تويت
بسم الله الرحمن الرحيـــــــــم
و صلى الله على خير خلقه أجمعيـــــــــن
نبي الرحمة و صاحب الخلق العظيـــــــم
محمد وعلى آله المياميــــــــــــــن
إن من أعجب العجائب أن توصف الشمس بالضلام ، وأن يوصف القمر بالسواد، وأن تنعت الأشجار الخضر بالإصفرار! ، وأن توصف الزهور بالقبح!
فإن مما شجع اليهود وأعداء الإسلام على الإستهانة بمقام سيد الأنبياء صلى الله عيه وآله هو ماتضمنته بعض كتب المسلمين ! ومع الأسف ، والتي جاء في بعضها أحاديث مفتعلة مخترعة ، لم ينزل الله تعالى بها من سلطان .
فعلى سبيل المثال هذا الحديث الذي جاء في أهم كتب العامة وهو "كتاب صحيح البخاري" والذي وصف النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بأنه والعياذ بالله يستمع لصوت الغناء والطرب!!، ولأصوات التدفيف في وسط أجواء رقص الجواري في بيته والعياذ بالله!! :
المصدر : كتاب صحيح البخاري
باب قصة الحبش وقول النبي صلى الله عليه وسلم يا بني أرفدة
((3337 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تغنيان وتدففان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن - ص 1299 - وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالتعائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم أمنا بني أرفدة يعني من الأمن)).تحليل مختصر لمتن الحديث :
هنا يطرح السؤال نفسه : لماذا أبوبكر إنتهر الجاريتين ؟!
فهناك إحتمالان :
1. إما أن أبا بكر رأى أن هذه الحالة من الغناء والطرب والتدفيف تتعارض مع حرمة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وتخدش حاجز الإحترام لشخصه المقدس ، وهنا الحديث نفسه يضرب هذا الإحتمال بعرض الجدار !!، لأنه ذكر ان النبي صلى الله عليه وآله نهى أبابكر عن فعلته وأمره بترك الجاريتين على ما هما عليه من الغناء والتدفيف والطرب!.
2. وإما أن الذي وضع هذا الحديث أراد أن يظهر أن أبا بكر هو أفضل توازنا ورشدا من النبي صلى الله عليه وآله !! والعياذ بالله.
إذ أن الحديث ذكر أن أبا بكر نهى وزجر الجاريتين عن فعلتيهما ، بينما النبي صلى الله عليه وآله رضي بما فعلتا تلك الجاريتين من الغناء والطرب والتدفيف!!
ومن المعلوم حينئذ أن الشخص الذي يتصف بالإحتمال الأول هو أفضل من الشخص الذي يتصف بالإحتمال الثاني.
والنتيجة هي : أن الإحتمال الثاني هو الأقرب للصحة ، ويندرج الحديث حينئذ في سلسلة الأحاديث الموضوعة في بعض الكتب الإسلامية ، والتي تحط من منزلة النبي صلى الله عليه وآله ، وتخلق فضائل لأشخاص هم ليسوا أهلا لها ، وعجبا على من يقول بأفضيلة أي مخلوق على خاتم الأنبياء وسيدهم ، صاحب الخلق العظيم ، المنزه عن المخازي وعن العيوب، الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله الميامين.
*********
(((بقلم المحقق)))
تعليق