بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الرد على تحريف القران
من المسائل التي اخذ الخط المخالف لمذهب اهل البيت يهرج على اتباع هذا المذهب بتحريف القران فذهبوا يتهمون علماء المذهب بانهم يقولون بالتحريف وهذا يدل عل سداجة عقولهم فهم لايفهمون ان لاكل ما ذكره العلماء من الروايات هم يعتقدون بمضامينها جميعا بل ذكروها لان كتبهم هي روائية فذكروا فيه الصحيح والسقيم وهذا لايعني ان كل ما ذكروه في كتبهم فهم يتبنوه ولكن هذا هو ديدن الخط السلفي دائما يطلقون الدعاوى والاشكالات بدون دليل بل يحاربون كل من يدافع عن علمائنا الابرار حتى وان كان هذا الدفاع مقرون بالدليل القاطع والبحث العلمي والعجيب كل العجب من هولاء القوم الا يقرؤن كتبهم فالروايات التي ذكرت في كتبهم اكثر بكثير مما وجدت عندنا بل في اصح كتاب عندهم وهو صحيح البخاري الذي لانقاش في اسانيده كما يقولوناللهم صل على محمد وال محمد
الرد على تحريف القران
سنذكر اليكم بعضها
1 - روى ابن عباس أن عمر قال فيما قال ، وهو على المنبر :
" إن الله بعث محمدا - ص - بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها ، وعقلناها ، ووعيناها . فلذا رجم رسول الله - ص -ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال . . . ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ ، من كتاب الله : أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ،أو : إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم . . صحيح البخاري ج 8 ص 26
وخير دليل على نفي التحريف هو ان القرآن الكريم فيه تبيان لكل شيء ، وما كان كذلك كان تبياناً لنفسه أيضاً ، فلنرجع إليه نرى هل فيه دلالة على نقصانه أو بالعكس .
أجل ، إنّ في القرآن الحكيم آيات تدل بوضوح على صيانته من كلّ تحريف ، وحفظه من كلّ تلاعب ، فهو ينفي كل أشكال التصّرف فيه ، ويعلن أنّه لا يصيبه ما يشينه ويحط من كرامته حتى الأبد .
وتلك الآيات هي :
1 ـ قوله تعالى : ( إنّ الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا * أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة * إعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير * إنّ الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ).
وإذا كان القرآن العظيم لا يأتيه « الباطل » من بين يديه ولا من خلفه ، فإن من أظهر مصاديق « الباطل » هو «وقوع النقصان فيه » .
فهو إذاً مصون من قبل الله تعالى عن ذلك منذ نزوله إلى يوم القيامة .
2 ـ قوله تعالى : ( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون ).
والمراد من « الذكر » في هذه الآية الكريمة على الأصح هو « القرآن العظيم » فالله سبحانه أنزله على نبيّه الكريم ، وتعهّد بحفظه ، منذ نزوله إلى الأبد ، من كلّ ما يتنافى وكونه منهاجاً خالداً في الحياة ودستوراً عاماً للبشرية جمعاء .
ومن الواضح أنّ من أهمّ ما يتنافى وشأن القرآن العظيم وقدسيّته الفذة وقوع التحريف فيه وضياع شيء منه على الناس ، ونقصانه عما أنزله عزّ وجلّ على نبيّه صلى الله عليه وآله وسلّم .
3 ـ قوله تعالى : ( لا تحرّك به لسانك لتعجل به * إنّ علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرآناه فاتّبع قرآنه * ثم إنّ علينا بيانه ) .
فعن ابن عباس وغيره في قوله تعالى : ( إنّ علينا جمعه وقرآنه ) إنّ المعنى : إنّ علينا جمعه وقرآنه عليك حتى تحفظه ويمكنك تلاوته ، فلا تخف فوت
فهذا بالنسبة الى الايات القرانية اما الروايات فهناك الكثير من الروايات الت تبين سلامة القران ولذا كان على المسلمين أن يبحثوا في الروايات عما لم يكن في الكتاب ، وأن يأخذوا منها تفسير ما أشتبه عليهم ، وبيان ما أجمله ، فيسيروا على منهاجها ، ويعملوا على وفقها ، عملاً بقوله سبحانه : ( ما آتاكم الرسول فخذوه * وما نهاكم عنه فانتهوا )
وعلى هذا ، فإنّا لما راجعنا الروايات الدالّة بأقسامها العديدة على أنّ القرآن الكريم الموجود بين أيدينا هو ما أنزل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من غير زيادة ونقصان ، وأنه كان محفوظاً على عهده ، صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وبقي كذلك حتى الآن ، وأنّه سيبقى على ما هو عليه إلى الأبد .
وهذه الأحاديث على أقسام وهي :
____________
اولا
أحاديث العرض على الكتاب
لقد جاءت الأحاديث الصحيحة تنصّ على وجوب عرض الخبرين المتعارضين ، بل مطلق الأحاديث على القرآن الكريم ، فما وافق القرآن اخذ به وما خالفه اعرض عنه ، فلولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان ما كانت هذه القاعدة التي قرّرها الآئمّة من أهل البيت الطاهرين ، آخذين إياها من جدهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها .
ومن تلك الأحاديث :
قول الإمام الصادق عليه السّلام : « خطب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بمنى فقال : أيها الناس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله » وسائل الشيعة 18 : 79
وقول الإمام الرضا عليه السلام : « ... فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله ، فما كان في كتاب الله موجوداً حلالاً أو حرماً فاتّبعوا ما وافق الكتاب ، وما لم يكن في الكتاب فأعرضوه على سنن النبي صلّىالله عليه وآله وسلّم ... » ) عيون أخبار الرضا 2 : 20.
وقول الإمام الصادق عن أبيه عن جده علي عليهم السلام : « إنّ على كلّ
حق حقيقة ، وعلى كلّ صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه » الأمالي للشيخ الصدوق : 367.
وقول الإمام الهادي عليه السّلام : « فإذا وردت حقائق الأخبار والتمست شواهدها من التنزيل ، فوجد لها موافقاً وعليه دليلاً ، كان الإقتداء بها فرضاً لا يتعداه إلاّ أهل العناد ... » تحف العقول : 343.
وقول الإمام الصادق عليه السّلام : « إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فأعرضوهما على كتاب الله ، فما وافق كتال الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردّوه ... » وسائل الشيعة 18 : 84 . .
وقول الإمام الصادق عليه السّلام : « ... ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنّة ، وخالف العامّة فيؤخذ به ، ويترك ما خالف الكتاب والسنّة ووافق العامّة ... »وسائل الشيعة 18 : 75 ..
فهذه الأحاديث ونحوها تدلّ على أنّ القرآن الموجود الآن هو نفس ما أنزله الله عزّ وجلّ على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، من غير زيادة ولا نقصان ، لانّه لو لم يكن كذلك لم يمكن أن يكون القرآن مرجعاً للمسلمين يعرضون عليه الأحاديث التي تصل إليهم عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فيعرف بذلك الصحيح ويؤخذ به ، والسقيم فيعرض عنه ويترك .
ثانيا
خطبة الغدير
وإنّ من حقائق التاريخ واقعة غدير خم ... وخطبة النبّي الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذلك اليوم العظيم ... غير أنّا لم نعثر على رواية كاملة لخطبته صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ في كتاب ( الإحتجاج ) ... وفي هذه الخطبة أمر بتدّبر القرآن والرجوع في تفسيره إلى أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال :
« معاشر الناس تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته وانظروا إلى محكماته ، ولا تتّبعوا متشابهه . فوالله لن يبيّن لكم زواجره ولا يوضّح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ وشائل بعضده ومعلمكم أنّ : من كنت مولاه فهذا علي مولاه . وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيّي . وموالاته من الله عزّ وجلّ أنزلها عليّ » الاحتجاج 1 : 60 .
إن أمر المسلمين بتدبّر القرآن وفهم آياته والأخذ بمحكماته دون متشابهاته يستلزم أن يكون القرآن مؤلّفاً مجموعاً موجوداً في متناول أيديهم ، بمحكماته ومتشابهاته . غير أنهم مأمورون ـ للوقوف على أحكامه التفصيلية وأسراره ودقائقه التي لا تبلغها العقول ـ بالرجوع إلى خليفته ووصيّة وتمليذه أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ولده عليهم السّلام .
ثالثا
حديث الثقلين
ولم تمرّ على النبي الكريم والقائد العظيم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم فرصة إلاّ وانتهزها للوصيّة بالكتاب والعترة الطاهرة ، والأمر باتّباعهما والإنقياد لهما والتمسّك بهما .
لذا تواتر عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم حديث الثقلين الذي رواه جمهور علماء المسلمين بأسانيد متكثرة متواترة ، وألفاظ مختلفة متنوعة ، عن أكثر من ثلاثين صحابي وصحابية ، وأحد ألفاظه :
« إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهم لن تضلّوا بعدي أبداً ... »
وهذا يقتضي أن يكون القرآن الكريم مدوّناً في عهده صلّى الله عليه وآله
وسلّم بجميع آياته وسوره حتى يصح إطلاق إسم الكتاب عليه ، ولذلك تكرّر ذكر الكتاب في غير واحد من سورة الشريفة .
كما أنّه يقتضي بقاء القرآن كما كان عليه ـ على عهده صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ إلى يوم القيامة ، لتتمّ به ـ الهداية الأبوية للامة الإسلامية والبشرية جمعاء ، ما داموا متمسكين بهما ، كما ينصّ عليه الحديث الشريف بالفاظه وطرقه ، وإلاّ لزم القول بعدم علمه صلّى الله عليه وآله وسلّم بما سيكون في امته ، أو إخلاله بالنصح التام لأمته ، وهذا لا يقول به أحد من المسلمين .
رابعا
الأحاديث الآمرة بالرجوع إلى القرآن الكريم واستنطاقه
وهي كثيرة جدّاً ، نكتفي هنا منها بما جاء في كتب وخطب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام .
قال عليه السّلام في خطبة له ينبّه فيها على فضل الرسول والقرآن :
« أرسله على حين فترة من الرّسل ، وطول هجعة من الامم وانتقاض من المبرم ، فجاءهم بتصديق الذي بين يديه ، والنور المقتدى به ، ذلك القرآن .
فاستنطقوه ولن ينطق ، ولكن أخبركم عنه ، ألا إنّ فيه علم ما يأتي ن والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم » نهج البلاغة : 223 | 158 . .
وقال عليه السّلام :
« واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا
يضلّ ، والمحدّث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى أو نقصان في عمى ، واعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لأحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ، فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغّي والضلال ، فاسألوا الله به وتوجّهوا إليه بحبه ، ولا تسألوا به خلقه ، إنّه ما توجه العباد إلى الله بمثله .
واعلموا أنّه شافع مشفّع ، وقائل مصدّق ، وإنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه ، ومن محل له القرآن يوم القيامة صدّق عليه ، فإنّه ينادي مناد يوم القيامة : ألا إنّ كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ، فكونوا من حرثته وأتباعه ، واستدلّوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه آراءكم ، واستغشوا فيه أهواءكم » نهج البلاغة 202 | 176.
وقال عليه السلام في كتاب له إلى الحارث الهمداني رضي الله عنه :
« وتمسّك بحبل القرآن واستنصحه ، وأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ... ».
« ثم أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو توقّده ، وبحراً لا يدرك قعره ، ومنهاجاً لا يضل نهجه ، وشعاعاً لا يظلم ضوؤه ، وفرقاناً لا يخمد برهانه ، وحقاً لا تخذل أعوانه ، فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافي الإسلام وبنيانه ، وأودية الحق وغيطانه ، وبحر لا ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، 000
هذه الكلمات البليغة وأمثالها تنصّ على أنّ الله تعالى جعل القرآن الكريم نوراً يستضاء به ، ومنهاجاً يعمل على وفقه ، وحكماً بين العباد ، ومرجعاً في المشكلات ، ودليلاً عند الحيرة ، ومتبعاً عند الفتنة .
وكل ذلك يقتضي أن يكون ما بأيدينا من القرآن هو نفس القرآن الذي نزل على الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعرفه أمير المؤمنين وسائر الأئمّة والصحابة والمسلمون أجمعون
____________
تعليق