بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم. اما بعد:
فقد روي عن جابر الانصاري انه سال النبي – صلى الله عليه واله وسلم- في حديث طويل (...... يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته فقال صلى الله عليه واله إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب) (بحار الانوار ج52 ص93 نسخة الشاملة)
وفي رواية اخرى انه ورد من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان (.....وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب.....) (نفس المصدر السابق)
فقد يسال سائل ما هو وجه الانتفاع من امام غائب ولماذا شبه بالشمس المغيبة عن الابصار بالسحاب ما هي وجه الحكمة:
فنقول على بركة الله ان ضياء الشمس حتى وان كان تحت السحاب له فائدتين:
الفائدة الاولى عامة:
وهي ان اضاءة الشمس وانتشار نورها لجميع من في الارض من حيث الحرارة ورفع الظلمة ومنافعها المادية للموجودات فان الموجودات لاحتياجها اليها ينتفعون بها ويستفيدون منها في حياتهم المادية سواء علموا منافعها ام لا؟ وسواء اكانت الشمس تحت السحاب ام لا؟
ونظيره انتفاع الموجودات من وجود صاحب الامر (عليه السلام) فان وجوده يوجب النفع لجميع المخلوقات وقد تسال كيف تستفيد جميع المخلوقات منه؟
الجواب من خلال مقدمات:
1- ان المستفاد من قوله تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر : 45] هو ان الكفر والعصيان يوجبان العذاب والبلاء.
2- وان المستفاد من قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف : 96] هو ان التقوى والايمان يوجبان نزول الرحمة والبركة.
3- وقد ثبت (في باب العصمة) ان الامام لم يعص الله طرفة عين ابدا فهو افضل المؤمنين والمتقين كما هو مقتضى رئاسته عليهم.
النتيجة:
فلأجل وجود المعصوم عن العصيان لا يعذب الله تعالى اهل الارض مع بروز الكفر والعصيان عنهم(كما في المقدمة الاولى) كما قال سبحانه لنبيه – صلى الله عليه واله وسلم- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال : 33] فهو (صلى الله عله واله وسلم) يوجب نزول الرحمة وفتح ابواب البركات (كما في المقدمة الثانية)على جميع اهل الارض وذلك هو النفع العام ينتفع به جميع الموجودات ولو لم يعرفونه وكانوا تحت حجب الكفر والعصيان.
الفائدة الثانية خاصة:
ان الذي يريد ان يستفيد وينتفع ويستضيء بنور الشمس عليه ان يرفع الموانع التي تحجب اشعة الشمس عنه لاجل الاستفادة التامة وعلى هذا فان الذين يريدون المنفعة الخاصة من وجود الامام عليهم ان يرفعوا الحجب من المعاصي ووساوس الشيطان حتى لا يبقى بينهم وبين الامام حجاب ليكون مانعا عن انتفاعهم.
فالانتفاع من وجود صاحب الامر في زمن الغيبة ميسر لكل طالب ومريد لمدارج الكمال فكما ان السحاب لا يكون مانعا من انتفاع المحتاجين من انوار الشمس فكذلك الغيبة ليست ماتعة من انتفاع الطالبين للهداية من وجود صاحب الامر (عليه السلام)
فالانتفاع من وجوده اما عام لجميع الورى واما خاص يختص بالذين يطلبون الحق.
والحاصل ان السحاب كما لا يكون مانعا عن ايصال منافع الشمس فكذلك فوائد وجود الامام(عليه السلام) وضرورته لا تبطل ولا تتعطل بعروض الغيبة.
وقد ذكر العلامة المجلسي (رحمة الله عليه) ثمانية امور لبيان وجه التشبيه بالشمس المجللة بالسحاب وسانقلها في مشاركة اخرى ان شاء الله تعالى
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم. اما بعد:
فقد روي عن جابر الانصاري انه سال النبي – صلى الله عليه واله وسلم- في حديث طويل (...... يا رسول الله فهل ينتفع الشيعة به في غيبته فقال صلى الله عليه واله إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب) (بحار الانوار ج52 ص93 نسخة الشاملة)
وفي رواية اخرى انه ورد من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان (.....وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب.....) (نفس المصدر السابق)
فقد يسال سائل ما هو وجه الانتفاع من امام غائب ولماذا شبه بالشمس المغيبة عن الابصار بالسحاب ما هي وجه الحكمة:
فنقول على بركة الله ان ضياء الشمس حتى وان كان تحت السحاب له فائدتين:
الفائدة الاولى عامة:
وهي ان اضاءة الشمس وانتشار نورها لجميع من في الارض من حيث الحرارة ورفع الظلمة ومنافعها المادية للموجودات فان الموجودات لاحتياجها اليها ينتفعون بها ويستفيدون منها في حياتهم المادية سواء علموا منافعها ام لا؟ وسواء اكانت الشمس تحت السحاب ام لا؟
ونظيره انتفاع الموجودات من وجود صاحب الامر (عليه السلام) فان وجوده يوجب النفع لجميع المخلوقات وقد تسال كيف تستفيد جميع المخلوقات منه؟
الجواب من خلال مقدمات:
1- ان المستفاد من قوله تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر : 45] هو ان الكفر والعصيان يوجبان العذاب والبلاء.
2- وان المستفاد من قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف : 96] هو ان التقوى والايمان يوجبان نزول الرحمة والبركة.
3- وقد ثبت (في باب العصمة) ان الامام لم يعص الله طرفة عين ابدا فهو افضل المؤمنين والمتقين كما هو مقتضى رئاسته عليهم.
النتيجة:
فلأجل وجود المعصوم عن العصيان لا يعذب الله تعالى اهل الارض مع بروز الكفر والعصيان عنهم(كما في المقدمة الاولى) كما قال سبحانه لنبيه – صلى الله عليه واله وسلم- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال : 33] فهو (صلى الله عله واله وسلم) يوجب نزول الرحمة وفتح ابواب البركات (كما في المقدمة الثانية)على جميع اهل الارض وذلك هو النفع العام ينتفع به جميع الموجودات ولو لم يعرفونه وكانوا تحت حجب الكفر والعصيان.
الفائدة الثانية خاصة:
ان الذي يريد ان يستفيد وينتفع ويستضيء بنور الشمس عليه ان يرفع الموانع التي تحجب اشعة الشمس عنه لاجل الاستفادة التامة وعلى هذا فان الذين يريدون المنفعة الخاصة من وجود الامام عليهم ان يرفعوا الحجب من المعاصي ووساوس الشيطان حتى لا يبقى بينهم وبين الامام حجاب ليكون مانعا عن انتفاعهم.
فالانتفاع من وجود صاحب الامر في زمن الغيبة ميسر لكل طالب ومريد لمدارج الكمال فكما ان السحاب لا يكون مانعا من انتفاع المحتاجين من انوار الشمس فكذلك الغيبة ليست ماتعة من انتفاع الطالبين للهداية من وجود صاحب الامر (عليه السلام)
فالانتفاع من وجوده اما عام لجميع الورى واما خاص يختص بالذين يطلبون الحق.
والحاصل ان السحاب كما لا يكون مانعا عن ايصال منافع الشمس فكذلك فوائد وجود الامام(عليه السلام) وضرورته لا تبطل ولا تتعطل بعروض الغيبة.
وقد ذكر العلامة المجلسي (رحمة الله عليه) ثمانية امور لبيان وجه التشبيه بالشمس المجللة بالسحاب وسانقلها في مشاركة اخرى ان شاء الله تعالى
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
تعليق