إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شاعر العراق الكبير السيد رضا الهندي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شاعر العراق الكبير السيد رضا الهندي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد الاطهار الابرار
    وسلم تسليما كثيرا
    شاعر العراق الكبير السيد رضا الهندي
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هو من الشعراء الكثيرون الذين كتبوا عن ائمة اهل البيت


    (عليهم السلام )

    فكانت كتاباتهم تتفاوت فيها القدرات الشاعرية من الشفافية

    تكدست فيه كنوز من المعاني البيانية والبلاغة .

    ومن بين هؤلاء الشعراء السيد رضا الهندي الشاعر العراقي

    الكبير الذي يمتلك شاعرية مرهفة استطاع من خلالها ان يرقق

    نواصي الأبيات ويجعلها طوع يديه ، وهو مع ذلك عالم قدير

    ومؤرخ جليل وبحاثة شهير .
    ولاد ته :
    ـــــــــــــــــــ
    هو ابن السيد السيد محمد بن السيد هاشم الموسوي الهندي ، ينتهي
    نسب اسرته إلى الإمام العاشرمن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام )

    سمي بالهندي لهجرة أحد آبائه إلى الهند في عصر من عصور الإضطهاد
    وكان السيد رضا خامس إخوته الستة، وقد اشتهر منذ صغره بالصلاح
    والتقوى. ( ترجمته في مقدمة ديوانه ص7 ).
    ولد في النجف الاشرف في ليلة الإثنين، ثامنة ليالي ذي القعدة، سنة
    تسعين ومائتين والف للهجرة النبوية الشريفة . (8/ 11 / 1290 ).
    وقد هاجر الى سامراء بصحبة ابيه سنة (1298) حين اجتاح مدينة
    النجف وباء الطاعون ، وبقى هناك يواصل دروسه .
    فكان موضع عناية آية الله المجدد الشيرازي لذكائه، حيث تعلم القرآن
    الكريم بمده أيسر من المألوف، ثم عاد إلى النجف فواصل جهوده العلمية
    على ايدي أساطين العلم حتى نال درجة الإجتهاد في الفقه .(مقدمةديوانه)
    مؤلفاته :
    نتيجة للوعي والبصيرة الثاقبة التي كانت لدى السيد الشاعر،فقد احاطت
    بحياته الكثير من المصاعب والمتاعب التي منعته من التفرغ للتأليف، أو
    ألف ولم يسمح لمؤلفهِ بالنشر، كما هو الحال مع كتابه ( الميزان العادل
    في الرد على النصارى )، حيث التمس الشيخ حسن علي القطيفي من
    السيد رضا ان يؤلفهذه الرسالة، وقد طبعها الشيخ على على نفقته في
    بغداد سنة 1331هجرية وهي تقع في أربعين صفحة . وكان مقرراً
    تدريسها في مدارس الدولة ، ولكنها مُنعت من ا لنشر ابان الاحتلال
    الانجليزي ( اعيان الشيعة للسيد محسن الامين ج7 /ص27) .
    لِما فيها من التخريض على مقاطعة الإنجليز وللسيد الشاعر العديد
    من المؤلفات المخطوطة (آل الهندي في النجف /مخطوط للمرحوم
    الاستاذ موسى الموسوي / نقلاً عن الديوان) .
    1ـ بلغة الراحل / كتاب في المعتقد ات والاخلاق لم يطبع.

    2ـ الوافي في شرح الكافيفي العروض والقوافي ام يطبع .
    3ـ شرح على باب الظِهار : من كتاب والده في الفقه المسمى
    (( اللآلئ الناطقة للاحكام اللازمة )) لم يطبع .
    4ـ سبيكة العسجد في تاريخ بأبجد:كتابٌ يعد فريداً في بابه، يتناول
    فلسفة التاريخ بأبجد (مخطوط ).
    5 ـ تقريرات أستاذه السيد محمد بحر العلوم (مخطوط ) .
    6ـ الرحلة الحجازية (مخطوط ) .
    7 ـ دور البحور في العروض ( مخطوط ).
    8 ـ شرح رسالة غاية الإيجاز لوالده ( مخطوط ) .
    إذن لم تكن حياة الشاعر برغم المصاعب والمشاق منزوية في ركن
    بعيدعما يحيط بها، كما هو الحال مع كثير من الشعراء، فهو ينظر بعين
    الناقد البصير لكل ما يحيط به من تقلبات واحداث علمية او سياسية او ادبية .

    شعر السيد رضا الهندي :

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
    لم يكن السيد رضا من المقلين في قول الشعر رغم أنه كانت له انشغالات
    اخرى غير الشعر، ولم يكن همه الوحيد هو نظم الشعر ، فحسب ، ولكن
    مع ذلك غلب على اسمه كشاعر اكثر منه كعالم ومجتهد، (وقد اوما اليه
    ارباب الادب ورمقوه، وشعره لا يكاد يُحصر لكثرته)(شعراءالغري/ علي
    الخاقاني /ج4/ ص88) ، ولم يكن له ديوان يجمعه، بل تُرك شعره مبعثراً لم يجمع .
    وقد قام في الفنرة الأخيرة بعض المقربين له بجمع اكثر اشعاره ووضعوه في ديوان له سمي (( ديوان السيد رضا الهندي )) .
    وشعر السيد رضا فيه الرقة والحلاوة والسهولة التي تجعل منه شعراً
    مضيئاً، فمثلاً قصيدته الكوثرية تلك القصيدة التي ملأت الآفاق شهرة،
    شهرةً فيها الكثير من الرقة والعذوبة وهو يبدؤها بالغزل فيقول:
    أمفلج ثغرك أم جوهر ورحيق رضابك أم سكر
    قد قال لثغرك صانعه ( أنا أعطيناك الكوثر ))
    والخال بخدك أم مسك نقطت به الورد الأحمر
    أم ذاك الخال بذيك الخد فتيت الند على مجمر

    وهكذا يستمر السيد رضاعلى مثل هذا النغم المتراقص من الكلمات
    السلحرة في (( كوثريته )) الرائعة ، والتي ضمنها معاني كثيرة لخبرته
    الادبية والتأريخية ، وهو مع ذلك تجد عنده الكثير من القصائد التي
    يطغى عليها جانب الغزل او يتدرج بها بالغزل ، وهي عادةالعرب
    القدماء في المدح يقول :

    أقبل من أهواه بالكأس فتهت بين البدر والشمس
    مَلك على عرش الجمال أستوى فأقرأ عليه آية الكرسي

    بل ملك اضحت على حسنه وقفاً عيون الجن والإنس
    وردٌ على خديه من شأنه أن يصبغ العشاق بالورس
    لذا نجد عند السيد رضا الكثير من مثل هذه الكلمات المتناغمة
    المنشرحة ، والتي تبعث على الانفتاح والتحليق في افاق واسعة
    من الخصوبة الذهنية التي يتمتع بها الشاعر .

    شعره الحسيني :
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كتب السيد رضا الهندي الكثير من القصائد الحسينية، فكانت جلها قد
    حفظت في صدور خطباء المنبر الحسيني للما فيها من الرقة والعذوبة
    والحزن الذي يجليها من أولها إلى آخرها .

    والمراثي الحسينية معروفة بعمقها الحزين الذي يجعلك تتعايش معها
    بشوق ولهفة، فهو عندما يكتب عن الامام الحسين (عليه السلام )
    نراه يلفظ أحشاءه مع كلماته حزناً وهماً للواقعة العظيمة التي أَلمت
    بآل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )، وهو عندما يرسم لك
    الصورة عن المعركة كأنه هو الذي يقطع بالسيوف، وهو الذي يعاني
    من تمزيق الرماح لجسده، فهو مثقل بالجراح حين يقول:
    كيف يصحو بما تقول اللواحي من سقته الهموم أنكد راح
    وغزته عساكر الحزن حتى أفردت قلبه من الأفراح
    كيف تهنيني الحياة وقلبي بعد قتلى الطفوف دامي الجراح
    فكيف لا ينزف دماً ويقطر حزناً وهو المحب الذي عاش في اجواء لا تنفك
    تذكره بكل ما فيها فيها من أدبيات في يوم كربلاء .
    اليوم الذي يعتبره المكمل للرسالةوتثبيت الفروض والسنن، وهو اليوم الذي
    ظهرت فيه اول ظاهرة للظلالعلى يد يزيد بن معاوية (لعنة الله عليه) بشكل
    متهتك سافر واضح لكل الناس فالسيد رضا( ابو احمد ) يقول:

    بين بيض الظُبى وسمر الأسنة نالت القصد نفسك المطمئنة
    لك يا موضح الهدى للبرايا اي فضل على البرايا ومِنّه
    بدم النحر قد كتبت سطوراً أرشدتهم لكل فرض وسنّة
    كلما مرت الليالي تجلت فهي شمس تجلو ظلام الدُجنة
    كاد نبل الضلال يعمي فؤاد الدين لو لم يكن له منك جُنة

    ( ابو احمد ) لايكتب عما يحلق به الخيال وتمليه العاطفة من حالات
    واطلاع واسع لأحداث التاريخ الإسلامي.
    ويبدأ السيد قصيدته هذه بقوله:
    إن كان عندك عَبرة تجريها فانزل بأرض الطف كي نسقيها
    فإذا كنت تمتلك مخزوناً كافياً من الدموع عليك ان تضعه في المكان
    المناسب وأنّ العبرات هناك في ارض كربلاء لأجل أن تروي أرض
    الطف، لأن الحسين ( عليه السلام ) قُتل عليها وهو عطشان .
    جميلة جداً هذع المواساة التي تريد أن تروي ارضاً من الدموع وأن
    الكبت الذي يعانيه السيد الشاعر وجد له متنفساً :
    فعسى نبل بها مضاجع صفوة ما بلت الاكباد من جاريها
    النهر الذي كان ينساب بتلك الأرض عجز أن يروي أكباداً كابدت
    مرارة العطش، فقتلت وهي تشكو اليبس والظمأ.
    فهو عندما يتذكر النبوة والرسالة والإمامة يفيض بالألم الدافق العميق
    اذ يقول :
    ولقد مررت على منازل عصمة ثقل النبوة كان القي فيها
    فبماذا يطعم ما ينفث على لسانه أنه يمزجه نالدموع فتمتزج
    مع الألفاظ:
    فبكيت حتى خلتها ستجيبني ببكائها حزناً على اهليها
    ثم تنهال الذكريات من مخيلته تخبره بما جرى هناك في كربلاء
    من مآس وآلام وفجائع "
    وذكرت إذ وقفت عقيلة حيدر مذهولة تُصغي لصوت أخيها
    بأبي التي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر ابيها
    نعم يتذكر الإمتداد الرسالي من الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )
    الى الامام الحسين ( عليه السلام ) ويتصور الديار الخالية الموحشة
    فتكون الدموع لديه هي الوسيلة الاكثر طوعا بيديه ( يالهول المصيبة)
    زينب ابنة علي بن ابي طالب (عليه السلام ) تخرج مذهولة تسمع صوت
    اخيها في اخر لحظات عمره الشريف ، ومع ذلك تقابل كل هذه المصائب
    بجلد وصبر وحزم وهي تسترجع ، ان لها مسؤليات جسيمة في المحافظة
    على الاطفال والنساء .
    فنظر كيف يرسم السيد هذه اللوحة الحزينة, فيقول :
    حسرى وعز عليك ان لم يتركوا لك من ثيابك ساتراً يكفيها
    وسروا براسك في القنا وقلوبها تسموا إليه ووجدها يضنيها
    ان اخروه شجاه رؤية حالها او قدموه فحاله يشجيها
    نعم هي كالمستجيرة من الرمضاء بالنار وضعها ووضع رأس أخيها
    الذي يحمل على الرمح بين أن يقدم أمامها وتزداد لوعتها أو يؤخر
    عنها فتؤخر عنها كل ذكرياتها وطفولتها التي عايشتها مع أخيها
    الحسين (عليه السلام ) .
    هذه القصيدة التي تقلبك في وسط الأحزان وهي مليئة بالإنفجارلت
    العاطفية التي تستحثك على الإندماج معها .
    وفاته :
    توفى السيد رضا الهندي رحمه الله سنة 1362 هجرية بالسكتة القلبية
    في مدينة المشخاب من اقضية النجف الاشرف , فكان لوفاته صدى
    محزناً في أواسط االعلماء والصالحين .
    وقد حُمل جثمانه على الاعناق الى قضاء ابي صخير, ومن هناك
    اتجه به الى النجف, حيث كانت جماهير المدينة بانتظار الموكب
    المهيب على مسافة من الطريق وقد صلى عليه كبار العلماء واصطف
    خلفهم الكثير من الوجوه العلمية وطلبة العلوم الدينية وسائر الناس.
    واقام زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف السيد أبو الحسن
    الأصفهاني الفاتحة على روحه ( رضوان الله عليه ).










  • #2
    سلمت يمينك أختي اماني امؤمن على الطرح القيم والمهم
    جزاكِ الله خير جزاء المحسنين وجعله في موازين الصالحات لكم
    ورزقكِ الجنَّة

    sigpic

    تعليق


    • #3
      احسنتي بارك الله بجهودك

      تعليق


      • #4
        اللهم عجل لوليك الفرج
        وعجل فرجنا بفرجه وأكحل ناظرنا بنظرة منا إليه ياالله بحق محمد وآله الأتقياء
        sigpic

        تعليق


        • #5
          كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
          وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
          دائما متميزة في الانتقاء
          سلمت يالغالية على روعه طرحك
          نترقب المزيد من جديدك الرائع
          دمت ودام لنا روعه مواضيعك
          sigpic

          تعليق


          • #6

            اللهم صل على محمد وال محمد
            وعجل فرجهم
            بارك الله بكم الاخت (اماني المؤمن)
            على الجهود كم.











            { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنُُ وَاعِيَة ُُ}




            تعليق

            يعمل...
            X