تويت
بسم الله الرحمـــن الرحيــــــــــــم
وصلى الله على أشرف خلقه أجمعين
الحبيب المصطفى وعلى آله الميامين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين
إلى قيام يوم الديـــــــــــــــــــــن
كثيرا مانسمع أن البعض يتهجم على مذهب شيعة أهل البيت عليهم السلام ، ويتهمون زورا وبهتانا أتباعه بأنهم ينسبون السوء إلى عرض رسول الله صلى الله عليه وآله ! ، ولكن الكل مدعو في عصر اليوم عصر الإنفتاح الثقافي إلى التحقق من مسألة المسيء الحقيقي لعرض النبي صلى الله عليه وآله ، من خلال كتب الآخرين ، بمطالعتها والتأمل في ما ورد فيها.
ولقد أجمع علماء مذهب شيعة أهل البيت عليهم السلام على قداسة وطهارة عرض الأنبياء قاطبة ، وعلى رأسها عرض النبي الأكرم صلى الله عليه واله ، وعلى أنه ما زنت إمرأة نبيّ قط.
لكن المتاجرون بالدين لم يجدوا وسيلة فعالة لأغواء السذج من الناس سوى إتهام الآخرين بتهم مالها في العلم من واقع.
ملخص قول شيعة أهل البيت عليهم السلام هو ماذكرته المصادر من الفريقين من أن زوج النبي أم المؤمنين عائشة خرجت على إمام زمانها وهو أبن عم النبي الأعظم وصهره علي بن أبي طالب عليهما السلام .
وأما المتطرفون من أتباع ابن تيمية فهم يكيلون بمكيالين تبعا لموقع وسمو المصلحة المادية البحتة ، فهم من جهة يعلنون مدى بغضهم وعدائهم لأهل البيت عليهم السلام من خلال قولهم : ( أن سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام الذي لولا دمه الطاهر لضاع الأسلام وانطفأت السنن قد خرج على إمام زمانه_ اللعين يزيد بن معاوية_!!! وقد قتل بسيف جده!!! والعياذ بالله) ويعطون هذه الصفة للخارج على إمام زمانه ! ، لكن عندما يصلون إلى مسألة خروج أم المؤمنين عائشة على أمير المؤمنين عليه السلام لايعطوها تلك الصفة !!! بل يزعمون أن الحق معها!!! (أدام الله سخافتهم).
ولأجل الوصول إلى نتيجة علمية نكشف فيها من هو المسيء الحقيقي لعرض النبي صلى الله عليه وآله نأخذ ماورد في أحد المصادر المعتبرة عندهم وهو (كتاب صحيح مسلم) ، فقد قام مصنف هذا الكتاب بفرز بابا كاملة بعنوان " باب رضاعة الكبير" وأخذ بالسرد في ذكر أحاديث في هذا الباب تقشعر منها الأنفس ، ومن هذه الأحاديث :
1454 ((حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال أخبرني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة أن أمه زينب بنت أبي سلمة أخبرته
أن أمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول أبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن أحدا بتلك الرضاعة وقلن لعائشة والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا ))المصدر : (صحيح مسلم ، كتاب الرضاع ، باب رضاعة الكبير).
و الآن وبعد التأمل في هذا الحديث نجد أن متن الحديث يتحدث عن أمرين :
1. أن زوج النبي أم سلمة رضوان الله تعالى عليها كانت تقول أن كل أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله أبين ورفضن أن يدخل عليهن أي شخص بهذا النوع من الرضاعة!!
وهنا يطرح السؤال نفسه : إذا كان هذا النوع من الرضاعة شرعه النبي صلى الله عليه وآله
فلم كل أزواج النبي صلى الله عليه وآله ينكرنه ويستغربن منه؟!
لم الحديث خص أم المؤمنين عائشة بهذا النوع من الرضاع ( رضاعة البالغين) دون سائر أزواج النبي صلى الله عليه وآله؟!
بأي دليل فقهي شرع القوم رضاعة الكبار؟! وهل القائل بهذا النوع من الرضاعة يقبل أن تقوم أمه أو أخته برضاعة الرجال ؟!
كيف يصفون عائشة أم المؤمنين بانها كشفت عن ثدييها وأرضعت المسمى بـ(سالم)؟!
أليس هذا هو السوء عينه ؟!
أليس هذا طعنا في عرض النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم؟!
2. الحديث يذكر العبارة (وقلن لعائشة والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة)!
فهنا يطرح السؤال نفسه لم هذه الرخصة لسالم فقط دون غيره؟!
وإذا كانت له دون غيره من الرجال فكيف أفتى البعض بجواز رضاعة الكبار مع العلم أن الحديث يذكر أنها رخصة خاصة مختصة بسالم؟!
ويكفي أن يفسر الحديث نفسه بعبارة : ( فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا )!
فلم لم تر زوجات النبي صلى الله عليه وآله هذا النوع من الرضاع؟!
هذه مجموعة بسيطة سطحية من التحليلات والأسئلة التي ستبقى تفسيراتها وأجوبتها عند أؤلي الألباب ليعلموا من هو المسيء الفعلي الواقعي الحقيقي لعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
************
بقلمي
تعليق