بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
رد شبهة اسماء اولاد الائمة عليهم السلام باسماء الخلفاء
السؤال :هل صحيح ان اهل البيت سمو بعض اولادهم على اسماء الخلفاء وماهي الدوافع الى ذلك وهل يعني ذلك من المودة والقربه ؟الجواب: بالوهلة الاولى نقول :لايوجد دليل قاطع وبينّ على ان الائمة سموا اولادهم على اسماء الخلفاء لا تيمناً بهم ولا بمحبتهم لهم وان فرض وجود مثل هذه الاسماء في بعض اولادهم عليهم السلام فكيف لنا ان نوجه الكلام و ما مدى التحقيق بهذا الموضوع والفهم الصحيح للتقارب بين اسماء اولاد الائمة على اسماء الخلفاء وبعيداً من كون هل الائمة عليهم السلام هم الذين وضعوا هذه الاسماء، او غيرهم لسقاً بهم من كون التحريف والتصحيف وما الى ذلك الى انّا سوف نجيب على هذه الشبهة من عدة نقاط ،الشبهة التي اثارت ذهن المخالف هذا السؤال هو كيف يمكن للائمة عليهم السلام ان يسموابعض اولادهم على اسماء الخلفاء وهنالك موانع على المستوى السياسي والعقائدي فهذا ان دل على شيء دل على عدم الخلاف من جهه ومن جهه اخرى تثبت مودتهم عليهم السلام للخلفاء وعليه نجيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
اولا: ان تسمية اولاد الائمة عليهم السلام لم يكن محبتاً لاحد من الخلفاء وغيرهم وانما كون الاسم كان اما من جهة كونه رائجاءً او ما فهمه السامع على ظاهره فنصرف ذهنه الى ان الامام سمى ابنه على اسم خليفة ما، تبركا به
وخير دليل على ذلك ما جاء في كتاب
تقريب المعارف ابو الصلاح الحلبي
عن هبيرة بن ميرم قال: كنا جلوسا عند علي عليه السلام، فدعا ابنه عثمان، فقال له: يا عثمان، ثم قال: إني لم أسمه باسم عثمان الشيخ الكافر، إنما سميته باسم عثمان بن مظعون
وما جاء في تاريخ المدينه لابن شبه
حيث قال:
حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ولد لي غلام يوم قام عمر رضي الله عنه فغدوت عليه فقلت له: ولد لي غلام هذه الليلة، فقال: ممن ؟ قلت: من التغلبية، قال: فهب لي اسمه، قلت: نعم، قال: فقد سميته باسمي ونحلته غلامي موركا - قال: وكان نوبيا - قال: فأعتقه عمر بن علي بعد ذلك، فولده اليوم مواليه.
والراويه واضحه في ان عمر هو الذي سمى بن امير المؤمنين عليه السلام على اسمه على هبهة مولانا امير المؤمنين عليه السلام له وهذا امر طبيعي من الامام علي بن ابي طالب عليه السلام على اعتبار الوضع والتعايش انذاك لايقتظي التعصب واثارت الفتن من امير المؤمنين عليه السلام.
ثانيا : ان تسميه بن الامام علي عليه السلام بابي بكر فيها تحقيق لا يسعه هذا المختصر من الجواب الى انا نقول لماذا لا يحتمل حمل الاسم على المعنى اللغوي الموجود في كل اسم فما جاء في بعض المعاجم
- بكر - ج ، أبكار:
1 - بكر : فتاة عذراء . 2 - بكر : أول ولد للأبوين . للذكر والأنثى . 3 - بكر : أول كل شيء . 4 - بكر : كل عمل لم يسبقه مثله . 5 - بكر بقرة فتية . 6 - بكر : رجل لم يتزوج . 7 - بكر : « الضربة البكر » القاطعة القاتلة . 8 - بكر : « كرم بكر »: حمل أول مرة . 9 - بكر : « نار بكر »: لم تؤخذ من نار . 11 - بكر : « درة بكر »: لم تثقب . 12 - بكر : « خل بكر »: شديد الحموضة .
المعجم: الرائد
فيحتمل انهم عليهم السلام راعوا احدى الجنبات اللغوية فباي دليل قصدوا ابي بكر بن ابي قحافه ؟
هذا على فرض التسليم كان ولد للامام علي عليه السلام اسمه او كنيته ابو بكر والاّ في المسالة كلام
ثالثا:ان كثير من اصحاب الائمة عليهم السلام كان اسمهم عمر فورده في كتاب الكافي اكثر من خمسين صحابي اسمه عمر وكذلك اسم ( بكر بن صالح وبكر بن محمد) فهل يعني اسمهم بهذا الاسم ولائهم وحبهم الى الخلفاء؟
رابعاً:ننقل ما قاله بن تيمة في منهاج السنة
وكذلك هجرهم(اي الشيعة) لأسم أبي بكر وعمر وعثمان ولمن يتسمى بذلك حتى إنهم يكرهون معاملته ومعلوم أن هؤلاء لو كانوا من أكفر الناس لم يشرع أن لا يتسمى الرجل بمثل أسمائهم فقد كان في الصحابة من اسمه الوليد وكان النبي صلى الله عليه و سلم يقنت له في الصلاة ويقول اللهم أنج الوليد بن الوليد وأبوه الوليد بن المغيرة كان من أعظم الناس كفرا وهو الوحيد المذكور في قوله تعالى ذرني ومن خلقت وحيدا وفي الصحابة من اسمه عمرو وفي المشركين من اسمه عمرو مثل عمرو بن عبدود وأبو جهل اسمه عمرو بن هشام وفي الصحابة خالد بن سعيد بن العاص من السابقين الأولين وفي المشركين خالد بن سفيان الهذلي وفي الصحابة من اسمه هشام مثل هشام بن حكيم وأبو جهل كان اسم أبيه هشاما وفي الصحابة من اسمه عقبة مثل أبي مسعود عقبة ابن عمرو البدري وعقبة بن عامر الجهني
وكان في المشركين عقبة بن أبي معيط وفي الصحابة علي وعثمان وكان في المشركين من اسمه علي مثل علي بن أمية بن خلف قتل يوم بدر كافرا ومثل عثمان بن أبي طلحة قتل قبل أن يسلم ومثل هذا كثير
فلم يكن النبي صلى الله عليه و سلم والمؤمنون يكرهون اسما من الأسماء لكونه قد تسمى به كافر من الكفار فلو قدر أن المسمين بهذه الأسماء كفار لم يوجب ذلك كراهة هذه الأسماء مع العلم لكل أحد بأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعوهم بها ويقر الناس على دعائهم بها وكثير منهم يزعم أنهم كانوا منافقين وكان النبي صلى الله عليه و سلم يعلم أنهم منافقون وهو مع هذا يدعوهم بها وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد سمى أولاده بها فعلم أن جواز الدعاء بهذه الأسماء سواء كان ذلك المسمى بها مسلما أو كافرا أمر معلوم من دين الإسلام فمن كره أن يدعو أحدا بها كان من أظهر الناس مخالفة لدين الإسلام ثم مع هذا إذا تسمى الرجل عندهم (اي الشيعة) باسم علي أو جعفر أو حسن أو حسين أو نحو ذلك عاملوه وأكرموه ولا دليل لهم في ذلك على أنه منهم بل أهل السنة يتسمون بهذه الأسماء فليس في التسمية بها ما يدل على أنهم منهم والتسمية بتلك الأسماء قد تكون فيهم فلا يدل على أن المسمى بها من أهل السنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقول :بعيدا على ما قاله بن تيمه في قوله ان الشيعه لا يسمون اولادهم على الخلفاء فقد اثبت انه كما كان من المشركين والكفار من اسمه كذا وكذا فلا فرق اذا في تسميه اولاد الائمة على اسماء الخلفاء ليس تبركا ولا مودةً بل من كونه امرا رائجاً عندهم هذا على فرض كون الائمة سموا اولادهم على اسماء الخلفاء وغيرهم ولا فضيلة في ذلك ابداً
والحمد لله رب العالمين