في جواز بناء المساجد على القبور
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والحمد لله رب العالمين وافضلالصلاة واتم التسليم على خير خلق الله البشير النذير الطهر الطاهر الدر الفاخرالبحر الزاخر المحمود الأحمد المصطفى الامجد ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبينالطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم وهادمي قبورهم من الاولين والآخرين من الآنالى قيام يوم الدين
سوف أبدء بالقران الكريم ثم من سيرة الامة الاسلامية
والدليل عليه من القران الكريم من سورة الكهفاية 21 (قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) في الكشاف (قال الذينغلبوا على امرهم )من المسلمين وملكهم وكانوا أولى لهم بالبناء عليهم لنتخذن علىباب الكهف مسجدا يصلي فيه المسلمون ويتبركون بمكانهم [1]
وعن البغوي في معلم التنزيل قال المسلموننبني عليهم مسجدا يصلي فيه الناس لرب العالمين .
وعن ابن عباس قال المسلمون نبني عليهم مسجدايصلي فيه الناس لانهم على ديننا [2]
وعن النيشابوري في غرائب القران (الذين غلبواعلى امرهم ) وملكهم المسلم لانهم بنوا عليهم مسجدا يصلي فيه المسلمون ويبركونبمكانهم وكانوا أولى بهم والبناء عليهم حفظ لتربتهم [3]
ومع هذه الاقوال المتعاضدة كلها يطلع عليناشارح كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب انه قال بعد ذكر الاية هذا دليل على ان الذينغلبوا هم الكفار اذ لو كانوا مؤمنين ما أرادوا ان يتخذوا على قبور الصالحين مسجدالان النبي صلى الله عليه واله لعن فاعل ذلك [4]
وعلق على هذا الكلام السيد محسن الأمين قدس قائلا(فكأن معتقدات الوهابية عن هذا ارجل وحي منزل فلذلك تكون ناسخة للقران الكريم ويجبحمله عليها ولايجوز تطبيقها عليه وهل يلتفت احد الى هذا الاحتمال السخيف بعد اطباقالمفسرين على خلافه ومنهم ابن عباس ترجمان القران وامام المفسرين ومخالفته لظاهرالاية وسياقها كما يفهم .....)[5]
هذا من جانب التشريع اللاهي واما من جانبالسيرة لعامة المسلمين أيضا يمكن ان تكون ردا على منكرين بناء المساجد على القبور
كثير من المسلمين يدفنون موتاهم في بيوتهم معان بيوتهم تقام بها الصلاة فهي كالمسجد وادل دليل على ذلك ان الحجرة الشريفة التيدفن بها النبي صلى الله عليه واله هي البيت التي كانت تسكنه احدى زوجاته وهي عائشةثم اول من بنى عليه جدارا هو عمر بن الخطاب [6]
من هذا يتبين انه لاخلاف بيننا وبين علماءالسنة في جواز البناء على القبور وهي من الأمور المتسالم عليها وقد ذكر هذهالحقيقة جملة من كبار علمائهم نذكر منهم :
الشيخ احمد دحلان قال ان مدفن النبي صلى الله عليه واله كان بشبهوصية منه حيث قال واختلفوا في موضع دفنهفقال ابوبكر سمعت رسول الله يقول (ما مات نبي قط الا يدفن حيث تقبض روحه فقال عليوانا ايضا سمعته ) ورواه الترمذي وابن ماجة وفي رواية الموطأ (ما دفن نبي قط الا في مكانه الذي توفي فيه )[7]
ثم بنى -على هذه الحجرة التي دفن بها رسولالله صلى الله عليه واله –عمر بن الخطاب حائطا وهو اول من بناها وبنت عائشة حائطابينها وبين القبور وكانت تسكنها وتصلي فيها قبل الحائط وبعده
وكذلك بناها عبدالله بن الزبير ثم سقط حائطهافبناه عمر بن عبد العزيز ثم لما وسع المسجد في خلافة الوليد بنى على البيت حظارا (مفردها الحضيرة وهو كل ما حال بينكوبين شيء ) وفي رواية انه هدم البيت الأول ثم بناه وبنى حظارا محيطا به وتولى ذلكعمر بن عبد العزيز وأزر الحجرة بالرخام ثم اعيد تأزيرها في زمن المتوكل ثم جدد فيزمن المقتفي ثم عمل في زمنه للحجرة مشبك من خشب الصندل والابنوس على رأس جدار عمربن عبد العزيز ثم لما ثم لما سقط حائط الحجرة في دولة المستضيء اعيد بناؤه ثم لمااحترق الحرم الشريف سنة 654هـ شرعوا في تجديد الحجرة الشريفة في دولة المستعصم ثمعملت القبة الزرقاء التي بناها احمد بن عبد القوي سنة 678هـ ثم جددت في أيام الملكالناصر بن قلاوون
ثم لما احترق الحرم ثانيا سنة 886هـ اعيد بناءالحجرة الشريفة وعمل عليها قبة عظيمة بدل القبة الزرقاء وذلك في دولة الملك الاشرفوقد جددت في عهد السلطان العثماني عبد المجيد [8]
وكل هذا مما يدل على مدى اهتمام المسلمينبقائدهم ومنقذهم بل هو منقذ كل البشرية من ظلمات الجهل الى نور العلم والسعادة
وأيضا هذا يدل على بطلان دعوى الوهابية بعدمجواز البناء على القبور او الصلاة عندها
ولو ادعوا ان هذا الامر خاص برسول الله صلىالله عليه واله نقول لهم كيف بكم والخليفة العباسي هارون بنى قبة على قبر اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام لايمكن لأحد ان ينكر هذا الامر المشهور
فمن خلال هذه الأدلة لايبقى لقول الوهابية مناعتبار بعدم بينا مخالفتهم للقران الكريم والسنة الشريفة
ليعلم الجميع بان الوهابية مخالفين للقرانوللسنة وحتى لأسلافهم وقادتهم الذين هم يزعمون قادتهم
والحمد لله رب العالمين وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبونوالعاقبة للمتقين
[1]كشف الارتياب ص336
[2]نفس المصدر
[3]نفس المصدر
[4]نفس المصدر
[5]نفس المصدر
[6]راجع المصدرالسابق ص314
[7]السيرة النبوية / بهامش السيرة الحلبية / نقلا عن كشف الارتياب
[8]المصدر السابق
تعليق