تويت
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل اللهم فرجهم
ليلة القدر التي هي خير من الف شهر
سميت ليلة القدر لعظم شأنها وجلالة موقعها
من قولهم: فلان له قدر1
والقدر كون الشئ على مساواة غيره من غير زيادة ولا نقصان
ففي ليلة القدر تجدد الامور على مقاديرها جعلها الله في الاجال والارزاق والمواهب
التي يجعلها الله للعباد ويقع فيها غفران السيئات ويعظم منزلة
الحسنات على مالا يقع في ليلة من الليالي فينبغي للعاقل أن يرغب فيما رغبة الله بالمبادرة إلى ما أمر به
على ما شرط فيه
يقسم في ليلة القدر بما جعل الله فيها من الخير الكثير
ولذلك قال (وما أدراك ما ليلة القدر)
تعظيما لشأنها وتفخيما2
قيل أنه كان ينزل إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ما يحتاج إليه في تلك السنة جملة واحدة ثم ينزل
على مواقع النجوم إرسالا في الشهور و الأيام وروى الثعلبي بإسناده عن أبي ذر الغفاري عن النبي
(صلى الله عليه وآله)
أنه قال أنزلت صحف إبراهيم لثلاث مضين من شهر رمضان و في رواية الواحدي في أول ليلة منه
و أنزلت توراة موسى لست مضين من شهر رمضان و أنزل إنجيل عيسى لثلاث
عشرة ليلة خلت من رمضان و أنزل زبور داود لثمان عشرة ليلة مضت من رمضان
و أنزل الفرقان على محمد لأربع و عشرين من شهر رمضان 3
عن النبي (صلى الله عليه وآله)
سئل عن ليلة القدر فقال ينزل الله فيها الملائكة و الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من أمر السنة
و ما يصيب العباد و أمر ما عنده موقوف له فيه المشيئة فيقدم منه ما يشاء
و يؤخر ما يشاء و يمحو و يثبت و عنده أم الكتاب
وروي عن الامام جعفرالصادق
(عليه السلام)
انه قال هما أمران
موقوف و محتوم فما كان من محتوم أمضاه و ما كان من موقوف فله فيه المشيئة يقضي فيه ما يشاء
ان في ليلة القدريكون تقدير الأرزاق و المحن و المصائب يثبته في أم الكتاب ثم يزيله بالدعاء و الصدقة
و في ذلك حث على الانقطاع إليه سبحانه إنه يمحو بالتوبة جميع الذنوب و يثبت بدل الذنوب
حسنات يبينه الله تعالى في قوله :
إلا من تاب و آمن و عمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات 4
ليلة القدر قد وردة فيها روايات كثيرةعن اهل بيت العصمة
(عليهم السلام)
ومنها ان ليلة القدر هي فاطمة
(عليها السلام )
في زمن النبي(صلى الله عليه واله )
كانت تتنزل الملائكة والروح على الحبيب المصطفى
(صلوات الله عليه واله )
اما في هذا الزمان على من تتنزل الملائكة والروح ؟
هي تنزل على بقية الله
اللهم لا تحرم محبيهم الفوز بشفاعتهم وصحبت ولدهم بقية الله
في الارض
وارزقنا واياهم ليلة القدر التي هي خيرمن الف شهر
على احسن حال ترضاه
والحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
امة الله
متصرف فيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - تفسير الطوسي ج1
2 - تفسير الطوسي ج10
3 - مجمع البيان ج6
4 - نفس المصدر
تعليق