بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيد الانبياء والمرسلين
محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
وسلم تسليماً كثيراً
لننشأ جيلاً قادراً على تحدي الصعاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
ان الاطفال كبراعم النباتات تحتاج الى عوامل واسباب تنميهم
وتجعلهم من القوة بحيث تمكنهم من مواجهة وتحدي الصعاب
في مختلف مراحل حياتهم واول هذه العوامل هي
اولاً:ـ الثقة بالنفس: الثقة بالنفس هي الغذاء الروحي الاول ...اذ لا يصمد امام الصعوبات الا الذين يثقون بانفسهم وبقدراتهم على مواجهة التحدي ....
ودور الوالدان في تعزيز اعتماد اولادهم على انفسهم يكون من خلال
مراقبة مواهب اولادهم وقدراتهم الدقيقة ثم مساعدتهم على صقلها من دون ان يتوقعون منهم الكثير في وقت قصير .. فاذا اتقن الطفل ما يهواه فانه يقتنع بقدرته على اتقان كل امر فلا يخاف من تجريب حظه في اي منها ومتى ترسخت ثقته بنفسه يصبح قادرا على حل المشاكل وهذا كل ما يحتاج اليه.
ثانياً ـ الاندفاع :لولا الاندفاع لما استطاع الانسان انجاز اي عمل كبير... طبعا كلنا قناعة بانه حتى الامور البسيطة لم تكن لتتحقق لولا مقدار صغير من الاندفاع ..... والامر يفتضي غرس هذه الصفة في اولادنا فكثير منهم يسري الاندفاع في عروقهم منذ ولادتهم ، على الاهل رعاية هذه الصفة وذلك ليس بالامر اليسر إذ يسهل إطفاء جذوتها بالتوبيخ والسخرية والاخفاق المتكرر وتثير حماسة الاطفال ضحك وتنذرهم احياناً وهذا قد يثبط العزم ويخفف حدة الاندفاع .
ثالثاً ـ الشعور مع الاخرين : على كل اب وام ان يحاول تطيب خاطر ولدهم الحزين على وفاة اي حيوان يمتلكه (طير ، بلبل ،قطة )ومن المعلوم ان الاطفال شديدوا التحمس لما تكابده المخلوقات الاخرى من عذاب والم وهذا شعور نبيل من الممكن تنميته كما يمكن إضعافه فإذا ساد البيت جو من العطف على الاخرين وإذا راى الطفل والديه يضحيان في سبيل الفقراء فان شعوره هذا ينمو ويرسخ .
رابعاً ـ الاحترام : تكاد هذه اللفظة تضيع من قاموس السلوك العام لقد آن لنا إحياءها في نفوسنا ومجتمعنا فالاحترام هو ذلك التفكير العميق الذي يملأ قلب الانسان ايمانا راسخا بأن هناك قيماً جديرة بالتقدير يجب ان تراعى وتحفظ ، ولو فكرت قليلاً لوجدت إن معظم مشاكلنا ناتجة من انعدام هذا الإيمان الثابت المطلق في التربية الاسلامية . فما الجريمة سوى استخفاف بالقانون وما تلوث البيئة سوى الاحتقار لحقوق الاخرين .
س : هل نستطيع والحال هذا ان نغرس في نفوس اطفالنا الاحساس بالتقدير والاحترام ؟ الجواب :ـ اجل اننا قادرون على ذلك شرط ان نفرض عليهم التزام هذا المبدأ لا ان نكتفي بالتمني عليهم .....
س : ولكن ماذا نفرض على اطفالنا وكيف ؟
الجواب :ـ نفرض عليهم تعلم الانصاف كمبدأ للتعامل بين البشر ، وذلك في مرحلة مبكرة جداً من طفولتهم فنعودهم مشاركة اقرانهمفي لعبهم ثم نستكمل ذلك في مرحلة رواية القصص فنشدد على الفضائل كالشجاعة والوفاء والنبل كي ترغبها العقل فتثير الحماسة والغيرة لديهم وكذا نعلمهم حب واحترام وطنهم فنخبرهم عن المواقع التي صنع فيها التاريخ ونصطحبهم لزيارتها.... وتستمر عملية غرس القيم والمبادئ التي يكون الوالدان دائما القدوة الحسنة لاولادهم الى ان يصبح مبدأ السلوك العام هذا قانوناً ذاتياً يفرض نفسه وعندما يبلغ الطفل هذه المرحلة من النضج يصبح الاحترام احتراماً للذات .....
خامساً :ـ المرونة : ان القدرة على مجارات التغيرات هي الضرورة الأولى للحياة المستقرة الهادئة في المستقبل والذين يتمسكون بعناد بواقع حياتهم هم اكثر الناس تعرضاً للصدمات .
س : كيف نكسب اطفالنا القدرة على التكيف ؟
الجواب :ـ إن أفضل طريقة هي تشجيع الصفات التي تخلص الفكر من ضعفه المحبة مثلاً ففي إمكان الاهل تشجيع اطفالهم على الحب من خلال تصرفاتهم وتوددهم الى اطفالهم والى الاخرين والاطفال الذين ينالون قسطاً كبيراً من المحبة يشبون وهم قادرون على حب ما حولهم والمحبة اقوى مقاوم للصدمات .
إن اصحب الطباع الصلبة اشخاص منطون على ذواتهم فقدوا اللذة في البحث والسؤال وما احلى أن ننمي في نفوسهم روح الدعابة التي تزيل الهموم خصوصاً التهكم البريء على أخطاء الذات وان الأشخاص الذين يقصدون علماء النفس قلما يملكون القدرة على الدعابة وانتقاد الذات بمرح وان هذه الملكة تنتقل من جيل الى جيل .
سادساً :ـ الامل : هذه الصفة هي حقاً أكثر ما يحتاج اليه العالم فهي تجعل للانسان جسوراً في ساعات الضيق فينتظر بزوغ الشمس من خلف الغيوم المتلبدة ويقتنع بان لكل مشكلة حلاً ويؤمن بقدرته على مجابهة التحديات وحل المشاكل المستعصية ... على الوالدين ان يكونا متفائلين فالخوف والتشاؤم والكأبة مشاعر سريعة التفشي إذا اشبع بها جو البيت أما إذا تعلم الطفل إن لكل جواد كبوة وان الحظ إذا خانه مرة فقد يحالفه في المرة المقبلة فسوف يتكون لديه شعور يبدو معه المجهول اقل رهبة والأزمات اقل تعقيداً وان الإيمان بالله هو اعظم واقوى دعامة له ، فالانسان الذي يؤمن إيماناً راسخاً بوجود إله محب يرعى البشر ويمد إليهم يد العون يصبح لديه مصدر قوة لا تحد... فتحفزه قناعته الداخلية على الاستمرار في النضال الى ان يتغلب على مشاكله مهما كبرت .
(( والحمدلله رب العالمين على ما انعم علي وعلى كل احدٍ ممن كان او يكون الى قيام الساعة ))
تعليق