كان العباس " عليه السلام " وسيماً جميل الشكل طويل القامة
شديدالساعدين وكان يقال له قمر بني هاشم لوجهه المشرق
وللصفات النادرة التي يشار إليها بالبنان وقد كان قمراً لأسرته
العلوية وقمراً في دنيا الإسلام حيث كان يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض ظل الإمام العباس " عليه السلام " ملازماً لإبيه وإخويه سيدي شباب أهل الجنة " عليهم السلام " فأخذ منهم كل الصفات والخصال الحميدة من الشجاعة والوفاء والكمال والتضحية من أجل المبادىء السامية وأن هذه الصفات لم تكن غربية عن أسرته الكريمة خصوصاً أباه الإمام علي وجده ( أبو طالب عليه السلام ) حامي حمى الإسلام الذي كانت له شخصية رائعة إذ تهابها وتحترمها كل قبائل الجزيرة العربية . فمنذ طفولة العباس " عليه السلام " كانت له شخصية نادرة قلما تتوفر في الرجال ففي عهد صباه دعاه أبوه وأجلسه في حجره وقال له :{ قل واحد فقال : واحد فقال له : قا اثنان فامتنع وقال : اني استحي ان اقول اثنان بلسان قلت به واحد }. وفي احد الأيام رأت ام البنين " عليها السلام " أمير المؤنين " عليه السلام" أجلس العباس على فخذه وقبل ساعديه وبكى فأدهش أم البنين " عليها السلام " الموقف فسألت الإمام علياً " عليه السلام " عن سبب بكائه فأخبرها بما يجري من أمر جليل على يديه في معركة الطف فبكت معه ولكنه بشرها بمنزلة ولدها عند الله عزوجل وما حباه من منزلة وابداله يديه بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة فقامت تحمل بشرى الأيد والسعادة الخالدة .
المصدر : مجلة رياض الزهراء
تعليق