تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الغر الميامين
ما يرد على السِنةِ اهل العامة ا ن ابا بكر هو الصديق وهو صاحب هذا اللقب وهذه المنقبة ومن الزامهم للطرف الاخر والقاء الحجة عليه هو
رواية عن محمد بن على بن الحسين الباقر عن عروة بن عبدالله قال : سالت أبا جعفر محمد بن على عليه السلام عن حلية السيف ؟ فقال : لا بأس به , قد حلى أبوبكر الصديق سيفه, قال : قلت : و تقول الصديق ؟ فوثب وثبة , و استقبل القبلة , فقال : نعم الصديق, فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً فى الدنيا و الآخرة (كشف الغمة للاربلى)
فيستنج من هذه الرواية انه قد شهد له الامام المعصوم في نظر وعقيدة الامامية الشيعة فلا محيص ولا مجال للشك في ا ن ابا بكر هو الموصوف بهذه الصفة الحسنة
لكن لنسلط الضوء على هذا الدليل ولنلقي النظرة عن كثب على هذه الرواية ولنعرف حقيقة ما خفي ..
الرواية ذكرها صاحب (كشف الغمّة) عن ابن الجوزي نقلها من ( صفوة الصفوة) , وقد نقلها أيضاً من هذا الكتاب ابن الصبّاغ المالكي في (الفصول المهمّة)
كذلك ان بين ابن الجوزي وعروة مئات السنين ولايوجد سند في كتب الامامية متصل بعروة
اذن هذه الرواية وفق مقاييس علم الرجال مرسلة، هذا بالإضافة إلى أن عروة بن عبد الله المذكور بالرواية مهمل رجالياً فلا يصح الاحتجاج بهذه الرواية على الشيعة . مع وجود الكثير من الروايات التي تتعارض مع هذه المرسلة فلا مجال انها قد تحمل على موضع التقية
كذلك متن هذه الرواية لا يمكن ان يكون صادراً من امام معصوم
ولنلاحظ هذه الجملة في المتن ( فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً فى الدنيا و الآخرة) !!
هذا كلام خطير ويلزم منه اكثر من محذور وكيف تترتب هذه العقوبة الشديدة على هذا الذنب الصغير وهناك الكثير الكثير من اهل العامة لا يذكرون هذه الصفة عند ذكر اسمه
بل الادهى من ذلك هو ابو بكر نفسه يلزم ان يكون مستحقاً لهذه العقوبة فقد جاء في مصنف عبد الرزاق ج11 ص336 أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال : أما والله ما أنا بخيركم ، ولقد كنت لمقامي هذا كارها ، ولوددت لو أن فيكم من يكفيني ، فتظنون أني أعمل فيكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لا أقوم لها ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي ، وكان معه ملك ،
وإن لي شيطانا يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني ، لا أوثر في أشعاركم ولا أبشاركم ، ألا فراعوني ! فإن استقمت فأعينوني ،إن زغت فقوموني.
فانظرو كيف يتناسب قول ابو بكر في هذه الرواية مع قول الامام المعصوم في الروايه اعلاه اذن لا يثبت هذا القب المزعوم ولا يليق الا بمن هو اهلٌ له
كما جاء في المعارف (ص73) لابن قتيبة، وابن أيّوب، والعقيلي، والطبري في الدخائر (ص58) وفي الرياض (2: 155 و 157) والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه (6: 405) عن معاذة، قالت: سمعت عليّاً وهو يخطب على منبر البصرة، يقول: أنا الصدّيق الاكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر.
وروى إمام المعتزلة في كتابه شرح نهج البلاغة (3: 257) باسناده عن أبي رافع قال: أتيت أبا ذرّ في الربذة اُودّعه، فلمّا أردت الانصراف، قال لي ولاُناس معي: ستكون فتنة فاتّقوا الله، وعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتّبعوه، فإنّي سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له: أنت أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدّيق الاكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحقّ والباطل، وأنت يعسوب الدين، والمال يعسوب الكافرين، وأنت أخي ووزيري وخير من أترك بعدي، تقضي ديني وتنجز موعدي.
ورواه ابن الاثير في اُسد الغابة (5: 287) على ما في الفضائل (2: 88) من طريق أبي ليلى الغفاري.
.... نعم لايليق الشأن الا باهله...
تعليق