إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل ستهوي قلوبنا على امام زماننا ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل ستهوي قلوبنا على امام زماننا ؟


    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلى الله محمد واله الطيبين الطاهرين

    " وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل اليمن، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا (1)،

    فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك.(2)

    فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟
    فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).(3)
    فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟
    فقال: هو قول الله: (إلا بحبل من الله وحبل من الناس) (4) فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي.
    فقالوا: يا رسول الله، من وصيك؟
    فقال: هو الذي أنزل الله فيه: (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) (5).
    فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟
    فقال: هو الذي يقول الله فيه: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) (6) هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي.
    فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه.

    فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) (7) أي:إليه وإلى ذريته (عليهم السلام).

    ثم قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين،
    وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا، يا رسول الله.

    فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أنتم نجبة الله حين عرفتم (8) وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟

    فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا(9)، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون.

    فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون.

    قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل وصفين، فقتلوا في صفين رحمهم الله، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) (10).


    __________________________________________________ __________________________________________________ __________


    بعد هذا الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه واله تأملت مليا وقلت في نفسي لو أننا تصفحنا الوجوه الان وفي زماننا

    الحاضر هل سترجف قلوبنا الى وصي رسول صلى الله عليه واله ؟ ... هل ستهوي قلوبنا على امام زماننا ؟

    كقول الله عز وجل يقول في كتابه:

    (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) هل ستحن قلوبنا الى رؤية وجهه المبارك المنير من بين الوجوه ؟

    ولو رأيناه هل سنعرفه وتثلج صدورنا ؟

    والف سؤال سؤال وسؤال تردد في ذهني فلم اجد الا اجابة واحدة


    وهي رسالة الإمام المهدي (ع) الثانية التي كتبها في بداية الغيبة الكبرى للشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه:


    ( ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل،وصلواته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم )






    (1) في البحار: يبشون بشيشا. من البشاشة: وهي طلاقة الوجه.
    (2) اى علائق سيوفهم الجلد.والمسك
    (3)آل عمران: 103.
    (4) آل عمران: 112.
    (5) الزمر: 56 جنب الله أى حقه أو طاعته أو أمره وأول بأمير المؤمنين(ع).
    (6) الفرقان: 27 والعض كناية عن الغيظ، والتحسر.
    (7) ابراهيم: 47.
    (8) في بعض النسخ " أنتم بحمد الله عرفتم ".
    (9) انجاشت أى اضطربت، والاكباد جمع كبد، وهملت أى فاضت دموعا، و انثلجت نفسى به أى ارتاحت به واليه.
    (10) بحار الأنوار: ٣٤ / 17، ح 6، وص 112، ح 60. معجم الإمام المهدي (عليه السلام): 1 / 293، ح 188.

  • #2
    احسنتم كثيرا على الموضوع القيم وفقكم الله اختنا المحبة لله

    تعليق

    يعمل...
    X