تويت
بسم اللهالرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
العلم كالنور مكشوف بنفسهِ وبالذات وكاشف لغيرهِ ومظهرٌ له .
والعلوم بشكل عام على قسمين إما:
1ـعلوم دنيوية:هدفها الوصول إلى أغراض دنيوية، وهذهِ إما أن تكون أنانية دنيوية وإما أن تكون إلهية والنيّة هي التي تحدد ذلك .
2ـ علوم أخروية يقصد منها البلوغ إلى المقامات ألملكوتية والوصول إلى المراتب الكمالية التي تؤهل صاحبها للخلود في نعيم الجنة الأبدي ،
وهذهِ العلوم الثلاثة هي :
1ـعلم بالله تعالى والمعارف الحقة الإلهية وهي إصول الدين الخمسة .
2ـ علم الأخلاق وتهذيب النفس والسلوك إلى الله تعالى.
3ـ علم الآداب والسُّنن العبودية واجبات ومستحبات
وقال الشهيد الثاني في مورد العلوم المباركة التي يقذفها الله تعالى في قلب من يريد ويهدي إليها من أراد:
" ... العلم كما قال بعض الأكابر عبادة القلب وعمارته وصلاة السرّ وكما لا تصح الصلاة التي هي وظيفة الجوارح إلا بعد تطهيرها من الأحداث والأخباث، فكذلك لا تصح عبادة الباطن إلا بعد تطهيرها من خبائث الأخلاق،
ونور العلم يقذفه الله تعالى في القلب ألمتنجّس بالكدورات النفسية والأخلاق الذميمة ، كما قال الصادق (عليهِ السلام):ليس العلم بكثرة التعلم وإنما هو نور يقذفه الله تعالى في قلب من يريد الله أن يهديه"
إن العلم المبارك الإلهي هو الذي كان محور الرسالات الإلهية ووصايا الأنبياء (عليهم السلام) والأولياء (عليهم السلام )، وهو الذي تكون الملائكة واضعة أجنحتها لطالبهِ وهو الذي يدعو إلى العمل وإلى الخلود في الجنة.
كما ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام): "قال رسول الله (ص): من سلك طريقاً يطلب فيهِ علماً سلك الله بهِ طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بهِ ، وإنه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر،
وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإنَّ العلماء ورثة الأنبياء وإنَّ الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورثوا العلم ،فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر " .
والمتحصل أنَّ كل علم هو مبارك سواء كان علماً دنيوياً أو كان علماً أخروياً، لأنه علم نوراني يهدي إلى رضوان الله سبحانه ، والله سبحانه يبارك بهِ، ويؤيد طالبه، وبهِ ينير له طريق الآخرة ،في مقابل العلوم التي ليس فيها أي هدف إلهي فهي توصل إلى أغراض دنيوية فقط ولا نصيب لها في الآخرة سوى إلقاء الحجَّة على صاحبها ،فتكون حجة عليهِ في مطالبتهِ أمام المحكمة الإلهية، لأنه لم يكمل بها معرفته بالله وبالآخرة، ولم يهتد بها إلى الرؤية الكونية الشاملة عن الحياة وسر الوجود.
وإن العلم إن لم يكن موصلاً إلى هدفه الحقيقي وهو معرفة الله الخالق ومعرفة ماذا أراد منا ومعرفة مآل أمرنا إلى الآخرة، فهو علم ناقص، وفي حده الأدنى هو علم تقتصر فوائده على حدود تأمين الحوائج في الدنيا، هذا إذا لم يكن وسيلة من وسائل الشرور والدمار عن النفس والمجتمع،كما نشهده اليوم في حضارة الإنسان المادية،ناهيك عن أن يكون سبباً لاستحقاق الإدانة الإلهية يوم الحساب وسبباً لعذاب الآخرة.
المصدرمع الشباب للشيخ ياسين عيسى
تعليق