بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ما بينا معنى المقدمة وقلنا انها معنى يشمل ثلاثة امور هي تعريف العلم وبيان الحاجة اليه وموضوع العلم وان المصنف رحمه الله سيذكر الامرين الاوليين فقط نأتي الان لبيان الامر الاول منهما وهو فائدة علم المنطق او بتعبير المصنف الحاجة الى علم المنطق:
ذكر المصنف هنا دليلين لاثبات الحاجة الى علم المنطق ؛الدليل الاول:
ان الله خلق الانسان لديه القدرة والقابلية على التعبير عن ما يدور في ذهنه من خلال الفاظ معينه ولكي يكون كلامه تاما صحيحا بحسب لغة العرب لابد من قانون اذا التزم به يكون كلامه صحيحا والا فيكون خاطأ وهذا القانون هو علم النحو والصرف.
كذلك خلق الله الانسان فيه قابلية على التفكير بما منحه من قوة عاقلة مفكرة لكن مع ذلك نجد الانسان يخطأ في تفكيره فمثلا نجد بعض الناس يقولون بقدم العالم وبعضهم بحدوثه ولابد من ان يكون احد الفريقين مصيبا والاخر خاطأ وكذا نجد بعضهم يقول بوجود اله واخر ينفي ذلك فيجب ان يكون احد الفكرين صحيحا والاخر سقيما فأذن لابد من وجود قانون اذا التزم به المفكر يكون تفكيره صحيحا وان لم يلتزم به لا يضمن صحته وهذا القانون هو المنطق ومن هنا نعلم ان المنطق لا يعلم الانسان التفكير بل ان الله خلقه مفكرا لكن المنطق يعلمه التفكير الصحيح كما ان علم النحو لا يعلم الانسان الكلام بل هو بدونه يتكلم لكن يعلمه على الكلام العربي الفصيح .
وبعد ذكر الدليل يذكر المصنف اشكالا :
انكم قلتم ان المنطق يعصم الذهن عن الخطأ في التفكير لكننا نجد الكثير من المناطقة والذين تعلموا المنطق يخطئون في تفكيرهم وكفى شاهدا ما نجده من اختلاف المناطقة انفسهم في بعض المسائل المنطقية فأذن تعلم المنطق لا يعصم عن الخطأ في التفكير؟
والجواب:
نعم الحق معكم ان مجرد تعلم المنطق لا يعصم الذهن عن الخطأ في التفكير بل العاصم هو مراعاة هذه القواعد المنطقية أي تطبيقها فالمفكر يعصم فكره عن الخطأ اذا طبق ما تعلمه من القواعد المنطقية لا ان مجرد تعلمها من غير تطبيق هو العاصم كما ان مجرد تعلم النحو لا يعصم اللسان عن الخطأ في الكلام بل العاصم هو تطبيق القواعد النحوية ولذا اضاف القوم لفظ المراعاة لتعريف المنطق كما ستعرف قريبا.
تعريف علم المنطق :
وقبل ذكر الدليل الثاني على الحاجة الى المنطق ذكر المصنف رحمه الله تعريف المنطق وهو ((الة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر)).
المنطق الة:
ونبه رحمه الله بقوله ((الة))الى ان المنطق من قسم العلوم الالية التي تدرس لاجل علوم اخرى فانهم قسموا العلوم الى الية وغائية والعلوم الغائية هي العلوم التي تدرس لذاتها لا مقدمة لعلم اخر كعلم الفقه مثلا فانه يدرس لنفسه لا لاستعماله في علم اخر بعكس علم اصول الفقه فانه يدرس لاجل الفقه فهو من العلوم الالية والمنطق من العلوم الالية فهو بما انه يعلمنا القواعد العامة للتفكير الصحيح والتفكير نحتاجه في كل العلوم فأذن نحتاج المنطق في كل العلوم وبعبارة اخرى ان المنطق هو عملية تفكير معصومة من الخطأ والتفكير نحتاج اليه في كل العلوم فنحتاج الى المنطق في كل العلوم ولذا سماه الشيخ الرئيس بخادم العلوم لانه يدخل في جميعها وسماه الفارابي برئيس العلوم لان العلوم جميعها تحتاج اليه فهو رئيسها وسماه الغزالي بمعيار العلوم لانه الميزان الذي توزن به الافكار سقيمها من غيره.
الدليل الثاني للحاجة الى علم المنطق:
ويتوقف بيانه على ذكر ثلاث مقدمات هي:
1-العلم ينقسم الى تصور والى تصديق.
2-التصور والتصديق ينقسم الى بديهي ونظري .
3-النظري قد يقع فيه الخطأ.
فنحتاج الى قانون يعصم الذهن عن الخطأ في التفكير وهذا القانون هو المنطق.
هذا بيان للدليل اجمالا وسيأتي في الدروس اللاحقة بيان لكل مقدمة من المقدمات الثلاثة السابقة تفصيلا ان شاء الله.
والحمد لله رب العالمين.
بعد ما بينا معنى المقدمة وقلنا انها معنى يشمل ثلاثة امور هي تعريف العلم وبيان الحاجة اليه وموضوع العلم وان المصنف رحمه الله سيذكر الامرين الاوليين فقط نأتي الان لبيان الامر الاول منهما وهو فائدة علم المنطق او بتعبير المصنف الحاجة الى علم المنطق:
ذكر المصنف هنا دليلين لاثبات الحاجة الى علم المنطق ؛الدليل الاول:
ان الله خلق الانسان لديه القدرة والقابلية على التعبير عن ما يدور في ذهنه من خلال الفاظ معينه ولكي يكون كلامه تاما صحيحا بحسب لغة العرب لابد من قانون اذا التزم به يكون كلامه صحيحا والا فيكون خاطأ وهذا القانون هو علم النحو والصرف.
كذلك خلق الله الانسان فيه قابلية على التفكير بما منحه من قوة عاقلة مفكرة لكن مع ذلك نجد الانسان يخطأ في تفكيره فمثلا نجد بعض الناس يقولون بقدم العالم وبعضهم بحدوثه ولابد من ان يكون احد الفريقين مصيبا والاخر خاطأ وكذا نجد بعضهم يقول بوجود اله واخر ينفي ذلك فيجب ان يكون احد الفكرين صحيحا والاخر سقيما فأذن لابد من وجود قانون اذا التزم به المفكر يكون تفكيره صحيحا وان لم يلتزم به لا يضمن صحته وهذا القانون هو المنطق ومن هنا نعلم ان المنطق لا يعلم الانسان التفكير بل ان الله خلقه مفكرا لكن المنطق يعلمه التفكير الصحيح كما ان علم النحو لا يعلم الانسان الكلام بل هو بدونه يتكلم لكن يعلمه على الكلام العربي الفصيح .
وبعد ذكر الدليل يذكر المصنف اشكالا :
انكم قلتم ان المنطق يعصم الذهن عن الخطأ في التفكير لكننا نجد الكثير من المناطقة والذين تعلموا المنطق يخطئون في تفكيرهم وكفى شاهدا ما نجده من اختلاف المناطقة انفسهم في بعض المسائل المنطقية فأذن تعلم المنطق لا يعصم عن الخطأ في التفكير؟
والجواب:
نعم الحق معكم ان مجرد تعلم المنطق لا يعصم الذهن عن الخطأ في التفكير بل العاصم هو مراعاة هذه القواعد المنطقية أي تطبيقها فالمفكر يعصم فكره عن الخطأ اذا طبق ما تعلمه من القواعد المنطقية لا ان مجرد تعلمها من غير تطبيق هو العاصم كما ان مجرد تعلم النحو لا يعصم اللسان عن الخطأ في الكلام بل العاصم هو تطبيق القواعد النحوية ولذا اضاف القوم لفظ المراعاة لتعريف المنطق كما ستعرف قريبا.
تعريف علم المنطق :
وقبل ذكر الدليل الثاني على الحاجة الى المنطق ذكر المصنف رحمه الله تعريف المنطق وهو ((الة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر)).
المنطق الة:
ونبه رحمه الله بقوله ((الة))الى ان المنطق من قسم العلوم الالية التي تدرس لاجل علوم اخرى فانهم قسموا العلوم الى الية وغائية والعلوم الغائية هي العلوم التي تدرس لذاتها لا مقدمة لعلم اخر كعلم الفقه مثلا فانه يدرس لنفسه لا لاستعماله في علم اخر بعكس علم اصول الفقه فانه يدرس لاجل الفقه فهو من العلوم الالية والمنطق من العلوم الالية فهو بما انه يعلمنا القواعد العامة للتفكير الصحيح والتفكير نحتاجه في كل العلوم فأذن نحتاج المنطق في كل العلوم وبعبارة اخرى ان المنطق هو عملية تفكير معصومة من الخطأ والتفكير نحتاج اليه في كل العلوم فنحتاج الى المنطق في كل العلوم ولذا سماه الشيخ الرئيس بخادم العلوم لانه يدخل في جميعها وسماه الفارابي برئيس العلوم لان العلوم جميعها تحتاج اليه فهو رئيسها وسماه الغزالي بمعيار العلوم لانه الميزان الذي توزن به الافكار سقيمها من غيره.
الدليل الثاني للحاجة الى علم المنطق:
ويتوقف بيانه على ذكر ثلاث مقدمات هي:
1-العلم ينقسم الى تصور والى تصديق.
2-التصور والتصديق ينقسم الى بديهي ونظري .
3-النظري قد يقع فيه الخطأ.
فنحتاج الى قانون يعصم الذهن عن الخطأ في التفكير وهذا القانون هو المنطق.
هذا بيان للدليل اجمالا وسيأتي في الدروس اللاحقة بيان لكل مقدمة من المقدمات الثلاثة السابقة تفصيلا ان شاء الله.
والحمد لله رب العالمين.
تعليق