إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صداقةٌ من المهد الى اللحد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صداقةٌ من المهد الى اللحد

    حضر لشيخ في يوم من الايام جنازة لشاب لم يبلغ الاربعين , ومع الشاب مجموعة من أقاربه , لفت انتباهي شاب في مثل سنالميت يبكي بحرقة , شاركني الغسيل وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه , اما دموعه فكانت تجري بلا إنقطاع .. وبين لحظة واخرى أصبّره أذّكره بعظم اجر الصبر .. ولسانه لا يتوقف عن قول : إنا لله وإنا اليه راجعون , لاحول ولا قوة إلا بالله .. هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً .. بكاؤه افقدني التركيز , هتفت به بالشاب .. إنّ الله أرحم بأخيك منك وعليك بالصبر التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي ألجمتني المفاجأة , مستحيل !!!!!!!
    وهذا البكاء وهذا النحيب !!!!!!
    نعم انه ليس اخي , ولكنه أعز إليّ من اخي .. سَكَتُ ورحت انظر اليه بتعجب بينما واصل حديثه ..
    إنه صديق الطفولة , زميل الدراسة , نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة , ونلعب سوياً في الحارة , تجمعنا براءة الاطفال ومرحهم ولهوهم , كبرنا وكبرت العلاقة بيننا , اصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ثم نعود لنلتقي , تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً , التحقنا بعمل واحد , تزوجنا أُختين , وسكنا في شقتين متقابلتين , رزقني الله بإبن وبنت وهو أيضاً , عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا , يزيد الفرح عندما يجمعنا , وتنتهي احزاننا عندما نلتقي , إشتركنا في الطعام والشراب والسيارة , نذهب سوياً ونعود سوياً , واليوم توقفت تلك الكلمة على شفتيه واجهش البكاء ..
    ياشيخ : هل يوجد مثلنا ؟؟؟؟؟
    أخذت اردد , سبحان الله , سبحان الله , وابكي رثاء حاله ...
    إنتهيت من غسله وأقبل ذلك الشاب يقبّله .. لقد كان المشهد مؤثراً , فقد كان ينشق من شدة البكاء حتى ظننت إنه سيهلك في تلك اللحظة راح يقبل رأسه ووجه ويبلله بدموعه ...
    امسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه .. وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة .. اما الشاب فقد احاط به أقاربه .. فكانت جنازة تحمل على الاكتاف , وهو جنازة تدب على الارض دبيباً
    وعند القبر وقف باكياً يسنده بعض اقاربه
    سكن قليلا وقام يدعو ويدعو
    انصرف الجميع ....
    عدت الى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله , وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير
    وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصرر , حضرت جنازة شاب اخذت أتأملها ...
    الوجه ليس غريب شعرت بأنني اعرفه ولكن !! اين شاهدته ؟؟
    نظرت الى الاب المكلوم هذا الوجه اعرفه
    تقاطر الدمع على خديه , وأنطلق الصوت حزيناً
    يا شيخ .. لقد كان بالامس مع صديقه
    ياشيخ .. بالامس كان يناول المقص والكفن , يقلب صديقه , يمسك بيده , بالامس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه , ثم إنخرط في البكاء
    انقشع الحجاب تذكرته , تذكرت بكاؤه ونحيبه
    رددت بصوت مرتفع : كيف مات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    عرضت عليه زوجته الطعام , فلم يقدر على تناوله , قرر ان ينام , وعند الصلاة جاءت لتوقظه فوجدته , وهنا سكت الا ومسح دمعاً تحدّر على خديه رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه , وأخذ يردد : إنّا لله وغنا اليه راجعون إنا لله وإنا اليه راجعون اصبر واحتسب أسال الله ان يجمعه مع رفيقه في الجنة يوم ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيّ .. يوم اظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي
    قمت بتغسيله وتكفينه ثم صلينا عليه , توجهنا بالجنازة إلى القبر وهناك كانت المفاجاة لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً
    قلت في نفسي مستحيل : منذ الامس لم تأتي جنازة , لم يحدث هذا من قبل
    أنزلناه في قبره , ووضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما , وانا اردد يا لها من قصة عجيبة , اجتمعا في الحياة صغاراً و كباراً , وجمعت القبور بينهما امواتاً
    .....
    خرجت من القبر ووقفت ادعوا لهما : اللهم أغفر وأرحمهما , اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر ومسحت دمعة جرت , ثم أنطلقت أُعزي اقاربهما
    اللهم أجمعني بأصدقائي واخواني في الدنيا و لا تحرمني من لقياهم في الجنه ..
    يا ارحم الراحمييييييين

  • #2

    تعليق


    • #3

      تعليق


      • #4
        [sigpic

        تعليق


        • #5

          تعليق


          • #6
            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	هبىةة.jpg  
مشاهدات:	1 
الحجم:	22.4 كيلوبايت 
الهوية:	159230
            تسلم الايادي

            لا يقاس الحسين (ع) بالثوار، بل بالأنبياء
            ولا تقاس كربلاء بالمدن، بل بالسماوات
            ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون


            تعليق


            • #7
              sigpic

              تعليق

              يعمل...
              X