إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوالدين.......لاتقل لهما؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوالدين.......لاتقل لهما؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين
    اللهم صل على محمد وال محمد
    (من الأدب مع الوالدين)
    الوالدان هما السبب في وجود الإنسان، وهما اللذان يتعبان من أجل تربية الأبناء وراحتهم، وقد فرض الله تعالى برَّ الوالدين على عباده،
    فقال تعالى: {
    وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا
    [1]}
    كلمة «قضاء»[2] لها مفهوم توكيدي أكثر مِن كلمة «أمر»
    وهي تعني القرار والأمر المحكم الذي لا نقاش فيه.
    وهذا أوّل تأكيد في هذه القضية. أما التأكيد الثّاني الذي يدل على أهمية هذا القانون الإِسلامي، فهو ربط التوحيد الذي يعتبر أهم أصل إِسلامي، مع الإِحسان إِلى الوالدين.
    أمّا التأكيدان الثّالث والرّابع فهما يتمثلان في معنى الإِطلاق الذي تفيده كلمة «إِحسان» والتي تشمل كل أنواع الإِحسان. وكذلك معنى الإِطلاق الذي تفيده كلمة «والدين» إِذ هي تشمل الأم والأب، سواء كانا مُسلِمَينْ أو كافِرَيْن.
    أمّا التأكيد الخامس فهو يتمثل بمجيء كلمة «إِحساناً» نكرة لتأكيد أهميتها وعظمتها
    ومِن الضروري الإِنتباه إِلى هذه الملاحظة; وهي أنَّ الأمر عادةً ما ينصبّ على الأُمور الإِيجابية، بينما جاءَ هنا في مفاد السلب والنفي (وقضى ... ألا تعبدوا...) فما هو يا ترى سبب ذلك؟
    من الممكن أن نقول: إِنَّ جملة (وقضى ...) تتضمن تقديراً جملة إِيجابية، يمكن أن نقدرها بالقول: وقضى ربّك أن تعبده، ولا تعبد أي شيء سواه. أو من الممكن أن تكون جملة (ألا تعبد إِلاّ إِياه) التي تتضمن «النفي والإِثبات» جملة إِيجابية واحدة، إِذ هي تحصر العبادة باللّه دون غيره ثمّ تنتقل إِلى أحد مصاديق هذه العبادة متمثلا بالإِحسان إِلى الوالدين فتقول: (إِمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما) بحيث يحتاجان الى الرعاية والإِهتمام الدائم. فلا تبخل عليها بأيشكل من إِشكال المحبّة واللطف ولا تؤذيهما أو تجرح عواطفهما بأقل إِهانة حتى بكلمة «اُف»: (فلا تقل لهما أف ولا تنهر هما) بل: (وقل لهما قولا كريماً) وكن أمامهما في غاية التواضع (وأخفض لهما جناح الذل مِن الرحمة، وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً).
    الأهمية الإِستثنائية لاحترام الوالدين:
    إِنَّ الآيتين السابقتين توضحان جانباً من التعامل الأخلاقي الدقيق، والإِحترام الذي ينبغي أن يؤدّيه الأبناء للوالدين:
    1 ـ من جانب أشارت الآية إِلى فترة الشيخوخة، وحاجة الوالدين في هذه الفترة إِلى المحبّة والإِحترام أكثر مِن أي فترة سابقة، إِذ الآية تقول: (إِمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف). مِن الممكن أن يصل الوالدان إِلى مرحلة يكونان فيها غير قادرين على الحركة دون مساعدة الآخرين، وقد لا يستطيعون بسبب الكهولة رفع الخبائث عنهم، وهنا يبدأ الإِختبار العظيم للأبناء، فهل يعتبرون وجود مِثل هذين الوالدين دليل الرحمة، أو أنّهم يحسبون ذلك بلاءاً ومصيبةً وعذاباً .. هل عندهم الصبر الكافي لاحترام مثل هؤلاء الآباء والأمهات; أم أنّهم يوجهون الإِهانات ويسيئون الأدب لهم; ويتمنون موتهم؟!
    2 ـ مِن جانب آخر .. تقول الآية: (فلا تقل لهما أف) بمعنى لا تظهر عدم ارتياحك أو تنفرك مِنهم (ولا تنهرهما) ثمّ تؤكّد مرّة أُخرى على ضرورة التحدّث معهم بالقول الكريم، إِذ اللسان مفتاح إِلى القلب (وقل لهما قولا كريماً).
    3 ـ مِن جانب ثالث تأمر الآية بالتواضع لهم، هذا التواضع الذي يكون علامة المحبة، ودليل الود لهم: (واخفض لهما جناح الذل مِن الرحمة).
    4 ـ أخيراً تنتهي الآيات، إِلى توجيه الإِنسان نحو الدعاء لوالدَيْه وذكرهم بالخير سواء كانا أمواتاً أم أحياء، وطلب الرحمة الرّبانية لهما جزاء لما قاما به مِن تربية (وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً).
    إِضافة إِلى ما ذكرناه، فثمّة ملاحظة لطيفة أُخرى يطويها التعبير القرآني، هذه الملاحظة خطاب للإِنسان يقول: إِذ أصبح والداك مُسِنَيّن وضعيفين وكهلين لا يستطيعان الحركة أو رفع الخبائث عنهما، فلا تنس أنّك عندما كُنت صغيراً كُنت على هذه الشاكلة أيضاً، ولكن والديك لم يقصرا في مداراتك والعناية بك، لذا فلا تقصَّر أنت في مداراتهم ومحبتهم.
    وقد تحدث من قبل بعض الأبناء انحرافات فيما يتعلق بحقوق الوالدين واحترامهم والتواضع لهم، وقد يصدر هذا العقوق عن جهل في بعض الأحيان، وعن قصد وعلم في أحيان أُخرى، لذا فإِنَّ الآية الأخيرة في بحثنا هذا تشير إِلى هذا المعنى بالقول: (ربّكم أعلم بما في نفوسكم). وهذه إِشارة إِلى أنَّ علم اللّه ثابت وَأزلي وأبدي وبعيد عن الإِشتباهات، بينما علمكم أيّها الناس لا يحمل هذه الصفات! لذلك فإِذا طغى الإِنسان وعصى أوامر خالقه في مجال احترام الوالدين والإِحسان إِليهم، ولكن بدون قصد وعن جهل، ثمّ تابَ بعد ذلك وأناب، وندم على ما فعل وأصلح، فإِنَّهُ سيكون مشمولا لعفو اللّه تعالى: (إِن تكونوا صالحين فإِنَّهُ كانَ للأوابين غفوراً) .
    «أوّاب» مُشتقة مِن «أوب» على وزن «قوم» وهي تعني الرجوع مع الإِرادة، في حين أن كلمة «رجع» تقال للرجوع مع الإِرادة أو بدونها، لهذا السبب يقال للتوبة «أوبة» لأنَّ حقيقة التوبة تنطوي على الرجوع عن الأمر (المنكر)، إِلى اللّه، مع الإِرادة.
    وبما أنَّ كلمة «أوّاب» هي صيغة مِبالغة، لذا فإِنّها تقال للأشخاص الذين كلما أذنبوا رجعوا إِلى خالقهم. وقد تكون صيغة المبالغة في «أوّاب» هي إِشارة إِلى تعدُّد عوامل العودة والرجوع إِلى اللّه.
    فالإِيمان بالله أوّلاً; والتفكير بحكمة يوم الجزاء والقيامة ثانياً; والضمير الحي ثالثاً; والتفكير بعواقب ونتائج الذنوب رابعاً، كل هذه العوامل تعمل سويةً لأجل عودة الإِنسان مِن طريق الإِنحراف، نحو اللّه.



    وحث رسول الله (صلى الله عليه والة وسلم) على بر الوالدين،

    رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن حق الوالدين على ولدهما -: هما جنتك ونارك[3]
    - الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (وبالوالدين إحسانا) * -: الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لاتكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين[4]
    - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه، وليصل رحمه[5]
    - الإمام علي (عليه السلام): بر الوالدين من أكرم الطباع [6]
    - عنه (عليه السلام): بر الوالدين أكبر فريضة [7]
    - الإمام الصادق (عليه السلام): بروا آباءكم يبركم أبناؤكم[8]
    - رسول الله (صلى الله عليه وآله)- وقد سأله ابن مسعود عن أحب الأعمال إلى الله تعالى -: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي ؟ قال: بر الوالدين[9]
    - عنه (صلى الله عليه وآله) - لرجل قال له: جئت ابايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان -: ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما[10]
    - عنه (صلى الله عليه وآله): من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره[11]
    فالواجب على كل مسلم أن يبرَّ والديه ويحسن معاملتهما، ومن آداب معاملة الوالدين:
    حبُّهما والإشفاق عليهما: المسلم يدرك أن لأبويه فضلا كبيرًا لما تحملاه من مشقة في سبيل راحته، وأنه مهما بذل من جهد، فإنه لا يستطيع رد جزء من فضلهما.
    ومن الأدب مع الوالدين:
    1-عدم النظر أليهم بحدة
    2-عدم المشي أمامها
    3-ينفذ ما يريدون منه قبل أن يطلبوه ويتحمل ما يقولون له لأنهم يريدون الخير له
    4-يدعوا لهما ويطلب من الله أن يرحمهما كما ربياه صغيرا 5
    -لا يقل لهما حتى كلمة أف
    6-يعلم أن والداه هم أصله ولولاهما لم يكن
    7- لا يمل منهما ولا يتكاسل في خد متهما
    8-يتذلل لهما ويتواضع لهما ويشكرهما
    9- مخاطبتهما بصوت لطيف حسن جميل
    10- لا يعمل عمل سيئ أو يقول شيء قبيح فيسب الناس والديه
    11-يستغفر الله لهما دائما ويعمل لهما الخيرات حيين كانا أم ميتين
    12-ثواب بر الأم أعظم
    13-يقضي لهما ديونهما
    14-إذا كبرا في السن يهتم بهما ويتحمل منهما كل شيء

    عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ما ولد بار نظر إلى أبويه برحمة ألا كان بكل نظرة حجة مبرورة
    فقالوا :يا رسول الله وان نظر في كل يوم مائة نظرة ؟ قال :نعم، الله أكبر و أطيب

    لبر الوالدين دواع مختلفة نجملها في ثلاثة:
    الأول : الحب والعاطفة والرحمة تجاه الأبوين من قبل الأبناء ألسليمي الفطرة وهي في كل إنسان صحيح بعيد عن الأمراض النفسية والأغراض الدنيوية لان الوالدين هم سبب وجود الأبناء في الحياة الدنيا وهما اللذان أحبيهما حباَ جماَ واشتغلا من أجله وكابدا الآلام في سبيل راحته و سهرا على حياته
    الثاني:الالتزام بحكم العقل بوجوب شكر المنعم والوالدين من أبرز المنعمين و المتفضلين على الأبناء و يجب أن يكون هذا الشكر مقرونا با العمل الدءوب و الخدمة المتواصلة والإخلاص و النية الصادقة
    قال الأمام الرضا من لم يشكر الوالدين لم يشكر الله، ومن لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز و جل )
    الثالث: وجوب البر بالوالدين مؤمنين كانا أو كافرين ولا طاعة لهما في معصية الخالق وبرهما عبارة عن الإحسان إليهما والطاعة لهما والرفق يهما والتحري لمحابيهما والتوقي عن مكارههما وبرهما ميتين عبارة عن المغفرة لهما وقضاء الصوم والصلاة والديون عنهما وفعل الخيرات لهما وغيرهما مما يوجب وصول النفع والثواب إليهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك مما يحتاجان إلية بل تبادر إلى قضاء حوائجهما قبل المسألة لأنة تمام البر
    وفي الاختام ...قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:نظر الولد إلى والديه حباً لهما عبادة .



    [1][الإسراء: 23]

    [2]الامثل ج8 ص442

    [3]الترغيب والترهيب: 3 / 316 / 10.

    [4]الكافي: 2 / 157 / 1.

    [5]الترغيب والترهيب: 3 / 317 / 16

    [6]البحار: 77 / 212 / 1.

    [7]غرر الحكم: 442
    8البحار: 74 / 65 / 31.



    [9]الترغيب والترهيب: 3 / 314 / 1 وص 315 / 5 وص 317

    [10]الترغيب والترهيب: 3 / 314 / 1 وص 315 / 5 وص 317


    [11]الترغيب والترهيب: 3 / 314 / 1 وص 315 / 5 وص 317
    التعديل الأخير تم بواسطة العكايشي ; الساعة 30-08-2013, 04:32 PM. سبب آخر:
    اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك.

  • #2
    sigpic

    تعليق

    يعمل...
    X