بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
أريد أن أكتب شئء من فضائل أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب وأسطر مدائح من تعبيري الخاص في حقه عليه السلام لكني مهما حاولت لاأتمكن أجد نفسي عاجزة عن وصف هذا الذي وصف نفسه بإنه القطب من الرحى ، والذي ينسدل عنه السيل ولايرقى اليه الطير فهذا الوصف الجليل الذي يصف به نفسه ومنزلته العظيمة سلام الله عليه كيف لي وأنا الحقيرة الصغيرة أمام هذا الوصف وهذه الشخصية الأبية أن أوصفه فرجعت الى ماذكر من فضائله في طيات الكتب لأذكر شيء من حيايته الشريفة وبعض من فضائله وأيضاً أي فضيلة أذكر وقلت أبدأ بكلامه عليه السلام في ذكر لفضائله حيث جاء في كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للعلامة : وقال بعض الفضلاء وقد سئل عن فضائله - عليه السلام - فقال: ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسدا وأخفى أولياؤه فضائله خوفا وحذرا فظهر في ما بين هذين فضائل طبقت الشرق والغرب
وجاء في كثرة فضائل أمير المؤمنين عليه السلام واثارها من موقع العتبة العلوية المقدسة
عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال: قلت لأبن عباس أسئلك عن اختلاف الناس في علي عليه السلام قال يا ابن جبير تسئلني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة في قليب بدر سلم عليه ثلاثة آلاف من الملائكة من عند ربهم وتسئلني عن وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحب حوضه وصاحب لوائه في المحشر والذي نفس عبد الله بن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله ما أحصوها
وروي عن أمير المؤمنين، عن النبي، قال: إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرابها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم ومن استمع إلى فضيلة منها غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالإستماع ومن نظر إلى كتاب منها غفر له ذنوب النظر.
من هو علي ابن أبي طالب
عن القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص74 ب15. عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله)، فأقبل عليّ (عليه السلام)
فقال(صلى الله عليه وآله): «قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فمسها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنه أولكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم بالرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية»، قال فنزلت: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أُولئك هم خير البرية) سورة البينة: 7 قال: فكان الصحابة إذا قيل عليّ قالوا: قد جاء خير البرية».
عن عبدالله بن مسعود عن أبيه، عن جده عبدالله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: إن للشمس وجهين: فوجه يضي ء لاهل السماء ووجه يضئ لاهل الارض، وعلى الوجهين منهما كتابة. ثم قال: أتدرون ما تلك الكتابة؟ قلنا: الله ورسوله أعلم فقال: الكتابة التي تلي أهل السماء { الله نور السوات والارض }. وأما الكتابة التي تلي [أهل] الارض: علي عليه السلام نور الارضين.
صفاته عليه السلام
عن القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص93 ب15: عن أبي أيوب الأنصاري قال: «إن فاطمة (عليها السلام) أتت في مرض أبيها (صلى الله عليه وآله) وبكت،
فقال (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة! إن لكرامة الله إياك، زوّجك من هو أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً، إن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة، فاختارني منهم فبعثني نبياً مرسلاً، ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحى إليّ أن أزوجه إياك وأتخذه وصياً».
النص على أمامته
امير المؤمنين علي ابن أبي طالب وأبناءوه المعصومين عليهم
عن القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص158 ب44: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا علي! أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي، وحبيب قلبي، ووصيي ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي، وأنت أمين الله على أرضه، وحجة الله على بريته، وأنت ركن الإيمان وعمود الإسلام، وأنت مصباح الدجى ومنار الهدى، والعلم المرفوع لأهل الدنيا. يا علي! من اتّبعك نجا ومن تخلف عنك هلك، وأنت الطريق الواضح والصراط المستقيم، وأنت قائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين، وأنت مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة، لا يحبك إلاّ طاهر الولادة، ولا يبغضك إلاّ خبيث الولادة، وما عرجني ربي عز وجل إلى السماء وكلمني ربي إلاّ قال: يا محمد اقرأ علياً مني السلام، وعرِّفه أنه إمام أوليائي، ونور أهل طاعتي، وهنيئاً لك هذه الكرامة».
عن جابر عبدالله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلنها ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين، فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا، نحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه.
عن عبدالله بن مسعود قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أصحر فتنفس الصعداء [فقلت: يا رسول الله مالك تنفس]
قال: يا ابن مسعود نعيت إلي نفسي.
قلت: إستخلف يارسول الله
قال: من؟
قلت: أبابكر. فسكت، ثم تنفس فقلت: (مالك تنفس فدتك نفسي)يارسول الله؟
قال: نعيت إلي نفسي،
قلت إستخلف [يا رسول الله]
قال: من؟
قلت: عمر بن الخطاب. فسكت، ثم تنفس (ثالثا فقلت: فداك أبي وأمي مالي أراك تنفس يا رسول الله)
قال نعيت إلي نفسيقلت: إستخلف [يا رسول الله]
قال: من؟ قلت: علي ابن أبي طالب، (فبكى
وقال: اوه)ولن تفعلوا (فو الله لو أطعتموه) ليدخلنكم الجنة [وإن خالفتموه ليحبطن أعمالكم]
منزلته عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص74 ب15.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إن الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولاً وأنزل عليّ سيد الكتب، فقلت: إلهي، وسيدي إنك أرسلت موسى إلى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيراً، يشد به عضده ويصدق به قوله، وإني أسألك يا سيدي وإلهي، أن تجعل لي من أهلي وزيراً تشد به عضدي، فاجعل لي علياً وزيراً وأخاً، واجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدوه، وهو أول من آمن بي وصدقني، وأول من وحد الله معي، وإني سألت ذلك ربي عزوجل فأعطانيه، فهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، وزوجته الصديقة الكبرى ابنتي، وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي، وهو وهما والأئمة من بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين، وهم أبواب العلم في أُمتي، من تبعهم نجا من النار، ومن اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم، لم يهب الله محبتهم لعبد إلا أدخله الله الجنة».
منزلته عليه السلام في السماء
عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لما اسري بي إلى السماء ما مررت بملا من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبى طالب عليه السلام حتى ظننت أن إسم علي أشهر في السماء من إسمي. فلما بلغت السماء الرابعة فنظرت إلى ملك الموت عليه السلام (فقال لي):
يا محمد [ما فعل علي؟
قلت يا حبيبي ومن أين تعرف عليا؟
قال: يا محمد و] ما خلق الله تعالى خلقا إلا وأنا أقبض روحه بيدي ما خلا أنت وعلي بن أبي طالب عليه السلام، فان الله جل جلاله يقبض أرواحكما بقدرته.
فلما صرت تحت العرش [نظرت] إذا أنا بعلي بن أبي طالب عليه السلام واقف تحت عرش ربي فقلت: يا علي سبقتني؟
فقال لي جبرئيل: يا محمد (من الذي تكلمه؟)
قلت: هذا أخي علي بن أبي طالب.
فقال لي : يا محمد ليس هذا عليا [بنفسه]ولكنه ملك من الملائكةملائكة الرحمن خلقه الله تعالى على صورة علي بن أبي طالب عليه السلام فنحن الملائكة المقربون كلما اشتقنا إلى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام زرنا هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب على الله سبحانه وتعالى ونستغفر الله لشيعته
منزلته عليه السلام يوم القيامة
عن عبدالله بن عمر بن الخطاب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله (لعلي: يا علي) إذا كان يوم القيامة يؤتى بك على نجيب(ومعنى النجيب من الابل هو القوى منها، الخفيف السريع). من نور [و] على رأسك تاج يضئ يكاد نوره يخطف أبصار أهل الحشر فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: " أين خليفة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فتقول: يا علي ها أنا (فينادي المنادي) فيأتى النداء: " من أحبك أدخله الجنة، ومن عاداك أدخله النار " فأنت (القسيم بين الجنة والنار بأمر الملك الجبار)
منزلته ومنزلة محبيه عليه السلام في الجنة
عن جابر ابن عبدالله الانصاري، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله جالسا إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فأدناه ومسح وجهه ببردته، وقال: يا أبا الحسن الا ابشرك بما بشرني به جبرئيل عليه السلام؟
قال: بلى يا رسول الله.
قال: إن في الجنة عينا يقال لها " تسنيم " يخرج منها نهران، لو أن بهما سفن الدنيا بحرت، وعلى شاطئ " التسنيم " أشجار [قضبانها] او حصاتها من اللؤلؤ والمرجان [الرطب] وحشيشها من الزعفران، على حافتيها كراسي من نور عليها اناس جلوس، مكتوب على جباههم بالنور " هؤلاء المؤمنون، هؤلاء محبوا علي بن أبي طالب عليه السلام
من خواصه عليه السلام
عن ابن عباس رضى الله عنه، قال: لما قتل على بن أبى طالب عليه السلام عمرو بن عبد ود العامرى ودخل على النبى صلى الله عليه وآله وسيفه يقطر دما. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله،
قال: اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله ولا تعطيها أحدا بعده. فهبط جبرئيل عليه السلام ومعه اترجة من الجنة فقال له: ان الله عز وجل يقرئك السلام، ويقول: حى بهذه على بن أبى طالب. فدفعها اليه، فانفلقت في يده فلقتين، فاذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران بخضرة: " تحفة من الطالب الغالب إلى على بن أبى طالب "
إيمانه عليه السلام
عن القندوزي في ينابيع المودة: ص73 ب12:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): «أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المسلمين والمال يعسوب الكفار».
علمه عليه السلام
عن وابن المغازلي في مناقبه: ص84 الرقم: 125:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو آخذ بضبع عليّ بن أبي طالب…: «هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثمّ مدّ بها صوته، فقال (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأت الباب».
حكمته عليه السلام
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي عليّ… تسعة أجزاء والناس جزأ واحدا».
كرمه وجوده
عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام
فقال النبي صلى الله عليه وآله: [يا أبا هريرة] أتدري من هذا؟
قلت: [نعم يا رسول هذا] علي بن أبي طالب
فقال النبي صلى الله عليه وآله: هذا البحر الزاخر، هذا الشمس الطالعة، أسخى من الفرات كفا وأوسع من الدنيا قلبا، فمن أبغضه فعليه لعنة الله.
من وصاياه عليه السلام
من وصية له ( ع ) للحسن و الحسين ( ع ) لما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه :
أوصيكما بتقوىاللّه ، و أن لا تبغيا الدّنيا و إن بغتكما . و لا تأسفا على شيء منها زوي عنكما . و قولا للحقّ ، و اعملا للأجر ، و كونا للظّالم خصما و للمظلوم عونا .
أوصيكما و جميع ولدي و أهلي و من بلغه كتابي ، بتقوى اللّه ، و نظم أمركم ،و صلاح ذات بينكم ، فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول « صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام » . اللّه اللّه في الأيتام ، فلا تغبّوا أفواههم ، و لا يضيعوا بحضرتكم . و اللّه اللّه في جيرانكم ، فإنّهم وصيّة نبيّكم .
ما زال يوصي بهم ، حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم . و اللّه اللّه في القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم . و اللّه اللّه في الصّلاة فإنّها عمود دينكم . و اللّه اللّه في بيت ربّكم ، لا تخلّوه ما بقيتم ، فإنّه إن ترك لم تناظروا ( أي لا ينظر اليكم بالكرامة ،لا من اللّه و لا من الناس ) . و اللّه اللّه في الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم في سبيل اللّه . و عليكم بالتّواصل و التّباذل . و إيّاكم و التّدابر و التّقاطع . لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم .
ثم قال عليه السلام : يا بني عبد المطّلب ، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون « قتل أمير المؤمنين » ألا ، لا تقتلنّ بي إلاّ قاتلي ، انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه ، فاضربوه ضربة بضربة ، و لا يمثّل بالرّجل ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول « إيّاكم و المثلة و لو بالكلب العقور »
من معجزاته عليه السلام
جاء في كتاب نوادر المعجزات
في مناقب الائمة الهداة عليهم السلام
تأليف أبى جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري
من أعاظم علماء الامامية في المائة الرابعة
محمد باقر بن السيد المرتضى الموحد الابطحي
فمن دلائل المولى أمير المؤمنين، وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام
حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه [قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد] قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد ابن زكريا، عن أبي المعافا عن وكيع، عن زاذان،عن سلمان قال: كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ونحن نذكر شيئا من معجزات الانبياء عليهم السلام فقلت له: يا سيدي احب أن تريني ناقة ثمود، وشيئا من معجزاتك ؟
قال: أفعل [إن شاء الله تعالى ].
ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم، وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء، ونادى: يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس.
فأخرج فرسا آخر أدهم،
فقال لي: اركب يا أبا عبد الله.
قال سلمان: فركبته، فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه، فصاح به الامام عليه السلام فحلق في الهواء، وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة [وتسبيحها] تحت العرش ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط و((الغطمطة: اضطراب الامواج، وفى الاصل " مغمط ". الامواج، فنظر إليه الامام شزرا فسكن البحر.
فقلت له: يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه !
فقال: يا سلمان، خشي أن آمر فيه بأمر.
ثم قبض على يدي، وسار على وجه الماء، والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل، فعبرنا ذلك البحر، ودفعنا((أي: انتهينا. يقال: طريق يدفع الى مكان كذا: ينتهى إليه. )) إلى جزيرة كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر، بل ورد وزهر ، وفي البحار(( بلاصدع ولازهر)).
فهزها بقضيب كان بيده، فانشقت وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا، وعرضها أربعون ذراعا، وخلفها قلوص و((القلوص: الشابة من الابل، الطويلة القوائم)).
فقال لي: ادن منها واشرب من لبنها.
[قال سلمان ]: فدنوت منها وشربت حتى رويت، وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد وقد اكتفيت.
قال صلوات الله عليه: هذا حسن ؟ قلت: حسن يا سيدي ! قال: تريد أن اريك أحسن منها ؟
فقلت: نعم يا سيدي.
قال: يا سلمان ناد: اخرجي يا حسناء.
فناديت " قال سلمان: فنادى عليه السلام: اخرجي يا حسناه " .
فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعا، وعرضها ستون ذراعا [ورأسها] من الياقوت الاحمر [وصدرها من العنبر الاشهب، وقوائمها من الزبرجد الاخضر] وزمامها من الياقوت الاصفر، وجنبها الايمن من الذهب، وجنبها الايسر من الفضة، وضرعها من اللؤلؤ الرطب.
فقال لي: يا سلمان اشرب من لبنها.
قال سلمان: فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب عملا صافيا محضا (أي خالصا.) فقلت: يا سيدي هذه لمن ؟
قال: هذه لك ولسائر الشيعة المؤمنين من أوليائي.
ثم قال: ارجعي.
فرجعت من الوقت، وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة، عليها طعام يفوح منه رائحة المسك، وإذا بطائر في صورة النسر العظيم، قال [سلمان ]: فوثب ذلك الطير فسلم عليه، ورجع إلى موضعه
فقلت: يا سيدي ما هذه المائدة ؟قال: هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة.
فقلت: ماهذا الطائر ؟
فقال: ملك موكل بها إلى يوم القيامة.
فقلت: وحده يا سيدي ؟
فقال: يجتاز به الخضر عليه السلام كل يوم مرة.
ثم قبض على يدي، وسار بي إلى بحر ثان، فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة، فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء، وشرفه من العقيق الاصفر، وعلى ركن) استظهرناها، وفى طبعة " ذلك الركن ". .
أقبلت الملائكة تسلم عليه، ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم.
قال سلمان: ثم دخل الامام عليه السلام إلى القصر، فإذا فيه أشجار [وأثمار] وأنهار وأطيار وألوان النبات، فجعل الامام عليه السلام يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره، فوقف على بركة كانت في البستان، ثم صعد إلى سطحه، فإذا كرسي من الذهب الاحمر، فجلس عليه، وأشرفنا على القصر، فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات.
فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب.
فقلت: يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه !
قال: خشي أن آمر فيه بأمر، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟
فقلت: لا يا سيدي.
فقال: هذا البحر الذي غرق فيه فرعون (لعنه الله) وقومه، إن المدينة حملت على محاميل كذا في طبعة، والظاهر " محامل " جمع محمل: ما يحمل فيه. جناح جبرئيل عليه السلام ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة.
فقلت: يا سيدي هل سرنا فرسخين ؟ فقال: يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ، ودرت حول الدنيا عشرين ألف
مرة، فقلت يا سيدي وكيف هذا ؟ ! فقال: يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين، وأمين رب العالمين، وحجته على خلقه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
أريد أن أكتب شئء من فضائل أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب وأسطر مدائح من تعبيري الخاص في حقه عليه السلام لكني مهما حاولت لاأتمكن أجد نفسي عاجزة عن وصف هذا الذي وصف نفسه بإنه القطب من الرحى ، والذي ينسدل عنه السيل ولايرقى اليه الطير فهذا الوصف الجليل الذي يصف به نفسه ومنزلته العظيمة سلام الله عليه كيف لي وأنا الحقيرة الصغيرة أمام هذا الوصف وهذه الشخصية الأبية أن أوصفه فرجعت الى ماذكر من فضائله في طيات الكتب لأذكر شيء من حيايته الشريفة وبعض من فضائله وأيضاً أي فضيلة أذكر وقلت أبدأ بكلامه عليه السلام في ذكر لفضائله حيث جاء في كتاب كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للعلامة : وقال بعض الفضلاء وقد سئل عن فضائله - عليه السلام - فقال: ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسدا وأخفى أولياؤه فضائله خوفا وحذرا فظهر في ما بين هذين فضائل طبقت الشرق والغرب
وجاء في كثرة فضائل أمير المؤمنين عليه السلام واثارها من موقع العتبة العلوية المقدسة
عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال: قلت لأبن عباس أسئلك عن اختلاف الناس في علي عليه السلام قال يا ابن جبير تسئلني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة في قليب بدر سلم عليه ثلاثة آلاف من الملائكة من عند ربهم وتسئلني عن وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحب حوضه وصاحب لوائه في المحشر والذي نفس عبد الله بن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله ما أحصوها
وروي عن أمير المؤمنين، عن النبي، قال: إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرابها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم ومن استمع إلى فضيلة منها غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالإستماع ومن نظر إلى كتاب منها غفر له ذنوب النظر.
من هو علي ابن أبي طالب
عن القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص74 ب15. عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله)، فأقبل عليّ (عليه السلام)
فقال(صلى الله عليه وآله): «قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فمسها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنه أولكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم بالرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية»، قال فنزلت: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أُولئك هم خير البرية) سورة البينة: 7 قال: فكان الصحابة إذا قيل عليّ قالوا: قد جاء خير البرية».
عن عبدالله بن مسعود عن أبيه، عن جده عبدالله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: إن للشمس وجهين: فوجه يضي ء لاهل السماء ووجه يضئ لاهل الارض، وعلى الوجهين منهما كتابة. ثم قال: أتدرون ما تلك الكتابة؟ قلنا: الله ورسوله أعلم فقال: الكتابة التي تلي أهل السماء { الله نور السوات والارض }. وأما الكتابة التي تلي [أهل] الارض: علي عليه السلام نور الارضين.
صفاته عليه السلام
عن القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص93 ب15: عن أبي أيوب الأنصاري قال: «إن فاطمة (عليها السلام) أتت في مرض أبيها (صلى الله عليه وآله) وبكت،
فقال (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة! إن لكرامة الله إياك، زوّجك من هو أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً، إن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة، فاختارني منهم فبعثني نبياً مرسلاً، ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحى إليّ أن أزوجه إياك وأتخذه وصياً».
النص على أمامته
امير المؤمنين علي ابن أبي طالب وأبناءوه المعصومين عليهم
عن القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص158 ب44: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا علي! أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي، وحبيب قلبي، ووصيي ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي، وأنت أمين الله على أرضه، وحجة الله على بريته، وأنت ركن الإيمان وعمود الإسلام، وأنت مصباح الدجى ومنار الهدى، والعلم المرفوع لأهل الدنيا. يا علي! من اتّبعك نجا ومن تخلف عنك هلك، وأنت الطريق الواضح والصراط المستقيم، وأنت قائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين، وأنت مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة، لا يحبك إلاّ طاهر الولادة، ولا يبغضك إلاّ خبيث الولادة، وما عرجني ربي عز وجل إلى السماء وكلمني ربي إلاّ قال: يا محمد اقرأ علياً مني السلام، وعرِّفه أنه إمام أوليائي، ونور أهل طاعتي، وهنيئاً لك هذه الكرامة».
عن جابر عبدالله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلنها ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين، فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا، نحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه.
عن عبدالله بن مسعود قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أصحر فتنفس الصعداء [فقلت: يا رسول الله مالك تنفس]
قال: يا ابن مسعود نعيت إلي نفسي.
قلت: إستخلف يارسول الله
قال: من؟
قلت: أبابكر. فسكت، ثم تنفس فقلت: (مالك تنفس فدتك نفسي)يارسول الله؟
قال: نعيت إلي نفسي،
قلت إستخلف [يا رسول الله]
قال: من؟
قلت: عمر بن الخطاب. فسكت، ثم تنفس (ثالثا فقلت: فداك أبي وأمي مالي أراك تنفس يا رسول الله)
قال نعيت إلي نفسيقلت: إستخلف [يا رسول الله]
قال: من؟ قلت: علي ابن أبي طالب، (فبكى
وقال: اوه)ولن تفعلوا (فو الله لو أطعتموه) ليدخلنكم الجنة [وإن خالفتموه ليحبطن أعمالكم]
منزلته عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص74 ب15.
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إن الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولاً وأنزل عليّ سيد الكتب، فقلت: إلهي، وسيدي إنك أرسلت موسى إلى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيراً، يشد به عضده ويصدق به قوله، وإني أسألك يا سيدي وإلهي، أن تجعل لي من أهلي وزيراً تشد به عضدي، فاجعل لي علياً وزيراً وأخاً، واجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدوه، وهو أول من آمن بي وصدقني، وأول من وحد الله معي، وإني سألت ذلك ربي عزوجل فأعطانيه، فهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، وزوجته الصديقة الكبرى ابنتي، وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي، وهو وهما والأئمة من بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين، وهم أبواب العلم في أُمتي، من تبعهم نجا من النار، ومن اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم، لم يهب الله محبتهم لعبد إلا أدخله الله الجنة».
منزلته عليه السلام في السماء
عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لما اسري بي إلى السماء ما مررت بملا من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبى طالب عليه السلام حتى ظننت أن إسم علي أشهر في السماء من إسمي. فلما بلغت السماء الرابعة فنظرت إلى ملك الموت عليه السلام (فقال لي):
يا محمد [ما فعل علي؟
قلت يا حبيبي ومن أين تعرف عليا؟
قال: يا محمد و] ما خلق الله تعالى خلقا إلا وأنا أقبض روحه بيدي ما خلا أنت وعلي بن أبي طالب عليه السلام، فان الله جل جلاله يقبض أرواحكما بقدرته.
فلما صرت تحت العرش [نظرت] إذا أنا بعلي بن أبي طالب عليه السلام واقف تحت عرش ربي فقلت: يا علي سبقتني؟
فقال لي جبرئيل: يا محمد (من الذي تكلمه؟)
قلت: هذا أخي علي بن أبي طالب.
فقال لي : يا محمد ليس هذا عليا [بنفسه]ولكنه ملك من الملائكةملائكة الرحمن خلقه الله تعالى على صورة علي بن أبي طالب عليه السلام فنحن الملائكة المقربون كلما اشتقنا إلى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام زرنا هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب على الله سبحانه وتعالى ونستغفر الله لشيعته
منزلته عليه السلام يوم القيامة
عن عبدالله بن عمر بن الخطاب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله (لعلي: يا علي) إذا كان يوم القيامة يؤتى بك على نجيب(ومعنى النجيب من الابل هو القوى منها، الخفيف السريع). من نور [و] على رأسك تاج يضئ يكاد نوره يخطف أبصار أهل الحشر فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: " أين خليفة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فتقول: يا علي ها أنا (فينادي المنادي) فيأتى النداء: " من أحبك أدخله الجنة، ومن عاداك أدخله النار " فأنت (القسيم بين الجنة والنار بأمر الملك الجبار)
منزلته ومنزلة محبيه عليه السلام في الجنة
عن جابر ابن عبدالله الانصاري، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله جالسا إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فأدناه ومسح وجهه ببردته، وقال: يا أبا الحسن الا ابشرك بما بشرني به جبرئيل عليه السلام؟
قال: بلى يا رسول الله.
قال: إن في الجنة عينا يقال لها " تسنيم " يخرج منها نهران، لو أن بهما سفن الدنيا بحرت، وعلى شاطئ " التسنيم " أشجار [قضبانها] او حصاتها من اللؤلؤ والمرجان [الرطب] وحشيشها من الزعفران، على حافتيها كراسي من نور عليها اناس جلوس، مكتوب على جباههم بالنور " هؤلاء المؤمنون، هؤلاء محبوا علي بن أبي طالب عليه السلام
من خواصه عليه السلام
عن ابن عباس رضى الله عنه، قال: لما قتل على بن أبى طالب عليه السلام عمرو بن عبد ود العامرى ودخل على النبى صلى الله عليه وآله وسيفه يقطر دما. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله،
قال: اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله ولا تعطيها أحدا بعده. فهبط جبرئيل عليه السلام ومعه اترجة من الجنة فقال له: ان الله عز وجل يقرئك السلام، ويقول: حى بهذه على بن أبى طالب. فدفعها اليه، فانفلقت في يده فلقتين، فاذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران بخضرة: " تحفة من الطالب الغالب إلى على بن أبى طالب "
إيمانه عليه السلام
عن القندوزي في ينابيع المودة: ص73 ب12:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): «أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المسلمين والمال يعسوب الكفار».
علمه عليه السلام
عن وابن المغازلي في مناقبه: ص84 الرقم: 125:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو آخذ بضبع عليّ بن أبي طالب…: «هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثمّ مدّ بها صوته، فقال (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأت الباب».
حكمته عليه السلام
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي عليّ… تسعة أجزاء والناس جزأ واحدا».
كرمه وجوده
عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام
فقال النبي صلى الله عليه وآله: [يا أبا هريرة] أتدري من هذا؟
قلت: [نعم يا رسول هذا] علي بن أبي طالب
فقال النبي صلى الله عليه وآله: هذا البحر الزاخر، هذا الشمس الطالعة، أسخى من الفرات كفا وأوسع من الدنيا قلبا، فمن أبغضه فعليه لعنة الله.
من وصاياه عليه السلام
من وصية له ( ع ) للحسن و الحسين ( ع ) لما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه :
أوصيكما بتقوىاللّه ، و أن لا تبغيا الدّنيا و إن بغتكما . و لا تأسفا على شيء منها زوي عنكما . و قولا للحقّ ، و اعملا للأجر ، و كونا للظّالم خصما و للمظلوم عونا .
أوصيكما و جميع ولدي و أهلي و من بلغه كتابي ، بتقوى اللّه ، و نظم أمركم ،و صلاح ذات بينكم ، فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول « صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام » . اللّه اللّه في الأيتام ، فلا تغبّوا أفواههم ، و لا يضيعوا بحضرتكم . و اللّه اللّه في جيرانكم ، فإنّهم وصيّة نبيّكم .
ما زال يوصي بهم ، حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم . و اللّه اللّه في القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم . و اللّه اللّه في الصّلاة فإنّها عمود دينكم . و اللّه اللّه في بيت ربّكم ، لا تخلّوه ما بقيتم ، فإنّه إن ترك لم تناظروا ( أي لا ينظر اليكم بالكرامة ،لا من اللّه و لا من الناس ) . و اللّه اللّه في الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم في سبيل اللّه . و عليكم بالتّواصل و التّباذل . و إيّاكم و التّدابر و التّقاطع . لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم .
ثم قال عليه السلام : يا بني عبد المطّلب ، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون « قتل أمير المؤمنين » ألا ، لا تقتلنّ بي إلاّ قاتلي ، انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه ، فاضربوه ضربة بضربة ، و لا يمثّل بالرّجل ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول « إيّاكم و المثلة و لو بالكلب العقور »
من معجزاته عليه السلام
جاء في كتاب نوادر المعجزات
في مناقب الائمة الهداة عليهم السلام
تأليف أبى جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري
من أعاظم علماء الامامية في المائة الرابعة
محمد باقر بن السيد المرتضى الموحد الابطحي
فمن دلائل المولى أمير المؤمنين، وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام
حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه [قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد] قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد ابن زكريا، عن أبي المعافا عن وكيع، عن زاذان،عن سلمان قال: كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ونحن نذكر شيئا من معجزات الانبياء عليهم السلام فقلت له: يا سيدي احب أن تريني ناقة ثمود، وشيئا من معجزاتك ؟
قال: أفعل [إن شاء الله تعالى ].
ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم، وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء، ونادى: يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس.
فأخرج فرسا آخر أدهم،
فقال لي: اركب يا أبا عبد الله.
قال سلمان: فركبته، فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه، فصاح به الامام عليه السلام فحلق في الهواء، وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة [وتسبيحها] تحت العرش ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط و((الغطمطة: اضطراب الامواج، وفى الاصل " مغمط ". الامواج، فنظر إليه الامام شزرا فسكن البحر.
فقلت له: يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه !
فقال: يا سلمان، خشي أن آمر فيه بأمر.
ثم قبض على يدي، وسار على وجه الماء، والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل، فعبرنا ذلك البحر، ودفعنا((أي: انتهينا. يقال: طريق يدفع الى مكان كذا: ينتهى إليه. )) إلى جزيرة كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر، بل ورد وزهر ، وفي البحار(( بلاصدع ولازهر)).
فهزها بقضيب كان بيده، فانشقت وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا، وعرضها أربعون ذراعا، وخلفها قلوص و((القلوص: الشابة من الابل، الطويلة القوائم)).
فقال لي: ادن منها واشرب من لبنها.
[قال سلمان ]: فدنوت منها وشربت حتى رويت، وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد وقد اكتفيت.
قال صلوات الله عليه: هذا حسن ؟ قلت: حسن يا سيدي ! قال: تريد أن اريك أحسن منها ؟
فقلت: نعم يا سيدي.
قال: يا سلمان ناد: اخرجي يا حسناء.
فناديت " قال سلمان: فنادى عليه السلام: اخرجي يا حسناه " .
فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعا، وعرضها ستون ذراعا [ورأسها] من الياقوت الاحمر [وصدرها من العنبر الاشهب، وقوائمها من الزبرجد الاخضر] وزمامها من الياقوت الاصفر، وجنبها الايمن من الذهب، وجنبها الايسر من الفضة، وضرعها من اللؤلؤ الرطب.
فقال لي: يا سلمان اشرب من لبنها.
قال سلمان: فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب عملا صافيا محضا (أي خالصا.) فقلت: يا سيدي هذه لمن ؟
قال: هذه لك ولسائر الشيعة المؤمنين من أوليائي.
ثم قال: ارجعي.
فرجعت من الوقت، وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة، عليها طعام يفوح منه رائحة المسك، وإذا بطائر في صورة النسر العظيم، قال [سلمان ]: فوثب ذلك الطير فسلم عليه، ورجع إلى موضعه
فقلت: يا سيدي ما هذه المائدة ؟قال: هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة.
فقلت: ماهذا الطائر ؟
فقال: ملك موكل بها إلى يوم القيامة.
فقلت: وحده يا سيدي ؟
فقال: يجتاز به الخضر عليه السلام كل يوم مرة.
ثم قبض على يدي، وسار بي إلى بحر ثان، فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة، فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء، وشرفه من العقيق الاصفر، وعلى ركن) استظهرناها، وفى طبعة " ذلك الركن ". .
أقبلت الملائكة تسلم عليه، ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم.
قال سلمان: ثم دخل الامام عليه السلام إلى القصر، فإذا فيه أشجار [وأثمار] وأنهار وأطيار وألوان النبات، فجعل الامام عليه السلام يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره، فوقف على بركة كانت في البستان، ثم صعد إلى سطحه، فإذا كرسي من الذهب الاحمر، فجلس عليه، وأشرفنا على القصر، فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات.
فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب.
فقلت: يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه !
قال: خشي أن آمر فيه بأمر، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟
فقلت: لا يا سيدي.
فقال: هذا البحر الذي غرق فيه فرعون (لعنه الله) وقومه، إن المدينة حملت على محاميل كذا في طبعة، والظاهر " محامل " جمع محمل: ما يحمل فيه. جناح جبرئيل عليه السلام ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة.
فقلت: يا سيدي هل سرنا فرسخين ؟ فقال: يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ، ودرت حول الدنيا عشرين ألف
مرة، فقلت يا سيدي وكيف هذا ؟ ! فقال: يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين، وأمين رب العالمين، وحجته على خلقه أجمعين.
يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى حيث يقول: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) سورة الجن: 26 و 27.
فقلت: بلى يا سيدي.
فقال: يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على غيبه، أنا العالم الرباني، أنا الذي هون الله عليه الشدائد وطوى له البعيد.
قال سلمان: فسمعت صالحا يصيح في السماء - يبلغ صوتا ولايرى الشخص - وهو يقول: صدقت، صدقت، أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك.
ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به، وحلق في الهواء، ثم حضرنا بأرض الكوفة، هذا كله وقد مضى" من الليل ثلاث ساعات، فقال لي: يا سلمان، الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا، وأنكر ولايتنا.
يا سلمان أيما أفضل محمد صلى الله عليه وآله أم سليمان بن داود ؟
قال سلمان: [قلت:] بل محمد صلى الله عليه وآله.
فقال: يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب، ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب وفي طبعة مائة ألف كتاب وأربعة وعشرين ألف " ؟ !
والظاهر أن كليهما تصحيف اما روى الصدوق باسناده الى أبى ذر (رض) ضمن حديث أنه قال:يارسول الله كم أنزل الله تعالى من كتاب ؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب:
أنزل الله على شيث بن آدم عليه السلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثين صحيفة [وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة] وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة، والتوراة والانجيل والزبور [والفرقان ].
فقلت: صدقت يا سيدي هكذا [يكون الامام ].
قال الامام عليه السلام: إعلم يا سلمان أن الشاك في امورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض الله عزوجل ولايتنا في كتابه، وبين فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف
**********
الموضوع مؤلف
المصادر
*النص على أمامته امير المؤمنين علي ابن أبي طالب وأبناءوه المعصومين عليهم
*نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة عليهم السلام
* كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين
*مائة وعشرة منقبة لأميرالمؤمنين عليه السلاممن مصادر أهل السنة أعداد: مؤسسة الرسول الأعظم

فقلت: بلى يا سيدي.
فقال: يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على غيبه، أنا العالم الرباني، أنا الذي هون الله عليه الشدائد وطوى له البعيد.
قال سلمان: فسمعت صالحا يصيح في السماء - يبلغ صوتا ولايرى الشخص - وهو يقول: صدقت، صدقت، أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك.
ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به، وحلق في الهواء، ثم حضرنا بأرض الكوفة، هذا كله وقد مضى" من الليل ثلاث ساعات، فقال لي: يا سلمان، الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا، وأنكر ولايتنا.
يا سلمان أيما أفضل محمد صلى الله عليه وآله أم سليمان بن داود ؟
قال سلمان: [قلت:] بل محمد صلى الله عليه وآله.
فقال: يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب، ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب وفي طبعة مائة ألف كتاب وأربعة وعشرين ألف " ؟ !
والظاهر أن كليهما تصحيف اما روى الصدوق باسناده الى أبى ذر (رض) ضمن حديث أنه قال:يارسول الله كم أنزل الله تعالى من كتاب ؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب:
أنزل الله على شيث بن آدم عليه السلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثين صحيفة [وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة] وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة، والتوراة والانجيل والزبور [والفرقان ].
فقلت: صدقت يا سيدي هكذا [يكون الامام ].
قال الامام عليه السلام: إعلم يا سلمان أن الشاك في امورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض الله عزوجل ولايتنا في كتابه، وبين فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف
**********
الموضوع مؤلف
المصادر
*النص على أمامته امير المؤمنين علي ابن أبي طالب وأبناءوه المعصومين عليهم
*نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة عليهم السلام
* كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين
*مائة وعشرة منقبة لأميرالمؤمنين عليه السلاممن مصادر أهل السنة أعداد: مؤسسة الرسول الأعظم
تعليق