملهم رحمة الله ولطفه.
ومن هنا فينبغي على المغتاب أن يسعى إلى علاج البواعث الداخلية للإغتياب التي تكمن في أعماق روحه وتحضّه على هذا الذنب، من قبيل البخل والحسد والحقد والعداوة والإستعلاء والأنانية!
فعليه أن يطهّر نفسه عن طريق بناء الشخصية والتفكير في العواقب السيئة لهذه الصفات الذميمة وما ينتج عنها من نتائج مشؤومة، ويغسل قلبه عن طريق الرياضة النفسية ليستطيع أن يحفظ لسانه من التلوّث بالغيبة.
ثمّ يتوجّه إلى مقام التوبة، وحيث أنّ التوبة من الغيبة فيها «جنبة» حق الناس، فإنّ عليه إذا كان ممكناً ولا يحصل له أيّ مشكل أو معضل ـ أن يعتذر ممّن اغتابه حتى ولو بصورة مجملة أو معمّاة كأن يقول: إنّني أغتابك أحياناً لجهلي فسامحني واعفُ عني ولا يطيل في بيان الغيبة وشرحها لئلاّ يحدث عامل آخر للفساد أو الإفساد!
وإذا لم يستطع الوصول إلى الطرف الآخر، أو لا يعرفه، أو أنّه مضى إلى ربّه فيستغفر له ويعمل صالحاً، فلعلّ الله يغفر له ببركة العمل الصالح ويرضي عنه الطرف الآخر.
ولقد أوحى الله تعالى الى النبي موسى على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام :
" من مات تائباً من الغيبة آخر من يدخل الجنة ، ومن مات مصراً على الغيبة أول من يدخل النار"
ومن وصايا العلماء لتجنب الغيبة أبدأو حديثكم بطرح مسألة فقهية أو علمية تناقشوا فيها لأبعاد الغيبة من مجلسكم .
والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

********************
الموضوع مؤلف
المصادر
القرآن الكريم
تفسير الامثل للشيخ آية الله مكارم الشيرازي حفظه الله
ثورة الامام الحسن السيد آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي ( قده)
أخلاق أهل البيت عليهم السلام للسيد مهدي الصدر
الاداب والاخلاق الاسلامية / هيئة محمد الامين
ثمّ يتوجّه إلى مقام التوبة، وحيث أنّ التوبة من الغيبة فيها «جنبة» حق الناس، فإنّ عليه إذا كان ممكناً ولا يحصل له أيّ مشكل أو معضل ـ أن يعتذر ممّن اغتابه حتى ولو بصورة مجملة أو معمّاة كأن يقول: إنّني أغتابك أحياناً لجهلي فسامحني واعفُ عني ولا يطيل في بيان الغيبة وشرحها لئلاّ يحدث عامل آخر للفساد أو الإفساد!
وإذا لم يستطع الوصول إلى الطرف الآخر، أو لا يعرفه، أو أنّه مضى إلى ربّه فيستغفر له ويعمل صالحاً، فلعلّ الله يغفر له ببركة العمل الصالح ويرضي عنه الطرف الآخر.
ولقد أوحى الله تعالى الى النبي موسى على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام :
" من مات تائباً من الغيبة آخر من يدخل الجنة ، ومن مات مصراً على الغيبة أول من يدخل النار"
ومن وصايا العلماء لتجنب الغيبة أبدأو حديثكم بطرح مسألة فقهية أو علمية تناقشوا فيها لأبعاد الغيبة من مجلسكم .
والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
********************
الموضوع مؤلف
المصادر
القرآن الكريم
تفسير الامثل للشيخ آية الله مكارم الشيرازي حفظه الله
ثورة الامام الحسن السيد آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي ( قده)
أخلاق أهل البيت عليهم السلام للسيد مهدي الصدر
الاداب والاخلاق الاسلامية / هيئة محمد الامين
تعليق