اللهم صلى على محمد وآ ل محمد
إن الحياة سفينة لا تستقر على بر وكم حوت هذه الحياة على المتضادات ففيها الحب والكره وفيها الجمال والقبح وفيها الحرب والسلم والأخوة والعداوة ومما في هذه الحياة وكثيراً ما يجول في خاطرنا متى ما أصبنا بمصيبة ما ... الأمل والألم والغالبية من الناس إن لم يكن جميعهم يحبون الأمل ويخافون من الألم وذات يوم قدر الله أن يلتقيا ويتجادلا وذلك حين رأى الألم الأمل قادماً من مكان بعيد فقابله بابتسامة ماكرة .. ودار بينهما الحوار الآتي :
الألم : من أنت ؟ وما الذي جاء بك إلى هنا ؟
الأمل: أنا زهرة اسكن القلوب ، أنا الشمس التي تحيل الظلام نوراً إنني الأمل الذي يجعل الناس يحيون في تفاؤل .
قهقه الألم ورد قائلاً : في تفاؤل !! أي تفاؤل هذا الذي تتحدث عنه ؟ وأنت أيها الأمل كسراب يلوح للناظرين من بعيد ويتمناه الجميع فيحسبونه ماء .. ولكنه في الأخير مجرد سراب .
الأمل : إن كنت أنا كسراب ... فبم تشبه نفسك ؟
الألم في تكبر وغرور : أنا السلطان القاهر الذي يفرض سيطرته على قلوب الناس وحياتهم فلا يوجد إنسان في هذه الدنيا إلا وقد شرب من كأسي المرة وكم تغمرني الفرحة عندما أرى احدهم يتألم مما أصابه من سهامي التي لا ترحم .
الأمل : كم أنت قاس أيها الألم .. ليس للرحمة مكان في قلبك كيف تتلذذ بتعذيب الناس والتكيل بهم ؟
الألم : لقد تركت الرقة والعطف لك لعله ينفعك .
الأمل : لم لا تتخلى عن قسوتك لتصبح محبوباً لدى الناس وتجعل كل إنسان سعيدا ومتفائلا ، وتضع يدك في يدي ونعمل جنباً إلى جنب لنملأ الدنيا فرحاً وسعادة ... كما قال الشاعر :
ألا إنما صفو الحياة تفاؤل
تفاؤل تعش في زمرة السعداء
الألم : لا اقدر على تغيير حقيقتي فلو تغيرت لا ختلت موازين الحياة ولسئم الإنسان من العيش على آمال اغلبها لا يتحقق أبدا .
الأمل : أوافقك في ذلك إلا إن عليك أن تحاول جاهداً أن تقلل من قسوتك على بني آدم .. وما تعلمه واعمله كله بيد الله .
الألم : أشكرك يا صديقي .. فلقد أقنعتني بكلامك المؤثر إن الأمل والتفاؤل هو سر السعادة واعتذر لك ... فأنا لا اقدر على تغيير حقيقتي ولكني قادر بعون الله أن اقلل من قسوتي إذا تعاون الإنسان معي في ذلك وهون على نفسه الآلام ورضي بما كتبه الله عليه وبعد هذا الحوار نظر الألم ملياً ثم ابتسم ابتسامة رائعة مشرقة .. ومد يده يصافح الأمل .. وتعاهد ا أن يكونا متصاحبين حتى إذا ما أطيب إنسان بألم يبادر الأمل إلى ذلك الإنسان فيمسح دمعه ويواسيه حتى تعود السعادة إلى قلب هذا الإنسان.
المصدر
مجلة الاحرار
إن الحياة سفينة لا تستقر على بر وكم حوت هذه الحياة على المتضادات ففيها الحب والكره وفيها الجمال والقبح وفيها الحرب والسلم والأخوة والعداوة ومما في هذه الحياة وكثيراً ما يجول في خاطرنا متى ما أصبنا بمصيبة ما ... الأمل والألم والغالبية من الناس إن لم يكن جميعهم يحبون الأمل ويخافون من الألم وذات يوم قدر الله أن يلتقيا ويتجادلا وذلك حين رأى الألم الأمل قادماً من مكان بعيد فقابله بابتسامة ماكرة .. ودار بينهما الحوار الآتي :
الألم : من أنت ؟ وما الذي جاء بك إلى هنا ؟
الأمل: أنا زهرة اسكن القلوب ، أنا الشمس التي تحيل الظلام نوراً إنني الأمل الذي يجعل الناس يحيون في تفاؤل .
قهقه الألم ورد قائلاً : في تفاؤل !! أي تفاؤل هذا الذي تتحدث عنه ؟ وأنت أيها الأمل كسراب يلوح للناظرين من بعيد ويتمناه الجميع فيحسبونه ماء .. ولكنه في الأخير مجرد سراب .
الأمل : إن كنت أنا كسراب ... فبم تشبه نفسك ؟
الألم في تكبر وغرور : أنا السلطان القاهر الذي يفرض سيطرته على قلوب الناس وحياتهم فلا يوجد إنسان في هذه الدنيا إلا وقد شرب من كأسي المرة وكم تغمرني الفرحة عندما أرى احدهم يتألم مما أصابه من سهامي التي لا ترحم .
الأمل : كم أنت قاس أيها الألم .. ليس للرحمة مكان في قلبك كيف تتلذذ بتعذيب الناس والتكيل بهم ؟
الألم : لقد تركت الرقة والعطف لك لعله ينفعك .
الأمل : لم لا تتخلى عن قسوتك لتصبح محبوباً لدى الناس وتجعل كل إنسان سعيدا ومتفائلا ، وتضع يدك في يدي ونعمل جنباً إلى جنب لنملأ الدنيا فرحاً وسعادة ... كما قال الشاعر :
ألا إنما صفو الحياة تفاؤل
تفاؤل تعش في زمرة السعداء
الألم : لا اقدر على تغيير حقيقتي فلو تغيرت لا ختلت موازين الحياة ولسئم الإنسان من العيش على آمال اغلبها لا يتحقق أبدا .
الأمل : أوافقك في ذلك إلا إن عليك أن تحاول جاهداً أن تقلل من قسوتك على بني آدم .. وما تعلمه واعمله كله بيد الله .
الألم : أشكرك يا صديقي .. فلقد أقنعتني بكلامك المؤثر إن الأمل والتفاؤل هو سر السعادة واعتذر لك ... فأنا لا اقدر على تغيير حقيقتي ولكني قادر بعون الله أن اقلل من قسوتي إذا تعاون الإنسان معي في ذلك وهون على نفسه الآلام ورضي بما كتبه الله عليه وبعد هذا الحوار نظر الألم ملياً ثم ابتسم ابتسامة رائعة مشرقة .. ومد يده يصافح الأمل .. وتعاهد ا أن يكونا متصاحبين حتى إذا ما أطيب إنسان بألم يبادر الأمل إلى ذلك الإنسان فيمسح دمعه ويواسيه حتى تعود السعادة إلى قلب هذا الإنسان.
المصدر
مجلة الاحرار
تعليق