تويت
بسم الله الرحمـــن الرحيـــــــــم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين
صاحب الخلق العظيم رسول الله الحبيب المصطفى وعلى آله الغرالمياميـــن
إن من الطبيعي أن تبتلى الأمم بإفتراء على رسل الله تعالى ، والسبب في ذلك واضح لايحتاج للنقاش ، إذ أن المصالح الشخصية تلعب دورا فادحا في حرق الأخضر واليابس ، لأجل الوصول الى غايتها وأمنيتها المرجوة.
نلاحظ أن أكثر الأنبياء الذين ذكرهم القرآن الكريم تعرضوا لموجات لامتناهية من الإفتراءات عليهم والتنكيل بهم ، والتسقيط لمنزلتهم الإجتماعية.
فمنهم نبي الله نوح ، وذا النون ، وابراهيم ....والخ ، من الانبياء على نبينا وآله وعليهم السلام الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم.
وكذلك منهم نبي الله موسى عليه السلام وما تعرض له من فرعون وآل فرعون ، ومن مضل أمته المدعو بالسامريّ.
إضافة إلى ذلك نبي الله عيسى عليه السلام وما قام به الكثير من علماء النصارى بكتم الحق والتحريف لشريعة نبيهم عليه السلام ، حتى فضحهم القرآن الكريم في موارد متعددة ،منها الآية الكريمة من سورة التوبة : ((
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)).
لكن كل ماتعرض له أنبياء الله تعالى يوضع في كفة ، وماتعرض له سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله يوضع في كفة ثانية، فنبينا صلى الله عليه وآله يأكد لنا رجحان الكفة الثانية على الاولى بقوله : (( ما أُذي نبيٌ متل ما أُذيت)).
نجد أن التراث الإسلامي الأصيل في عالم الأمس وعالم اليوم تعرض لهجمة شرسة مفترسة، كادت أن تحرق كل أخضر ويابس ، من قبل كبار اليهود وأثريائهم لكن بأيادي تتظاهر بالإسلام ، وكل ذلك بسبب المصالح المادية والمالية ، وبسبب النفوس الضعيفة المنحرفة عند الفطرة السليمة التي فطر الله تعالى الناس عليها ولامبدل لكلاماته وهو القوي العزيز.
وإن مما يدمي قلب المؤمن العاقل ، ويجعله يعتصر ألما أن يرى في عالم اليوم ، عالم الإنفتاح الثقافي والفكري، عالم التطور والتبادل المعرفي والمعلوماتي بالوسائل المتعددة كالتلفاز ، والإنترنت ،مجموعة من الكتب التي تنسب للإسلام والتي تحتوي على ثغرات فادحة فاضحة ، مخجلة مخزية، مذلة للمسلمين ، منفرة عن الإسلام!!.
والغريب أن بعض هذه المصادر الغير مهذبة تنال من سيد أنبياء الله تعالى ، النبي الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله.
وهذا له مردودات سلبية مخزية لسمعة النبي صلى الله عليه وآله عند الأجيال في مختلف بلدان العالم على أنها إسلامية كانت أم لا على حد سواء.
وأبسط مثال على تلك المردودات السيئة لسمعة النبي صلى الله عليه وآله ، ولسمعة الاسلام والمسلمين ، وهو قيام الجهات الخبيثة الجبانة المعروفة بإنتاج أفلام تلطخ سمعة سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم بالرذائل الفادحة الساقطة ، رغبة في جمع المال ، وحقدا على أصالة الاسلام.
ولنأخذ مثالا على تلك المصادر المنسوبة للاسلام ، وليكن منها صحيح البخاري ، والذي كان له الدور الحيوي والفعال الناصع في تشويه سمعة النبي صلى الله عليه وآله ، وتحفيز اليهود والمجرمين على إهانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ يحتوي هذا الكتاب الغير مهذب على الكثير من الثغرات الخطيرة، والأكاذيب الواضحة في ظلم المطامير.
وخير مثال على ذلك هذه الرواية القادمة ونحاول أن نأخذ أبسط التحليلات العلمية لها ، والتي ذكرت في كتاب صحيح البخاري ، والذي يعد من أهم الكتب عند إخواننا أبناء العامة :
( صحيح البخاري ، كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب عمر بن الخطاب) :
((3477 حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال
بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر وقال أعليك أغار يا رسول الله )).والآن سنغض الطرف عن سند الحديث ومدى صحته ، ولنرى ماذا يتضمن من حكمة نحتاجها، أو نقمة نستجير بالله تعالى منها،فمن خلال النص أعلاه نستنتج عدة أمور منها :
أولا : الإيحاء الجنسي لشخص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله !!!:
وهذه التهمة تدلّ عليها الكلمات(إمرأة تتوضأ الى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا)!
أي أن النبي صلى الله عليه وآله المنزه من قبل رب العالمين عن كل رذيلة كانت نيته والعياذ بالله نية سوء !!، لأنه لنسأل صحيح البخاري لماذا ولى النبي مدبرا ؟ قال لأنه تذكّر غيرة أبي حفص عمر بن الخطاب.!!!!
لماذا تذكر نبينا الكريم غيرة أبي حفص عمر بن الخطاب؟؟ يقول الحديث: لأنه رأى إمرأة تتوضأ!!!. وهنا إنتبهوا جيدا للعبارة ذات الكلمتين (إمرأة _ تتوضأ) فكلمة تتوضأ تدلّ على أن تلك المرأة كانت كاشفة عن ذراعيها ، وأن بشرة ذراعيها كانت مكشوفة للناظر، وإلا كيف تتوضأ ؟!!! وهنا يقول صحيح البخاي : تذكر النبي غيرة أبي حفص فولى هاربا!!! .
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فإذا كنت أيها الراوي القليل الأدب ، تقول نحن نقصد أن (النبي نيته طيبة وسليمة) فإذن بربك لماذا (ولى النبي هاربا مدبرا من غيرة عمر)؟!!!
إذن لايبقى لكم مخرج من صريح عبارتكم الغير مهذبة ، الخادشة لسمعة سيد أنبياء الله تبارك وتعالى ، والكناية أعظم من التصريح.
وحاشا نبينا الذي وصفه ربه بأنه ( على خلق عظيم) من تلك التهم الخبيثة الخسيسة ، والتي تنطوي على عقول المغفلين من عامة الناس لكن لاتنطوي على المؤمن العاقل الفطن، ولايبعد أن الذين أنتجوا تلك الأفلام الخادشة لسمعة سيد أنبياء الله تعالى ، بعد أن صرفوا عليها المبالغ المالية الطائلة، والذين حاولوا أن يصفوا النبي صلى الله عليه وآله بأن نواياه الطيبة العظيمة كانت تتضمن نوايا جنسيّة لاخلقية!! ، والعياذ بالله ، وتلك حقا رزية على كل مسلم عاقل حر غيور يقول (نبينا محمد )مابعدها نائبة ولاشديدة ولارزية ولاجأت مثلها أبدا.
ثانيا. لصق صفة الجبن بشخص النبي محمد صلى الله عليه وآله :
أنبياء الله تعالى هم معادن الفضائل ، وعلى رأسها الشجاعة ، وهذا ماأكده القرآن الكريم، فضلا عن أنه من البديهيات عقلا، وعلى رأسهم النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله ، والذي إشترك في كل المعارك الدفاعية عن دين الله تعالى وعن طراوة الإنسانية.
وتشهد له كل ساحات المعارك ، ومنها معركة بدر الدفاعية ، إذ أكدت المصادر أن النبي صلى الله عليه وآله كان يقاتل قتال الأبطال ، بل أنه أشجع من قالع باب خيبر أخيه علي بن ابي طالب عليهما أزكى سلام الطيبين ، وأنه كان يدافع ويقول :
أنا النبـــــــــــيّ لاكــــــــــــذب ******أنا ابن عبد المطلــــــــــب
فبينما تلك الحقيقة تكون مغيبة ولاتذكر للأجيال الناشئة، وبينما الراوي في صحيح البخاري يتهم النبي بأنه يتجبن من أبي حفص عمر بن الخطاب!!!
والدليل على تلك التهمة الخسيسة هي كلماته الغير مؤدبة ، فبالله عليكم لاحظوا كلمات الراوي أن النبي قال والعياذ بالله تعالى : (فتذكرت غيرة عمر فولــــــيت مدبـــــرا)!!!
فهذه الكلمات تعني أن عمر افضل شجاعة من سيده ونبيه وحجة الله عليه النبي محمد صلى الله عليه وآله !!!، وأن النبي تجبن من أبي حفص !!، وولى مدبرا خائفا من شدة غيرة ابي حفص عمر ابن الخطاب!!!!
ونتيجة الكلام هي : أن الرسالة التي يريد صحيح البخاري إيصالها إلى الأجيال في مختلف بلدان العالم أن نبيّ آخر الزمان سيد أنبياء الله تعالى صاحب الخلق العظيم كان جنسيا جبانا!! ، فهل يقبل ذلك أي غيور حتى لو كان غير مسلم من أي ملة وأية ديانه؟!!
أليس هذا كله يؤذي رسول الله ؟؟ ألم يقل الله تعالى في كتابه الكريم في الآية 58 من سورة الأحزاب : ((إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا )).
(( ما أذي نبيٌ مثل ما أذيت))
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
***********
تم بحمدالله تعالى.
بقلـــمي
تعليق